نزلت بيوند تو سولز، اللعبة المنتظرة بالنسبة لي هذي السنة. من بداية السنة وانا اقول اني انتظرها أكثر من Grand Theft Auto V وThe Last of Us، أضخم لعبتين هذي السنة.
لعبتها، وأعجبتني فيها أشياء كثير. ولكن الأشياء اللي ما أعجبتني غلبت الأشياء اللي أعجبتني، لهذا السبب قررت أكتب بعض الملاحظات والاخطاء اللي لاحظتها في اللعبة. فيه أسباب ثانية منها كثرة الحديث عنها بين اللاعبين بشكل فوق المعتاد، لدرجة ان كثيرين في معرض يوم اللاعبين ترك الأسئلة عن المعرض وقرروا يسألوني عنها.
نزلت قبلها لعبة ما درا عنها الا القليل، وهي Lone Survivor على البلاي ستيشن 3 والفيتا. ماحد درا عنها لانها من مطوّر مستقل، ومن وين له فلوس يسوّق فيها لعبته؟ كل اللي يحتاج يسويه المطوّر المستقل انه ينزل لعبته ويتمنى ان كومنتيترز يوتيوب يلعبونها، وبكذا يعتبر تسويق قوي بالنسبة له.
لو مدح لي واحد بيوند تو سولز، وقالي من ضمن مدحه لها ان الرسومات حقتها ممتازة والتمثيل رائع، احتمال كبير اني بأطلب كوب شاهي اضافي فوق اللي شربته وأشاركه المديح في اللعبة. أحب النوع هذا من الألعاب، ديفيد كيج لعبت كل ألعابه تقريباً، وأعتبر Fahrenheit: Indigo Prophecy من أفضل الألعاب اللي لعبتها في الجيل السابق، وأفضلها على Heavy Rain بالراحة.
أجل، وين غلطت بيوند تو سولز؟ وعلى ان رسومات اللعبة خارقة، والأصوات فيها ممتازة، والتمثيل فيها من أفضل ما يكون، ليش ما قدرت أندمج مع اللعبة على ان لي فوق الثمان ساعات ألعبها؟ وليش قدرت أندمج مع لون سورفايفور، اللعبة البسيطة اللي مافيها تمثيل صوتي حتى؟ بنناقش هذا في مقال اليوم، وللمتابعين الحق في انتقاد آرائي وكتابة آراءهم في التعليقات.
قبل أكمل في النقاش، احتمال كبير ان اللي يقرا المقالة مستغرب من مقارنتي ويقول: “من جد هذا يقارن بين بيوند تو سولز ولون سورفايفور؟ ايش جاب اللي جاب؟” وهذا سؤال صحيح وفي مكانه، ولكن فيه عامل مشترك بين جميع الألعاب، نقدر نستخدم هذا العامل ونقارن فيه بين أي لعبة. هذا العامل هو سرد القصة. تقريباً كل الألعاب فيها قصّة تنسرد، لذلك شي منطقي اننا نقارن بين أي لعبتين من ناحية سرد قصتها.
الكثير لعب بيوند تو سولز، والكثير يعرف انها لعبة جبّارة من ناحية الرسوم وخصوصاً رسومات الشخصيات وواقعيتها، والتمثيل الخرافي خصوصاً من Ellen Page وWilliem Dafoe، والموسيقى التصويرية وغيرها من عناصر الألعاب الضخمة.
على الطرف الثاني، لون سورفايفور ما لعبت الا على عناصر بسيطة وقليلة، أهمها عنصر سرد القصة، وعنصر الموسيقى التصويرية أو الأصوات بشكل عام، وطريقة اللعب السهلة والبسيطة.
سرد القصة
بيوند تو سولز، حاولت بطريقة غامضة وغريبة انها تروي قصتها، حاولت تنقل اللاعب من زمن الى زمن ومن حدث الى حدث بحيث تخلي اللاعب يستاءل: الحين الحدث هذا قبل الحدث هذاك ولا كيف بالضبط؟ توقعت ان اللعبة في أحد أوقاتها بتوضّح لي كل شي، ولكن للأسف خلصت اللعبة ولا قدرت أربط الكثير من أجزاء القصة.
المصيبة ان هذي مشكلة David Cage في لعبته اللي قبل Heavy Rain، كانت القصة جيّدة الى حد كبير ولكن الفراغات فيها كانت كثيرة وتخلّي اللاعب يستاءل كثير. توقّعت ان المشكلة هذي بتنحل في بيوند تو سولز بما ان الكثير كان يتكلم عنها. ولكن للأسف ما انحلت، الا بالعكس زادت تعقيد، وكأن ديفيد مصر على ان طريقة روايته بهذا الشكل الغريب شي رهيب ماله مثيل!
