يُحْكَم على هؤلاء الذين يدخلون عالم سلسلة Silent Hill الكئيب المغطى بالضباب بالتَّغَيُّر إلى الأبد، هذا إذا خرجوا أصلًا. تعود شركة Konami إلى سلسلة الرعب الشهيرة بعنوان Silent Hill: The Short message. إنها دعوة للاعبين الجدد لتجربة Silent Hill لأول مرة ودعوة للاعبين المُطَّلعين على السلسلة للعودة إلى عالمها مرة أخرى.
ولكن حتى في قصتها القصيرة والمستقلة بذاتها، هناك أسئلة تحتاج إلى أجوبة. وكما تحذرك اللعبة في حالات متعددة، فهناك موضوعات ثقيلة حول الانتحار والإساءة يتضمنها المقال.
قصة لعبة Silent Hill: The Short Message
الفصل الأول
تستيقظ بطلة القصة Anita فجأة في مكان غريب، وليس معها سوى هاتف له غرضين، فهو يُعَدُّ بمثابة مصباح يدوي تستخدمه Anita للاستكشاف، ووسيلة لتلقي الرسائل النصية من صديقاتها. لقد دعتها إحدى صديقاتها Maya إلى الفِيلَّا في البداية. وبينما تشق Anita طريقها عبر المبنى، تتلقى رسائل نصية من Maya وصديقتها الأخرى Amelie. عثرت Anita بالصدفة على بعض أعمال Maya الفنية في غرف مختلفة بالمبنى المهجور.
في النهاية، تفتح Anita مدخلًا يخرج منه مخلوق ضخم مغطى بأزهار الكرز، ويبدأ في مطاردتها عبر الممرات. تمكنت في النهاية من الهروب منه، وتلقت مكالمة من Amelie تُذَكِّر فيها Anita بوفاة Maya، حيث قفزت Maya من سطح الفيلا قبل عدة أشهر، وكانت Anita في حيرة من أمرها بشأن كيفية نسيانها هذا من البداية.
بعد وصولها إلى سطح الفيلا، وجدت Anita القطعة الفنية الأخيرة لـMaya. بسبب الاكتئاب الناتج عن التنمر ومحاولتها الدائمة أن تكون جيدة مثل Maya، تقرر Anita القفز من السطح أيضًا لتكون مثل Maya تمامًا.
الفصل الثاني
ومع ذلك، فإن موت Anita ليس النهاية، حيث تستيقظ مرة أخرى في نفس المكان الذي بدأت فيه من قبل، وتتلقى رسالة نصية من Maya تقول فيها إنها لن تتمكن من المغادرة حتى “تعثر عليها”. من خلال المرور عبر ممرات وغرف الفيلا، تغيرت الأمور بالتأكيد. لقد تحركت العناصر الصغيرة، وظهرت كتابات جديدة على الجدران، وتحركت الدمى المخيفة، والأهم من ذلك كله، انفتحت ممرات جديدة. لذلك تستكشف Anita المكان مرة أخرى، وتجد ملاحظات مختلفة، وترى المزيد من الأعمال الفنية والرسومات الخاصة بـMaya، وتتعلم المزيد عن المدينة.
تتذكر Anita كيف تعرضت Maya للتنمر بطرق مختلفة، ولكن كيف كانت Amelie دائمًا صديقة لها. لسوء الحظ، شعرت Anita بالتجاهل من قِبَل Maya. بعد أن تجاوزت ذكريات مدرستها السيئة، تجد Anita رسالة في خزانتها. كتبت Maya رسالة إلى Amelie تطلب فيها المساعدة خلال وقت عصيب وتمزحان حول الهروب معًا. قامت Anita بسبب الغيرة والخوف من تركها بمفردها بأخذ الرسالة قبل أن تتمكن Amelie من قراءتها. ثم واجهت Maya وهاجمتها متهمة إياها بمحاولة سرقة Amelie. ثم تواجه Anita وحش أزهار الكرز مرة أخرى، وتتمكن من الهروب منه مرة أخرى. انتهى الأمر بـAnita على السطح مرة أخرى، واستدعت Amelie للاعتراف بذنبها، وقفزت من السطح.
