سلسلة رزدنت ايفل هي أنجح سلسلة لدى كابكوم، و حتى مع توجه السلسلة في جزئيها الأخيرين توجهاً قتالياً أكبر إلا أن مبيعاتها لا زالت مرتفعة، بل أن الجزئين الخامس و السادس هما الأعلى مبيعاً في تاريخ السلسلة. مع ذلك كانت هناك أصوات تطالب بالرجوع إلى أصول السلسلة و استرجاع ما فقدته من استكشاف و ألغاز و طبعاً رعب، و مع كون السلسلة أتمت ٢٠ سنة منذ بدايتها على البلايستيشن ١، كانت هناك أهمية مضاعفة في جعل الجزء السابع (Resident Evil 7: biohazard) لعبة ترضي جماهير السلسلة سواء من بدأها منذ الجزء الأول أو من لعب فقط الأجزاء الأخيرة.
منذ البداية تم اتخاذ القرار بأن يحتوي هذا الجزء على عامل الاستكشاف للعالم وحل الألغاز للتقدم في ذلك العالم، و أن يكون القتال تحدياً دائماً و أن تكون الخسارة هاجساً يطارد اللاعب. جعل اللعبة من منظور الشخص الأول بدل الثالث كما في باقي السلسلة أثار حفيظة بعض اللاعبين. القتال عموما هو جانب لم يتم إبرازه في العروض السابقة، و قد لاقى هو والمنظور الجديد بعض التخوف من اللاعبين من أن تصبح اللعبة شبيهة بلعبة P.T. أو Outlast، لكن المطور رد على هذه الشكوك بأن ما يميز السلسلة منذ بداياتها هو قدرة اللاعب دائماً على هزيمة الأعداء مهما كانوا أقوياء، بينما في تلك الألعاب المذكورة تدفعك اللعبة غالباً إلى تجنب أو الهروب من الأعداء.
الاستكشاف و الألغاز
بالنسبة للاستكشاف و الألغاز، فالجزء الذي لعبته تقع أحداثه في بيت مكون من دورين بالإضافة إلى دور تحت الأرض، و تستكشف المكان بالتدريج مثل الأجزاء القديمة من السلسلة، حيث أن بعض الأبواب تحتاج حل لغز معين أو العثور على مفتاح معين لفتحها، و كذلك هناك اختصارات تجدها و ألغاز تتطلب منك العودة إلى أماكن زرتها من قبل في البيت بحيث أنك تحس أنك تستكشف و تسيطر على البيت تدريجياً. كذلك هناك بيت ثاني مجاور أصغر و مزرعة داخلية وساحة كبيرة. مالعبته استغرق مني تقريباً 5 ساعات و بتقديري و من كلام المطورين فهو يمثل من ثلث إلى نصف اللعبة الكاملة، و كطول و حجم فاللعبة يبدو أنها شبيهة بالجزء الثاني من السلسلة و ستحتاج تقريباً إلى 12-15 ساعة لإنهائها.
القتال و الرعب
أما بالنسبة للقتال، فالمطور يعترف بأنهم لم يستعرضوا للجمهور معلومات كافية في السابق مما سبب بعض الغموض، ومن تجربتي فبالإضافة إلى العائلة المجنونة التي رأيناها في العروض، هناك أعداء آخرين من وحوش و حشرات و غيرها. كمية القتال هنا أقل من الأجزاء الثلاثة السابقة، أي الرابع و الخامس و السادس، و لكن طبقاً للمطور فهي أكثر من الأجزاء الثلاثة الأولى.
بالنسبة للعائلة، فأعضاؤها أقرب لزعماء تواجههم أكثر من مرة على حسب أحداث القصة، و في كل مرة تستطيع تجنبهم، الهروب أو قتالهم. هذا التنوع و إعطاء اللاعب الخيار كان شيئاً جيداً و دفعني لإعادة اللعب.
