ليس سرًا أن Street Fighter تعتبر مسؤولة عن الطفرة التي شهدتها الألعاب القتالية في بداية التسعينات من القرن الماضي، وواحدة من أشهر وأنجح ألعاب هذا النوع في تاريخ الصناعة دون شك، حيث ظهرت لعبة Capcom الشهيرة لأول مرة في عام 1987 وتمكنت من فرض هويتها وإلهام العناوين الأخرى بشكل واضح في السنوات التالية.
لحسن الحظ، لم تعد السلسلة جزءًا من الماضي، وما تزال تحقق نجاحات قوية، خاصة مع إصدارها الأخير Street Fighter 5 على PS4 و PC والذي عانى من بداية متعثرة ولكن سرعان ما عادت الأمور لنصابها الصحيح، وبالنظر لكوننا نتحدث عن سلسلة يمتد تاريخها لأكثر من 30 عامًا، لا شك أن هناك حقائق خفية وتفاصيل شيقة ربما يسمعها البعض لأول مرة كما نستعرض معكم اليوم في سلسلة مقالات توب تن أو Top 10.
التركيز على الطور الفردي
في حين أن معظم ألعاب القتال الحديثة تركز بشكل أساسي على اللعب الجماعي والمنافسات المحتدمة عبر الشبكة، فقد اعتمدت أول لعبة في سلسلة Street Fighter إلى حد كبير على طور اللعب الفردي، والذي أصبح يعرف حاليًا بطور الأركيد التقليدي في ألعاب هذا النوع.
وفر طور اللعب الفردي للمستخدمين القدرة على خوض الأحداث بشخصية Ryu فقط، حيث يقاتلون أعداء بقدرات مختلفة، على الجانب الآخر، قدمت اللعبة طور Versus بسيط ومحدود للغاية يسمح لاثنين من اللاعبين بالوصول إلى شخصيتين متطابقتين دون أي اختلافات تذكر هما Ryu و Ken.
قدرات قتالية غير متوازنة
على عكس ألعاب القتال الحديثة التي تقدم مهارات وقدرات قتالية خاصة يتم العمل عليها بدقة وإتقان شديد، كان الوضع مختلفًا بدرجة كبيرة في لعبة Street Fighter الأولى، على سبيل المثال، عند تنفيذ هجمات Hadouken و Shoryuken القتالية جاءت النتائج غير متوازنة وعشوائية بشكل فج،
بمرور الوقت تطورت تلك القدرات وأصبحت عنصرًا أساسيًا في جميع الإصدارات الحديثة، حيث يتم تنفيذها بدقة متناهية وبشكل فعال أقرب إلى المقاطع السينمائية، وتؤثر بشكل واضح على شريط الصحة للخصم بعكس ما كان يحدث في الإصدار الأول.
أول لعبة قتال تقليدية بالمفهوم الحديث
في حين أن Street Fighter الصادرة عام 1987 هي من سطرت بداية السلسلة، إلا أنه غالبًا ما يُنسب الفضل إلى Street Fighter 2 لكونها أول لعبة قتال تقليدية بالمفهوم الحديث المتبع حتى اللحظة، والسبب أنها أول لعبة قتالية سمحت للاعبين باختيار واحدة من العديد من الشخصيات الفريدة التي تمتلك قدرات مميزة تمامًا ومهارات مختلفة من شخص لآخر.
وجود خيارات أكثر وتنوع ملحوظ في أساليب الهجوم والدفاع لكل شخصية ترتب عليه أساليب لعب مختلفة تناسب كل مستخدم وتسمح له باستعراض قدراته في حال تمكن من إتقان مهارات الشخصية التي يعتمد عليها وطبقها بدقة في المعارك المختلفة.
صعوبة بالغة في تنفيذ الهجمات الخاصة
أصبحت جميع الألعاب القتالية تقدم قدرة خاصة مميزة لكل شخصية لا يمكن الوصول إليها طوال الوقت أو بشكل متكرر، وفي حال لم تكن تعلم، تعتبر الهجمات القتالية المميزة مرادفًا لاسم Street Fighter، حيث وفرت اللعبة القدرة على ضغط أزرار معينة لتنفيذ المهارة الأصعب والأكثر تأثيرًا لكل شخصية، وبمرور الوقت، عملت Capcom على تبسيط طريقة تنفيذ تلك الهجمات وجعلها سهلة الوصول للجميع.
