بعد الكثير من التفكير، والكثير من الترددات قررت أكتب هذي المقالة، وأتمنى اني أتوفق وأقدر أوصّل للقارىء كلامي بشكل واضح ودقيق.
أمس الليل، أنهيت كل صغيرة وكبيرة في رزيدنت ايفل 6. مجموع ساعات اللعب تجاوز الثلاثين ساعة، وأقدر أضمن لكم ان العدد هذا راح يكون أكثر، ويمكن الضعف. لعبت طور الميرسيناريز “المرتزقة” مع صديق عزيز لي جبنا أنا وياه البلاتينيوم في رزيدنت ايفل 5، وكانت من أكثر الألعاب اللي استمتعنا فيها من حيث العناصر التعاونية في هذا الجيل.
غالب الأحيان أقول في نفسي وللناس اني أعتبر رزيدنت ايفل 6 سيئة وانها فشلت في الوصول للهدف اللي تبغاه، وأجلس أنتقد اللعبة في كل صغيرة وكبيرة لدرجة ان اللي قدامي يقول: خلاص أنا ما راح أشتري اللعبة. ولكن بعد سماعي لهالجملة ألقى نفسي أمدح اللعبة وأقول ان فيها الكثير من الأشياء الممتازة مثل العروض السينمائية الخرافية وطور المرتزقة The Mercenaries وقصة آيدا وونق Ada Wong اللي أعطت اللعبة طعم آخر، تماماً مثل ما صار معي في رزيدنت ايفل 4 – اللعبة اللي كرهتها أول ما نزلت وأقسمت ان السلسلة انهارت بالنسبة لي للأبد، ولكن بعد اعطاءها الفرصة الثانية أصبحت من أكثر الألعاب اللي لعبتها على الاطلاق.
أعلنت كابكوم بداية السنة هذي عن الجزء السادس للسلسلة المعروفة وعرضت اللعبة للناس على طول، ومو بس كذا، أعلنت برضو عن موعد صدور اللعبة وهو في نهاية السنة – الشي اللي خلاني أتفاءل وأقول ان كابكوم بلا شك تعلمت من خطأها الكبير مع رزيدنت ايفل 5 اللي أعلنت عنه بدري وتعرض لمسلسلات من التأجيلات.
بعد مشاهدة العرض الأول لعدة مرات، بدأت ألاحظ المجازفة اللي اتخذتها كابكوم، ولمحت بعض التغيرات اللي كانت واضحة. شعرت بالجديّة التامة في اللعبة، حتى شعار اللعبة جبّار ويعطي انطباع عن جديّة أحداث اللعبة No Hope Left “لم يبقى هناك أمل”.
مرت الأيام وبدأت كابكوم بامطارنا بوابل من الأخبار والعروض. شفنا كابكوم تعلن عن أربع قصص وكل قصة لها شخصياتها. شخصيتك المفضلة ليون؟ العب قصة ليون بطريقة مشابهة بشكل كبير للجزء الرابع. تحب كريس وتحب اللعب الآكشني اللي فيه تفجيرات وتدمير واثارة؟ جبناه لك. تحب المطاردات واللقطات السريعة مثل أنتشارتد؟ هذا جيك عندك. حسيت ان كابكوم جمعت كل شي يطلبه اللاعب في هذا الجيل وقالت: اللي تبغاه جبناه لك.
تحمست مع الناس طبعاً، كوني واحد لعب كل جزء أساسي في السلسلة، بالاضافة الى اني لعبت Resident Evil: Revelations على الثري دي إس واللي لا زالت أكثر لعبة لعبتها على الجهاز. قصة ممتازة، عناصر الرعب موجودة بكل وضوح، العروض السينمائية في أفضل شكل لها، يكاد الجميع يتفق على ان هذا الاتجاه الصحيح للسلسلة. بدأت اتأكد ان كابكوم أخيراً عرفت وين تروح بالسلسلة بعد النكبات المتواصلة اللي شفتها في كل لعبة تنزلها.
