ظلت Dead Space أحد أفضل ألعاب الرعب على الساحة لعدة سنوات قبل أن تواجه مصيرًا مظلمًا بعد فشل الجزء الثالث تجاريًا، واختفت أخبار اللعبة عن الساحة تمامًا في عام 2017 مع إغلاق فريق التطوير Visceral Games قبل أن يعود الأمل في إعادة إحيائها من جديد.
تحدثت الشائعات طوال الشهرين الماضيين عن عودة محتملة للعبة Dead Space، والتأكيد على كونها ريميك بتغييرات جذرية، وفي حال صدقت تلك التسريبات وتم الكشف عن اللعبة في الفترة القادمة، هناك العديد من العناصر التي نرغب في التركيز عليها بصورة أكبر لضمان عودتها للطريق الصحيح، وهو ما نستعرضه معكم اليوم في سلسلة مقالات توب 5 أو Top 5.
نبذة عن سلسلة Dead Space
تُعد Dead Space أحد أبرز مشاريع EA في العقد قبل الماضي، صدرت لأول مرة في عام 2008 على PC و Xbox 360 و PS3 من تطوير EA Redwood Shores، لتضع اللاعبين في سفينة تعدين فضائية في دور المهندس “إسحاق كلارك” والذي وجد نفسه فجأة في مواجهة وحوش فضائية مميتة تعرف باسم Necromorphs اجتاحت السفينة بعد اكتشاف قطعة أثرية تسمى Marker.
يشق “كلارك” طريقه وحيدًا بين تلك المخلوقات المميتة ويحصل على مساعدات محدودة من فترة لآخري، ويستمر في التنقل بشكل مستمر بهدف الهروب من تلك المأساة بينما يعترض طريقه العديد من الأعداء ومجموعة من الألغاز في الوقت الذي يستمر في جمع المعدات والعناصر المختلفة للبقاء على قيد الحياة.
تمكنت اللعبة من بيع مليون نسخة عالميًا بعد مرور عام واحد على إطلاقها بالأسواق، الأمر الذي مهد الطريق للعمل على جزءٍ ثانٍ صدر في يناير 2011 ليستكمل قصة “كلارك” على متن المحطة الفضائية Sprawl، وعلى عكس الجزء الأول، وفرت اللعبة طور لعب جماعي يضع اللاعبين في مواجهة وحوش Necromorphs، وتُعد واحدة من أكثر العناوين تكلفة في عملية الإنتاج والتسويق خلال تلك الفترة بميزانية تخطت حاجز 120 مليون دولار.
بالرغم من تمكن العنوان من شحن أكثر من مليوني نسخة في الأسبوع الأول من إطلاقه بالأسواق، إلا أن شركة EA اعتبرته مخيب للآمال من الناحية التجارية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على مستقبل السلسلة وجعل الجزء الثالث بمثابة حقل تجارب أما لاستمرار السلسلة مستقبلًا في حال حققت النجاح التجاري المطلوب، أو إيقاف العمل عليها نهائيًا في حال فشلها، وهو ما قد كان.
صدر الجزء الثالث بالفعل في عام 2013، وركز بشكل كبير على عناصر الأكشن عوضًا عن عناصر الرعب والبقاء التي تميزت بها السلسلة، حيث تعاون “كلارك” مع الرقيب “كارفر” أثناء سفرهما إلى كوكب Tau Volantis الجليدي، الأمر الذي ترتب عليه وجود طور لعب تعاوني يسمح بخوض أحداث اللعبة مع أحد أصدقائك.
نالت اللعبة تقييمات مقبولة وتعرضت للانتقاد بسبب التركيز على الأكشن والقصة الضعيفة، ورغم تصريحات EA واستوديو Visceral بوجود نية للعمل على جزء رابع، إلا أن الأمر انتهى بإغلاق فريق التطوير في عام 2017 وتجاهل السلسلة تمامًا منذ ذلك الحين.
لم يتم الكشف عن إجمالي مبيعات الجزء الثالث رغم كونه الأكثر مبيعًا في شهر الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، إلا أن تصريحات EA فيما بعد أكدت فشل اللعبة على المستوى التجاري، تمامًا مثل Crysis 3 التي صدرت من نفس الناشر في نفس الشهر.
نستعرض معكم في السطور التالية أهم العناصر التي نأمل أن يركز عليها الجزء الرابع في حال كان قيد التطوير بالفعل، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود معلومات قد يعتبرها البعض حرقًا لأحداث السلسلة، لذا وجب التنبيه، أقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
العودة للرعب الحقيقي وليس المبتذل
كانت إحدى الشكاوى الرئيسية بخصوص Dead Space 3 كونها تفرعت عن النهج الأساسي الذي اتبعته السلسلة وركزت بشكل أكبر على الأكشن مع غياب العديد من عناصر الرعب والبقاء التي ميزت أول جزئين.
