بعد عام من التسريبات والشائعات، كشفت Sony و Naughty Dog رسميًا عن ريميك الجزء الأول من The Last of Us خلال فعاليات حدث Summer Game Fest، ومع حقيقة أن تسريب تفاصيل اللعبة والعرض الأول قبل ساعات فقط من الكشف الرسمي أثر بالسلب نوعًا مع على تفاعل اللاعبين، إلا أن الريميك ظهر بشكل لائق وبمستوى رسومي جيد يظهر حجم التغييرات مع اللعبة الأصلية حتى وإن كانت لم تكمل عقدها الأول بالأسواق بعد.
إعادة إنتاج لعبة The Last of Us الأصلية يعد أمر بالغ الأهمية لأسباب عديدة، أبرزها قيمة اللعبة وشعبيتها وجماهيريتها العريضة والقصة التي تعتبر واحدة من أفضل القصص من حيث الحبكة الدرامية وأكثرها إثارة للمشاعر ودفع اللاعبين للتفاعل مع أحداثها، رغم ذلك، فمن الصعب ألا تشعر بالارتباك حيال الريميك ككل، لا يزال الوقت مبكرًا للحكم على العنوان، ولا تزال هناك أشياء حول اللعبة لا نعرفها حتى الآن، ولكن بناءً على ما رأيناه وسمعناه عن ريميك The Last of Us حتى اللحظة، سيكون من الصعب ألا تشعر بخيبة أمل.
*ملاحظة: المقال يمثل رأي الكاتب وليس بالضرورة أن يعكس وجهة نظر جميع أفراد شبكة سعودي جيمر. ولكن تجدر الإشارة إلى أن آراء غالبية متابعينا باستفتاء آراء اللاعبين حول الريميك كانت أيضاً تؤيد وجهة النظر أدناه.
لماذا تم الإعلان عن ريميك The Last of Us Part 1؟ ولماذا يشعر البعض بالقلق؟
منذ اليوم الذي ادعت فيه التسريبات أن نسخة جديدة من The Last of Us قيد التطوير في Naughty Dog، فالسؤال الوحيد الذي ظهر على ألسنة اللاعبين أكثر من أي شيء آخر هو لماذا؟ وتساءل الكثيرون عن سبب التطرق لتلك الخطوة في لعبة مازالت تحافظ على أدائها ومظهرها العام، ولم تكمل عامها العاشر بالأسواق بعد.
لماذا تم الإعلان عن ريميك The Last of Us Part 1 في الأساس؟، في الواقع لا يوجد ر رسمي على هذا السؤال، ولكن هناك تسريبات وتكهنات بخصوص التطرق لتلك الخطوة، حيث تحدثت بعض التسريبات عن عدم وجود أي مشاريع نشطة في Naughty Dog في الفترة الماضية باستثناء لعبتهم الجديدة كليًا والتي تحتاج لسنوات قبل الكشف الرسمي، وبالتالي تم العمل على الريميك لإبقاء المطورين مشغولين نظرًا لأن المشاريع الأخرى كانت في مراحل ما قبل الإنتاج ولا يعمل عليها الكثير من الأشخاص، بينما تحدثت تسريبات أخرى عن كون الريميك أقرب إلى دورة تدريبية للاستوديو الأمريكي للتعرف على آليات التطوير لمنصة PS5، أما الأسباب الأكثر قابلة للتصديق فهي تلك المتعلقة بنجاح اللعبة وشعبيتها، ورغبة سوني في ضمها لاستراتيجيتها الخاصة بإصدار أبرز ألعابها الحصرية على PC، ناهيك عن الترويج للمسلسل التلفزيوني المتوقع عرضه في مطلع العام القادم.
