شهدنا بالعقد الماضي طرح العديد من الألعاب الرائعة التي مثلت علامةً فارقةً في الصناعة، وحتى أنها باتت بمثابة قالب يحتذي به باقي المطورين، ومضرب مثل للألعاب التي تستحق علامات شبه كاملة من المقيميين أو اللاعبين. وفي سلسلة مقالات Top 10 أو توب تن سنتحدث عن أفضل عشرة ألعاب في العقد الفائت طبعاً دون أي ترتيب معين.
The Witcher 3
البعض قد يجادل بأحقية تواجد هذه اللعبة في قائمتنا بسبب وجود نقاط ضعف في أسلوب اللعب والقتال، ولكن إن كنا نتكلم عن ألعاب تركت بصمة وتأثير على الصناعة فلا يمكن إهمال ذا ويتشر 3 التي حاول عدد من مطوري الألعاب تقليدها مثل أساسنز كريد التي حولتها يوبيسوفت لأر بي جي بعد رؤية ما حققته ذا ويتشر 3.
الفريق البولندي CD Projekt RED أبدع عندما نهل من روايات الكاتب أندريه سابكوسكي فنسج قصة بغاية الجمال مع شخصيات عميقة لا نتحدث فقط عن المهام الرئيسية فأنت بهذه المغامرة تعيش بعالم مليء بالمهام الجانبية التي تملك قصص تفوق بروعتها القصة الرئيسية. أينما توجهت ستصادفك مهام جديدة فتترك هدفك الأساسي وتجري خلف استكشاف قصص الشخصيات. العالم كان نابض بالحياة من حولك وهي أفضل لعبة قدمت نظام اختيارات في القصة تجعلك مجبر على التفكير مرتين قبل اتخاذ أي قرار.
The Legend of Zelda Breath of the Wild
لطالما كانت صناعة ألعاب العالم المفتوح تحتوي على تحديات كبيرة أمام المطورين لناحية تقديم عالم نابض بالحياة وغني بالأنشطة ويتفاعل مع اللاعب، نفس البرية كسبت التحدي ببراعة حيث استطاع مطورها تقديم العالم المفتوح الأمثل.
فهناك تنوعاً كبيراً بالتضاريس كل إقليم في عالم اللعبة يمتلك حياة برية ونباتات وحشرات تختلف عن الأقاليم الأخرى، مع طرق تنقل تعد الأفضل حيث كل ما تصادفه أمامك يمكنك تسلقه مع وجود خاصية الطيران أي أنك تستطيع الوصول لأي نقطة تشاء.
ومن قال بأن ألعاب العالم المفتوح لا يمكن أن تقدم فيزيائية مذهلة، نفس البرية فعلت ذلك فكل ما في اللعبة يتفاعل مع اللاعب فالأعشاب والأخشاب تحترق وتولد الرياح، الشخصيات تتأثر بدرجات الحرارة المختلفة وحتى الطعام يتأثر بذلك.
لا لم ننتهي من التغزل بخصال اللعبة، فالمغامرة كانت مليئة بالمتعة ومليئة بالاستكشاف والأسرار مع أكثر من 100 معبد موزع على عالم اللعبة وكنوز مدفونة في أعماق البحيرات بانتظارك لتستكشفها، فالعالم يشجعك على الاستكشاف ويجعلك تعد العدة اللازمة لذلك مع تجهيز لأسلحتك وأدواتك واختيار الطريق المناسب لرحلتك. كل هذا وسط حرية كاملة تستمتع بها كلاعب ولا يوجد حدود أبدًا في أسلوب لعبك. باختصار لقنت هذه اللعبة درساً قاسياً للجميع بكيفية تطوير ألعاب العالم المفتوح.
Skyrim
يمكن القول بأن هذه اللعبة هي الوجه النقيض الآخر لويتشر 3، فبينما امتازت الأخيرة بقصتها مع نقاط ضعف بالجيمبلاي، فإن سكايرم ميزها عناصر أسلوب اللعب والتي كانت ثورية وقت إصدارها. سكايرم طبقت مبدأ حرية اللعب بشكل ليس له مثيل للآن. فأنت حرفياً يمكنك فعل ما تشاء في عالمها يُمكنك أن تكون ساحرًا، أو لصًا، أو حتى قاتلًا.