لمعرفة مدى التغييرات التي طرأت على تلك الجزئية، يكفي أن تعلم أن الجزء الأول الصادر في عام 1987 اعتمد بشكل أساسي على ضغط الأزرار في أوقات محددة ودقيقة للغاية لتنفيذ تلك المهارات بنجاح، ولكن بمرور الوقت، وبغض النظر عن تبسيط الوضع بشكل ملحوظ، اعتمدت الإصدارات الأخيرة على نظام input leniency والذي يسمح للاعبين في بعض المواقف بتنفيذ تلك المهارات حتى وأن ضغطوا أزرارًا غير صحيحة تمامًا.
الهجمات المتتالية (كومبو) جاءت عن طريق الصدفة
بغض النظر عن كونها واحدة من أولى الألعاب التي قدمت مفهوم سلسلة الهجمات المتتالية المعروفة بـCombos، حيث يستمر اللاعب بتنفيذ الحركات القتالية المتواصلة واستنفاذ طاقة خصمه دون أن يجد مفرًا، إلا أن تلك الميزة أصبحت أساسية في جميع الألعاب القتالية حاليًا.
المثير للاهتمام أن ظهور الضربات المتتالية لأول مرة في الجزء الثاني كان غير مقصودًا على الإطلاق، في الواقع، عانت Street Fighter 2 من خللًا غير مقصود سمح للاعبين بربط عدة هجمات متتالية معًا بينما كان الخصم لا يتحرك ساكنًا، ولكن سرعان ما أصبحت تلك الميزة سببًا رئيسيًا في نجاح اللعبة وانتشارها، الأمر الذي ترتب عليه استثمار Capcom في تلك الجزئية بشكل ملحوظ في الإصدارات التالية، إلى أن أصبحت مرادفًا لمفهوم الألعاب القتالية في الوقت الراهن.
فيلم Street Fighter وأسوأ إصدار في تاريخ السلسلة
في حين أن العديد من ألعاب Street Fighter مثل Street Fighter 2 Turbo و Street Fighter 3 Third Strike و Ultra Street Fighter 4 تتم مناقشتها غالبًا على أنها أفضل ألعاب القتال في الحقبة التي صدرت فيها، إلا أن نجاح السلسلة لا يشمل جميع إصدارتها، وعانت من إخفاقات مختلفة كحال أي سلسلة ألعاب ممتدة كل تلك الفترة.
على ما يبدو أن نجاح اللعبة غوى Capcom لجذب جمهور أكبر من خلال تحويلها لفيلم سينمائي من بطولة الممثل جان كلود فان دام، ولسبب ما، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شمل تطوير لعبة فيديو خاصة بالعمل الفني تحمل اسم Street Fighter: The Movie: The Game صدرت في عام 1995.
تم تصميم الشخصيات باستخدام صور رقمية لأبطال الفيلم تشبه إلى حد كبير ألعاب Mortal Kombat، الأمر الذي ترتب عليه أسوأ متوسط تقييمات للعبة في تاريخ السلسلة، حتى أن البعض لا يعلم وجودها في الأساس بسبب إهمالها تمامًا وتجنب ذكرها في أي مناسبة، وكما تعلم، لم يواجه الفيلم نفسه مصيرًا أفضل وتعرض لانتقادات لا حصر لها.
أسماء مختلفة لشخصيات M. Bison و Balrog و Vega
من المحتمل أن أي لاعب سبق له تجربة Street Fighter في مناطق مختلفة من العالم قد لاحظ التناقض في تسمية بعض الشخصيات مثل M. Bison و Balrog و Vega، حيث تحمل تلك الشخصيات أسماء مختلفة في إصدارت أخرى، ويعرف M. Bison باسم Dictator، بينما يطلق على Balrog اسم Boxer وعلى Vega اسم Claw.
