سنتكلم اليوم عن سلسلة الرعب والنجاة الشهيرة لشركة كونامي Silent Hill التي رافقت الكثير منا خلال فترة نشأتهم، بدءاً من جهاز بلايستيشن 1 إلى أن توقفت فجأة بعد إصدار الجزء الأخير Silent Hill Downpour.
إذا أردنا التكلم عن ترابط الأجزاء وعلاقة الشخصيات ببعضها سنجد الكثير من الغموض وصعوبة في الفهم، لذا أردنا جعل ذلك أسهل لعشاق السلسلة وسنقوم بالشرح منذ البداية، لكن بإيجاز متضمنة الأحداث الرئيسية فقط ومقابلة شخصيات اللعبة لبعضهم بالتسلسل الزمني وتفاعلهم مع عالم اللعبة.
ملاحظة: لن نقوم بإدراج قصص الأجزاء الجانبية التي صدرت للأجهزة المحمولة والأركيد لأن أحداثها تجري في جدول زمني بديل أو واقع أخر مختلف، وسنذكرها في فقرة منفصلة.
تنبيه: المقال ربما يتضمن معلومات قد يعتبرها البعض حرقاً
ماهي لعبة Silent Hill وتاريخها وأصل بلدتها والتسلسل الزمني لأحداث اللعبة:
هي لعبة نجاة ورعب ويعود تاريخ بلدة Silent Hill إلى اواخر القرن السادس عشر حتى عام 1976، أي قبيل اكتشاف “كريستوف كولومبوس” للقارة الامريكية.
ولطالما شعر الهنود الحمر السكان الأصليون للقارة الامريكية بطاقة روحية قوية في مكان تلك البلدة واستخدموا المكان لأداء العديد من الطقوس السحرية الخاصة بهم، تلا ذلك الغزو الأجنبي للقارة الامريكية وقام المستوطنون بطرد الهنود الحمر من البلدة، وبعد ذلك بقليل ضرب البلدة وباء قاتل أودى بحياة الكثيرين مما أجبر المستوطنين على الخروج من البلدة إلى أن عاد إليها مجموعة أخرى من المستوطنين في عام 1730، وفي عام 1800 تم جعل Silent Hill هيل مستعمرة للتعدين وتم بناء السجون فيها، خصيصاً لأسرى الحرب الأهلية.
ثم بعد الحرب وصل للبلدة رجل خارج عن القانون يدعى “جيب فوستر” مع زوجته الحامل، وسرعان ما بدأ بمشاهدة أشباح ماضيه السيء، وكان من ضمن سلسلة جرائم “جيب”، قتله لطفل حديث الولادة، وسرعان ما عادت والدة ذلك الطفل لملاحقة “جيب” ومحاولة سرقة طفله على هيئة شبح، ومع نهاية القرن أصبح سكان البلدة يختفون بشكل عشوائي مريب.
أصبحت بلدة Silent Hill مع بداية القرن التاسع عشر منطقة سياحية نظراً لطبيعتها وبحيراتها الخلابة، ومع ذلك عثر الكثير من السياح في المناجم العميقة على رسوم غامضة على الحجارة، وبدأت الشائعات تنتشر عن مشاهدة لوحوش مرعبة، وأصبحت السفن والزوارق تختفي دون أثرٍ في بحيرة البلدة المعروفة باسم “بحيرة تولوكا”، واستمرت تلك الظواهر الغامضة المشؤومة بالحدوث دون توقف حتى عام 1976، وبداية قصة الجزء الأول زمنياً للسلسلة حملت اسم Silent Hill: Origins والتي صدرت في عام 2007 على جهاز بلايستيشن 2
تتبع Silent Hill: Origins قصة سائق شاحنات يدعى “ترافيس جرايدي”، الذي يحاول العثور على طريق مختصر يعبر من خلال بلدة Silent Hill، ثم يتعرض لحادث اصطدام يجبره على الدخول للبلدة الضبابية الغامضة، حيث يتعرف هناك على الفتاة الغريبة “أليسا” التي تملك قوى خارقة للطبيعة وتدور حولها القصة الرئيسية للسلسلة، كذلك يتعرف على الطائفة الغامضة التي تُعرف باسم “الأوردر”، التي تهدف إلى التضحية “بأليسا” لخلق جسد سيدهم الذي يخدمونه، كذلك يكتشف بعداً مظلماً للواقع يقبع في مدينة Silent Hill يُعرف باسم العالم الأخر.
