16في حلقة آراء اللاعبين الخاصة بقضية تأجيل PS5 و Xbox Series X حصلنا على آراء متضاربة فهناك من رحب بالفكرة وهناك من اعترض عليها، ولكني بالفترة الماضية سمعت آراء تتحدث عن وجود اعتقاد بأن كلا من سوني ومايكروسوفت غير مستعدين بعد لطرح أجهزتهما، وحتى مع إعلان مايكروسوفت عن موعد إصدار أجهزتها في 10 نوفمبر بشكل رسمي إلا أن هناك من يظن بأنه من الأفضل لو تم تأجيل الجيل الجديد، لذا دعونا نناقش معاً بعض العوامل والأسباب التي يراها هؤلاء بأنها تجعل من التأجيل أمرا أفضل لمصلحة الأجهزة واللاعبين.
الفشل بإظهار النقلة النوعية بالرسوم
حتى الآن إطلاق الأجهزة الجديدة يعتبر حدث محبط ويخلو من الحماس الذي اعتدنا عليه بالأجيال الماضية – ربما إعلانات أجهزة اكسبوكس اليومين الماضيين أشعلت الأجواء مجدداً – لكن بالأجيال السابقة كان هناك دائماً عناصر تثير حماس اللاعبين لشراء أجهزة الجيل القادم من اليوم الأول وأهمها طبعاً وجود نقلة نوعية بالرسوم والأداء وكذلك الألعاب الحصرية.
فمثلاً بناحية النقلة النوعية نحن رأيناها بشكل واضح بالنقلة بين جهازي بلايستيشن الأول وبلايستيشن 2 وحصلنا على رسوم أقوى من خلال زيادة عدد المضلعات التي تؤمن تصميم شخصيات أفضل وتفاصيل أكبر بالبيئة، وهذا كان أمر من السهل ملاحظته بين الأجيال السابقة لكن مع الجيل الحالي والقادم بتنا أمام مرحلة دقة الوضوح وسرعة الإطارات ولكن إظهار النقلة الفعلية بهاتين الناحيتين أصعب من مسألة المضلعات.
مايكروسوفت تحدثت كثيراً عن وعود النقلة بدقة تصل إلى 8K وسرعة إطارات إلى 120 إطار بالثانية وتغنت دوماً بجهازها الأقوى ذو 12 تيرافلوب ولكن بالحقيقية لقد فشلت بإظهار نلك القوة بألعابها الحصرية لا بل تحول الأمر لاستهزاء بالجهاز بعد عرض هيلو الأخير واضطرارها لتأجيل اللعبة للعام القادم لاحقاً. وإذا ما غضينا النظر عن عيوب الرسوم حتى الدقة والإطارات كانت بنفس الأرقام التي قدمتها هيلو 5 على الجيل الحالي، فأين تكمن النقلة هنا وأين هي قوة الجهاز؟ سؤال مازال برسم الجواب من الشركة. لكن يجب الاعتراف بأن الأمور أصبحت أفضل قليلاً مع استعراض ألعاب الطرف الثالث كتأكيد يوبيسوفت أن Assassin’s Creed Valhalla تعمل بسرعة 60 إطاراً في الثانية ودقة 4K كاملة.
سوني الآن وضعها أصعب رغم أن تركيزها كان مختلف منذ البداية حيث ركزت أكثر على الـ SSD وأوقات التحميل الأقل فاللعبة التي يحتاج تحميلها بشاشة الانتظار 20 ثانية أصبحت تأخذ 1 ثانية فقط. فمثلاً هي استعرضت لنا هذه النقطة مع لعبة Ratchet and Clank Rift Apart وكيف يمكننا الانتقال بين عالم وآخر بأقل من ثانية واحدة، لكن عدا عن ذلك شعرنا بأن باقي الألعاب – التي لم يتم للآن استعراض أسلوب لعب لها أصلا – يمكن أن تعمل على بلايستيشن 4 برو بسهولة ولا تقدم تلك النقلة الكبيرة وحتى أنها ستعمل بسرعة 30 إطار بالثانية وبعضها يدعم نمط 60 إطار لكن مع تضحية بالرسوم، أوليس هذا ما كان يحدث مع بلايستيشن 4 برو أيضاً؟ فعن أي نقلة نتحدث هنا طالما سنحصل على أداء الأجهزة المطورة؟ هنا علينا انتظار استعراض ألعاب الطرف الثالث أيضاً على الجهاز لمعرفة الفارق بالأداء بين أجهزة سوني ومايكروسوفت.
