قد تبدو ألعاب سلسلة Gears Of War بأنها تعتمد على إطلاق النار الكثيف وتقطيع الكائنات المتوحشة من قِبل مجموعة من الأبطال الضِخام ذوي العضلات المفتولة، لكنها في الواقع تقدم قصة طويلة تدور حول الكثير من الأحداث والحبكات.
حيث هناك أحداثٌ تجري في عالم اللعبة قد لا يَعلم عنها إلا من تعمق جيداً في السلسلة وألعابها العديدة، مثل الحرب الأهلية التي جرت قبل بدء أحداث اللعبة الرئيسية، وقضايا عدم المساواة الطبقية المنتشرة في كل مكان، والصراعات حول الطاقة الخضراء، وتغيرات المناخ وأسبابها، وطُرق تحسين النسل، المختبئة تحت المعارك الكثيفة التي ينخرط بها عشاق السلسلة منذ اللحظة الأولى لدخولهم لها حتى النهاية.
مع ظهور Gears 5 بالإضافة إلى وجود فيلم محتمل قد يتم الإعلان عنه في أي لحظة، سيكون من الرائع العودة لزيارة أحداث قصص الألعاب الخمس الأولى في السلسلة لتنشيط الذاكرة أو معرفة ما غاب عنا، حيث على الرغم من أن إعادة لعبها جميعًا ممتعة للغاية إلا أنها بالتأكيد عملية طويلة للغاية، لذا بدلاً من ذلك يمكنك الجلوس والاسترخاء والاستمتاع بتلخيص القصة والأحداث في سلسلة Gears of War من البداية للنهاية، والذي سنقدمه على ثلاثة أجزاء.
أحداث القصة تجري على كوكب سيرا
لا تجري أحداث سلسلة Gears of War على كوكب الأرض كما قد يظن البعض للوهلة الأولى، حيث تجري فعليًا على كوكبٍ صغير جميل يدعى “سيرا”، ويمتلك تاريخه البشري الخاص الذي يعكس تاريخ الحضارة البشرية على كوكب الأرض بشكلٍ مشابهٍ للغاية.
دخلت البشرية على كوكب سيرا حربًا أهلية طويلة الأمد في سبيل الحصول والاستيلاء على الموادر المتاحة على الكوكب، خصوصًا بعد أن اكتشفوا مادة “المستحلب”، التي يمكن استثمارها وجعلها بمثابة طاقة نظيفة بديلة التي تحتاجها البشرية الآن أكثر من أي وقتٍ قد مضى.
كان اكتشاف هذه المادة شيئًا جيداً في البداية، لغاية ما إن بدأت الدول التي تمتلكه في أراضيها بحرمان أو تقليل توريده للدول الأخرى التي لا تمتلكه، مما ساهم في نشوب حرب أهلية بين دول البشرية على كوكب سيرا وحدث انقسامٌ للقوى على سطحه، الطرف الأول تتضمنه الدول التي تمتلك “المستحلب” التي دُعيت بتحالف الحكومات المنظمة أو COG، بينما دُعي الطرف الثاني الذي لا يمتلك المستحلب باسم اتحاد الجمهوريات المستقلة.
وسرعان ما أصبح الصراع الدموي الذي خاضه الطرفان معروفًا باسم حرب البندولم “Pendulum War”، التي انتختب بفوز الطرف الذي يمتلك المادة النادرة، وكانت لها عواقب وخيمة على الحضارة البشرية، إذ دمرت معظم المُدن الكبيرة المكتظة بالسكان وتركت هياكل لها فقط، وكلفت كوكب سيرا خسائر هائلة في التعداد البشري.
يوم ظهور الكائنات المتوحشة “Emergence Day” الذي بدأت معه قصة السلسلة الرئيسية
حصلت الإنسانية على فترة استراحة طويلة دامت 79 عامًا بعد حرب البندولم، لكنها انتهت في يوم الظهور “Emergence Day”، عندما خرج جنس من المخلوقات الضخمة الشريرة الوحشية التي دُعيت بالجراد نظراً لكثافة أعدادها التي انبثقت من تجاويف الأرض وطارت في السماء لتحجب الضوء، وشرعت في الهجوم بعدوانية تامة على سكان الكوكب، وأبادت ربعهم في اليوم الأول فقط!.
وبعد عام من القتال الوحشي المستمر، شعر تحالف COG باليأس وقرر اتباع سياسة الأرض المحروقة بالكامل ضد جِنس الجراد الوحشي، وكان ذلك من خلال إجلاء أكبر قدر ممكن من سكان الكوكب البشريين إلى هضبة جاسينتو ومدينة إيفيرا، ثم قيامه بتدمير كل ما يتحرك على الكوكب باستخدام الضربات المدارية من سلاح القمر الصناعي Hammer of Dawn.
حيث تم قُتل عدد كبير من وحوش الجراد بالترافق مع ملايين المدنيين الذين لم يتمكنوا من الإخلاء قبل بدء الضربات، لكن بالطبع كان هناك بعض الناجين من هذه الضربات، الذين عُرف لاحقًا باسم “العالقين” أو الذين انقطعت بهم السبل، الذين تجرعوا الحقد والكره لتحالف COG بعد ذلك.
تدخل آدم فينيكس لتغيير مجريات الحرب
لم تكن الضربات المدارية فعالة تماماً كما كانت تأمل البشرية لسوء الحظ، ولم يمض وقت طويل قبل ظهور الجراد مرةً أخرى وهجومهم على مدينة إيفيرا المليئة بالسكان والحضارة، التي تم التصدي لها من قِبل قوة المشاة النُخبة الجوالة “Gears” التابعة لتحالف COG، ومع ذلك استمرت الحرب مع كائنات الجراد المتوحشة، وخلال إحدى المعارك الأكثر أهمية في المدينة أصبح مصير إيفيرا معلقًا بخيط رفيع وشارفت على السقوط.