أحد الأسباب التي أثارت مخاوف بعض اللاعبين مع ظهور التسريبات التي تتحدث عن الريميك هو اقتناعهم أن الجزء الثاني من اللعبة، الصادرة في عام 2020، لم يكن ضروريًا على الإطلاق، ولم تكن اللعبة الأصلية بحاجة لتكملة في الأساس، وقد أثبت Naughty Dog أن هذه الفكرة خاطئة تمامًا بعد ردود الفعل السلبية تجاه قصة الجزء الثاني، إذًا ما الذي يضمن أنهم لن يفسدوا الأمور مجددًا والقيام بشيء مماثل مع الريميك؟ بالتأكيد سيكون الأمر أصعب لتغيير ريميك أحداثه معروف بالفعل مقارنة بالعمل على تكملة أو جزء ثانٍ، ولكن في الواقع، إذا كان هناك استوديو واحد قادر على فعل هذا الأمر فسيكون Naughty Dog.
70 دولارًا لنفس القصة والأحداث والشخصيات التي نعرفها لسنوات؟!
من الصعب جدًا حاليًا الاختلاف مع أي شخص يجادل في كون تلك الخطوة غير ضرورية على الإطلاق، وإلى أن يتم الكشف عن الميزات والاستعراضات التي قد تساهم في تغيير رأي البعض، فسيظل ريميك The Last of Us Part 1 مرتبطًا بالجشع والطمع ومحاولة الاستيلاء على أموال اللاعبين بشتى الطرق كما وصفه البعض، وهو صف صادق نوعا ما، خاصة عند النظر إلى تسعير اللعبة والتعامل معها كأنها عنوان جديد كليًا يظهر لأول مرة وليست لعبة معروف أحداثها بالكامل منذ سنوات.
السبب الأكبر بالطبع لهذه الانتقادات هو سعر اللعبة، حيث تعد Sony واحدة من بين العديد من المطورين الملتزمين تمامًا بتطبيق سعر 70 دولارًا لألعاب الجيل الحالي وتحويلها إلى معيار جديد على مستوى الصناعة، نقطة السعر هذه مبالغ فيها بغض النظر عن أي شيء، حتى بالنسبة للألعاب الجديدة تمامًا، ولكن عند تسعير نسخة معاد إنتاجها بسعر 70 دولارًا، وعندما يكون هذا الإصدار الجديد للعبة لم تكمل 10 سنوات بعد، فهذه اللعبة، مرة أخرى، لا تحتاج بالضرورة إلى نسخة جديدة، مما يجعل تبرير هذا السعر أمر أكثر صعوبة.
سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت Sony ستلتزم بهذا السعر على PC عندما تنتقل اللعبة إلى المنصة في المستقبل، سيخبرك إطلاق Final Fantasy 7 Remake للحاسب الشخصي أن رد الفعل العنيف ضد هذا السعر سيكون أكبر بكثير بين جمهور PC مقارنة بردود فعل اللاعبين على أجهزة الترفيه المنزلية، مما يعني أنهم على الأرجح سيواجهون الكثير من الانتقادات بسبب السعر تحديدًا، وإذا لم يبيعوها مقابل 70 دولارًا على PC، فهذا يثبت أنه يمكنهم بيعها بسهولة مقابل 60 دولارًا، مما يجعل أسعار ألعاب سوني مبالغ فيها على PS5، وفي هذه الحالة ستكون الشركة خاسرة في أي وضع، سواء حاولت إرضاء لاعبي PC، أو ألتزمت بالسعر المعلن.
الإصدار الفاخر من اللعبة يعد الدليل المثالي على مبالغة سوني في تسعير ألعابها في السنوات الأخيرة، فإنفاق 20 دولارًا إضافيًا للحصول على تعزيزات داخل اللعبة مثل إعادة تلقيم الذخيرة أسرع أو صياغة العناصر سعريًا أو سرعة الشفاء تعد وسيلة أخرى لنهب جيوب اللاعبين.
