في مقال سابق أوضحنا لكم حقيقة الوباء في The Last of Us والخلاف بينه وبين اللعبة حول آلية انتقاله، يبدأ مسلسل The Last of Us التلفزيوني بتصوير الأيام الأولى المروعة لتفشي وباء cordyceps حيث يقوم جويل (بيدرو باسكال) وابنته سارة (نيكو باركر) وشقيقه تومي (غابرييل لونا) بمحاولة لجمع أفكارهم لمعرفة ما يحدث.
وهم محاطون بأشخاص مصابون بالعدوى بينما تشير الشخصيات إلى أن تفشي المرض ربما انتشر من المدينة. لكن من أين مصدر هذا الوباء وكيف انتقل لدول العالم؟ وما هو سر نجاة كل من جول وابنته سارة؟
تحذير: هذا المقال يتضمن حرقاً للأحداث…
من خلال المتابعة الدقيقة لأصغر تفاصيل الحلقة الأولى من المسلسل والانتباه لما تضمنته من أحداث ربما لم ينتبه لها الكثير من المشاهدين، استطعنا ربما أن نستنتج أجوبة تلك التساؤلات. تم ملاحظة بعض القرائن التي تشير إلى نقطة منشأ مختلفة للفطر في الحلقة الافتتاحية. إلى جانب وجود الكثير من المصادفات التي تجعل شخصيات المسلسل الرئيسية تتجنب تناول أشياء معينة تحمل الفطر القاتل.
أولاً وبينما كان جول وابنته يتناولون الفطور سمعنا عبر الراديو، نشرة الأخبار التي كانت تتحدث عن أن أعمال الشغب تزداد سوءا في جاكرتا إثر انتشار وباء غامض في عاصمة إندونيسيا، علماً أن جاكرتا معروفة بكونها أكبر مطحنة دقيق في العالم.
وهذا هو سبب انتقال الوباء كما يبدو عبر الدول المختلفة كون الدقيق يستخدم في صناعة الخبز بشكل رئيسي والذي يعد مصدراً رئيسياً لغذاء البشرية.
إذاً الدقيق يحمل الوباء ولكن كيف لم يصب جول وابنته به رغم إصابة جيرانهم؟ هناك عدة صدف كما قلت تبرر ذلك، ففي الصباح كانت سارة تريد صنع كيك لوالدها بمناسبة عيد ميلاده لكنها لم تجد دقيق لديهم فأحجمت عن فكرة عمل الكيك.
من ثم رفضت سارة أن تأخذ البسكويت من جارها آل Adlers كونه يحوي الزبيب بدل من الشكولاته وجول رفض أخذه لأنه كان يتبع حمية Atkins التي لا تحتوي على الكربوهيدرات، علماً أن ذلك البسكويت كان السبب كما تبين لاحقاً بإصابة زوجته المقعدة. وأخيراً المصادقة الثالثة كانت عندما طلبت سارة من جول إحضار قالب كيك معه لكنه نسي الأمر تماماً.
إذاً حقيقة أنهم تجنبوا الإصابة بالعدوى من خلال عدم تناول أي من هذه المنتجات التي تتضمن الدقيق يمكن أن تكون دليلا كبيرا على كيفية انتشار الفطريات. في حديثه عبر البودكاست الرسمي The Last of Us على HBO، ذكر كريج مازن أيضاً تلميحاً كبيراً حول هذه النظرية. أثناء مناقشة موضوع Nana (ويندي جورلينج)، الشخصية التي نراها مصابة لأول مرة، ذكر أنها غير قادرة على تناول البسكويت، قبل أن يضيف: “بالمناسبة ، ستعود الكثير من التفاصيل الصغيرة. لا نريد أن نقوم بالحرق لكنني سأقول هذا. سيتم مكافأة المشاهدين الذين ينتبهون لأدق التفاصيل بهذه الحلقة مرارا وتكرارا لأنه تم زرع أجزاء صغيرة من فتات الخبز التي ستؤتي ثمارها لاحقا بطرق مثيرة للاهتمام”.
نحن نعلم بالفعل أن المسلسل غير عناصر تخص تفشي المرض مقارنة باللعبة، بما في ذلك عدم وجود أبواغ فطرية منتشرة بالجو كطريق رئيسي لانتقالها. لذلك، قد يروي المسلسل أيضاً تفاصيل مختلفة عن أصل الوباء، وهو أمر لم تتطرق إليه الألعاب إلا بشكل عابر فقط عبر الإشارة إلى أن الوباء جاء عبر المحاصيل الموبوءة بالفطر والقادمة من أمريكا الجنوبية.
قبل الختام أدعوكم للاطلاع على مقالنا الآخر حول وباء ذا لاست أوف أس بعنوان “هل يمكن أن يحدث وباء ذا لاست أوف أس بالحياة الواقعية؟“.
ما رأيكم بهذه النظرية؟ شاركونا آرائكم بقسم التعليقات…