هذا الأسبوع مقالة جديدة من أخونا المبدع عبدالمحسن الغريب، واحد من متابعي الموقع. تبي تشاركنا بمقالك؟
من دخلنا عالم الألعاب ، و كانت الألعاب العربية تقريبا مالها تواجد فعلي ، لكن بين فترة و فترة ، تجينا لعبة من مطور عربي ،فيتحمس الجمهور المغلوب على امره لهذي اللعبة ، لكن هل هذا الحماس نابع من اثارة اللعبة نفسها ؟ او لان اللعبة فقط من مطور عربي و ان احنا عرب و لازم ندعم ربعنا و حركات السيفين و نخلة ( ايش ؟! )؟
الألعاب العربية ، ان صح التعبير ، تعد على الاصابع ، لكن كم لعبة كان لها فعلا وزنها في العالم و كانت من مطور عربي او من فريق عمل عرب ؟
ولا شي! مافيه ولا لعبة كان لها وزنها في عالم الألعاب.
لكن في الفترة الأخيرة ، صرنا ” نسمع ” بألعاب عربية لكن بصوت خافت و على استحياء و خجل !
لكن الجمهور من قوة ” العروبة ” اللي عنده يبدأ يرفّع في هذي الألعاب و يكبر حجمها ، حتى تصير في عيونهم افضل من ريزدنت ايفل و ميتل جير سوليد ..الخ.
و بصراحة ، هذا من أكبر الأخطاء اللي كثير مننا يطيح فيها ، وهو طبعا اعطاء الألعاب العربية اهتمام اكبر مما تستحقه ! صحيح هي لعبة ” مننا و فينا ” و من ” جماعتنا ” لكن الكثير يغفل ان صنع هذي الهالة الكبيرة حول اي لعبة عربية تنزل في السوق ممكن يضر و بشكل كبير المطور العربي بل وحتى سمعتنا في هذا المجال – ان كان لنا سمعة أصلا – !
سألتني كيف ؟ و انا رح اجاوبك ..
اغلب الألعاب العربية – اذا ما كانت كلها – تنزل بمواصفات سيئة جدا ، اقصد من ناحية الجرافيكس و الأصوات ..الخ.
فإعطاء الألعاب هذي اهتمام اكبر من الحجم اللي المفروض تحصل عليه ، ممكن يعطي الضوء الاخضر للمطور ان اللعبة ممتازة و الجمهور متقبلها ! بينما اللعبة اصلا فاشلة بكل المقاييس !
و احد اهم الأمور اللي اكثر الناس في الحقيقة يتكلمون عنها ، هي ان هذي هي العتبة الأولى للعرب في هذا المجال ، و ان طبيعي يكون فيه هذي الأخطاء ..الخ من هذا الكلام. بصراحة ، انا اختلف تماما مع اتباع هذا الكلام ، صحيح ممكن يكون فيه أخطاء بحكم قلة الخبرة ، لكن هل هذا معناها اننا نبدأ من الصفر ثم نطور انفسنا شوي شوي ؟ اكيد لا ، ليه ما نبدأ من حيث ما انتهى الآخرون ؟
ليه مثلا ما نستخدم احدث المحركات و التقنيات في انتاج ألعابنا ؟ و ايش المانع في اننا نستعين بالمطورين الأجانب و نحتك معهم بحكم خبرتهم ؟
اذا كان علينا البدء من الصفر ، اعتقد ان هذا معناه اننا لازم نبدأ بألعاب البكسلات ثم نتطور شوي الى ألعاب بلايستيشن ١ و هكذا …
خذ على سبيل المثال لعبة ” الركاز ” ، رغم انها ما نزلت و صعب اكيد الحكم عليها الآن ، لكن خلونا نتكلم عن العروض و المقاطع اللي نزلت للعبة ، و من خلالها يتضح لنا ان الأصوات و الجرافيكس و كل هذي الامور عادية جدا الا و احيانا اقل من عادية ! لكن حماس الجمهور ، صنع هالة كبيرة حول هذي اللعبة ، رغم ان المقاطع اللي نزلت متواضعة جدا و لا فيها اي شي يثير الاهتمام !
في الآونة الاخيرة ، قامت بعض الشركات و على رأسهم ” الكترونك آرتس ” (EA) بتعريب ألعاب فيفا و نيد فور سبيد ، و تحمس الناس لهذا التعريب و هذا شي طبيعي و خصوصا انه رح يكون شغل احترافي لان الشركة كبيرة جدا و عريقة ، لكن مرة ثانية بعض من جمهورنا طاح في الفخ و قال كلام مثل ” خلاص انا رح اشتريها لانهم دعموا لغتي و لازم انا ادعمهم بالمثل ” !!
انت اول شي جرب اللعبة ، بعدين احكم ! بالنهاية هي لعبة للمتعة مو عشان نتعلم اللغة العربية !!
من الجميل اننا نشوف اهتمام الشركات في لغتنا و المطورين العرب بهذا المجال اخيرا ، و لعل ابرز اسباب تأخرنا في هذا المجال هو النظرة الاجتماعية للاعبين على انهم ” بزران ” و ان هذي العاب أطفال! و الصعوبات اللي تواجهها الشركات للوصول لنا ، لكن أخيرا استطاعت الوصول ، لكن لنثبت لهم اننا فاهمين في عالم الألعاب ، و مو بس عبارة عن كيس فلوس جالس يتحرك و يشتري أي شي عربي او معرب بدون ادنى تفكير !
بالنهاية ، ادعم المحتوى العربي ان وجد ، لكن بعقلانية ، و دون حماس ، لأنك بدون ما تدري رح تضر المطور و تضر سمعتك بأنك – مع الأسف – مستهلك غير واعي!