في الوقت الذي انصب فيه اهتمام الجميع على استحواذات سوني ومايكروسوفت المشتعلة، تفاجئنا جميعًا بخبر الاستحواذ على Crystal Dynamics و Eidos Montreal و Square Enix Montreal من قبل Embracer Group في الأسبوع الماضي، الأمر الذي عزز تفوق Embracer Group في سوق الألعاب كأكبر مجموعة نشر وتطوير تعمل في الغرب رغم شعبيتها المحدودة مقارنة بشركات أخرى.
من المتوقع أن تستغرق الصفقة بضعة أشهر قبل إتمامها بشكل رسمي ومراجعتها من قبل الجهات المختصة، كذلك ستؤثر بشكل مباشر على مستقبل شركة Square Enix واستراتيجيتها في السنوات القادمة كما سنستعرض معكم في مقال اليوم ضمن سلسلة مقالات سوالفنا.
من هي شركة Embracer Group؟
السبب الذي قد يجعلك لا تتعرف على اسم Embracer Group هو أنها تدير العديد من الناشرين والمطورين الآخرين بأسماء ستجد نفسك تعرفها بالفعل، تعد Embracer Group الشركة الأم لكبار الناشرين أمثال Deep Silver و THQ Nordic و Gearbox على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة لأكثر من 100 استوديو ألعاب، كانت الشركة تُعرف سابقًا باسم THQ Nordic ولكنها اعتمدت اسمها الحالي لتجنب الارتباك بعد عمليات الاستحواذ العديدة في العامين الماضيين.
تعتبر Embracer Group شركة سويدية أسسها Lars Wingefors، وبدأت كفريق تطوير متخصص في ألعاب PC ولم تتمتع بأي شعبية أو شهرة في سنواتها الأولى، ثم نمت بشكل كبير من خلال المناورات المالية والاستراتيجيات التجارية، بهدف التحول إلى شركة ألعاب عملاقة.
عندما كانت تُعرف باسم Nordic Games، كانت شركة صغيرة جدًا ركزت بشكل أساسي على إيجاد ثغرات في السوق يمكنها الاستفادة منها في تحقيق أرباح ضخمة، مثل عدم وجود ألعاب كاريوكي على أجهزة Nintendo في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبعد تنفيذ مشاريع أصغر والنمو ببطء مع الحفاظ على انخفاض التكاليف، بدأت الشركة مرحلة جديدة في مشوارها.
نمت مجموعة Embracer بشكل كبير على مدى السنوات الماضية، غالبًا عن طريق شراء استوديوهات وحقوق ألعاب من شركات أخرى إما بسبب إهمالها لفترات زمنية طويلة أو بسبب الإفلاس وتصفية تلك الشركات، هذه هي الطريقة التي امتلكت بها Embracer الكثير من ألعاب شركة THQ الأصلية، بما في ذلك سلسلة Metro و Darksiders، كما حصلت في النهاية على اسم THQ نفسه، حيث تحولت العلامة التجارية Nordic إلى THQ Nordic.
منذ بداية عام 2020 إلى يومنا الحالي، أكملت الشركة 62 عملية استحواذ بإجمالي 8.1 مليارات دولار تم إنفاقها (دون احتساب استوديوهات Square Enix)، تقدر قيمة الشركة ماليًا بحوالي 10 مليار دولار، ولكن من المرجح أن ترتفع قيمتها في الفترة القادم، وعلاوة على ذلك، فعمليات الاستحواذ السابق ذكرها ليست مقتصرة على فرق تطوير مستقلة أو صغيرة الحجم وإنما تشمل شركات عملاقة ومجموعة كاملة أمثال THQ Nordic و Koch Media / Deep Silver و Sabre Interactive و Gearbox Software والشركات الموجودة خارج قطاع الألعاب مثل دار النشر Dark العاملة على القصص المصورة والروايات المختلفة الخاصة بألعاب الفيديو.
استحوذت المجموعة أيضًا على شركة Asmodee المتخصصة في الألعاب اللوحية والتي تمثل حاليًا أكبر عملية استحواذ قامت بها Embracer مقابل 2.75 مليار يورو، وبجمع تلك المعلومات سويًا، سنجد إن عملية الاستحواذ التي تم الإعلان عنها مؤخرًا تعد رخيصة بصورة مبالغ فيها نظير قيمة الاستوديوهات والعناوين التي تمتلك حقوقها، حيث بلغت قيمة الصفقة 300 مليون دولار لشراء فرق Square Enix الغربية وجميع ممتلكاتها الفكرية.
يقول الرئيس التنفيذي ومؤسس المجموعة Wingefors “أعتقد أنني أنشأت شيئًا فريدًا حقًا ويصعب تكراره”، وهو أمر صحيح بالتأكيد، فإدارة مجموعة مركبة وغير متجانسة مثل هذه المجموعة، تتكون في ما مجموعه أكثر من 100 شركة فردية بين فرق التطوير من مختلف الأحجام والأشكال والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، مع مئات الألعاب قيد التطوير (تم الإعلان عن 115 لعبة حتى الآن)، إنها مهمة عملاقة وشاقة وغير مسبوقة أيضًا.
الأمر الأكثر إثارة للاهتمام أن تلك الشركة العملاقة ترفض إنشاء هيكل مع مركزية السلطة وتسلسل هرمي محدد جيدًا كحال أي شركة استثمارية، بل تفضل ترك حرية إبداعية كبيرة للفرق الفردية، والتي غالبًا ما تكون منظمة بالفعل ضمن مجموعات أكبر على نطاق أوسع.