قضى Isaac Clarke وقتًا طويلاً في القتال ضد الوحوش الفضائية باستخدام آليات اللعب المعتمدة على إطلاق النار واتخاذ ساتر، واختفت لحظات التوتر والرعب النفسي التي اعتبرت مرادفًا لاسم Dead Space، والرهبة الكامنة التي أعقبت كل لحظة قضاها على سفينة Ishimura المنكوبة.
شهدت الفترة الأخيرة انتعاش واضح في سوق ألعاب الرعب تؤكد حاجة اللاعبين للمزيد من ألعاب الرعب النفسي أكثر من الأكشن وتبادل إطلاق النار في العلن، ولنا في Alien Isolation خير مثال، لذا عوضًا عن إعطاء نصائح لشركة EA بخصوص النهج الذي يجب أن تتبعه Dead Space 4، يجدر بالناشر النظر للأسباب التي أدت لفشل الجزء الثالث رغم وجود توقعات تجارية عالية، والعودة للأسلوب الذي تسبب في نجاح السلسلة من الأساس وساهم في امتلاكها لتلك الطبقة الجماهيرية العريضة.
بيئات مغلقة ومخاطر محيطة باللاعب من كل اتجاه
على مدار ثلاثة أجزاء، زار لاعبو Dead Space سفينة تعدين مليئة بالوحوش ومحطة فضائية على شفا الانهيار وعالم جليدي تخلى عنه الجميع باستثناء كائنات Necromorphs المقيتة، رغم ذلك، يتفق معظم عشاق السلسلة على أن المواقع الأكثر فاعلية حتى الآن هي تلك التي تتميز بالبيئات المغلقة الخانقة التي تزيد من أجواء التوتر والرعب في ظل عدم وجود مناطق أمنة مفتوحة تسمح لك بالهرب أو الركض لتفادي المواجهة.
تميز الجزء الأول بإجبار اللاعبين على التنقل عبر ممرات ضيقة وأسقف منخفضة وأنفاق تشبه المتاهة، في المقابل، لم يكن هناك أي إحساس بالقدرة على الهروب، حتى لو نجح اللاعب في الوصول إلى “منطقة آمنة”، فلا يزال هناك احتمال أن يأتي أحد الوحوش زاحفًا ويهاجمه من فتحة التهوية على سبيل المثال.
لم يعطي الجزء الأول للاعبين فرصة لالتقاط الأنفاس، حتى لو كان اللاعب قادرًا على الوصول إلى بيئة مفتوحة، فسيجد نفسه عالقًا داخل السفينة الفضائية في النهاية. فترة الهدنة الوحيدة التي شعر بها اللاعب كانت تلك الخاصة بالهروب من السفينة والدخول في مجموعة من مخاطر انعدام الجاذبية. كان التوتر مستمر دون توقف، ولهذا السبب حققت اللعبة نجاحًا قويًا، وأيًا كانت البيئة التي سيتطرق لها الجزء الرابع، دعونا نأمل أن تعيد تقديم تلك الأجواء من جديد بطريقة تلائم التطورات التي شهدتها الصناعة في السنوات الماضية.
عودة المهندس Isaac Clarke وليس الجندي!
ركزت لعبة Dead Space الأولى بشكل كبير على كون “كلارك” مهندس وليس كجندي، ترتب على ذلك ذخيرة محدودة للأسلحة التقليدية وغير فعالة في بعض الأحيان ضد جحافل الأعداء، لذا، كان على اللاعبين أن يتعلموا بسرعة التصويب على الأطراف بدلاً من الرؤوس ومنتصف الجسد، ويرى البعض أن أدوات مثل Plasma Cutter و Ripper أكثر فاعلية من معظم أسلحة اللعبة العسكرية.
لسوء الحظ، اختلف الأمر كليًا في Dead Space 3 التي أهملت دور الأدوات بشكل واضح وركزت على الأسلحة النارية، ومكنت اللاعبين من العثور على الذخيرة بانتظام. وفي الوقت نفسه، واجه اللاعب أعداء بشريين بشكل مبالغ فيه مما ترتب عليه استخدام البنادق بشكل مستمر.
