اتباع الصيغة التقليدية أمر سهل، وإذا قمت بذلك بالشكل الصحيح، فيمكنك تقديم محتوى رائع. ومع ذلك، فإن الصدمات والمفاجآت غير المتوقعة هي شيء يمكن أن يرفع المنتَج إلى مستويات أعلى.
في الغالب، تعتمد التقلبات والمنعطفات في القصص على التوقع والتغلب على تلك التوقعات. وفي الحالات القصوى، يتحول الأمر إلى خدعة محكمة. يقدم الكُتّاب شيئًا يبدو وكأنه النتيجة الواضحة، لكنهم يتجهون في النهاية إلى مسار مختلف تمامًا، مما يُذهل الجمهور، ويأملون في إنشاء تطور غير متوقع يبقى في الذاكرة.
ومع تعمق قصص ألعاب الفيديو وتزايد تعقيدها، لتصبح قابلة للمقارنة بأي وسيلة ترفيهية أخرى، تُتاح للكثير من الألعاب الفرصة لخداعنا نحن اللاعبين البسطاء.
وعلاوة على ذلك، فإن الأمر يصبح أكثر ذكاءً عندما يستخدم المطورون توقعاتنا المتعلقة بالتقاليد السائدة في الألعاب ليفعلوا شيئًا جامحًا وشريرًا.
ستستعرض هذه القائمة بعضًا من الأمثلة الرائعة لألعاب الفيديو التي تغلبت على توقعاتنا بطرق قوية لدرجة أنها ستظل محفورة في أذهاننا للأبد.
8. The Electrocutioner ضعيف جدًّا – Batman: Arkham Origins
كونها اللعبة الوحيدة في السلسلة التي لم تطورها شركة Rocksteady الرئيسية، فقد تكون Origins “الخروف الأسود” بين ألعاب السلسلة. على الرغم من ذلك، فإن اللعبة تقدم لحظات مميزة.
من بين تلك اللحظات، يبرز القتال مع شخصية شريرة من القصص المصورة تُدعى Electrocutioner. يواجه باتمان هذه الشخصية على سفينة Penguin، في ساحة قتال مرتجلة. أثناء المعركة، يهدد Electrocutioner باتمان قائلًا: “سأقتلك، ثم أعيد تشغيل قلبك (باستخدام الكهرباء) وسأقتلك مرة أخرى”، وهي تهديدات مزعجة إلى حد ما.
لكن بعد ذلك، يستطيع اللاعب هزيمة Buchinsky بضغطة زر واحدة، حيث يضرب باتمان خصمه بقدمه ويطرحه أرضًا بسهولة.
نظرًا لأن Arkham Origins تدور في مرحلة مبكرة من مسيرة بروس واين كـباتمان، فمن المتوقع أن يكون باتمان لا زال في طور التعلم ويعاني من بعض التحديات. لكن هذا المشهد يمنح اللاعب إحساسًا بالقوة. ومع ذلك، هذا ليست معركة الزعيم الحقيقية. القتال الحقيقي يأتي لاحقًا، حيث يواجه اللاعب شخصية Deathstroke التي تُعَدُّ أقوى وأصعب بكثير، ويشكل هذا القتال تحديًا حقيقيًّا.
أما مصير Electrocutioner؟ دعنا نقول فقط أن هناك سببًا لعدم ظهوره في أي لعبة من الألعاب الأخرى.
7. معركة البطل – Pokémon Red And Blue
تبدأ معظم ألعاب بوكيمون بنفس الطريقة. تترك مدينتك الصغيرة الهادئة، وتتنافس جنبًا إلى جنب مع جارك، وتسعى لأن تصبح الأفضل على الإطلاق. تجمع الوحوش، وتربح شارات الجيم the gym badges، وتواجه مجموعة النخبة الأربعة “Elite Four”.
