خلال حدث E3 2018 الذي أقيم في لوس أنجلوس الأسبوع الماضي أجرينا مقابلة مع المدير التشغيلي لاستديوهات سوني الترفيهية السيد Simon Rutter، أسئلة حول مؤتمرهم الأخير وتوجه بلايستيشن وعن إمكانية تعديل المحتوى في ألعابهم القادمة لتناسب ثقافتنا وقيمنا وغيرها. إليكم المقابلة:
وصل جهاز البلايستيشن 4 سنته الخامسة، فإلى أين تراه متجهًا؟ هل هنالك محاولات لتوسعة قاعدة مستخدميه؟ أم أنَّ التركيز قد صبَّ على استمرارية جذب جمهوره الحالي؟ لأننا رأينا كيف تبدلت الأوضاع، فقد اتجه اللاعب العادي إلى ألعاب الهاتف ولكن مع كون بلايستيشن 4 نظام منزلي وامتلاكه لخواص مثل تشغيل الأقراص ومخالفته للتوجه الحالي بكثرة الألعاب الفردية الصادرة عليه، قد أصبح بذلك يستقطب من قد تلتبس عليهم الأمور مع الأجهزة الحالية الأخرى، ورأينا ألعاب من أمثال Death Stranding والتي ستصدر هذا الجيل ولكن قد تؤتي ثمارها في الجيل القادم.
يمتلك بلايستيشن 4 مجتمع كبير إلى حدٍ ما، حيث بيع أربعة وسبعون مليون جهازًا عالميًا (79 بنهاية مارس) لذا نمتلك مجتمع متنوع مِنهم من هوَ منخرط ومولَع بتجربة ألعاب مثرية وراسخة ومنهم اللاعب العادي. قد ذكرت ألعاب الهاتف لكن ما أبهرني في أداء بلايستيشن 4 مؤخرًا هو استقطاب ألعاب كفورتنايت و (الألعاب كخدمة) GaaS للاعبين العاديين. أعتقد أننا نمتلك شريحة كبيرة من اللاعبين وما يجب علينا عمله في السنوات القادمة هو استمرارية جذبهم كما ذكرت. لدينا ثمانون مليون مستخدم نشط عالميًا ويعد ذلك رقم كبير من الذين يترددون مرارًا وتكرارًا عائدين إلى أجهزتهم، لذا وجب علينا أن نبقيهم راضين أبهين للقيام بأمور تضيف قيمة إلى تجربتهم للألعاب، ولذلك إحدى الأشياء التي أردنا عملها في مؤتمرنا هو استعراض أربعة ألعاب رئيسية ومع أننا استعرضنا عناوين أخرى إلا أننا تعمقنا في عناوين الطرف الأول الأربعة والتي هي The Last of Us Part II و Death Stranding و Ghost of Tsushima و Spider-Man وما كنا نحاول فعله هو أن نُطلع جماهيرنا على دسامة تنوع عناويننا، وإضافة إلى ذلك جودة تلك الألعاب غير معقولة بالمرة، فلقد عملت لصالح بلايستيشن لمدة عشرين سنة حتى الآن وأعتقد أن نوعية الألعاب التي ننتجها حاليًا أقرب لأن تكون العصر الذهبي للاعبين، فهي بديعة الجمال رسوميًا ومعقدة قصصيًا وحتى من ناحية التحريك والفيزيائيات الظاهرة وعدد الأصول كلها ما تزيدها إلا إبهارًا.
بما أنك ذكرت المؤتمر، ما لاحظته هو مداومة سوني على التعديل من مسارها في عرض المؤتمرات، فتارةً يكثر فيها الحديث والجعجعة عن نجاح سوني، وتارةً تستعرض فيديو تلو الآخر، وتارة ما نتلقى عرضًا شاملًا ومفصلًا، ففي مؤتمر اليوم مثلًا اضطررت إلى الوقوف لما يقارب العشرين دقيقة بسبب طبيعة العرض وقد يعتقد الكثيرون أن مؤتمر مايكروسوفت كان أفضل ولكن ألعاب سوني كانت أجود فالأمر يتمحور على التقديم أكثر من المحتوى.