عودة “كلارك” للظهور بصفته مهندس وليس قاتلًا مدربًا قد يساعد في عودة السلسلة لما عهدناه، رغم ذلك، سيكون هناك صعوبة في تقديم الشخصية بهذا الشكل في جزء رابع يستكمل أحداث الثلاثية السابقة بعد أن واجه مواقف صعبة وتطرق لمعارك شرسة جعلته أفضل من جميع الجنود المحترفين المدربين على أعلى المستويات، إلا في حال صدقت الشائعات الأخيرة التي تشير لكون اللعبة إعادة تخيل للعبة الأصلية بشكل كامل.
أيًا كان السيناريو الذي سيتبعه الجزء القادم، نود أن نرى أسلحة يصعب العثور عليها وتستخدم في مواقف محددة، والتركيز بصورة أكبر على الاستفادة من العناصر والخردة والأدوات التي يعثر عليها اللاعب طوال رحلته ويستخدمها في صياغة أسلحة غير مألوفة يمكن تطويرها بمرور الوقت، أو استغلال قدرات “كلارك” كمهندس من خلال القدرة على اختراق الأماكن المحظورة أو المغلقة، أو التحكم في الضغط الجوي ونسبة الأوكسجين داخل مناطق محددة، بمعنى أبسط، نريد أن نرى “كلارك” يستغل قدراته كمهندس أكثر من كونه جندي مدرب على استخدام الأسلحة النارية في أي موقف.
التركيز على الصراع النفسي وهلوسة كلارك
طورت Dead Space 2 من مفهوم الرعب الذي تم تقديمه في الجزء الأول وتوسعت لتشمل تدهور الحالة النفسية والعقلية للشخصية الرئيسية “كلارك” ودخوله في نوبات من الهلوسة وفقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، ما جعل اللاعبين أنفسهم مضطربين ويشككون في كل ما يحدث حولهم.
تعتبر تلك أحد الميزات الرئيسية التي يمكن أن يبني عليها الجزء الرابع أفكار مثيرة للاهتمام مثل التفكير المشوش لكلارك وعدم قدرته على إدراك ما يحدث حوله بشكل صحيح مما قد يترتب عليه رؤية أشكال جديدة من الوحوش بتصميمات مختلفة أكثر رعبًا من مجرد كونها مخلوقات فضائية.
من الممكن أيضًا وجود خصم رئيسي يطارده في أحلامه طوال عمر اللعبة ويتخذ أشكال الأعداء الأكثر رعبًا للاعب إلى أن يتمكن “كلارك” من القضاء عليه في النهاية وتحرير عقله من تلك الضغوطات التي ستجعل رحلته أكثر شقاءً مما هي عليه بالفعل.
قصة مترابطة بهدف واضح
رغم أن قصة الجزء الثالث وضعت حدًا للصراعات المشتعلة منذ سنوات، إلا أن مصائر كلارك وإيلي وكارفر ما تزال مجهولة، ولكن ما حدث بعد ذلك، جعل الباب مفتوح على مصراعيه لمزيد من القصص المثيرة في المستقبل.
انتهت أحداث المحتوى الإضافي Awakened بعودة كلارك وكارفر للأرض مجددًا على متن سفينة Terra Nova بعد أن تمكنوا من الهرب من كوكب Tau Volantis، وقبل الهبوط بثواني، سمعوا أصوات صراخ واستغاثة عبر الراديو بسبب وصول وحوش Brethren Moons إلى الكوكب ومهاجمة البشر، كل ذلك قبل أن يصطدم أحد تلك الوحوش المخيفة بالسفينة الفضائية ليحطمها ويترك مصير الشخصيتين مجهولًا.
هناك بعض النظريات التي تشير لكون أحداث Awakened مبنية بالكامل على هلوسة كلارك، ولكن في حال كانت تلك الأحداث حقيقية، فمن المحتمل أن تركز أحداث اللعبة القادمة على حماية ما تبقى من كوكب الأرض بعد هذا الهجوم، ويمكن أن تكون النهاية المناسبة لقصة كلارك من خلال دوره في بقاء – أو انقراض – الجنس البشري، وتعد أيضًا فرصة ملائمة للاعبين لمعرفة مصير بعض الشخصيات مثل إيلي التي شوهدت أخر مرة وهي تهرب من كوكب Tau Volantis.
تلك هي أبرز العناصر التي نتمنى التركيز عليها في اللعبة التي لا يوجد أي أخبار رسمية بخصوصها حتى اللحظة، شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص المميزات التي نالت إعجابكم في سلسلة Dead Space والأفكار التي تتمنون التطرق لها في الجزء القادم، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “أبرز خمسة ألعاب قدمتها EA ضمن برنامج EA Originals“.