اتصل حينها “آدم فينيكس” أحد العلماء الرئيسيين المسؤولين عن إنشاء سلاح Hammer of Dawn، بابنه ماركوس “بطل اللعبة” ليخبره أن لديه شيئًا ذا أهمية كبيرة ليقدمه لتحالف COG في هذه اللحظات الحرجة، وينتهي الأمر بماركوس بالتخلي عن مركزه الحربي للذهاب إلى والده، الذي كان خطوة غبية ومتسرعة نوعًا ما.
وعندما نجح ماركوس أخيرًا في الوصول إلى قصر والده، ينهار القصر فجأةً ليحتجزه في الداخل لكنه ينجو من ذلك، وفي هذه الأثناء وبسبب عدم وجود أفضل جنود النخبة تسقط مدينة إيفيرا أمام كائنات الجراد المتوحشة، وتتم محاكمة ماركوس عسكريًا بعد عودته، والحُكم عليه بالسجن لمدة 40 عامًا في سجن جهنمي يسمى The Slab.
هجوم الجراد على سجن The Slab وهروب بطل اللعبة ماركوس وعودته لوحدات جيش COG
لم يمضي ماركوس سوى 4 سنوات من فترة سجنه لحسن الحظ، حيث قامت مجموعةٌ كبيرة من الجراد بمهاجمة السجن لحسن حظه، مما ساهم في صدور أمرٍ بالعفو عن جميع السجناء، لكن “دوم سانتياغو” أحد زملاء ماركوس القدامى في فريق Gears، يأتي لإخراجه شخصيًا حاملاً معه درعًا وبعض الرماح، ويقوم الاثنان بقتال كل ما يقف في طريقهم للخروج من السجن، وسرعان ما يتم تجنيد ماركوس على الفور مرة أخرى في وحدات جيش COG وفرقة دلتا تحديدًا.
تتكون فرقة دلتا من دوم سانتياغو وأنتوني كارمين ومينه يونج كيم، وبعد فترة قصيرة ينضم لهم ديمون بيرد وأوغسطس كول سيئ السمعة أيضًا، وتستلم الفرقة مهمةً حساسةً للغاية، حيث تتلقى أوامر بالحصول على جهازٍ يسمى Sonic Resonator، الذي يسمح لتحالف COG برسم خريطة لأنفاق الجراد المتوحش أسفل ما تبقى من مدينة ايفيرا، وبالتالي العثور على النقطة الأمثل لإسقاط سلاح جديد يُدعى قنبلة Lightmass للقضاء على الجراد إلى الأبد.
إسقاط قنبلة Lightmass على الجراد
تقوم فرقة Delta Squad ببعض عمليات قتل الجراد الاحترافية على طول الطريق في مهمتها الحساسة وذلك باستخدام السلاح المداري Hammer of Dawn للقضاء على مخلوقات الجراد المتطورة التي تُعرف باسم Berserker، وإذابة بعض كائنات Kryll العدائية باستخدام أضواء الأشعة فوق البنفسجية الفاخرة، وذبح الكثير من الكائنات العدائية باستخدام الأسلحة التي تحمل المنشار في مقدمتها.
وبعد تمكن الفرقة من الوصول إلى المنطقة المحددة حيث يمكن لجهاز Sonic Resonator أن يحقق أقصى استفادة من رسم الأنفاق واستخدامه لرسمها بالفعل، تكتشف الفرقة بأن كمية البيانات اللازمة لجعل القنبلة الخاصة تُحدث أكبر قدر ممكن من الضرر لأعشاش الجراد غير مكتملة وضئيلة.
لكن سرعان ما يعثر بيرد على جهاز يشير إلى احتمال توفر خريطة كاملة في أكاديمية East Barricade بجوار قصر والد ماركوس، وبعد النجاح للوصول للخريطة وتحميل بياناتها كاملة يشق ماركوس ودوم طريقهما إلى مقدمة قطار الشحن الذي يحمل قنبلة Lightmass والمختطف من قِبل جحافل كائنات الجراد، ويقتلان جنرال الجراد الذي يحرسه، ويهربان قبل أن يسقط القطار مباشرة من الجسر المدمر.
ويقوم التحالف باستخدام بيانات الخريطة لتدمير العديد من أعشاش الجراد الحيوية الأساسية الهامة، ويسجلون فوزاً ساحقًا للجنس البشري في كل مكان، لكن سرعان ما يرى اللاعبون ملكة الجراد ما تزال حيةً في المشهد الأخير الختامي للعبة، مما يحبط من بهجة النصر وانتظار الجزء القادم لاستكمال الملحمة الأسطورية.
في الختام … ركزت الفقرات الخمسة الأولى من مقالنا على أحداث الجزء الأول من سلسلة الأكشن والحروب العنيفة Gears Of War، وروت لنا تاريخ الحضارة البشرية على كوكب سيرا والحرب الأهلية للسيطرة على مورد الطاقة البديل، وظهور حشرات الجراد العدائية من جوف الأرض ومهاجمتها الوحشية للبشر، وبدء قصة ماركوس وصراعه ضدها. سنتابع مع قصة الجزء الثاني من السلسلة في القسم الثاني من المقال قريبًأ، وحتى ذلك الحين أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “ملخص قصة Final Fantasy 7 Remake كل الأحداث حتى الآن“.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل اختبرتم هذه التجربة على جهاز اكسبوكس سابقًا، وهل تنصحون الأخرين بتجربتها فعليًا أو الاكتفاء بقراءة أحداثها؟!