وبعد مواجهته النهائية للوحش الأخير وهزيمته، تقوم الأداة السحرية التي يقوم “ترافيس” بجمع أجزائها خلال أحداث اللعبة بتجزئة روح “اليسا” إلى قسمين، ويظهر طفلٍ حديث الولادة فوق صدر “أليسا”، مما يحرم الطائفة من أداء الطقس بشكل نهائي، وفي نهاية أحداث اللعبة يهرب “ترافيس” من بلدة Silent Hill ويلمح “أليسا” للمرة الأخيرة حاملةً الطفل الرضيع وسط ذراعيها.
أما الجزء الأول Silent Hill من السلسلة فقد صدر في عام 1999 على جهاز البلايستيشن 1، وتم نشرها لاحقاً على شبكة البلايستيشن إن كنت ترغب بتجربتها من هنا. تبدأ أحداث Silent Hill 1 عام 1983 حيث يعثرُ بطل اللعبة “هاري ميسن” وزوجته على طفلةٍ رضيعة على الطريق ويمنحونها اسم “شيرل”، علماً أن هذه الطفلة هي نفسها التي تنشطر عن “أليسا” في الجزء السابق”، بعد مرور سبع سنوات يفقد هاري زوجته ويحزن حزناً شديداً وتقنعه “شيرل” بشكلٍ ما بأخذ اجازةٍ في بلدة Silent Hill، ويذهبان معاً صوب البلدة حيث يتعرض “هاري” على الطريق لحادث اصطدام وعندما يستيقظ يجد نفسه وحيداً دون “شيرل”، ويذهب ليبحث عنها داخل البلدة المهجورة الضبابية، لكن فجأة يسمع صفارات انذار وتبدأ البلدة بالتحول إلى أن يجد نفسه في في العالم الأخر المرعب. أصبحت بلدة Silent Hill في هذه المرحلة مليئةً بالوحوش والمخلوقات الخطيرة دون أي أثرٍ للبشر، يضطر “هاري” لشق طريقه في جولة محفوفة بالمخاطر والتشويق بحثاً عن “شيرل” وفي نهاية قصة اللعبة تقوم “أليسا” بإعطاء الطفل الجديد الذي ينشطر عنها أيضاً لهاري بعد هزيمته للوحش الأخير ويهرب مع الطفل من خلال بوابة ليعود للعالم الواقعي، ويظهر لاحقاً أن هذا الرضيع هو بطلة الجزء الثالث من السلسلة والتي تسمى “هيذر”، وتختفي شيرل إلى الأبد بعد أن تتحدت مجدداً مع أليسا التي انشطرت عنها منذ Silent Hill: Origins.
سنتحدث هنا عن الجزء الثاني من سلسلة Silent Hill الذي صدر على أجهزة البلايستيشن 2 والإكسبوكس 360 في عام 2001، أما نسخة الحاسب الشخصي فقط حصلت على نسخة خاصة عام 2002. تجري أحداث Silent Hill 2 في عام 1993، أي بعد عشر سنواتٍ من أحداث الجزء السابق، وتبدأ بعد استلام الشخصية الرئيسية “جايمس ساندرلاند” رسالة من زوجته المتوفية “ماري” تدعوه للعودة إلى Silent Hill لمقابلتها هناك، وسيواجه “جايمس” في بلدة Silent Hill وحش السلسلة الشهير “وحش رأس الهرم” الذي سيلاحق اللاعبين خلال عددٍ من أجزاء السلسلة، ويقابل “ماريا” امرأةً تبدو كنسخة مطابقةٍ نشطةٍ أكثر لزوجته الراحلة، والتي ستموت أمامه مراتٍ عديدة ليعيش تجربة فقدان زوجته المؤلمة من جديد مرةً تلو الأخرى، ويُجبر “جايمس” في النهاية على مواجهة شعور الذنب الذي يغمره نتيجة انهاء حياة زوجته المصابة بمرض عضال والذي يتجلى على شكل وحش طائر يهزمه “جايمس”، قبل أن يشاهد شبح زوجته “ماري” ويعتذر لها عن ما فعله ثم يغادر البلدة، ومن الجدير بالذكر أن لهذا الجزء نهاياتٌ متعددة.