أما بالنسبة للون سورفايفور، فاتجاه اللعبة كان غامض برضو، وهذا عنصر متشابه بين اللعبتين. لكن الفرق ان لون سورفايفور أتقنت في الاتجاه حقها اتقان تام من خلال السرد ومن خلال الحوارات والشخصيات الغريبة والعالم الكئيب حقها.
تقدر تتفرج على بداية لعبة لون سورفايفور في هذا الفيديو، بحيث تشوف كيف طريقة تقديم الشخصية الرئيسية في اللعبة، بالاضافة الى كيفية ادخال اللاعب في عالم غريب بشكل رائع:
الأصوات والموسيقى
وهذا عنصر مهم جداً. لون سورفايفور اعتمدت اعتماد كبير على الأصوات في اللعبة. تقدر تشوف هذا الشي في الفيديو اللي فوق.
أما بالنسبة للموسيقى، لون سورفايفور كان لها ساوندتراكات راح تبقى في ذاكرتي لفترة طويلة. تقدر تسمع الموسيقى الرئيسية للعبة هنا وهنا.
الأصوات والموسيقى في بيوند تو سولز، بطبيعة الحال، كانت متميّزة جداً خصوصاً بحضور ممثلين من هوليوود مثل إيلين بيج وويليام دافو. حتى الموسيقى في اللعبة كانت رائعة، ولكن هل تعلق منها شي في ذهني؟ لا. تماماً عكس Heavy Rain اللي كثير من مقاطع الموسيقى اللي فيها تعلقت في ذهني لوقت طويل.
طريقة اللعب
أما بالنسبة لطريقة اللعب فحدّث ولا حرج، من المعروف ان ألعاب ديفيد كيج يعيبها طريقة اللعب. لكن المرّة هذي في بيوند تو سولز وصلت طريقة اللعب الى أسوأ درجة لها. الى الآن ماني فاهم ليه عصا التحكم اليمنى هي اللي أختار فيها الأشياء وأتفاعل معها (action button). ومو بس كذا، عصا التحكم لها وظيفة ثانية وهي التحكم بالكاميرا! على كذا صرت أتحكم بالكاميرا بعصا التحكم اليمنى، وهذا شي طبيعي، لكن ليش اذا جيت أبغى أتفاعل مع أي شي حولي لازم استخدم نفس الزر، بينما عندك أزرار كثيرة ما استخدمتها؟ يبقى هذا الشي لغز محيرني للآن.
هذا كله على جنب، وقضية المشي اللي ماله فايدة على جنب. كثير من أجزاء اللعبة لقيت نفسي أمشي بدون أي هدف واضح، لو ان المنطقة كبيرة وأقدر أستكشف فيها بيكون الأمر طبيعي، لكن اذا كنت تمشي في منطقة محدودة جداً وباتجاه واحد بدون أي هدف محدد لفترة طويلة، فهذا شي أستغربه كثير.
أما بالنسبة للون سورفايفور، فالتحكم كان سهل جداً. تبغى تشوف الخريطة؟ اضغط مربع. تبغى تطلق على الأعداء؟ علّق على R1 واضغط مربّع، والباقي بنفس السهولة.
من المهم برضو ان الأشياء اللي تسويها الشخصية الرئيسية في لون سورفايفور أكثر من الأشياء اللي تسويها في بيوند تو سولز. كل اللي تقدر تسويه في بيوند تو سولز هو انك تقرّب من الأشياء اللي حولك وتاخذها أو تتفاعل معها بطريقة معينة، أما لون سورفايفور فبامكانك تطلق بالمسدس، وتفتح الخريطة، وتفتح قائمة الأشياء اللي عندك، وتفتح الكشاف وتقفله، وغيرها الكثير.
أخيراً
أدري ان فيه كثير يحبون بيوند تو سولز، وأدري أكثر ان فيه كثيرين جداً متعاطفين مع اللعبة ويدافعون عنها كأنهم مسئولين عنها.أي شخص يقرا مقالي له الحق انه يناقشني فيه ويستقعد لو كان يبغى. في الأخير لا ننسى ان المقال عبارة عن رأي لا أكثر.
وبعد هذا الكلام الكثير، أقدر أختصر كلامي وأقول: على ان بيوند تو سولز لعبة أضخم من لون سورفايفور بمئات المرات، الا ان التجربة اللي اخذتها من لون سورفايفور كانت أضعاف مضاعفة من بيوند تو سولز.
بالنسبة لك، وش أكثر لعبة أعجبك من ناحية سرد القصة، وليش؟ شاركنا برأيك في التعليقات!