انتظرت اللعبة على أحر من الجمر، لكن فيه شي داخلي يخليني أعيد التفكير مرة ومرتين. شينجي ميكامي، مخرج الجزء الأول والرابع “واللي أحيا السلسلة بعد ما كانت مهددة بالخطر”، وهايديكي كاميا، مخرج الجزء الثاني اللي أكاد أعتبره أفضل جزء في السلسلة ماهم موجودين. لكن هذي رزيدنت ايفل 5 نزلت بدونهم وكانت مقبولة نسبياً. صحيح القصة كانت سيئة لكن على الأقل اللعبة أعطتني شي ثاني، اللي هو متعة الطور التعاوني، بالاضافة الى المغامرة بشكل عام كانت مقبولة جداً.
فيه شي ثاني زاد شكوكي تجاه اللعبة، سياسة كابكوم متخبطة جداً في السلسلة، بداية السنة نزلت لعبة أعتبرها فضيحة للسلسلة وهي Operation Raccoon City واللي رفضت أعطيها تجربة حتى. عجزت ألقى شخص واحد أثق فيه يمدحها لي. مطور تاريخه ما يبشر بالخير، سوني أعطتهم لعبتهم المعروفه SOCOM وأبدعوا في قتلها. الكل كان يقول ان هذي لعبة تم تصميمها خصيصاً للأونلاين نظراً لكون الأجزاء القديمة ملائمة جداً لهذي الفكرة، ولكن شفنا ان اللعبة كانت أقل من عادية. لعبتها وأعطيتها وقت طويل واستمتعت فيها شي بسيط، لكن فيها عيوب قاتلة ما قدرت أسامحها عليها. ولا زلت أذكر كيف ان سوني تقول للناس ان هذي اللعبة “أول لعبة تنزل معها تروفيز بشكل أساسي دون الحاجة الى تحديث!” وفي الأخير، شفنا اللعبة نزلت السوق بدون تروفيز وان التروفيز راح تكون في “تحديث قادم للعبة”. انتقد الناس راكون سيتي انتقاد شديد، لدرجة ان حتى المطورين اعترفوا وقالوا انهم “شايفين التقييمات السيئة” وانها “تشكل تحدي كبير بالنسبة لهم“.
اختلطت التوقعات تجاه اللعبة. كل ما أشوف عرض أو أقرا خبر عن رزيدنت ايفل 6 والدعايات الهائلة اللي جالسة تسويها كابكوم لنا أذكر القصة الحزينة اللي صارت مع Lost Planet 2 واللي أعتبرها الى الآن “أكبر لعبة أحبطتني في الجيل كله”. ولا زلت أذكر درجة سوء اللعبة وكيف الغباء الاصطناعي الفظيع اللي فيها لدرجة اني بعض الأحيان أمر من جنب الشخصيات ولا يسوي أي شي، ولا أدري هل هذا عدو ولا صديق، الين ما أوجّه التصويب Crosshair على الشخصية وأشوف اذا تحول لونه الى أحمر فهذا معناته انه عدو!
نزل الديمو بعد طول انتظار.. لكن لحظة، ليش الكاميرا مضروبة كذا؟ وليش الزومبيز في قصة ليون يجلسون سنة الين ما يقومون ويمشون باتجاهي؟ ليش ما يركضون علي ولا يحاولون يشكلون أي تحدي على الأقل؟ وليش فيه زومبيز متسدحين على الأرض، لمن أطلق عليهم ما تنحسب الطلقة، لكن لما أمر من فوقهم يقومون فجأة يتحركون وبعدها أقدر أطلق عليهم؟ ومن متى ليون يمسك الزومبيز من روسهم ويخبطها في الأرض كأنه ستيف أوستين؟ وايش سالفة الأعداء الغريبين اللي في قصة كريس؟ وش هالأقنعة الغريبة اللي لابسينها الزومبيز وكيف كريس صاير معه وحدة عسكرية وأسلحة وآكشن ماله أي علاقة بالسلسلة؟ فيه شي غلط باللعبة وبدأت المخاوف تزيد، وكأن كابكوم تبغى تعيد كرّة لوست بلانيت 2.
حاولت أتغاضى عن المشاكل اللي شفتها ولو ان فيه عدّة أشخاص أثق بآراءهم عبروا عن تخوفهم من الديمو، لكننا اتفقنا على انه مجرد “ديمو” وان النسخة الكاملة لا بد تكون أفضل بكثير.
