منحنا فريق Bandai Namco الشرق الأوسط فرصةً لإجراء مقابلة حصرية مع السيد Gary Napper مخرج لعبة The Dark Pictures House of Ashes للحديث عن المشروع المرتقب، وما يخطط لتقديمه وآخر مستجدات عملية التطوير وأحداث اللعبة الشائكة وغيرها من المواضيع.
سبق لي لعب إصدارات Little Hope و Man of Medan وكذلك مشروعكم السابق على بلايستيشن Until Dawn وأتطلع قدمًا لتجربة House of Ashes التي تجري أحداثها في العراق عام 2003 حيث يبحث الجنود عن أسلحة الدمار الشامل، ومؤكد أنك تعلم بحساسية تلك المواضيع خاصة وأنه لم يتم العثور على أي أسلحة دمار شامل طوال الفترة الماضية، ولم يتم إثبات وجودها في أي فترة، كيف تتعاملون مع تلك الأحداث بطريقة دقيقة، خاصة وأنك تعلم أن الوضع شائك وأن الألعاب السابقة لم تتناول مواضيع مثيرة للجدل مثلما يحدث في House of Ashes ، شاهدنا بالفعل جندي عراقي كأحد الشخصيات القابلة للعب في العرض السابق، ولكن قد يحكم العديد من اللاعبين على العنوان بشكل خاطئ بناءً على العرض الدعائي، وقد يرى البعض أنك تقلل من أهمية هذا الصراع نوعًا ما، كيف تخططون للتغلب على تلك المشكلة؟
لدينا قصة مثيرة نرويها في House of Ashes ودعني أخبرك أن الأحداث تركز على الجنود في المقام الأول حينما يجدون أنفسهم في موقف يفرض على الأطراف المتنازعة أن يتحدوا في سبيل مواجهة تهديد رهيب لا يحتمل، كائن مخيف يريد القضاء عليهم وتحويلهم إلى أشلاء، والسبب في التطرق لتلك الخطوة هو رغبتنا في إظهار الجانب الإنساني للشخصيات، عندما تضع البشر في مواقف عصيبة مثل تلك، يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة للغاية، وهذا هو نوع النزاع الذي نرغب في التركيز عليه، حيث نقدم قصة يمكن تطبيق أحداثها على أي حرب بلا استثناء وليس حرب العراق فقط، وغالبًا ما تضفي قصص الحرب طابعًا إنسانيًا على البشر بطرق مختلفة، لذا أردنا التطرق لما هو عكس ذلك، من خلال ربط اللاعبين بالشخصيات عن طريق وضعهم ضد هذا التهديد غير المتوقع الذي يستهدف طرفي النزاع كما لو أنه موقف حقيقي، لهذا السبب تحديدًا اظهرنا اهتمام كبير بشخصية الجندي العراقي القابلة للعب ضمن أحداث العنوان، ونفس الوضع بخصوص الجنود الأمريكان، قصة اللعبة غير مرتبطة بطريقة مباشرة بالأوضاع السياسية المتسببة في هذا الصراع، ولكن تلك الأحداث يتم التطرق لها كقصة خلفية طوال عمر العنوان.
هل شعرتم بالقلق بسبب التطرق لتلك الأحداث منذ بداية العمل على المشروع؟
لقد آمنا بقدرتنا على التعامل مع تلك الأوضاع الشائكة بعناية ودقة فائقة، شهدت فترة التطوير العديد من المشاورات والمناقشات بخصوص أحداث اللعبة، وتعاونا بالفعل مع ممثلين من منطقة الشرق الأوسط بحرص شديد، كذلك لم نتسرع في الانتهاء من أحداث القصة في فترة وجيزة دون الاهتمام بالتفاصيل ودقة الأحداث، وتلك القصة تحديدًا تركز على صراعات البشر وإلى أي مدى يمكن أن تصل، وهذا ما عنيت سابقًا بخصوص إمكانية تطبيق نفس الأحداث على أي حروب أخرى، ولكن تم اختيار تلك المنطقة تحديدًا بسبب التاريخ القديم للشرق الأوسط، مثل الحضارة السومرية، وهذا كان السبب الرئيسي في رغبتنا بسرد القصة في العراق، بسبب تاريخ تلك المنطقة، وكونها مهد الإمبراطورية الأكدية، وبالتالي، وفرت فرصة مثيرة للاهتمام لسرد قصة حدثت منذ زمن بعيد ومناقشة الحروب الطاحنة التي شهدتها المنطقة قبل آلاف السنين، ومقارنة تلك الأحداث بالنزاع الحالي وإيجاد صلة بين الحقبتين، ولذا فالإجابة على سؤالك هي نعم، لقد كنا حريصين للغاية أثناء تناول تلك الأحداث.