غياب الألعاب الحصرية
حسناً ربما يقول البعض بأن الظروف الحالية مع جائحة كورونا جعلت إظهار النقلة النوعية بالرسوم أمر صعب ونحتاج لوقت أطول كي يكون المطورون جاهزون لاستغلال أكبر لقدرات الجيل الجديد، قد يكون هذا صحيح وهنا يوجد عنصر آخر كان سيساعد بجعل اللاعبين يتغاضون عن النقلة النوعية وغيابها ألا وهي الحصريات.
نحن على بعد شهرين من الإطلاق والكل مازال يسأل ما هي ألعاب الإطلاق الحصرية لكل من الجهازين؟ مايكروسوفت فقدت أهم لعبة والوحيدة أساساً التي قد تدفع اللاعب لشراء الجهاز من أجلها وهي هيلو وباتت تعتمد على الجيم باس الموجود أساساً على اكسبوكس ون والحاسب، وعلى ألعاب التوافق المسبق لكن هل فعلاً سيقوم لاعب بدفع 500 أو 600 دولار للعب مكتبة ألعابه القديمة! ورغم وجود ألعاب طرف ثالث مثيرة للاهتمام بحق مثل لعبة الرعب The medium ولعبة التصويب crossfire x نلاحظ أن مايكروسوفت تقصر بالتسويق لهما. وإن كان أحد سيذكر لي نعمة الجيم باس هنا أقول له بأنه حتى لو قُدمت كاشتراك شهر مجاني مع الجهاز فهذا لا يكفي لأنها بالنهاية ليست خدمة حصرية للسيريس اكس أو اس وموجودة على اكسبوكس ون والحاسب أيضاً.
قائمة الألعاب الجديدة التي ستتوفر مع إطلاق Xbox Series X حتى الآن!
من ناحية أخرى – وبعكس عامل النقلة النوعية – فإن الوضع قد يكون أفضل قليلاً هنا عند سوني ولكن مازال الغموض يكتنف قائمة ألعاب إطلاق بلايستيشن 5 فهو خسر حصرية بيثيسدا ديث لووب ولم يبقى مؤكد سوى Spider-Man: Miles Morales وقيل بأن راتشيت أند كلانك ستصدر بوقت قريب لصدور الجهاز ولكنها ليست لعبة تحمس اللاعب لشراء جهاز من أجلها أما الباقي فلا نعلم تاريخ معين لطرحهم فلو كان مثلاً طرح هورايزون الجديدة كلعبة إطلاق هنا كان الوضع أفضل دون شك لكن هذه اللعبة لن تصدر حتى العام المقبل ولا نعلم متى.
دليلك لكل الألعاب القادمة لجهاز PS5 – الحصريات وألعاب الإطلاق والمزيد
تحديات فرضها فايروس كورونا
هناك من يعتقد بأن فايروس كورونا فرض تحديات كثيرة على الشركات ففرملت كل خططها للجيل المقبل، سوني مثلا تحدثت عن أن ظروف منع السفر والحجر المنزلي منعتها من أن تستعرض كامل ميزات بلايستيشن 5 فلو كنا بظروف مغايرة كانت استطاعت أن تقدم للاعبين فرصة تجربة يد التحكم الجديدة التي يصعب توضيح أهميتها من خلال الأحداث الرقمية. وربما كانت مايكروسوفت قد استطاعت في حدث مباشر مثل E3 أن تظهر لنا فرق الأداء بين اكسبوكس ون اكس واكسبوكس سيريس اكس، أو تستعرض أكثر فوائد xCloud.
بجانب ذلك فإن الفايروس أرخى بظلاله على الوضع الاقتصادي بكل دول العالم وهذا سيجعل اللاعب يفكر مرتين قبل إنفاق أي مبلغ على جهاز ألعاب، فالكثير من الأشخاص فقدوا وظائفهم أو تقلصت رواتبهم بهذه الظروف وهؤلاء سيجدون صعوبة بإنفاق 500 دولار على جهاز للترفيه وسيفضلون صرفها لسداد التزاماتهم الأكثر أهمية.
ناهيك عن الصعوبات التي يفرضها على مصانع الإنتاج وبالتالي احتمال وجود نقص بالشحنات وهناك من يقول حتى بأن سوني تواجه مشاكل لوجستية تتمثل في القدرة على توصيل شحنات الجهاز بسبب الاستمرار في إجراءات الإغلاق في شركات الشحن العالمية واضطرارها للجوء إلى مد جسر جوي لتوصيل الشحنات لبعض الدول وهذا طبعاً سيضيف كلفة عالية على الشركة.