الفصل الثالث
تستيقظ Anita في نفس المكان الذي بدأت فيه في الفصل الأول، حيث تستكشف فيلا أكثر تدهورًا، وينتهي بها الأمر في منطقة تشبه مسكن طفولتها. وبينما كانت Anita تتجول في المسكن عدة مرات، تتذكر كيف كانت والدتها في حالة ذهول بسبب فقدان زوجها. تظهر اليوميَّات أن والدتها حاولت إقناع Anita وشقيقها الأصغر بقبول صديقها الجديد. بسبب انزعاجها من أطفالها، بدأت والدة Anita بحبسهم في الخزانة كلما جاء صديقها. وبلغت هذه الإساءة ذروتها بوفاة شقيق Anita الأصغر، ومحاولة والدتها إخفائه في الثلاجة في اليوم التالي. تمكنت Anita من الفرار إلى أحد الجيران الذي اتصل بالشرطة، وتم أخذ Anita من قِبَل خدمات حماية الطفل المُناسبة. بعد الهروب من مطاردة مروعة أخرى من قِبَل وحش أزهار الكرز، تكتشف Anita أن Maya كانت تخطط لإنشاء عمل فني يُصَوِّر Anita مع Amelie، حيث أدركت أن Maya لم تكن تتجاهلها. عندما تجد Anita نفسها على السطح، تعود الأمور إلى مُجْرَياتها الصحيحة أخيرًا، حيث باتت تقدر Anita الصداقة التي كانت تربطها بـAmelie وMaya. بعد تعلم دروسها، يبدو أن Anita قد نجت أخيرًا من الضباب الذي كان يلوح في أفق ألمها.
شرح النهاية
طوال قصة اللعبة، يتم الكشف عن الماضي بترتيب غير متسلسل. تساعد الرسائل واليوميَّات من الأصدقاء الثلاثة في فهم ما حدث بالفعل. كانت Maya فنانة جرافيتي مشهورة على الإنترنت وأُطلق عليها اسم C.B، نسبة إلى زهرة الكرز Cherry Blossom. لقد عانت من مشاكل مختلفة، مثل التنمر عبر الإنترنت، وفي النهاية ذهبت إلى الفيلا لتنتحر. لا يوجد تأكيد مطلق لسبب قيامها بذلك، لكن يمكن الافتراض أن ذلك كان بسبب تراكم المشكلات. وبدون أي تدخل، يمكن أن تستمر تبعات سوء المعاملة إلى فعل ذلك.
تسأل Anita نفسها عما إذا كانت مبغوضة بسبب ماضيها الطفولي المؤلم، ويُمكن رؤية ذلك في الطريقة التي هاجمت بها Maya. من المحتمل أن Anita المثقلة بالذنب ذهبت إلى الفيلا لتنتحر، لكنها حوصرت في ضباب Silent Hill الذي خيم على المكان. يظهر ذنب Anita -بسبب تورطها المحتمل في وفاة Maya- على هيئة وحش أزهار الكرز، الذي يبدو وكأنه شكل مُشَوَّه من Maya وهي ترتدي ثوبها الأبيض. ومن خلال المرات المُتكررة التي عادت فيها إلى الفيلا، تمكنت أخيرًا من اختراق الضباب والعودة إلى الواقع. في المطاردة الأخيرة مع وحش أزهار الكرز، استطاعت Anita التفاعل مع الذكريات الإيجابية والكلام المُشَجِّع من أصدقائها. وكانت هناك لفتة لطيفة من Amelie في النهاية، حيث دعت Anita للخروج للتسوق والتحدث، مما ساعد على إخراج Anita من الضباب.
في PlayStation blog، يتحدث المنتج Motoi Okamoto عن كيفية رغبة الفريق في صنع لعبة Silent Hill حديثة تعالج المشكلات المعاصرة. يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين، ويمكن للتعليقات الصغيرة أن تتراكم على بعضها البعض لتؤثر على شخص ما. تدور لعبة The Short Message حول: “الشخصيات التي تعاني وتُحَطَّم حقًّا، حيث يمكن أن يؤدي أي فِعْل سيئ صغير آخر إلى دفعهم إلى دوامة عميقة من الألم. ولكن بنفس الطريقة، يُمكن لأصغر فعل لطيف أن يكون هو الشيء الذي ينقذهم من حافة الهاوية”.
هناك أيضًا تأكيد على أن Anita هربت بالفعل من الفيلا، حيث يشير منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ذهاب Amelie أخيرًا إلى الكلية، والحصول على المساعدة من صديقتها Anita.
الأمل هو ما يحتاجه الناس للاستمرار، وحتى الأعمال الطيبة الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على شخص ما.