بالنسبة لشخص يعيش في منطقة الشرق الأوسط، تبدو القصة مختلفة وفريدة وتوفر مغامرة غير مألوفة في ألعاب الفيديو، هل هذا صحيح؟
نعم، الأمر يبدو وكأننا في قلب الحضارة، يمتد تاريخ تلك المنطقة تاريخيًا لآلاف السنين، لذا كان لدينا ماضٍ غني وضخم للبحث فيه، لقد كانت الأحداث والأجواء مختلفة كليًا عن أي شيء نعيشه في الوقت الراهن في أي بقعة من العالم، إنها حقبة مدهشة في التاريخ البشري مرتبطة بالعديد من الأساطير القديمة، وبما أن أبحاثنا السابقة ركزت على الشياطين، لا أقصد في هذا الجزء تحديدًا وإنما في جميع ألعاب The Dark Pictures، اكتشفنا أن الدراسات عن الشياطين في التاريخ القديم ستقودك بشكل أو بآخر لمنطقة الشرق الأوسط، بعد ذلك تطرقنا لدراسة الحضارة السومرية التي تمتلك العديد والعديد من الشياطين والأرواح في تاريخها، وخلال البحث في هذا التاريخ الغني عثرنا على قصة الملك “نارام سين” الذي عاش في حقبة تفشي الطاعون، وتقول السجلات أنه قام بمهاجمة وتدمير معبد خاص بأحد الآلهة القديمة، مما تسبب في لعن مملكته بالكامل، لذا فالعثور على قصة تاريخية تتحدث عن لعنة حدثت قبل آلاف السنين كان أمرًا مذهلًا وغير متوقع.
نعلم أن اللعبة توفر عناصر خارقة للطبيعة، وبمناسبة الحديث عن الجنود، مع الانتقال من اللعب بأشخاص عاديين في الأجزاء السابقة للجنود المدربين في House of Ashes، ألن يشعر اللاعبون بقوة مفرطة مبالغ فيها؟
هذا سؤال مثير للاهتمام نظرنا لأننا تحدثنا عن تلك النقطة تحديدًا لفترات طويلة خلال عملية التطوير، وبالنسبة لنا في Supermassive Games نوصف ألعاب الرعب بأنها مغامرة تضع شخصًا ما في موقف صعب مثل مطاردة مميتة من قبل قاتل متسلسل لمراهق، موقف مرعب للعديد من الأشخاص بالطبع، ولكن في House of Ashes ، ومع حقيقة أنهم جنود مدربون على أعلى مستوى، فالأمر مثير للاهتمام بدرجة كبيرة خاصة وأن المخلوقات التي تطاردهم تفوقهم عددًا، رغم ذلك يستمرون في القتال ولكنهم يصلون إلى نقطة حيث يرغبون في الانسحاب ، وهذا يكشف ديناميكية الشخصيات.
نتحدث عن جنود يتفرعون إلى رتب مختلفة، وعندما تسوء الأمور بشكل غير متوقع، كيف سيؤثر ذلك على رتبة كل شخص ومنصبه؟ وكيف سيؤثر على الأطراف المتنازعة كلٌّ على حِدَة؟ وهو ما يترتب عليه في النهاية صراع محتدم، أي العنصر الذي تحتاجه أي قصة للمضي قدمًا، هل سيكونون على أتم استعداد لتلك المواجهة ؟ هذا ما سنراه عندما تصدر اللعبة.
في لقاءات ماضية أوضحت أنكم تعلمتم من مشاريعكم السابقة، مثل وجود تحكم 360 درجة بالكاميرا وعدة مستويات للصعوبة ، هل يمكنك إخبارنا بالتغييرات الأخرى الأصغر التي لم تتواجد في أي إصدار سابق؟
أعتقد أننا قضينا وقت طويل في محاولة الوصول للصيغة الأفضل فيما يتعلق بطريقة السرد وإلى أي مدى يجب أن تتفرع، ولطالما عملنا على تغيير تلك الصيغة في كل لعبة، ولكن هذا المشروع هي نتاج الدروس التي تعلمناها من الجزئين الماضيين، لذا أعتقد أن التغيير الأبرز سيكون خاص بوتيرة الأحداث وتسارعها، نحاول دائمًا التعلم من كل مشروع نتطرق له، وفيما يخص House of Ashes ، سيجد اللاعبون أنفسهم أمام مغامرة سينمائية بشكل أكبر مقارنة بالإصدارات السابقة.
نعلم أن كل جزء في السلسلة منفصلٌ وليس مرتبطًا بالأجزاء السابقة، ولكن هل ينتابكم القلق بخصوص كون اللعبة مفضلة لمن سبق له تجربة الأجزاء السابقة فقط ولا تستهدف جمهور جديد، خاصة وأن بعض اللاعبين يشعرون أن عليهم تجربة الإصدارات السابقة أولًا قبل التطرق للجزء القادم، ما هو شعوركم بخصوص هذا الأمر؟ وهل هناك طريقة لتغيير آراء اللاعبين وتشجيعهم على النظر للسلسلة بشكل مختلف؟
لأكون صريحًا معك، لا ينتابنا القلق بخصوص هذا الأمر لأننا نقدم لعبة مختلفة في كل جزء، لا تقدم نفس الشخصيات ولا تتبع نفس الأحداث، كل قصة يتم التطرق لها تمتلك حبكتها الدرامية الخاصة وتنتهي في نفس الإصدار وتقدم مفهوم الرعب بشكل مختلف، تارة نركز على عناصر الرعب المعتادة وتارة أخرى يتم التطرق لعناصر ألعاب البقاء ما يجعل السلسلة متجددة دومًا، بالنسبة للاعبين، عندما يتم إطلاق عرض دعائي جديد نستعرض أشياءً مختلفة ما يجذب العديد من اللاعبين الجدد، وبسبب هذا الاختلاف الكبير في كل جزء، ندرك جيدًا أن بعض تلك العناوين لا تلائم شريحة معينة من المستخدمين، ونتقبل ذلك تمامًا، لا يمكنك إرضاء الجميع، ننظر للأمر من جانب إيجابي وليس سلبي في ظل قدرتنا على التجديد والتغيير بشكل مستمر.
