إن كان المخرج نيل دركمان محقاً بشأن أمر ما فهو بأن لعبته The Last of Us 2 ستحدث انقساماً بين الجمهور ولن تعجب الجميع، بالفعل هذا ما حدث تماماً يوم طرحها حيث انهالت وبشكل كبير التقييمات السلبية من قبل الجمهور على اللعبة حتى وصل معدل التقييم عبر Metacritic إلى 3.4 مقابل 95 تقييم النقاد.
إنه تفاوت كبير بالفعل بين آراء اللاعبين والإعلاميين ويعكس حجم الغضب الذي ولده التوجه القصصي باللعبة من قبل المخرج. وهذا الرد السلبي استدعى وجود رد فعل من قبل العاملين على اللعبة وكان لافتاً رد كل من Shannon Woodward مؤدية دور شخصية دينا و Laura Bailey مؤدية دور شخصية آبي والتي تعد الشخصية الرئيسية الثانية باللعبة، فهما اتهما بشكل مباشر الـ Bots بقصف مراجعات اللعبة أي أن من تسبب بتدني معدل تقييم اللاعبين هو مجرد بوتات وليس لاعبين حقيقيين. كما ألمحت شانون بأن ما حدث مع لعبتهم امر متعمد بسيناريو يشبه ربما ما حدث مع Star Wars Episode 8: The Last Jedi حيث نال تقييم مرتفع من النقاد ولكن تقييم المستخدمين كان منخفضاً لتظهر بعدها أنباء تفيد بأن من خسف بتقييماته كان عبر برامج آلية وبوتات وليس أشخاصاً حقيقيين.
للمفارقة نذكر بأن الجزء الأول حصل على نفس معدل التقييم من الإعلاميين وهو 95 بينما لم يختلف كثيراً معدل تقييم اللاعبين الذي بلغ 9.1 وهنا أتكلم عن نسخة الريماستر. وحتى لعبة كوجيما Death Stranding التي بالفعل لم ترضي كل الأذواق لم تتعرض لمثل هذا الفارق بالتقييمات فهي نالت من النقاد معدل تقييمات 82 مقابل 7.2 معدل تقييم اللاعبين.
فالسؤال الآن لماذا لم تتعرض حصريات سوني الأخرى وحتى أكثرها إثارة للجدل ولتباين الآراء لمثل ذلك الانتقاد والهجوم؟ أنا سبق وأجبت على هذا بمقال قبل طرح اللعبة -يعبر عن رأي الشخصي- وحينها قال لي البعض بأنني تسرعت ويجب أن أنتظر الطرح وهاهي الآن اللعبة تصل للاعبين ومع الآسف كانت التسريبات أصدق من كلام دركمان الذي أقول بصراحة أنه أفسد لعبة من أروع ما لعبت على بلايستيشن 4 بقصة غير منطقية وبأجندات يريد أن يزجها بأنوفنا وأن يجعلنا نتعاطف مع فئات معينة على حساب تشويه الشخصيتين الرئيسيتين وتحويلهما إلى شخصيات شريرة وغبية وأنانية!