تتميز ألعاب استوديو FromSoftware بأنها تقدم قصصها بأسلوب مختلف فهي لا تعتمد نمط القصة السينمائية التي تنتهجها سوني على سبيل المثال، إنما تقوم بسرد القصص بناءً على عالم اللعبة والعناصر التي نعثر عليها ضمن هذا العالم.
حيث يستشف اللاعبون القصة من خلال العثور على بعض العناصر والأشياء بالعالم ومن ثم قراءة وصف تلك العناصر لاستنتاج القصة والأحداث بأنفسهم، وأحياناً يكون هذا مهمة ليس بالسهلة خاصةً لمن لا يمتلك لغة انكليزية قوية. طبعاً بانداي نامكو استجابت لمطالب اللاعبين العرب أخيراً وقدمت لعبة Elden Ring وتوسعتها مع ترجمة عربية وهذا طبعاً سيساعد الكثير من اللاعبين العرب لفهم قصة اللعبة. لكن هل تساءلت يوماً لم يقوم ميازاكي باعتماد هذا الأسلوب؟
في مقابلة أجراها الرجل مع The Guardian، صرح هيدتاكا ميازاكي مبتكر ألعاب السولز ومخرج Elden Ring أن طريقة سرده متأثرة بموقفين مر بهما في سن صغيرة وهذين الموقفين كانا السبب وراء تلك الطريقة بالسرد.
يقول ميازاكي أن الموقف الأول يعود لطفولته فهو كان من أسرة فقيرة نسبيًا، وكانت هوايته هي القراءة ولكنه لم يكن يستطيع شراء الكتب فكان يقوم باستعارتها، ونظراً لصغر سنه فكان من الصعب عليه فهم 100% من الكتاب بسبب المصطلحات الإنجليزية المعقدة.
لذا كان يحاول أن يملأ الفراغات التي لم يفهمها بتفاصيل من مخيلته ليملأ الفراغات بين الأشياء التي فهمها في القصص والأحداث التي يقرأها. من ثم أضاف:
كنت أشعر بأني كنت أشارك الكاتب في كتابة القصة، وهذا ما أردت للاعبين الشعور به، هناك أشياء لا نقدم لها تفسيرًا واضحًا لأننا نريد من اللاعب أن يستخدم خياله
أما الموقف الثاني فمتعلق بلعبة ICO التي صدرت في 2004، وتدور أحداثها عن فتى وفتاة يتعاونان في الهرب من قلعة كبيرة كان من المقرر إعدامهما فيها، فهي لعبة كان ميازاكي معجباً بها بشدة وتأثر بها لأنها تعمدت سرد القصة بغموض كبير، وبنفس الوقت امتلكت اللعبة قدرًا كافيًا من التفاصيل ما يجعل اللاعب يشعر بوجود قصة إذا بحث وتفحص البيئات من حوله بعناية. وقد وجد ميازاكي قيمة كبيرة في ذلك الأمر.
ونتيجة تأثره بهذين الموقفين قرر ميازاكي أن يقدم هذا الأسلوب في ألعاب FromSoftware بشكل مشابه لما مر به وهو صغير، فباتت ألعابه تعتمد أسلوب السرد البيئي، بدلاً من تقديم قصة مباشرة للاعبين عبر النمط السينمائي.
وأنتم أي أسلوب سرد تفضلون؟