نزلت اللعبة أخيراً، شغلتها على طول وشفت البداية وانهرت من الاحباط. هل هذي بداية تليق بمستوى السلسلة؟ لا أبداً. ساعة كاملة من المحاولات البائسة من كابكوم انها تدخل في أجواء اللعبة وانها تبغى تقلد -بشتى الوسائل والطرق- مرحلة الجليد في أنتشارتد 2 أو حتى بداية مرحلة الصحراء في أنتشارتد 3، وتحاول توريك ان ليون وهيلينا مصابين وفي مأزق لا خلاص لهم منه.. ولكن آسف ياكابكوم، شتان ما بينكم وبين نوتي دوق.
استمريت في اللعبة، بدأت بعض ملامح الأمل في اللعبة. على الأقل قصة ليون بدأت تسلك نفس سلوك رزيدنت ايفل 4 من حيث تصميم المراحل والأجواء العامة للعبة. العروض السينمائية بدأت تظهر روعتها. وذكرت في الحلقة اللي تناقشنا فيها ان اللعبة تتحسن شوي شوي ويبغالها شوية صبر. أنهيت قصة ليون في حوالي ثمان ساعات، ولا أدري ليه حسيت اني تمنيت ان اللعبة كلها ما فيها الا قصة ليون.
بدأت بقصة كريس ريدفيلد، بطل الجزء الأول ومن أشهر شخصيات السلسلة، بالاضافة الى انه من الشخصيات المسكينة اللي كابكوم أرغمتها انها تصير شبيهه بشخصيات جيرز أوف وور سواءً من ناحية الشكل أو طريقة اللعب. استمتعت بالطور التعاوني اللي فيه، خصوصاً ان الشخصيتين معها أسلحة تعتبر أقوى من الشخصيات الثانية. لكن فيه شي غلط، من كثر الدبابات والمدرعات والهليكوبترات والأمور العسكرية بديت أحس اني ألعب كول أوف دوتي لكن بمنظور ثالث فقط. هذا كله على جنب، ومطاردات الآليات على جنب، تشوف المطاردات في اللعبة وتطالع هل كابكوم كانت مستعجلة الى هالدرجة عشان تطلع اللعبة بأسرع وقت؟ تطالع في تصميم المرحلة وتستغرب، ليش تصميمها ضعيف ومتواضع الى هالدرجة؟ وليش السيارة تحكمها بائس الى هذي الدرجة؟ وبعدين التيربو هذا اللي كل خمس دقايق يطلع كأني ألعب لعبة مطاردات في التسعينات، من اللي أعاده للحياة بعد ما نسينا ان فيه شي زي كذا؟ القصة ضعيفة، اتضح لي من هنا ان كابكوم بدأت تخلص أفكارها فقاموا يلفقون ويلفون ويدورون بس عشان تطول القصة ولا تصير أقصر من اللي قبلها. ولكن على الأقل القصة انتهت بشكل ممتاز، عكس قصة ليون تماماً.
الشي الوحيد اللي كنت أعرفه عن جيك قبل لا ألعب قصته انه ولد ويسكر -قالت كابكوم هذا الكلام قبل نزول اللعبة- ولا أدري ليه، ظهوره في قصة ليون وكريس أعطاني انطباع سيّء للغاية. شخصيته مستهلكة وأصبحت قديمة، انتهت الشخصيات اللي نظامها “تراك ما تهمني” وطول وقته معطيك ظهره ولا يكلمك الا من طرف خشمه. لعبت قصته وتمنيت ان كابكوم شالت قصته من الأساس. كل اللي تسويه انك تلعب في مطاردات تحاول تدخلك أجواء المطاردات اللي في أنتشارتد ولكنها مطاردات “أي كلام”. أركض وأركض والكاميرا حاطينها من ورا عشان يخوفونك من اللي يركض وراك، ولا حسبوا أي حساب ان فيه عقبات قدامك لازم تكون شايفها عشان تتعداها بسهولة ومرونة، بالاضافة الى ان بعض الأحيان فيه لفات يمين ويسار ما أدري عنها نهائياً الا لمن أخبط في الجدار وأستوعب ان الطريق انتهى واني لازم ألف يا يمين أو يسار. انتهت قصة جيك واعتبرتها وصمة عار للعبة كلها.
