بعد كم يوم بينزل البلاي ستيشن 4، وقبل نزوله كثير من اللاعبين يعرف ان العناصر الاجتماعية فيه كثير: انشر صورة أو فيديو من لعبك على فيسبوك وتويتر، سجّل فيديو واعرضه بشكل مباشر على تويتش(Twitch) أو يو ستريم (U Stream)، ارسل لصاحبك دعوة تلعبون فيها لعبة مع بعضكم، افتح محادثة جماعية (party chat) بينك وبين أخوياك عشان تسولفون وقت اللعب، وغيرها الكثير.
ليش نسوّي كل هالأشياء، على ان الهدف الأول والأخير من تشغيلك للجهاز هو انك “ترفّه” عن نفسك؟ هل الترفيه مرتبط بهذا الشكل الأساسي مع العناصر الاجتماعية؟ بنحاول في مقالة اليوم نتناقش عن هذا الموضوع الملفت للانتباه.
ليش التركيز الكبير على العناصر الاجتماعية في هذا الجيل؟
الحقيقة ان العناصر الاجتماعية موجودة من زمان، موجودة من اللحظة اللي صار ممكن فيها ان اللعبة يلعبها شخصين! أو حتى قبل كذا، وهي جلوس واحد معك يتفرج عليك وانت تلعب. غالباً اللي يتفرج يهمّك، لذلك تلقى نفسك تحاول تلعب بفن ومهارة وتتفادى الأخطاء، اما عشان تبهره أو على الأقل عشان تتفادى منه الاستهبال والضحك -وهذا اللي كان يصير لي من زمان!
تطوّرت العناصر الاجتماعية، وصار بدال ما يتفرج عليك الشخص هذا، صار بامكانه يلعب معك ويساعدك. وتطوّر هذا الأمر برضو، وصار بالامكان يلعب معك الشخص هذا وكل واحد منكم في بيته، عن طريق الانترنت. تطوّر هذا الأمر برضو وصار الحين بامكان الشخص هذا يتفرج عليك وانت تلعب وكل واحد منكم في بيته، والشكر موصول لتويتش ويو ستريم.
ايش علاقة العناصر الاجتماعية باللعب والترفيه؟
من المتعارف عليه في علم الاجتماع – وفي كل العلوم تقريباً- ان الانسان كائن اجتماعي، لذلك أوّل ما يسوّي انجاز معين تلقاه يعرض هذا الانجاز للناس. قد سمعتوا بواحد تخرّج من الجامعة وقال بآخذ الشهادة وأحطها في الدرج ولا أقول لاحد اني تخرجت؟ ما أعتقد.
هذا الشي برضو مرتبط في عالم الترفيه والألعاب بشكل قوي، وهو ان اللاعب اذا سوّا انجاز معيّن تلقاه يستعرض هذا الشي قدام أصحابه، صحيح ان الأمر في النهاية عبارة عن كتابة الكترونية مرسوم جنبها كأس ذهبي أو فضي، لكن لها معنى كبير في نفس اللاعب!
هل العناصر الاجتماعية مفيدة في عالم الألعاب؟
العناصر الاجتماعية تزيد مع كل جهاز جديد، مثل ما ناقشنا في بداية المقالة. هذا الجيل الجديد بالذات بيكون فيه عناصر اجتماعية أكثر من اللي قبل بكثير.
كثير من اللاعبين يعتبر انطوائي في الحياة العامة، ولكن في عالم الانترنت وعالم الألعاب ممكن تلقاه وحش اجتماعي، يسولف مع كل الناس وياخذ ويعطي معهم كأنه أحسن اجتماعي في العالم. السبب في هذا بكل بساطة، ان الشخص هذا ما لقى اهتمام كبير في العالم الخارجي، فراح يبحث عن شي يجذب اهتمامه في عالم الانترنت ولقاه.
هنا يجي دور العناصر الاجتماعية في الأجهزة، الشخص الانطوائي هذا يلقى الناس اللي تشاركه اهتمامه ويبدأ يتفاعل معهم وياخذ ويعطي، واحتمال يكوّن صداقات عميقة مع بعض اللاعبين، اللي يعانون من نفس المشكلة.
أعتقد ان العناصر الاجتماعية مهمة لو ناقشناها من هذا المبدأ، فهي تساعد الشخص الانطوائي من ناحية انه يتغلب على مشكلة الانطوائية ويبدأ ينفتح ولو شي بسيط. كثير مننا يشوف أشخاص ساكتين ما يسولفون في العزايم والجمعات، لكن تلقاه وحش يزاعق ويهاوش قدام البلاي ستيشن وهو يلعب أونلاين مع أصحابه!
أضف الى هذا الكلام كله فايدة كبيرة جداً، وهي ان اللاعب بامكانه يستكشف العالم من خلال الجهاز اللي قدامه. اللاعب عنده الفرصة انه يتعرف على لاعبين من دول ثانية بعيدة وياخذ ويعطي معهم، والاختلاط مع الثقافات الثانية له فوايد كبيرة جداً، مثل ما هو معروف.
متى تكون العناصر الاجتماعية ضارّة؟
أولاً كل شي موجود له ايجابيات وسلبيات، وهذا أمر طبيعي جداً. العناصر الاجتماعية ممكن تكون ضارّة في حالات كثيرة، أهمّها ان اللاعب يتعلّم -بشكل مباشر أو غير مباشر- بعض الأشياء السيئة. كثير من اللاعبين احتمال يتأثر بالسب والشتم اللي يتعرض له خلال لعبه على شبكة الانترنت، واحتمال يصير يستخدم هذي الألفاظ في الحياة العامة! لكن من جديد، نرجع ونقول ان هذا شي طبيعي، واحتمال اذا ما تعلّم هذا الشي من الألعاب فهو برضو احتمال انه يتعلم هذا الشي في الحياة العامة.
غير كذا، أعرف طلاب كانوا يسألوني عن معاني كلمات انجليزية عاميّة بحته، ويمكن بعضها يعتبر خاطئ لغوياً ويرفضه معلمي اللغة الانجليزية. عدد هائل من الطلاب ما يعرف الفرق بين كلمة their و they’re بسبب الاستخدام الخاطئ لها من قبل اللاعبين الأجانب. وعلى هذا الطاري، حتى معلمي اللغة الانجليزية في الغرب يشتكون من هذي المشكلة، وان حتى طلابهم اللي يتحدثون اللغة الانجليزية كلغة أساسية أحياناً ما يفرقون بين الكلمتين!
في الأخير…
العناصر الاجتماعية صارت شي أساسي في عالم الألعاب تقريباً، حالياً ما أشوف لعبة الا وفيها عنصر اجتماعي اما بشكل رئيسي أو بشكل فرعي. أما بالنسبة للاعب، فصار عنده الخيار انه يشارك أصحابه الانجازات اللي سواها ويعرضها لهم على شبكته الاجتماعية المفضلة، وهذا يعتبر للبعض حلم تحقق.
ومثل ما قلنا في بداية المقال، كل شي موجود له ايجابيات وسلبيات. بامكان اللاعب انه يستخدم العناصر الاجتماعية بشكل ايجابي أو بشكل سلبي، تماماً مثل ما عنده الخيار في انه يستخدم سيارته اما عشان يروح فيها المسجد وتساعده على الخير، أو يروح يفحّط فيها قدام المدارس.