لو نظرنا إلى آخر ثلاث مؤتمرات أقمناها (2016، 2017، 2018) لوجدنا أننا قد قمنا بإدخال عناصر درامية ومسرحية للتقديم باستمرار، فقبل ثلاث سنوات، استضفنا فرقة أوركسترا لتعزف موسيقى تصويرية للفيديوات والسنة الماضية ادخلنا مؤثرات خاصة للمسرح وهذه السنة اعتمدنا نهجًا أقرب لأن يكون تجريبيًا للعرض لذلك أعتقد أن هنالك فكرة متكررة في مؤتمراتنا وهي أن نسعى لإيصال أجواء اللعبة للحاضرين وليس عرضها فحسب بل خلق واستحضار شعور اللعبة نفسه. أصبح عرض فيديو والحديث عنه أمرًا سهل التوقع لذلك نحن نسعى لأن نبدع أكثر في تقديم يتناسب مع ألعابنا.
أعتقد أن كل الأمر هو أن البعض لم يعرفوا ماكان يجب عليهم توقعه.
صحيح، لطالما كان تقبل ماهو جديد صعبًا خصوصًا أنَّ الناس يأتون بتوقعات معينة ونحن نلاقيهم بشيء يخالف تلك التوقعات.
بما أنك ذكرت فورتنايت فآمل أن نتحدث عن المشكلة الجلية التي تتحاشاها سوني ألا وهي في حال ربطت حسابك في Epic Games ببلايستيشن 4 لن تستطيع استعماله لا مع نينتندو ولا الإكسبوكس وحتى إكسبوكس كتبت تغريدة تعبر عن رغبتهم بلعب فورتنايت مع نينتيندو لذلك أتفهم موقفك كقائد يستطيع أن يملي إرادته على البقية لكن ما عهدنا موقف سوني هذا، فقد كنتم مؤيدين للعب بين عدة منصات، لربما كنتم في موضع ضعف ومايكروسوفت كانت العكس لكن أيًا كان السبب لمنع اللعب على منصات متعددة، فقد أصبحت ردة الفعل السلبية جلية وقد زاد الضغط لأني رأيت الكثير من الردود على تغريدات سوني مثل “هذا لا يصب في مصلحة اللاعبين” و “توقفوا عن فعل ذلك”.
سؤال وجيه لكن حاليًا لا نملك له جوابًا.
كان سؤال يستحق المحاولة.
بالطبع، لا ألوم طرحك لسؤال.
وحتى أني أعتقد أن كلًا من مايكروسوفت ونينتيندو يستغلون ذلك ويحاولون كسب رضى اللاعبين على حساب سوني وإنه لمن السهل القول إن شركة سوني سيئة، ولو اعطيت الفرصة لبقية الشركات لفعلوا كما فعلت.
وارد، ليس لدي علم ماقد يكون دافعهم لكن كما اوضحنا في العرض، استراتيجيتنا تتمحور على إنتاج تجارب حصرية، وهنالك أربعة منها وكلها تجارب لعب فردية ذات قصص راسخة والتي يصعب إيجاد شيء مماثل لها على المنصات الأخرى واعتقد أنَّ سوني تتمتع بسجل حافل من الألعاب الإبداعية ذات الجودة العالية.
بما أنك ذكرت المؤتمر، أود أن أبدي أعجابي بتقديم The Last of Us Part II، كان كل من السينمائيات وتصميم حركات الشخصيات مبهرين للغاية! وددت أن ألعبها لكن في ظل ثقافتنا المحافظة ولأسباب دينية يبدو أنَّ اللعبة لن تفسح/تباع في بلدنا، كما هو الحال مع God of War، منعت لسبب بسيط كوجود لفظ إله أو رسول في العنوان، ولكن بطبيعة الحال يستطيع الكل شراء اللعبة من شبكة بلايستيشن إذا امتلكوا حساب أمريكي أو بريطاني أو حتى طلبها من أمازون لكن ذلك يعني أنها لن تعرب. لم يستطيعوا لا بلايستيشن السعودية ولا بلايستيشن الشرق الأوسط التسويق للعبة ونخشى الآن أن يحدث المثل بـThe Last of Us Part II ولم نسمع من سوني أخبارًا تدل على أنهم سيغيرون من اللعبة لتتناسب مع قيمنا. أنا أتفهم اختلاف المنظور والثقافة لكن لابد من تغيير تلك النقطة إن أردتم بيع اللعبة في الشرق الأوسط. لديك كمثال يوبيسوفت، شريكًا رائعًا وصديقًا لكم، وعدونا بتغيير محتوى كلًا من Far Cry 5 و Assassin’s Creed Odyssey وإطلاق نسخ خاصة تتناسب مع قيم الشرق الأوسط وسيتعاونون أيضًا مع مجلس التصنيف العمري المحلي للتأكد من أن اللعبة ستباع.
