لا توجد شركة أفضل من Nintendo لتتبع تاريخ تطور الألعاب. من إلهام الأطفال والكبار على حد سواء عبر أجيال مثل Famicom وNES، إلى السيطرة الكاملة التي حققها Switch في عالم الألعاب، كانت Nintendo حاضرة وشاهدة على كل مراحل هذا التطور.
والحقيقة هي أن Nintendo ستظل موجودة دائمًا. حتى في أسوأ أوقاتها، لم تكن الشركة في خطر الإفلاس بفضل استراتيجيات التسويق الذكية، والشخصيات الشهيرة المعروفة بها، وقاعدة جماهيرها الواسعة، بالإضافة إلى مكتبة من أعظم الألعاب في تاريخ الصناعة.
على مدار أكثر من 40 عامًا، أبهرت Nintendo اللاعبين، وأثارت الجدل أحيانًا، لكنها دائمًا اتبعت طريقها الخاص.
ولكن ما الألعاب التي ميَّزت كل عام من تاريخ Nintendo؟
للتوضيح، تشير كلمة Nintendo في هذا السياق إلى جميع الأنظمة التي أطلقتها الشركة بدءًا من Famicom، وليس فقط الألعاب التي طورتها بنفسها. ومع ذلك، يأخذ هذا المقال في الحسبان الألعاب الحصرية على منصات Nintendo، بما في ذلك الحصريات المؤقتة وبعض ألعاب الأركيد التي وجدت مكانها لاحقًا على أجهزة Nintendo.
1983 – Donkey Kong
عام 1983 قد يكون الأهم في تاريخ الألعاب على الإطلاق. مع انهيار سوق ألعاب الفيديو في أمريكا (المعروف بـ “صدمة أتاري”)، برزت الفرصة أمام المطورين اليابانيين للسيطرة على السوق. في هذا السياق، لم يكن بإمكان Nintendo اختيار عام أفضل لإطلاق أول جهاز منزلي لها.
في يوليو 1983، أطلقت الشركة نظام Famicom Entertainment System في السوق اليابانية، محمَّلًا ببعض من أشهر ألعاب الأركيد الخاصة بها، وعلى رأسها Donkey Kong.
هذه اللعبة لم تكن مجرد لعبة ناجحة، بل عرَّفتنا على شخصيتي Donkey Kong وMario، وهما من أكثر رموز Nintendo شهرة واستمرارية، رغم التحولات الكبيرة التي خضعا لها على مر السنين. ورغم أن اللعبة ليست البداية المطلقة لنوع ألعاب المنصات، فإن فكرتها الرئيسية المتمثلة في القفز فوق الفجوات والعوائق أثرت بشكل جذري على هذا النوع من الألعاب.
يُعَدُّ هذا الإرث وحده إنجازًا رائعًا، ولكنه أيضًا ساهم في ظهور أشخاص مهووسين بتحقيق أرقام قياسية عالمية، إلى درجة خوض نزاعات قانونية حول ما إذا كانوا قد غشوا لتحقيقها، وهو جانب فريد من تاريخ اللعبة.
1984 – Excitebike
بالحديث عن الابتكارات التي أصبحنا نعتبرها بديهية اليوم، ماذا عن التمرير الأفقي السلس في الألعاب؟ رغم أن Excitebike لم تكن اللعبة الأولى التي قدمت هذا المفهوم، إلا أنها مَثَّلت نقطة تحول بفضل سرعتها في تقديمه، في وقت كانت فيه الأنظمة الأخرى لا زالت تكافح لتقديم الأساسيات بشكل متقَن.
حققت لعبة السباق من تصميم Shigeru Miyamoto إنجازًا كبيرًا في ألعاب الرياضة على الأجهزة المنزلية لعدة أسباب، أهمها أنها كانت ممتعة وسهلة الفهم. تحديات تجنب العقبات، وتفادي المتسابقين الآخرين، وإدارة حرارة الدراجة جعلت منها تجربة ممتعة ومليئة بالتحديات.
من الميزات البارزة أيضًا كان وضع التصميم Design Mode، الذي سمح للاعبين بإنشاء مسارات مُخَصَّصَة. وكان بإمكان اللاعبين في اليابان حفظ هذه المسارات وإعادة تحميلها باستخدام جهاز Famicom Data Recorder، الذي كان حصريًّا للسوق اليابانية.
بالإضافة إلى ذلك، خلال العام الأول لدخول Nintendo إلى السوق الأمريكية، حققت Excitebike المركز الثالث في المبيعات بعد Mario Bros وDuck Hunt، مما يجعلها الخيار الأول لمعظم اللاعبين عند إضافة ألعاب جديدة إلى مكتبتهم.
1985 – Super Mario Bros.
إذا كانت لعبة Donkey Kong هي البداية الأولى لشخصية ماريو، وMario Bros الصادرة عام 1983 هي الخطوة التالية، فإن Super Mario Bros عام 1985 كانت القفزة الهائلة التي جعلت ماريو رمزًا رئيسيًّا لـNintendo. من الصعب المبالغة في وصف أهمية هذه اللعبة وتأثيرها.
أُرفقت لعبة Super Mario Bros في معظم نسخ جهاز Nintendo Entertainment System: -النسخة الغربية المعاد تصميمها من Famicom-، مما منحها مسؤولية استبدال صورة الجودة المنخفضة التي ارتبطت بالألعاب في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. قدمت اللعبة للمستهلكين تجربة جديدة تمامًا لعالم الألعاب، بتصميم من Nintendo وShigeru Miyamoto.
كان المستوى الأول World 1-1 بمثابة درس شامل، يعرّف اللاعبين بكل ما يحتاجونه للتنقل في عالم جديد يتقدم بتمرير الشاشة مع حركة الشخصية، وهي تجربة لم يسبق لها مثيل. برسومات بسيطة ونظيفة، كانت اللعبة أكثر من مجرد مطاردة للدرجات كما في ألعاب الأركيد التقليدية، بل كانت تجربة مليئة بالتحديات والمفاجآت، مع مسارات مليئة بالعقبات وأسرار خفية، يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستمتاع بها معًا.
1988 – Mega Man 2
في فترة معينة، لم يكن مطورو ألعاب الفيديو يعرفون بالضبط كيف يتعاملون مع فكرة الأجزاء الجديدة. وفي هذا السياق، أظهرت لعبة Mega Man 2 من Capcom أن تقديم المزيد مما أحبّه اللاعبون في الجزء الأول يمكن أن يكون خيارًا ناجحًا.
تميز Mega Man منذ البداية بشخصية جذابة وأسلوب تصميم مميز، حيث استُخدمت الألوان بجرأة لإنشاء مراحل يمكن التعرف عليها بسهولة.
لكن Mega Man 2 رفع المعايير بشكل كبير، ليس فقط للسلسلة ولكن أيضًا للألعاب الأخرى. كانت اللعبة صعبة للغاية، لكنها عادلة بفضل التحكمات الدقيقة. كانت تحدث الأخطاء نتيجة قرارات اللاعب، لكن الشعور الممتع بالتحكم في شخصية Rock والتصميم الرائع دفع اللاعبين للعودة مرارًا، حتى لو انتهى الأمر بالخسارة أمام Quick Man مرارًا وتكرارًا.
رغم المنافسة القوية، غالبًا ما تُعتبر Mega Man 2 “أفضل لعبة منصات ثنائية الأبعاد على الإطلاق”، وهو إنجاز كبير لجزء تكميلي جاء بتوجه بسيط لكنه مذهل.