بعد ما انتهيت من كل القصص، طلع لي قصة آيدا. تفاءلت بما ان قصة آيدا في الجزء الرابع كانت رائعة وأعطتني منظور آخر من القصة. بدأت القصة ولاحظت ان بدايتها أفضل من كل البدايات. على الأقل فيها شوية تحدي وانها شجعتني على التخفي والتسلل بدل من “الدرعمة” اللي شفتها في قصة كريس وجيك. فيها ألغاز أكثر من غيرها، وجميعها ألغاز من نوعية رزيدنت ايفل 4 بدون كلافة أو صعوبة مبالغ فيها. بالاضافة الى ان نهايتها كانت أفضل نهاية.
قصة آيدا كانت منقذة اللعبة بالنسبة لي. أنقذت اللعبة من اني أبيعها ولا أرجع لها للأبد.
بعد ما انتهيت من كل القصص. باقي الأطوار الاضافة Agent Hunt وThe Mercenaries. جربت الأول مرتين أو ثلاث مرات وعلى طول اعتبرته مجرد محاولة بائسة أخرى للتقليد ولكن هذي المرة كان التقليد من حظ Dark Souls. حلوة فكرة اني أدخل على واحد وألعب معه، لكن ليش لازم أنتظره الين ما يسمح للاعبين الثاني انهم يدخلون عليه؟ أبغى أسوي زي دارك سولز، أبغى أدخل على اللاعب وهو في قصته وأخرب عليه الدنيا.
جربت الطور الثاني واللي استمتعت فيه كثير ولو انه مجرد طور اضافي. لعبته أنا وصاحبي العزيز اللي جبت البلاتينيوم معه في رزيدنت ايفل 5 كنوع من احياء الذكرى، واستمتعنا وفعلاً أحيينا الذكرى ولو ان فيه هبوط هائل بمستوى اللعبة. طلعت الشخصيات اللي في اللعبة كلها بالاضافة الى جميع الـCostumes أو الملابس الاضافية فيها.
سألني صاحبي سؤال مهم وهو: هل بتجيب البلاتينيوم فيها؟ اجابتي كانت.. لا للأسف، ما أقدر ألعب القصص من جديد، خصوصاً قصة جيك. ما أبغى أكره اللعبة أكثر من كذا. ما أبغى أشوف كابكوم تحاول بشكل بائس انها توصل لمستوى جيرز أوف وور من حيث طريقة اللعب، أو انتشارتد من حيث المطاردات والأحداث الحماسية أو الـSet Pieces. خل اللعبة تنتهي بالشكل اللي انتهت عليه.
التفاوت الهائل واضح جداً في اللعبة. تشوف عرض سينمائي مضبوط الى أبعد الحدود لكن بعدها تستلم التحكم بأحد الشخصيات وتشوف هبوط المستوى المريع اللي صاير. فعلاً كابكوم أثبتوا ان فيه عدد كبير من المطورين اشتغل على اللعبة، لكن يبدو ان كل مطور في وادي يشتغل على كيفه ويسوي اللي يبغاه، دون ما يشرف عليه أحد.
من العيوب المثيرة للسخرية كانت الـQTE أو الأحداث السريعة، وهي اللقطات اللي تتفرج فيها على مشهد سريع ومطلوب منك انك تضغط الزر الظاهر قدامك على الشاشة عشان تنجز الشي المطلوب. الكثير من هذي اللقطات كانت تتطلب تحريك عصا التحكم بشكل سريع ولكن يبدو انك تحتاج اصبع زيادة عشان تلحق. حرفياً الصعوبة في تحريك التحكم غير مقبولة اطلاقاً (لا تفتح الرابط هذا اذا ما خلصت قصة ليون). برضو من العيوب الغريبة في اللعبة، ان فيه لقطات تصير بينك وبين الشخصية الثانية اللي معك والشغل كله يكون على واحد منكم بس، بينما الثاني يجلس يشرب له شاهي وينتظر خويه الين ما يخلص.
بغض النظر عن كلامي وكلام النقاد في العالم، اللعبة شحنت 4.5 مليون نسخة. وهذي بداية جيدة بلا شك، ولكن هل بتستمر المبيعات هذي؟ ما أتوقع. غالب الظن ان اللعبة بتبيع شي بسيط بعد شحنة الملايين هذي. ولكن يبقى السؤال الكبير هنا وهو: هل كابكوم فعلاً فشلت مع رزيدنت ايفل 6؟
… أترك الجواب للقارىء العزيز.