نأتي للجزء الثالث من سلسلة Silent Hill والذي صدر لجهاز البلايستيشن 2 عام 2003، وتم إصدار نسخة للحاسب الشخصي في العام نفسه، وفي عام 2012 صدر نسخة محسنة رسومياً تضم الجزئيين الثاني والثالث بدقة رسوم 1280*720 بكسل و 30 إطار في الثانية لكل من أجهزة اكسبوكس 360 والبلايستيشن 3. تدور أحداث اللعبة في عام 2000، جميعنا يذكر الطفل الرضيع الذي أعطته “أليسا” “لهاري” في نهاية الجزء الأول من سلسلة Silent Hill، تلك الطفلة الرضيعة في الواقع هي بطلة الجزء الثالث تدعى “هيذر” التي تبلغ من العمر 17 سنة، والتي لطالما رأت أحلاماً متعلقة ببلدة Silent Hill ووحوشاً تقوم بقتلها في كل مرة، تبدأ قصتها مع هذه البلدة المشؤومة عندما تذهب “هيذر” إلى قطار الأنفاق لتعود للمنزل وتطمأن على والدها، تُفاجئ “هيذر” بعد وصولها للمنزل بجثة والدها المقتول على الأريكة، وتلحق أثار الدماء وصولاً لسطح المبنى لتجد أحد كهنة طائفة الأوردر، تتفاخر بقتل “هاري” الذي ما تزال تكن له الكراهية لتدخله بشؤون طائفتها وتحطيم ماكانوا يحاولون فعله في Silent Hill 1، تقسم “هيذر” بعد ذلك على الانتقام من طائفة الأوردر لما فعلته بوالدها، وتذهب إلى بلدة Silent Hill بمساعدة أحد المحققين لكي تنفذ انتقامها، وتكتشف في النهاية أنها نسخة من “أليسا” الأخر ، وتضطر “هيذر” لمواجهة السيد الذي تحاول الطائفة خلقه من بداية السلسلة وتهزمه بعد صراع طويل.
أما الجزء الرابع من سلسلة Silent Hill والذي حمل عنوان The Room صدر في عام 2004 على أجهزة البلايستيشن 2 والاكسبوكس 360 والحاسب الشخصي. أما نسخة البلايستيشن 3 فقط صدرت على متجر بلايستيشن الياباني، تجري أحداث اللعبة بعد عام واحدٍ من أحداث الجزء السابق، وتدور حول بطل اللعبة “هنري تاونشيند” الذي يجد نفسه محتجزاً في غرفته، التي تقع في جنوب بلدة “أشفيلد” المجاورة لمدينة Silent Hill، وبعد عدة أيام يكتشف هنري فتحةً غامضة في جدار حمامه تؤدي في الواقع إلى العالم الأخر، ويشهد بعد دخوله في هذه البوابة القتل الوحشي لعدد من الضحايا الذين يحملون أرقاماً غريبة على رؤوسهم أو صدورهم، ثم يقابل هنري الطفل “والتر سوليفان”، الذي نشأ في ميتم Silent Hill، وتعلم ديانة وطقوس طائفة الأوردر، وعلى الرغم من قتله لنفسه فلقد بقيت روحه حيةً في المكان، تقتل لكي تكمل الطقوس التي ستعطي الحياة للشر الذي يقبع في الغرفة، يقوم “والتر” بعد ذلك بمهاجمة جارة “هنري” “إيلين” واختطافها، ويذهب “هنري” إلى العالم الأخر ليبحث عنها في المستشفى وينقذها في النهاية، ثم يقرر الاثنان بعد ذلك استكشاف روح “والتر” ليجدوا أمامهم العديد من العوالم المتصلة في العالم الأخر، ويجبرون على مواجهة وهزيمة أشباح الضحايا السابقة “لوالتر”، الذي هو في الواقع قاتل تسلسلي ميت في الغرفة المجاورة في العالم الأخر.
سنتحدث هنا عن الجزء الجديد من السلسلة الذي حمل اسم Homecoming، حيث صدر عام 2008 على أجهزة البلايستيشن 3 والاكسبوكس 360 والإكسبوكس ون والحاسب الشخصي في عام 2012. تجري أحداثه في عام 2007، وتدور حول بطلها “أليكس شيفيرد”، الذي يعود إلى منزله بعد شفاءه من اصابات بليغة تعرض لها في ساحة الحرب من أجل البحث عن اخيه المختفي، وسيقوده بحثه إلى قريته في إنجلترا الجديدة ثم سينتهي به المطاف في مدينة الرعب والغموض Silent Hill، حيث سيجد نفسه وسط أحداثً غريبةً تجري في مستشفى البلدة مثل أطفال تغرق أو تقتل بوحشية أمامه، وسيكتشف لاحقاً أن هؤلاء الأطفال هم من تم التضحية بهم خلال الحرب ومن قام بتعذيبهم وخنقهم في المشفى هم أباءهم والاطفال في اللعبة سيقومون بالانتقام منهم على هيئة وحوش غاضبة، وسيكتشف المزيد عن ماضي طائفة الأوردر وبلدة Silent Hill.