هل تحتاج اللعبة لريميك في الأساس؟
تسعير اللعبة مقابل 70 دولارًا قد يكون مقبولًا نوعًا ما إذا لم يكن الجزء الأول من The Last of Us يبدو وكأنه ترقية بصرية متوقعة إلى حد كبير، يبدو الريميك متماشيًا مع الجزء الثاني في المستوى الرسومي العام، مما يجعل حقيقة كونه قادم حصريًا على PS5 أكثر إرباكًا، وبعيدًا عن تلك الجزئية، فالنقطة الأساسية هنا هي أن الريميك لا يقدم ترقية ضخمة، نعم يبدو أفضل من The Last of Us Remastered بدون شك، لكنه أمر طبيعي لأنه أحدث بـ8 سنوات.
لا تزال النسخة المحسنة الصادرة على PS4 في 2014 رائعة جدًا وقابلة للعب دون مشاكل، ولن ينظر أحد إليها في ويصفها بأنها غير قابل للتشغيل بسبب مستواها الرسومي – الذي كان مذهلًا وقت الإطلاق بالمناسبة – هل الترقية المرئية للجزء الأول ملحوظة؟ نعم، لكنها ليست ملحوظة بما يكفي، بمعنى أبسط، ليس هذا الريميك الذي سيجعلك تنظر للنسخة الأصلية وتقول أنها عفى عليها الزمن أو كونها غير قابلة للعب في الوقت الحالي.
لا تغييرات تذكر على السيناريو أو القصة أو المشاهد السينمائية
خلال مقابلته مع Geoff Keighley في Summer Game Fest، كشف نيل دراكمان من Naughty Dog أنه لم يتم تسجيل أي جمل أو مشاهد صوتية جديدة، وأن النسخة المعاد إنتاجها تستخدم فقط عروض اللعبة الأصلية التي تم استخدامها مع الرسوم المتحركة الجديدة ونماذج الشخصيات، وهذا بدوره يعني أنه لن تكون هناك تغييرات أو تعديلات أو إضافات على القصة، لذا، إذا كنت تأمل أن ترى النسخة الجديدة تغير أحداث النهاية لشخصية آبي لجعلها متصلة بالجزء الثاني بشكل أفضل، فهذا لن يحدث.
بالرغم من أننا لم نشهد أي استعراض لأسلوب اللعب حتى الآن، فمن المفترض أن تجلب النسخة الجديدة تحسينات في التخفي والاكشن والقتال والاستكشاف والذكاء الاصطناعي وإمكانية الوصول والمزيد، ووفقًا لـ Druckmann، أخذت Naughty Dog الكثير من الأفكار والدروس المستفادة من Uncharted 4 و The Last of Us Part 2 وطبقتها هنا في الريميك، بالطبع تبدو تلك خطوة إيجابية، فأن تكون قادرًا على اللعب من خلال قصة اللعبة الأولى باستخدام أسلوب اللعب وتصميم المستوى الأدق والأكثر تفصيلاً وإثارة كما حدث في الجزء الثاني هو حقيقة مثيرة للاهتمام بدون شك.
هل يبرر هذا سعر اللعبة المبالغ فيه؟ بالطبع لا، في الواقع، حتى وأن كان الريميك تم الإعلان عنه مقابل 60 دولارًا، فهذا السعر يعتبر مبالغ فيه ايضًا بالنظر لكون أي شخص يمتلك PS5 واشتراك PS Plus لديه وصول مجاني إلى The Last of Us Remastered على أي حال، وهذه اللعبة بالمناسبة لديها المزيد من المحتوى مقارنة بالريميك، لأنه على عكس النسخة الجديدة، فإنها تأتي أيضًا مع طور اللعب الجماعي Factions.
بالنظر للسعر، وحجم التغييرات التي يشهدها الريميك، وغياب المنافسات الجماعية، وحقيقة تطوير اللعبة بسبب عدم وجود مشاريع أخرى تبقي أعضاء Naughty Dog مشغولين، يبدو أن ريميك The Last of Us Part 1 هدفه الأساسي هو استغلال شهرة أحد أشهر حصريات بلايستيشن في تحقيق ربح مادي إضافي بشتى الطرق الممكنة.
بالختام، لا تنسى الاطلاع على مقالنا السابق “لماذا تم الإعلان عن العديد من ألعاب الرعب الفضائية فجأة؟“.