تظهر اسماء M. Bison و Balrog و Vega في النسخ الأمريكية والغربية من اللعبة، والسبب الحقيقي في وجود اختلافات في الأسماء في بعض النسخ هو كون تلك الشخصيات ترمز لشخصيات حقيقية في الواقع، على سبيل المثال حرف M في اسم M. Bison يرمز إلى Mike كناية عن الملاكم الشهير مايك تايسون، ومن أجل تجنب أي إجراء قانوني ضد Capcom، تم تغيير تلك الأسماء في دول مختلفة حول العالم.
المقاتل Dan Hibiki والسخرية من Ryo Sakazaki
يعتبر Dan Hibiki مقاتل من لعبة Street Fighter تم تصميمه لمحاكاة شخصية Ryo Sakazaki، الشخصية الرئيسية في سلسلة SNK القتالية المعروفة باسم Art of Fighting، والسبب في الإقدام على تلك الخطوة هو ظن Capcom أن شخصية Ryo تعد تقليد في الأساس لشخصيات Ryu و Ken من Street Fighter.
لمعرفة مدى تمادي Capcom في هذه المزحة، يكفي أن تعلم أن Dan Hibiki كان ضعيفًا للغاية، حيث تسببت هجماته في ضرر ضئيل جدًا للخصوم مع الاعتماد على حركات قتالية مشابهة لشخصية Ryo من Art of Fighting، بمعنى آخر كان مقاتل بلا أي تأثير يذكر.
شخصية Sheng Long أكبر خدعة في تاريخ الألعاب القتالية
غالبًا ما تُعتبر شخصية Sheng Long واحدة من أكبر الخدع في تاريخ ألعاب القتال، بدأ الأمر بعد ترجمة خاطئة لأحد عبارات الفوز التي يرددها Ryu في Street Fighter 2، دفعت الشخصية للقول “يجب عليك هزيمة Sheng Long لتحظى بفرصة”، حيث جاء الخطأ في ترجمة Shoryuken (الهجوم المميز لشخصية ريو) إلى Sheng Long.
ما زاد الطين بلة مقال من مجلة Electronic Gaming Monthly يتساءل ما إذا كان Sheng Long شخصية سرية مخبأة داخل اللعبة لزعيم سري قد يتمكن اللاعبون من مواجهته، في حين أن تقاريرًا أخرى أشارت إلى أن المجلة استغلت الأمر ونشرته كما لو كان كذبة أبريل، على الرغم من أن العدد الذي تضمن تلك المقالة صدر في شهر فبراير عام 1992.
سرعان ما تطورت الأمور بشكل غير متوقع، حيث قامت الصحف والمجلات الأخرى بنقل طريقة فتح الشخصية السرية من المجلة دون التأكد من صحة هذه المعلومات، الأمر الذي ترتب عليه انتشار أسطورة Sheng Long بين محبي اللعبة في جميع أنحاء العالم، وانتشار معلومات مغلوطة عن إمكانية ظهوره في الجزء الثالث.
لم تتوقف مجلة EGM عند هذا الحد، بل أعادت نشر المقال مع تحديثه في عام 1997 وأخذت على عاتقها مهمة إنشاء خلفية درامية للشخصية وتصميم خيالي، ويبدو أن تلك الخدعة ألهمت Capcom لإدراج زعيم سري في لعبة Street Fighter 2 Turbo هو Akuma.
مستوحاة من مانجا Karate Master
يمتلك Ryu أحد أكثر التصميمات شهرة وأناقة في فئة الألعاب القتالية، وأصبح مرادفًا لاسم Street Fighter، رغم ذلك، كان تصميم Ryu و Sagat (الخصم الرئيسي في أول جزء) مستوحى في الأساس من شخصيات مانجا Karate Master التي نشرت في مجلة Shōnen الأسبوعية في الفترة من عام 1971 حتى عام 1977.
يحمل Ryu قدرًا كبيرًا من التشابه مع بطل المانجا Yoshiji Soeno، حتى أن قصة اللعبة نفسها متشابهة مع Karate Master بدرجة كبيرة، بينما جاء تصميم Sagat مشابه للمقاتل Reiba.
تلك هي أبرز المعلومات التي ربما تسمع عنها لأول مرة بخصوص سلسلة Street Fighter الشهيرة، شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص تاريخ السلسلة و شخصياتكم المفضلة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 معلومات عن تطوير Metal Gear Solid 2 ربما تسمع عنها لأول مرة“.