عندما تصدر لعبة مرتقبة بالأسواق، يسارع محبيها لاقتنائها وخوض أحداثها والاستمتاع بكل لحظة فيها، لكننا لا نعلم حقيقة ما حدث خلف الكوابيس، خاصة وأن بعض أشهر العناوين على الساحة اليوم كانت على وشك الإلغاء، ولعبت الصدفة وحدها دورًا هامًا في استكمال تطويرها وإطلاقها بالأسواق كما سنتعرف سويًا في مقالنا اليوم ضمن سلسلة مقالات Top 10 التي نقدمها لمتابعينا في سعودي جيمر.
الفيضان – No Man’s Sky
بغض النظر عن مشاكل الإطلاق التي عانت منها اللعبة قبل سنوات، وجهود استوديو Hello Games لإعادتها إلى الطريق الصحيح، وهو ما حدث بالفعل في الفترة الماضية، كانت لعبة No Man’s Sky على وشك الإلغاء لسبب آخر لن يتخيله أي شخص وهو الفيضان.
نعم ما قرأته بالأعلى صحيحًا، غمر مكتب Hello Game في Guilford بالمياه بالكامل بسبب الفيضان، وقال المطور شون موراي في تصريحاته:
فقدنا جميع أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والمعدات، والأثاث، ومجموعات التطوير، وعندما رفض التأمين تغطية الضرر، كان المطورون عالقون في هذا المأزق لا يعرفون ما سيفعلونه لإنهاء تطوير اللعبة.
بدلاً من الاستقالة، قام موراي وفريقه بإنشاء محطة عمل مؤقتة، وعلى الرغم من صعوبة الموقف، تمكن الفريق من استكمال عملية التطوير وإطلاق اللعبة بالأسواق.
تشبه Diablo بدرجة كبيرة – Fallout
لم تبدأ عملية تطوير Fallout بصفتها لعبة أر بي جي تدور أحداثها في عالم ما بعد الكارثة كما يعرف الجميع، وإنما كلعبة لوحية تعرف باسم GURPS، وبينما كان المنتج الرئيسي، تيم كاين، يعمل في المشروع، واجه بعض العقبات الرئيسية.
بعد حصول شركة Interplay على حقوق الترخيص لاثنان من عناوين Dungeons & Dragons، بدا الأمر وكأن GURPS قد انتهت بلا رجعة، وذلك لأن ألعاب D&D تعد الأفضل على الساحة بين جميع الألعاب اللوحية، كان من المنطقي أن تركز الشركة كل طاقتها على ذلك، بدلاً من عنوان جديد لا يتمتع بأي شهرة، ومع ذلك ، كان كاين مؤمنًا تمامًا بلعبة GURPS ولم يتخلى عنها.
لم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، وفي هذا الوقت تقريبًا، أصدرت Blizzard لعبة Diablo، التي فرضت اسمها على الساحة بين عشية وضحاها، أنهت Interplay على الفور ترخيص GURPS معتقدة أن اللعبة ليس لديها أي فرصة لمنافسة لعبة Blizzard، وعوضًا عن الاستسلام، أعاد كاين تطوير لعبته بالكامل إلى ما أصبح يُعرف باسم Fallout، حيث اضطر هو وشريكه المصمم كريستوفر تايلور إلى إعادة تصميم كل شيء في أسبوع واحد فقط.
على الرغم من أن Fallout لم تبيع جيدًا مثل Diablo، إلا أنها حققت نجاح جيد وكونت قاعدة جماهيرية سمحت لفريق التطوير بتقديم المزيد من الأجزاء التي سطرت تاريخ السلسلة.