كون اللعبة من منظور الشخص الأول أضاف حماساً لها حيث أن الأعداء كثيراً ما يصبحون قريبين من وجهك، مما يضفي عليها مزيداً من الرعب مقارنة بلو كانت من منظور الشخص الثالث، و التحكم سلس بدون أن يقلبها إلى لعبة أكشن، فلا تستطيع القفز أو التقلب، مثلاً. كذلك الأعداء سريعين و أي خطأ منك ستدفع ثمنه غالياً.
نظام اللعبة
أما بالنسبة لأنظمة اللعبة و تسلسل الأحداث، فهناك غرف آمنة للتسجيل عن طريق مشغل كاسيت، و هناك أيضاً تسجيل آلي و لكن لا يمكن الإعتماد عليه، و في هذه الغرف تستطيع أيضاً تخزين بعض المواد وإسترجاعها من أي صندوق آخر، و أحياناً سيرن الهاتف و يتحدث إليك شخص ما ليعطيك معلومة مهمة، شبيهاً بما كان في الجزء الرابع. بالنسبة للأسلحة فهناك أسلحة كثيرة من الأجزاء السابقة مثل مسدس و بندقية و قاذف لهب Flamethrower و قاذف قنابل Grenade Launcher و سكين. كمية الرصاص متوسطة مما يجعلك تحرص على عدم تضييع الرصاص. هناك إسعافات أولية و أعشاب، و مواد كيماوية عند خلطها مع البارود أو العشب تؤدي إلى تكوين رصاص أو إسعافات. هذا يعطيك خيار الحصول على المواد التي تناسبك أكثر. أخيراً تستطيع تطوير قوة شخصيتك و عدد الأغراض التي تستطيع حملها في وقت واحد.
دعم الواقع الافتراضي و بلايستيشن 4 برو
حصلت لي أيضاً فرصة تجربة اللعبة باستخدام نظارة بلايستيشن 4 للواقع الافتراضي، و تستطيع لعب كامل اللعبة بالنظارة و التبديل بينها و بين اللعب على التلفاز في أي وقت. بسبب حجم عالم اللعبة الأصغر، فإن اللعبة مليء بالتفاصيل وكل غرفة مميزة بتصميمها عن غيرها، ولذا فإن اللعب بالنظارة يعطيك إمكانية تفحص العالم بشكل أفضل، و كذلك عامل الرعب و الحماس مضاعف بالنظارة، خاصة عند القتال أو الهروب. لا يعيبها إلا انخفاض صفاوة الصورة (Resolution) باستخدام النظارة مقارنة بالتلفاز، و حتى مع البلايستيشن 4 برو لا زالت الصورة أقل صفاوة.
بالنسبة لدعم البلايستيشن 4 برو، فشاهدت المطور يلعبها لمدة 15 دقيقة، و كان هناك تطور واضح و إن كان بسيط في صفاوة الصورة و جودة الإضاءة و الظل، بالإضافة إلى تفاصيل أكثر مثل الدم و الصدأ وذرات الغبار و غيرها.
الخلاصة
اللعبة لعبة لاعب واحد بدون أي أطوار تعاونية أو أونلاين، حتى المحتويات الإضافية ستكون للاعب الواحد، و كذلك هي في عالم غني بالتفاصيل و لكنه ليس كبيراً مقارنة بألعاب العالم المفتوح. ما يميزها هو أنها استطاعت تقديم نقاط قوة السلسلة، مثل الرعب و الاستكشاف و الألغاز و الأعداء القويين و لكن ليسوا مستحيلين، بقالب عصري، فالتحكم من منظور الشخص الأول، و لا تحميل عند الإنتقال والأبواب تفتح بسرعة، و الألغاز أبسط و لكن بنظري أكثر منطقية من تلك القديمة. رجوع اللعبة إلى أصول السلسلة وتقديمها لها بشكل حديث هو أكثر ما أعجبني و جعلني متحمس للعبة.
إذا أردت معلومات و تفاصيل أكثر عن اللعبة، يمكنك قراءة مقابلتنا المطولة مع مطوري لعبة Resident Evil 7.