والدليل على ذلك هو إعلان سوني عن الطريقة الغريبة في التسجيل للطلبات المسبقة لجهازها للاعبين بأمريكا وفق قاعدة من سبق لبق! وانتشار تسريبات تقول بأن الجهاز قد يطرح فقط في أمريكا وكندا بموسم الأعياد ومن ثم لباقي الدول رغم تأكيد رئيس بلايستيشن سابقاً على نقطة الطرح العالمي المتزامن بكل الأسواق. وهذه الأنباء لم تأتي من فراغ ففي عرض Black Ops Cold War عبر قناة بلايستيشن ذكر بأن الجهاز قادم الى الولايات المتحدة وكندا في موسم اجازات 2020 ولاحقاً لدول أخرى، حتى الصفحة الخاصة بالجهاز بموقع بلايستيشن بريطانيا تم تحديثها وتغير الموعد من موسم أعياد 2020 إلى وقت متأخر من عام 2020.
دخول انفيديا على الخط والمنافسة بالأسعار
مع فقدان عاملين أساسيين لإثارة حماسنا للجيل المقبل والتي تحدثت عنهما بالأعلى. بات عامل السعر هو من يمثل عامل جذب لشراء جهاز دون الآخر، وهنا لعبتها مايكروسوفت صح بشكل كبير مع الكشف عن اكسبوكس سيريس اس بسعر 300 دولار واكسبوكس سيريس اكس بسعر 500 دولار. لترمي الكرة بملعب منافستها التي ستجد صعوبة باعتقادي بمجاراة سعر سيريس اس بنسخة الديجتال من بلايستيشن 5 ومع حديث جيم راين عن التقنيات الباهظة بالجهاز وبأنه سيقدم أفضل خيار ممكن لناحية القيمة ولكن ليس شرطاً أن يكون الأرخص، أستبعد أن تتمكن من الفوز بهذه النقطة فهي حتى لو طابقت سعر اكسبوكس سيريس اكس بالنسخة العادية سنسمع من يقول بأنه الجهاز الأضعف من منافسه وبنفس السعر، فهي الآن بموقف لا تحسد عليه ومهددة بتكرار مأساة بلايستيشن 3.
وفي خضم هذا الوضع جاءت انفيديا لتزيد الطين بلة حيث أعلنت عن بطاقات أقوى وبسعر رخيص مقارنة ببطاقات RTX 2000 وهنا بات هناك منافس جديد أمام سوني ومايكروسوفت ربما لم يكونان يحسبان حساب أن يزاحمهما بمسألة السعر، فهناك من سيفضل تحديث حاسبه ببطاقات 3070 أو 3060 عندما يعلن عنها، أو ربما ينتظر تخفيض سعر بطاقة 2080 ويشتريها بمبلغ لن يكون أغلى بكثير من سعر الجيل القادم الذي يبدو واضحاً بأنه لن يكون رخيص وإلا لما كنا شهدنا كل هذا التأجيل. إضافة إلى أنه سيضمن بأن هذا الحاسب سيعمل معه طوال عمر الجيل القادم وربما أكثر. بينما من رغب من اللاعبين بالجيل الحالي الحصول على أداء أفضل اضطر لشراء جهاز مطور بسعر 400 و 500 دولار. وهنا سنجد اللاعبين إما يفضلون شراء حاسب أو تطوير حاسبهم، أو ينتظرون لقدوم حصريات أكثر للأجهزة الجديدة.
معاناة المطورين وشركات الطرف الثالث
ظروف العمل من المنزل أجبرت الكثير من المطورين على تأجيل ألعابهم وبعض المشاريع تعثر تطويرها بالشكل المطلوب بسبب صعوبة القيام مثلاً بجلسات الالتقاط الحركي وتسجيل الأصوات، بجانب أن هذه الظروف ستعرقل مسألة الاستفادة من قدرات الجيل القادم، وبالتالي لن نحصل على لعبة جيل قادم بحق قبل عامين من الآن.
إذا مع ضعف استعداد الجميع – مايكروسوفت من ناحية الألعاب وسوني من ناحية السعر والإنتاج – وعدم تمكنهم من إظهار تلك التقلة الكبيرة بالرسوم كما يجب ربما بسبب ظروف كورونا، يرى مؤيدو التأجيل بأنه ليس هناك داعي من الاستعجال بالدفع نحو إطلاق الأجهزة الجديدة لاسيما وأن درجة حماس اللاعبين ليست عالية كما يجب وربما الأفضل أن يتم التأجيل لبضعة أشهر حتى ربيع 2021 عندها تكون مايكروسوفت وسوني قد أكملا تطوير حصريات لأجهزتهما كلعبة هيلو وهورايزون، وتكون الحملة الترويجية أحسن مما هي عليه حالياً ومثيرة أكثر للحماس، وبنفس الوقت يكون الوضع الاقتصادي بالعالم تحسن بشكل أفضل والاستوديوهات عادت لنشاطها وبدأت أكثر ارتياحاً لتشاركنا بمشاريعها المقبلة.