استطاع فريق From Software أن ينشئ نوع جديد من العاب الفيديو يسمى العاب السولز والتي تمتاز بأنها تقدم تجربة فيها مستوى تحدي وصعوبة عالي إلى جانب أن عالمها يطغى عليها الجو السوداوي والفنتازيا وكذلك تتميز اللعبة بأنها تعتمد بشكل كبير على عناصر الأربي جي وتطوير الشخصية.
وتمكن المطور خلال السنوات الأخيرة من تقديم عدة ألعاب من هذا النوع وكان في كل مرة يقدم شيء جديد ويحقق النجاح، لكن بعد دارك سولز 3 صرح المطور بأنه يريد تقديم لعبة مغايرة تبتعد عن نمط السولز وهنا بدأ القلق ينساب لعشاق هذه الألعاب خوفاً من أن لا تعجبهم التجربة الجديدة المقدمة في Sekiro، لكن ميازاكي أكد للاعبين بأنه لن يخذلهم وبأن اللعبة ستنال إعجاب عشاق السولز وتجذب لاعبين جدد أيضاً.
لكن الآن وبعد طرح اللعبة هل صدق ميازاكي بوعده؟ للإجابة عن هذا السؤال سأسرد لكم بداية أوجه التشابه بين لعبة Sekiro وألعاب السولز والتي قد ترضي عشاق هذه الألعاب. بعد ذلك سأورد بعض النقاط التي بنظري جعلت من تجربة سيكيرو أفضل من ألعاب السولز.
نقاط الشبه بين ألعاب السولز وسيكيرو
بالرغم من الابتعاد عن صيغة ألعاب السولز لكن لا يمكننا أن ننكر بأن الحمض النووي للعبة سيكيرو يتشابه مع ذلك النوع من الألعاب، بداية من العالم الشاسع والمتداخل والذي يذكرنا بأول لعبة دارك سولز ففي اغلب الأوقات يعيدك طريق جديد على مكان مألوف لك من قبل أو يفتح أمامك طرق مختصرة.
كذلك لم يخيب ميازاكي عشاق ألعاب السولز فلعبة سيكيرو تطلق العنان بشكل كبير للتحدي واختبار مهارات اللاعب، ومثل ألعاب دارك سولز تعاقب سيكيرو اللاعبين عند موت شخصيتهم باللعبة، ففي دارك سولز كان معدل الـ HP ينخفض عند كل إعادة إحياء، أما في سيكيرو فإن العقاب له أوجه مختلفة تتمثل في خسارة جزء من المال ونقاط الخبرة التي جمعها اللاعب وكذلك ستنعكس على عالم اللعبة وانتشار مرض دراجونت الذي يؤثر على الشخصيات الثانوية ويوقفهم عن التفاعل مع بطل اللعبة.
6 أسباب تجعل من تجربة سيكيرو أفضل من ألعاب السولز
شخصية رئيسية واحدة وقصة أفضل وأوضح
في ألعاب السولز ليس هنالك شخصية تتمحور حولها اللعبة بل يتم منح اللاعب منذ البداية إمكانية اختيار شخصية ما والتعديل عليها وفق فئات مختلفة تحدد معدات الشخصية كأي لعبة أربي جي أخرى، لكن في سيكيرو هنالك شخصية رئيسية واحدة تمتلك قصتها الخاصة بها مما يجعلنا متعلقين بها أكثر ومتعاطفين معها، ويتم استبدال عناصر الأربي جي بسلسلة من المهارات التي تطور باستمرار مع قدرات إضافية تتمثل في ملحقات اليد الصناعية بدلاً من الاعتماد على أسلحة ومعدات وفق الفئة.
لا ننسى أيضاً بأن طريقة تقديم القصة يتم بشكل اكثر وضوحاً في سيكيريو مقابل أسلوب أكثر إبهاماً وتعقيداً للفهم في ألعاب السولز وهذا يشد محبي ألعاب القصة ومن يجذبهم الغوص بالأحداث وطريقة تصاعدها مع التقدم باللعب.