الوضع مختلف كليًا في House of Ashes مقارنة بالإصدار السابقة حيث تركز اللعبة بصورة أكبر على عناصر ألعاب الرعب والأكشن، وبالتالي لا يتوجب عليك لعب أي جزء سابق في السلسلة، بل يمكنك القفز للجزء الجديد مباشرة دون مشاكل، أما بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن عناصر مشتركة مع الألعاب السابقة فهناك العديد من التلميحات تربط السلسلة سويًا بشكل غير مباشر، تلميحات تشمل الجزء الأول والثالث والأجزاء المستقبلية مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن يكون كل إصدار منفصلًا عن الجزء السابق كما أوضحت في البداية.
أعتقد أنه أمر رائع، شخصيًا أفضل الألعاب القصيرة والأقل سعرًا، ليس بالضرورة أن تكون الألعاب ضخمة ومتشعبة للاستمتاع بأحداثها، أرغب في رؤية 8 إصدارات مختلفة من السلسلة عوضًا عن التركيز على عنوانين أو ثلاثة بضعف المدة الزمنية.
أوافقك الرأي، أعتقد أن مجتمع اللاعبين ككل ينضج ويتغير بشكل مستمر، ونفس الوضع بالنسبة لصناعة الألعاب التي تجذب المزيد من مشاهير السينما وتقدم قصص أكثر إثارة ورسوم أفضل، وهو ما يترتب عليه تشجيع الأشخاص الذين لا يلعبون عادة على التطرق لتلك الهواية، وبالطبع، ليس جميعهم يرغب في ألعاب تستمر لأكثر من 18 ساعة، ندرك ذلك جيدًا منذ أن بدأنا العمل على The Dark Pictures، وجدنا آراء اللاعبين منقسمة ما بين من تطرق للعبة بسبب تفضيله لمسلسلات نتفلكس على سبيل المثال ورغبته في خوض أحداث لعبة سينمائية أقرب للعروض التلفزيونية، وبين اللاعبين المخضرمين الذين يفضلون الألعاب القصصية، من الجيد أن يكون لديك مشروع مرن لهذه الدرجة حيث يمكنك الجلوس والاستمتاع بمغامرة قصيرة وفي نفس الوقت هناك إمكانية إعادة خوض الأحداث والتعمق فيها بصورة أكبر، لذا اعتقد أننا لدينا مشروع يحترم جميع اللاعبين بمختلف توجهاتهم.
ندرك أن هذا هو مشروعكم الأول على أجهزة الجيل الجديد PS5 و Xbox Series، ومع استخدام وحدات التخزين فائقة السرعة SSD يمكنكم تقديم ميزات جديدة دون شك، مثل التنقل بين الماضي والحاضر والمستقبل بسرعة، أو القدرة على تغيير الشخصيات والقفز لمواقع مختلفة فوريًا، هل فكرتم في الاستفادة من إمكانيات تلك الأجهزة في الإصدارات المستقبلية؟
ندرك جيدًا أن اللعبة متعددة المنصات، لذا كان علينا التأكد من عملها بشكل مثالي على جميع الأجهزة، فيما يخص الإصدارات المستقبلية، ينصب اهتمامنا على جودة الرسوم، وهو أمر طبيعي بالنظر لكوننا استوديو يركز في المقام الأول على أن تبدو ألعابه سينمائية قدر المستطاع، وبالنسبة لألعاب الرعب، فالإضاءة تلعب دورًا هامًا في تلك العناوين، وهناك الكثير مما يمكن لأجهزة PS5 و Xbox Series تقديمه في تلك الجزئية لتحسين الإضاءة والظلال، بالطبع هذا يخص العناوين القادمة التي سنعمل عليها مستقبلًا.
إذن لن تستخدم افكاري مستقبلًا؟
(يضحك) سوف أسجلها.
شكرًا جزيًلا على السماح لنا بإجراء تلك المقابلة، ولا يسعني الانتظار لتجربة الأجزاء الثمانية كاملة بعد أن تصدر جميعها.
الشكر لك أيضًا، اتمنى أن تسنح لك الفرصة لتجربة House of Ashes ورؤية الاختلافات التي تقدمها مقارنة بالأجزاء السابقة.
يشار إلى أن لعبة The Dark Pictures Anthology House of Ashes تستهدف أجهزة PlayStation 5 و Xbox Series و PlayStation 4 و Xbox One و PC عبر Steam في وقت لاحق هذا العام، لم يتم تحديده بعد.