إعادة الهيكلة – Bayonetta 2
حققت لعبة Bayonetta الأولى نجاح مدوٍ وباعت أكثر من مليون نسخة عالميًا، مما مهد الطريق للعمل على جزء ثاني يستفيد من هذا النجاح في الوصول إلى قاعدة جماهيرية أضخم، ولكن كما يقال، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث قررت شركة SEGA وقتها إعادة هيكلة صفوفها بسبب المشكلات المالية، وقرر المسؤولون في الشركة استبعاد العديد من الألعاب الجديدة، بما في ذلك تكملة Bayonetta.
وفقًا لتصريحات الكاتب Hideki Kamiya، سارع فريق PlatinumGames للحصول على تمويل من ناشرين آخرين، لكن تم رفض هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، ومع عدم وجود مكان آخر يلجأ إليه الاستوديو، كان من الواضح أن Bayonetta 2 قد انتهت بلا رجعة.
فجأة ودون سابق إنذار، جاء الدعم من شركة مستبعدة تمامًا، نتحدث عن Nintendo بالطبع، ورغم كون السلسلة تعتمد على العنف بشكل كامل، إلا أن الناشر الياباني كان يرغب في إطلاق العنوان حصريًا على جهاز Wii U، وبالفعل أصبحت واحدة من أعلى العناوين تقييمًا في تاريخ المنصة، لدرجة أن بعض المستخدمين قاموا بشراء المنصة لتجربة Bayonetta 2 فقط.
نينتندو افترضت أن السلسلة انتهت بلا رجعة – Fire Emblem
قبل إصدار Fire Emblem Awakenings في عام 2012، توصلت Nintendo فجأة إلى استنتاج مفاده أن المشجعين قد اكتفوا من السلسلة، نتيجة لذلك، كان الناشر الياباني على استعداد للتخلي عن السلسلة بالكامل إذا لم يصل هذا الإصدار إلى حصة المبيعات المحددة.
لم يحقق إصدار Awakenings نجاحًا كبيرًا فحسب، بل كان أعلى تصنيف للعبة Fire Emblem، ونتيجة لذلك، عملت الشركة على العديد من الإصدارات الرئيسية والفرعية، بما في ذلك لعبة مخصصة للهواتف الذكية بعنوان Fire Emblem Heroes، والتي أصبحت أعلى لعبة محمولة من Nintendo نموًا على الإطلاق.
أسلوب اللعب لن يحقق أي نجاح يذكر – Grand Theft Auto
عندما بدأ تطوير أول جزء في سلسلة ألعاب GTA، أراد بعض المطورين أن تكون لعبة سباقات ثنائية الأبعاد، بينما أراد آخرون لعبة من نوع top-down، وعلى الرغم من أن الفريق أراد أن يتحكم اللاعب في سيارة للشرطة، إلا أن العديد منهم أرادوا اللعب بصفتهم المجرم الذي يتم ملاحقته.
نظرًا لأن المبرمجين وكتاب السيناريو والمبرمجين رفضوا الاتفاق على فكرة واحدة، فقد ألقوا الكثير من الأفكار المتضاربة في المشروع، وقال غاري بن، المدير الإبداعي لشركة DMA Design، في تصريحاته:
حتى لو حصلت على شيء ما في اللعبة، فلا يمكنك اختباره حقًا. لم يتمكن المصممون من اختبار الأشياء أو تجربة العناصر المختلفة، واستمرت اللعبة في الانهيار بهذه البساطة.
أردنا إيقاف العمل على اللعبة طيلة 4 سنوات نظرًا لأن الفريق لم يتمكن من معرفة كيف ستبدو GTA أو كيف سيتم لعبها.
بالرغم من أن جميع العاملين على اللعبة توقعوا أن تحقق فشلًا ذريعًا، إلا أن ما حدث بعد ذلك أصبح جزءًا من تاريخ أنجح لعبة AAA في تاريخ صناعة الألعاب مع مبيعات تعادل ميزانيات دول كاملة.
في النهاية لا تنسى الاطلاع على مقالنا السابق “10 سلاسل ألعاب لم تحصل على أي أجزاء مخيبة“.