أما الجزء الجديد من السلسلة حمل اسم Downpour حيث تجري أحداثه في عام 2011، وتروي قصة الشخصية الرئيسية “ميرفي بينديلتن” السجين الذي تغمره الرغبة في الانتقام من قاتل ابنه، بعد أن يجتمع به يقتله دون تردد ثم يقومون بنقل “ميرفي” إلى سجن أخر لكن في الطريق ينقلب باص نقل السجناء قرب بلدة Silent Hill، ويُجبر “ميرفي” على دخول بلدة Silent Hill حيث سيواجه هناك أكبر مخاوفه، وسيرى ابنه المتوفي مرة أخرى ويحاول إنقاذه من وحوش القرية المرعبة، كما سيكشف عن العديد من الملابسات المتعلقة بقضيته الغامضة.
ومن الجدير بالذكر أن كونامي قد حاولت إعادة احياء السلسلة بالتعاون مع المبدع الشهير كوجيما عام 2014، حيث أطلقت ديمو تشويقي أولي للمشروع كان قيد الانشاء بمسمى P.T، لكن مع الأسف حصلت مشكلة وتم إيقاف المشروع وعلى الأرجح يعود ذلك إلى تغير خطة كونامي داخل الشركة بما يتعلق بألعاب الفيديو، حيث لم تعد تعطي الأولوية للألعاب ذات التصنيف العالي AAA، وأصبحت تركز على الألعاب الصغيرة خصوصاً ألعاب الأجهزة الذكية، وعلى أعمالها واستثماراتها بعيداً عن مجال الألعاب.
وبالطبع كان هذا صدمة للعديد من الأسماء الإدارية المتخصصة بالألعاب الضخمة داخل الشركة ودفعتهم للاستقالة والخروج منها ولم يتبقى غير كوجيما، لم يعد يبدو مصير السلسلة واضحاً في ذلك الوقت، وذلك على الأرجح السبب الرئيسي لعدم رؤيتنا لأي ريميك لألعاب السلسلة رغم أن الأجزاء الأولى منها حصلت على تقييمات جيدة.
هناك أجزاء صدرت على الأجهزة المحمولة نذكر منها لعبة Silent Hill: Shattered Memories والتي صدرت على أجهزة البلايستيشن 2 والوي من شركة نينتندو وأيضاً نسخة للجهاز المحمول PSP عام 2009-2010، كما أننا نذكركم بلعبة Silent Hill Mobile التي صدرت على الأجهزة التي تعمل على أنظمة الاندرويد عام 2006 وذلك بعد اطلاق الفيلم الذي حمل نفس عنوان اللعبة Silent Hill، كما أن نسخة الاركيد من سلسلة Silent Hill صدرت في اليابان وأوروبا في عام 2008، واستخدمت عناصر ومناطق وشخصياتٍ وموسيقى موجودةً في الأجزاء الأربعة الأولى من السلسلة.
أيضاً صدر نسخة جديدة من السلسلة حملت اسم Book Of Memories التي صدرت حصرياً للجهاز المحمول البلايستيشن فيتا في عام 2012، وكانت بعيدةً جداً عن السلسلة وعناصرها المألوفة، حيث ركز أسلوب اللعب فيها على نمط الأحاجي والمتاهات المليئة بالوحوش وكذلك نظام لعب جماعي تعاوني. الجزء الأخير من السلسلة للأجهزة المحمولة الذكية والذي حمل عنوان Silent Hill Orphan 1-2-3 صدر أولها في عام 2007، ولكن بالتأكيد بأسلوب لعبٍ مختلفٍ تماماً ومنظور الشخص الأول مع النقر على الأشياء للتفاعل والتحرك.
إذاً ذلك كان استعراضاً لقصة اللعبة بأجزائها المختلفة ولمحة عن الأحداث التي عشناها على مدار سبعة أجزاء أساسية. مع إعلان كونامي عودة ألعاب سايلنت هل نود أن نسألك بالنسبة لك أي جزء كان الأفضل والأكثر إثارة ولماذا؟ شاركنا رأيك بالتعليقات أدناه.