تطور حركات الشخصية ونظام التقدم
من الأمور التي لم تعجبني في ألعاب السولز بأن قدرات وحركات البطل تبقى هي نفسها منذ أول 5 دقائق لبداية لعبك حتى نهاية مدة اللعب مما يترتب عليه نوع من الرتابة، بينما في سيكيريو تم تقديم حل لهذا الأمر عبر شجرة المهارات بحيث يكتسب سيكيرو مهارات وحركات جديدة كلما تقدم بالقصة واستعاد ذكريات أكثر.
بحيث يمكن للاعب تخصيص طرق اللعب وفق مشيئتهم مثل اكتساب القدرة على صد ضربات العدو من الأعلى أو التزحلق لخلف الأعداء وتوجيه ضربة من الوراء لهم.
التسلل
أضفت عناصر التخفي والتسلل مزايا جديدة جعلتنا بالفعل نشعر بأننا نينجا حيث يمكن للبطل أن يختفي بين النبات أو الالتصاق بالجدران، بينما في دارك سولز كانت فرصة التخفي الوحيدة هي إمكانية طعن العدو من الخلف هذا بحال كانوا محظوظين كفاية للوصول إلى ظهر العدو بخفة.
أداة الخطاف وحرية الحركة
سمحت إضافة أداة الخطاف للاعبين أن يتنقلون بعالم اللعبة بسهولة وسلاسة وكذلك يمكن الاستفادة منها بالهرب إذا ما حاصرك مجموعة من الأعداء من حولك، بينما كان نظام التنقل في دارك سولز ثقيل وذو رتم بطيء، وهذا يجعل سيكيرو لعبة ذات عالم مفتوح بنطاق عامودي مقارنة بألعاب السولز.
كذلك فإن عمل زر القفز بهذه اللعبة هو أفضل مما كان عليه بالألعاب السابقة حيث كنا نعاني من ثقل الحركة، أما في سيكيرو فيمكن للبطل أن يقفز قفزة مزدوجة فوق الخصم أو حتى استخدام هذه القفزة أمام جدار للقفز إلى خلف الأعداء.
تنوع الأعداء
تقدم سيكيرو عدد كبير جداً من الزعماء سواء زعماء صغار أو رئيسيين وكل زعيم منهم يختلف بحركاته وقدراته عن الزعيم الآخر مما يفضي إلى تنويع بأساليب مواجهتهم والقضاء عليهم، في حين انتقد البعض تكرار الزعماء في ألعاب السولز حيث كنا نواجه مراراً الحشود الكبيرة من نفس الأعداء.
نقاط الحفظ Checkpoints
كان ميازاكي كريماً مع لاعبي سيكيرو هذه المرة بما يتعلق بنقاط حفظ التقدم، حيث يمكن عبر التماثيل المترامية بأنحاء اللعبة أن تعود بعد خسارتك لمكان تواجد آخر تمثال كنت عنده، وعدد هذه التماثيل يعد كبير إذا ما قارناه بعدد نقاط حفظ التقدم في ألعاب السولز حيث كان اللاعب عنما يخسر القتال ضد زعيم ما أن يعود كثيراً للوراء ويكرر قتال كل الأعداء العاديين الذين واجههم قبلاً قبل أن يلتقي بنفس الزعيم مرة أخرى ولحسن الحظ هذا الأمر غير موجود في سيكيرو.
الخاتمة
في الختام يمكن القول بأن سكيرو ترث ما يكفي من ألعاب السولز لتحظى برضا عشاق تلك السلسلة لكنها بنفس الوقت تقدم مع مميزات جديدة وبنهج مختلف لجعلها ابتعاداً مرحب به عن ألعاب الاستوديو السابقة.
يمكنكم متابعة تقييمنا للعبة سيكيريو الأسطورية من خلال هذا الرابط.
شاركونا آرائكم أي لعبة تفضلون أكثر؟ وهل ترون بأن ألعاب السولز أفضل ولماذا؟.