غالبًا هذا النهج المتبع لكن هنالك ألعاب لا نستطيع التنازل عن النزاهة الإبداعية فيها وذلك لأهميتها في سرد القصة، وعلى الأغلب أن صانع العنوان نفسه لا يريد التضحية بذلك لأنهم يؤمنون أنًّ ذلك المشهد أو ذلك المقطع المعيب هو جزء لا يتجزأ من اللعبة، ففي حالة The Last of Us Part II، مما فهمته أن المشهد الذي ذكرته مهم جدًّا لسياق القصة ونحن هنا لا نتحدث عن ماهية القصة بعد لكن مما فهمت هو أن تلك اللحظة بالذات محورية في نقل أحداث القصة لذلك في حال كنا سنعدل على أيًا من أحداث القصة سيكون القرار عائدًا إلى المطور Naughty Dog.
أتفهم ذاك، أذكر أن The Order: 1886 لم تطرح للبيع رسميًا عندنا بسبب مشهد تعري قصير لم يكن جوهريًا في القصة، لكن المشهد أزيل في النسخة اليابانية، منا يعني أن إزالته كانت ممكنة لكننا لا نعتبر سوقًا مهمًا مثل اليابان.
لا أقول بأنه سوق أكثر أهمية ولا أريد أحدًا في الشرق الأوسط أن يعتقد بأننا لانحترم قيمكم وتقاليدكم.
بخصوص خاصية تشغيل ألعاب الجيل السابق، البلايستيشن 4 هو جهاز البلايستيشن الوحيد من ضمن 6 أجهزة، وتشمل الڤيتا و PSP، الذي لايستطيع تشغيل ألعاب البلايستيشن 1، والجهاز المنزلي الوحيد منكم الذي لايشغل أقراص البليستيشن 1. منافسكم الاكسبوكس استفاد إعلاميًا كثيرًا من موضوع تشغيل ألعاب الأجيال السابقة. هناك دائمًا شائعات بأنكم ستقدمون الخدمة قريبٌا، وكشخص يمتلك عددًا كبيرًا من ألعاب البلايستيشن 1، سواءً على أقراص أو رقميًا، بدأت أفقد الأمل.
على أي جهاز تلعبهم؟
غالبٌا على البلايستيشن 3…
كما تعلم، وهذا أمر ليس متوفرًا في المملكة العربية السعودية بعد، لكن لدينا خدمة تسمى PlayStation Now وهي طريقتنا لجعل اللاعبين يلعبون ألعاب بلايستيشن 3 على الـ4. أما بالنسبة لألعاب البلايستيشن 1 و 2 فقد أطلقنا الكثير من ألعاب البلايستيشن 2 ككلاسيكيات على الـ4. لا أتذكر العدد بالضبط..
قرابة الـ60 لعبة…
شكرٌا لك. أنت تعرف أكثر مني وهذا يخجلني *يضحك*.
الاهتمام بالكلاسيكيات ليس منتشرًا لكننا دائمًا نبحث عن سبل جديدة لجعل الناس يستمتعون بألعابنا. أحاول تخمين مجموع عدد ألعاب البلايستيشن 1، 2 و 3. لابد أنه قرابة….
5000 لعبة؟
نعم، عدد قريب من هذا. حاليًا ليس لدينا إعلان جديد بهذا الخصوص.