في الألعاب الأصلية، تُتَوَّج هذه الرحلة التي تستغرق عشرات الساعات بمواجهة صعبة للغاية مع Lance، الذي يبدو وكأنه الزعيم النهائي. ليس فقط لأنه مُروض تنانين، بل لأن الرجل يرتدي عباءة. كيف يمكن أن يكون أكثر وضوحًا من ذلك؟
Lance -الذي يُفترض أنه آخر قائد في اللعبة والذي يتوقع اللاعب مواجهته كخصم نهائي- يقول: “أنت الآن بطل دوري البوكيمون… أو هكذا كنت سأقول لو لم يسبقك شخص آخر إلى هنا”. وهنا تظهر المفاجأة، إذ بدلًا من أن تكون المواجهة النهائية ضد Lance كما هو متوقع، فإن اللاعب يجد نفسه في مواجهة خصمه المعتاد، وهو الصبي المزعج الذي يعيش بجواره والذي كان دائمًا يقول له “أراك لاحقًا” .
أصبحت سلسلة ألعاب بوكيمون تعتمد بشكل أساسي على مواجهة “البطل” في ذروة القصة. في الوقت الحاضر، أصبح هذا العنصر جزءًا أساسيًّا ومتوقعًا من أي لعبة جديدة في السلسلة، ولكن عندما صدرت أول ألعاب بوكيمون، كانت هذه المفاجأة كبيرة، حيث يُخْبَر اللاعبون بشكل متكرر بأن عليهم جمع ثمانِ شارات Gym لمواجهة مجموعة النخبة الأربعة “Elite Four”، التي تتكون من أربع مواجهات صعبة متتالية، ولكن المفاجأة الكبيرة كانت أن هناك معركة خامسة غير متوقعة بعد مواجهات النخبة الأربعة، وهي مواجهة “البطل” الذي سبق اللاعبين في الوصول.
بمعنى آخر، اللعبة تُهيّئ اللاعبين لمواجهة أربعة أعداء أقوياء فقط، لكنهم يُفاجأون بوجود خصم خامس في النهاية، مما يُضيف تحديًا إضافيًا وغير متوقع.
6. موت الدكتور Mercer البائس – Dead Space
في لعبة Dead Space، الوحوش المخيفة ليست دائمًا تلك التي ترغب في تعذيبك بقدر ما هي الكائنات التي لا تهتم بك على الإطلاق وتعتبرك مجرد عقبة أو حتى مصدر للطاقة.
في اللعبة، العدو البشري الرئيسي هو الدكتور Mercer، الذي فقد قدرته على التفكير المنطقي بعد تعرضه لكائنات الـNecromorphs. أصبح دكتور Mercer مهووسًا بتلك المخلوقات ويؤمن بأنها تمثل المرحلة القادمة من التطور، ويعتقد أنه يجب على البشرية الاستسلام لها، حيث يقوم بإرسال أعداء أقوياء لمواجهة اللاعبين، مما يجعل اللاعبين تشعر بالإرهاق من مواجهته.
بعد كل الألم الذي يسببه Mercer للاعبين، يبدو أن اللعبة تتهيأ لتقديم مواجهة أخيرة مثيرة بين اللاعب وMercer، كما هو الحال في ألعاب الرعب الأخرى مثل Resident Evil. لكن المفاجأة هي أن دكتور Mercer لا يتحول إلى وحش كبير كما قد يتوقع اللاعبون، بل ينتهي به الأمر كجثة تستخدمها الـHivemind (عقل الخلية المشترك بين الـNecromorphs). هذا التحول يُظهر أن Mercer ليس أكثر أهمية للـNecromorphs من أي مادة عضوية أخرى، مما يجعل النهاية غير متوقعة وتُشعر اللاعب بالبرودة وعدم الراحة، لأن الشخص الذي كان يُفترض أن يكون عدوًا رئيسيًّا لا يحصل على نهاية ملحمية كما كان متوقعًا.