أبرز الاستوديوهات التابعة للشركة
بعد اتمام صفقة الاستحواذ على استوديوهات Square Enix الغربية، سيكون لدى شركة Embracer أكثر من 14000 موظف – غالبيتهم من مطوري الألعاب – و 124 استوديو مختلفًا، وإليكم مجموعة من أبرز الناشرين وفرق التطوير المملوكة للشركة:
THQ Nordic
- Experiment 101 (Biomutant)
- Piranha Bytes (Elex)
- Gunfire Games (Darksiders, Remnant: From The Ashes)
- Black Forest Games (Destroy All Humans)
- Grimlore Games (Spellforce)
- Rainbow Studios (MX vs. ATV)
Deep Silver
- Volition (Saints Row)
- Deep Silver Dambuster Studios (Homefront: The Revolution)
- Free Radical Design (TimeSplitters)
- Deep Silver Fishlabs (Chorus)
Saber Interactive
- 4A Games (Metro)
- Aspyr (Star Wars: Knights of the Old Republic remake)
- 3D Realms (Duke Nukem)
- Slipgate Ironworks (Ghostrunner)
- Snapshot Games (Phoenix Point)
- Zen Studios (Pinball FX)
Gearbox Entertainment
- Gearbox Software (Borderlands, Brothers in Arms)
- Cryptic Studios (Star Trek Online, Neverwinter)
هل هناك خطة مدروسة لعمليات الاستحواذ تلك؟
تتنوع عمليات الاستحواذ التي تطرقت لها شركة Embracer Group من حيث الحجم والتنوع، بدءًا من الفرق المستقلة غير المعروفة والتي تركز على أنواع معينة من الألعاب إلى كبار الناشرين المتخصصين في عناوين AAA، مما يجعل من الصعب فهم ما إذا كان هناك تصميم أو استراتيجية دقيقة وراء هذا التوسع، ناهيك عن أسلوب الإدارة المتبع في الشركة وترك الحرية الإبداعية للمطورين.
تلك الاستراتيجية التي يمكن أن يترتب عليها عددًا قليلاً من المتاعب، ولكن في الوقت الحالي يبدو أنها تعمل بشكل مثالي، نظرًا للنتائج المالية المتزايدة المسجلة في السنوات الأخيرة، وردود الفعل الإيجابية من قبل اللاعبين أنفسهم مع الحرية الكبيرة التي يتم توفيرها لفرق التطوير دون التأثير بالسلب على مشاريعهم.
تأثير عملية الاستحواذ على Square Enix
سيتم إضافة 1100 موظف آخرين ليتم تضمينهم في القوى العاملة لشركة Embracer Group، موزعين على ثماني مناطق جغرافية حول العالم، قادمين من الاستحواذ على Crystal Dynamics و Eidos Montreal و Square Enix Montreal، بالنسبة إلى Embracer، لا يوجد أي مشكلة متوقعة من وراء هذه الخطوة بالنظر لحجم الشركة المهول، لكن هذه العملية تترك تأثيرًا أكبر على Square Enix بالتأكيد، حيث سيخسر الناشر الياباني في ضربة واحدة القسم الغربي بأكمله، مع جميع علاماته التجارية الرئيسية Tomb Raider و Deus Ex و Thief و Legacy of Main، ليعود للتركيز بشكل كامل على قسمه الياباني مجددًا.
يمكن النظر لتلك الخطوة كما لو كانت إعادة تحجيم رائعة وفقًا للمصطلحات الاقتصادية التي تبدو مريحة للغاية بالنسبة لشركة Embracer، والتي تظهر بوضوح كيف كانت Square Enix بحاجة كبيرة لتخفيف أحمال الموظفين وهيكلها الغربي للسيطرة على أوضاعها وخسائرها المالية الأخيرة، من ناحية أخرى، من المعروف أن العلامات التجارية الغربية لم تتم إدارتها على النحو الأمثل في السنوات الماضية، خاصة ألعاب الأبطال الخارقين التي أدت دائمًا إلى نتائج أقل من التوقعات بالنسبة للشركة اليابانية.
سيكون من المثير للاهتمام أن نرى عودة Square Enix من ناشر عالمي إلى شركة يابانية بحتة، مع التركيز على علاماتها التجارية التاريخية وربما على المشاريع التي تميل أكثر إلى السياق الياباني بعد أن تخلت عن قسمها الغربي الذي جعلها مشتتة نوعًا ما وفقدت بريقها عامًا تلو الآخر.
هل ستظل Square Enix مستقلة أم ستنضم لشركة أخرى؟
في النهاية، يظهر سؤال آخر يحتاج إلى إجابة، هل ستساعد تلك الخطوة Square Enix في التركيز على الألعاب التي تعكس هويتها والعودة لطريقة النجاح والمجد من جديد؟ بمعنى آخر، هل ستظل شركة يابانية مستقلة؟ أم ستنضم لناشر أكبر كما تشير العديد من الشائعات؟.
تحدثت العديد من الشائعات السابق عن كون Square Enix هدفًا لشركة Sony، والآن بعد أن أصبحت الشركة أصغر بكثير، يمكن أن تصبح تلك الفكرة حقيقة واقعة، خاصة وأن رئيس بلايستيشن أكد استمرار عمليات الاستحواذ دون توقف في الفترة القادمة، ولكن اعتادت Sony التركيز على فرق التطوير الناشئة أو تلك التي تجمعها معها شراكات سابقة، أما الاستحواذ على شركة بحجم Square Enix فيعد خروج عن المألوف، وسيتوجب علينا الانتظار ورؤية ما ستحمله لنا الأيام القادمة من مفاجآت غير متوقعة.
شاركونا بآرائكم في قسم التعليقات أدناه بخصوص توقعاتكم لمستقبل شركات Embracer Group و Square Enix بعد هذه الصفقة.