بما أنكم ذكرتم خدمة PlayStation Now، كانت متوفرة على التلفزيونات لكنها حاليًا أصبحت محصورة على البلايستيشن 4 والحاسب الشخصي، وحتى خدمة PlayStation Vue فقط في أمريكا، ورئيس بلايستيشن السيد كوديرا صرح بأن البلايستيشن للواقع الافتراضي هو أنجح جهاز واقع افتراضي لكن تبقى مبيعات الواقع الافتراضي أقل من المتوقع. هل ترون هذه مغامرات وتجارب لكم، أم محاولات لم تنجح وجعلتكم تعيدون التركيز على البلايستيشن فقط.
سؤال جيد. محاولاتنا في تجربة طرق جديدة للعب دائمًا. اللعب عالي الجودة هو جزء لا يتجزأ من تركيبة بلايستيشن. وهذه التجارب تمتد إلى البلايستيشن 1 والـPocketStation (جهاز صغير وبسيط حصري لليابان يتخاطب مع البلايستيشن 1)، أحيانًا تنجح وأحيانًا لا، وأحيانًا تظهر بشكل مختلف لاحقٌا. في المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان البلايستيشن للواقع الافتراضي أبلى بلاءً حسنًا. لا أريد ذكر أرقام، لكن المبيعات أسبوعيًا كانت ضعفين إلى ثلاث أضعاف ما كانت عليه سابقًا، مما يعني أن هناك اهتمامًا وطلبًا كبيرًا على الواقع الافتراضي.
مع الواقع الافتراضي فخططنا طويلة الأمد، والواقع الافتراضي يتطلب الكثير من التجارب والاختبارات. قلت هذا لصحفي آخر يوم أمس، لكن الواقع الافتراضي يذكرني بأيام البلايستيشن 1 حيث كان المطورون يجربون وتطهر لما ألعاب مختلفة و’شاطحة’
أعتقد لدينا 300 لعبة واقع افتراضي حاليٌا. هذه تجارب كثيرة ليخوضها اللاعبون.
برأيي أفضل تجربة واقع افتراضي هي مرحلة Area X من لعبة Rez Infinite، وهي المفضلة بالنسبة لي وأنصح الناس بها دائمًا.
هناك اهتمام بالقيام بالتجارب في الواقع الافتراضي وأعتقد أن المستقبل مشرق للواقع الافتراضي وإن لم يكن بسرعة نجاح جهاز منزلي وإنما خطوة خطوة.
كشخص يلعب منذ البلايستيشن 1، ما يعجبني وغيري هو أنك لا زلتم تراعون اللاعب التقليدي، فجهازكم جهاز منزلي قوي مركز على الألعاب وذو مشغل أقراص وكثير من ألعابكم ألعاب لاعب واحد. يسعدني أن Horizon Zero Dawnهي أنجح لعبة لدى Guerrilla و God of War الأخيرة هي الأنجح في السلسلة، وكلها بدون أطوار أونلاين، والتي طبعًا لها مكانها كما نرى مع Destiny و Call of Duty. كذلك مع العاب قادمة مثل Spider-Man و Ghost of Tsushima. أعلم أن خدمة PSN لوحدها تجلب دخلًا أكثر من كامل نينتندو، لذا من المريح والمطمئن أنكم لا زلتم تهتمون بألعاب اللاعب الواحد.
نعتقد ذلك أيضًا.
الأمر الأخر هو المجهود الرائع الذي تبذلونه في تعريب الألعاب فنحن مجتمع اللاعبين العرب نقدر ذلك كثيرًا، فالكثيرون لغتهم الإنقليزية لا تساعدهم لفهم ألعاب القصة مثل Uncharted و Horizon و Detroit.
لقد استثمرنا الكثير في المملكة، في المنطقة عمومًا لكن في المملكة خصوصًا، في السنوات 5-6 الأخيرة وأضفنا ناس أكثر واستثمرنا أكثر في التعريب والتسويق، لأننا نتفق معك. ينبغي للناس القدرة على لعب الألعاب بلغتهم.
نحن نقدر ذاك. شكرًا على وقتكم وإتاحة الفرصة لي.
العفو، سعدت بلقائك.