لعله من شبه المستحيل أن تحافظ أحد ألعاب الفيديو على موقعها في وسط ازدحام الألعاب الأخرى الكثيرة من نظيراتها، ولا ريب في أنها يجب أن تكون ذات إصدارات متجددة و تحديثات مستمرة كي لا تضحي في مهب النسيان. إذ لا شك أن الشعبية التي تحظى بها إحدى الألعاب ما هي إلا موجة تنحسر تارة وتغدو في أوج امتدادها تارة أخرى، وإذا ما قاربت لعبة على نهايتها الحتمية فلا بد من اتخاذ إجراءات قد تبدو مجنونة أحياناً في سبيل إنقاذها والتي غالباً ما تكون نتائجها ليست مرضية فحسب بل قد ترتقي باللعبة إلى نجاح لم تعهده سابقاً.
Rainbow Six: Siege
بالرغم من أن هذه اللعبة كانت إحدى الألعاب ذوات النجاح الكبير في جيلها إلا أنها كانت على شفا حفرة من السقوط نتيجة محاولة الشركة المطورة Ubisoft إجراء تغييرات على السلسلة تمحو عنها طابعها الأصلي و جذورها و تجعلها مبسطة وذلك كله لتجاري الألعاب الحربية الحديثة وبالأخص لعبة Call OF Duty المهيمنة في ذلك الوقت. فقامت بتطوير Rainbow six: Patriots والتي بدت جذابة ظاهرياً إلا أنك لن تشعر بأنها أحد ألعاب سلسلة Rainbow Six حين تجربها.
و بعد ست سنوات من إصدار هذه اللعبة الأخيرة أوقفت الشركة المطورة المشروع بأكمله وذلك في عام 2014. ولكن عودتها بلعبة جديدة ألا وهي Rainbow six: Siege قلبت الموازين أخيراً وأعادت للسلسلة نجاحها المعهود وذلك عن طريق طابعها المحفوف بالمخاطر والتكتيك القديم الذي كان سبب شهرة السلسلة بادئ ذي بدء، لترى الشركة أنها كانت محقة في أسلوبها القديم.
Neir: Automate
حظيت لعبة الأكشن من إخراج Yoko Taro بقاعدة جماهيرية ضخمة، إلا أن بعض العقبات أعاقت مسار نجاحها، إذ أن ناشرها رفض استمرار العمل عليها بحجة أن إصدارها الأول في عام 2010 لم يحقق المبيعات المرجوة، و الذي بدا أنه الإصدار الأخير للعبة في حينها. إلا أن مخرجها يوكو تارو بقي يعمل جاهداً لتسويقها، إلى أن وافقت شركة Square Enix على نشرها.
و مع عودة بعض أفراد فريق تطويرها السابق و طاقم أساسي جديد من المطورين من شركة Platinum Games استطاعوا النهوض باللعبة مجدداً لتصبح أكثر دقة وأروع من ذي قبل، و بالتعاون مع لمسات مخرجها المميزة وصلت اللعبة إلى أوج ازدهارها وحققت مبيعات فاقت التوقعات، لتحقق أخيراً حلمها بالحصول على الامتياز بعد 7 سنوات.
بالرغم من كون اللعبة أحد أفضل ألعاب شركة سوني في عهد البلايستيشن 2 و البلايستيشن 3، إلا أن اللعبة بدت و كأنها تشارف على نهايتها في عهد البلاي ستيشن 4 بسبب ظهور ما هو أفضل منها. فبعد إصدار God Of War: Ascension في عام 2013، والتي بدت كالورقة الأخيرة الرابحة للعبة، إذ أن كل شيء اكتمل بما في ذلك قصة الشخصية الرئيسية كريتوس وباقي الجوانب التي لم يعد في وسع المطورين العمل عليها أكثر.
و لكن، بعد أن قررت كل من سوني وسانتا مونيكا إجراء بعض التعديلات و التي زعم البعض بأنها ستبوء بالفشل، كتعديلات على القصة الرئيسية الشخصية الرئيسة، الأعداء في اللعبة، نظام الكاميرا، الطاقم كله، الإعدادات، آليات القتال فيها و غيرها الكثير… والتي بالفعل أنتجت ثمارها وأعادت اللعبة إلى سابق عهدها ونجاحها مما جعلهم يتراجعون عن كلامهم.
Hitman
كانت اللعبة إحدى أفضل الألعاب من نوعها، إلاأن سعيها لإرضاء الجماهير والذين كانوا قد وجدوا بالفعل كل مرادهم في لعبة Blood Money وأضحى من الصعب إرضاءهم، إذ تمت إضافة تعديلات تحسينية للعبة Hitman لذلك الهدف مما أدى إلى تقييد حرية لاعبيها.
لم تكن اللعبة بذاك السوء إلا أن مبيعاتها كانت لا زالت غير مرضية، هنا شركة الإنتاج أخذت تفكر في اتخاذ إجراء لإنقاذ اللعبة ألا وهو تحويلها لنمط يتبع نظام الحلقات، مما أثر عليها إيجاباً وسلباً في نفس الوقت، حيث أرضى الجماهير بسماحه لهم بإنشاء مراحلهم الخاصة و هذا ما أرادوه و من جهة أخرى خفّض المبيعات. بالرغم من مشاكل مردودها المالي التي لا زالت قائمة، إلا أن اللعبة الآن مازالت في أفضل حالاتها.
Prey
لم تحظى هذه اللعبة سوى بإصدار وحيد في حين ألغي الإصدار الثاني في عام 2012 وذلك بعد أن كان قد أعلن عنه مباشرة بعد صدور الأول، لتبقى السلسلة بعدها معلقة لوقت طويل. وبالنظر إلى الترويج الكبير و التشويق للإصدار الثاني الذي كان من المفترض أن يصلح عيوب سابقه.
فلم يكن مستغرباً الاستياء الذي واجه المعجبون به قرار الإلغاء، و الذي تدعي الشركة المطورة Bethesda بأنه كان يعزى إلى قلقها بشأن جودته و عدم كفاءته مما أدى في النهاية إلى تسليم السلسلة لاستوديو آخر، استوديو Arkane. بعد أن تم إصدارها أخيراً في عام 2017 لاقت اللعبة نجاحاً كبيراً بفضل اعتمادها على نظام جديد يقوم على التشويق والصدمة بدلاً من سالفتها التي كانت تركز على كسب الجوائز فحسب.