كذلك تبرع هذه اللعبة للغاية في عنصر المفاجأة فهناك مهمات وأسرار خلف كل حجر في عالم اللعبة. صحيح أن الشخصيات فيها قد لا نتذكر منها أحدًا، لكنها لعبة فيديو في المقام الأول، و سكايرم تُدرك جيداً أنها لعبة في المقام الأول والأخير.
Bloodborne
خلال العقد الماضي استطاع ميازاكي ابتكار جنرا جديدة بعالم الألعاب وهي Souls والتي سرعان ما كونت لها قاعدة جماهيرية هامة وكبيرة مكونة من اللاعبين الذين يبحثون عن المتعة والتحدي أثناء اللعب. لذا لا بد من تواجد لعبة واحدة على الأقل من جنرا السولز بالقائمة وسنختار بلوودبورن.
عالم اللعبة المُستلهم من لندن الفكتورية كان ساحراً وقدمت نظام قتال أسرع وأكثر هجومية من Dark Souls مع المحافظة على جرعة التحدي ذاتها. كما تم الاهتمام بتكوين الشخصيات وقصصها والتنوع الكبير بتصميم الأعداء. اللعبة باختصار قدمت مزيجاً من أسلوب لعب مميز وقصة ممتازة وشخصيات تعلق بالذاكرة مثل جيرمان وليدي ماريا وكوز ولوديج وغاسكوين، القتال السريع والتحولات بالأسلحة تعطي متعة في القتال.
Mass Effect 2
تمتلك هذه اللعبة شخصيات ربما تكون من أروع ما عرفه عالم الألعاب، مثل The Illusive Man الرجل الغامض الذي أبدع الممثل الصوتي “مارتن شين” بأداء دوره، أو الكابتن شيبارد الذي بذل الغالي والنفيس في صراعٍ طاحن مع كائنات The Reapers، هي من أكثر الألعاب تأثيراً على الصناعة، خاصة مع الخيارات الممنوحة للاعب وكيفية تأثيرها على سير القصة، حتى عناصر اللعب كانت ممتازة، لتستحق هذه اللعبة أعلى التقييمات وتنال رضا اللاعبين وقت صدورها.
Super Mario Galaxy 2
لا أحد يقارع نينتندو بتصميم ألعاب المنصات فهي دوماً تنافس نفسها بابتكار عناصر لعب جديدة وممتعة للاعبين، سوبر ماريو جالاكسي 2 هي أفضل لعبة منصات ثلاثية الأبعاد في التاريخ، ما يميز هذه اللعبة بحق هي تنوع الأفكار التي لا نهاية لها في المرحلة، مع عدد ساعات لعب محترمة، وتحكم مذهل وفي قمة السلاسة.
على العكس من الألعاب الأخرى، لا يُمكن التنبؤ بما ستُصادفه في سوبر ماريو جالاكسي، ففي نفس المرحلة ستلاحظ وجود كويكبات مختلفة بالتصميم والأشكال والأفكار التجديدية كلياً، وهذا جعل اللاعب يشعر بالترقب والمفاجأة ليس من مرحلة إلى أخرى بل عدة مرات في المرحلة الواحدة.
God of War
عادة عندما يكون لديك سلسلة ذات جماهيرية كبيرة فأنت تخشى تغيير ولو أجزاء بسيطة فيها خوفاً من انتقاد جمهورها وابتعادهم عنها، لكن سانتا مونيكا الذي غاب لسنوات مع هذا العنوان عاد بتغيير جذري كبير جداً ونقلَ السلسلة إلى بُعدٍ آخر لم يسبق لها الوصول إليه من قبل.
فغير الكاميرا أولاً وهو أكثر ما كان مزعجاً لي صراحةً بالأجزاء السابقة، وصبغ اللعبة هذه المرة بطابع إنساني فذلك الوحش الهائج قاتل الآلهة تحول لأب خائف على ابنه. مع قصة أعمق وأسلوب لعب ممتع للغاية. حنكة كوري بارلوج ساهمت بجذب جمهور جديد لهذه السلسلة الذي حصل على مغامرة من الطراز الرفيع وعالمٍ مُتشابك مليء بالأسرار.
The Last of Us
عادةً لا تنجح الألعاب الرائعة في المزج بين عنصري القصة المذهلة والسرد القصصي رفيع المستوى وبين أسلوب اللعب الممتع، فدوماً يتغلب طرف على حساب الآخر كما حصل مع ذا ويتشر 3 مثلاً.
لكن نوتي دوق فعلها عام 2013 برائعته ذا لاست أوف أس التي أثبتت للكل أنها لن تكون لعبة زومبي كسائر تلك الألعاب، لا هي تحفة فنية بامتياز كل عنصر فيها مبني بإتقانٍ بالغ، فالقصة من أروع القصص التي يمكن أن تتناول موضوع الأبوة السامية، وجدلية التضحية لإنقاذ العالم أو الأنانية بالاحتفاظ بمن نحب، العالم مصمم ليعكس صراع العديد من الشخصيات من أجل أن تحتفظ بإنسانيتها في هذا العالم القاسي الذي لا يرحم. سلمت أيدي كل من ساهم في حبك نسيج سردها المشوق ومن صمم عناصر اللعب الممتعة لنحصل على أسطورة محفورة بقلب كل من عاش مغامرة جول وايلي تلك.
GTA 5
في عام 2013 صدرت لعبة حققت بالمبيعات إنجازات قياسية هائلة لا تصدق، يكفي أن تتخيل بأن حتى هذه اللحظة المبيعات لم تتوقف رغم صدورها على الجيل السابع والثامن وهي بطريقها للتاسع كذلك، حتى أن روكستار تباهت بأسطورتها GTA V وأكدت أنها أفضل الألعاب مبيعاً بالعقد الماضي.
اللعبة قدمت ثلاث شخصيات قابلة للعب دُفعة واحدة مع إمكانية التبديل بينها في أي وقت، ومهام ممتعة ومدينة ضخمة تنبض بالحياة والتفاصيل. بعكس الأجواء الرمادية التي طغت في الجزء الرابع. وما ميز اللعبة أكثر وجود طور أونلاين ما زال حياً ليومنا هذا وبكل مرة يتم تجديده بمحتويات وتحديثات مذهلة.
Red Dead Redemption 2
نجمة الصناعة ترصع اسمها بهذه القائمة في لعبة أخرى أيضاً. في عام 2018 وبعد غياب طويل جاءت روكستار بتحفة أخرى ترفع معها معايير الألعاب ومستواها لدرجة يصعب على غيرها الوصول إليه. الجزء الثاني من ريد ديد أذهلنا قوة رسومه التي بدت وكأنها سابقة لعصرها وأوانها مع كمية تفاصيل مجنونة بالعالم والشخصيات وحتى الحيوانات.
القصة مذهلة ومليئة بالتشويق وهي تروي لنا حكاية آرثر مورجان عنوانها الشرف والوفاء والتضحية. كل من يرى تلك التحفة البصرية كان ليظن بأننا نشاهد فيلم كابوي أمريكي وليس لعبة فيديو بسبب روعة الرسوم وأسلوب اللعب المدهش.
إذاً هذه كانت اختياراتنا لأفضل عشرة ألعاب في العقد الماضي، طبعاً ما زال هناك الكثير من الألعاب الرائعة والتي مثلت حالة خاصة متفردة بذاتها وامتلكت جمهوراً كبيراً مثل Super Mario Odyssey ودارك سولز و Portal 2 و Minecraft وغيرها الكثير، ولكن الآن سنترك التعليق لكم كي تثروا النقاش بآرائكم حول أفضل الألعاب في العقد الماضي.