إنه الرابع من مارس، ذكرى الإطلاق الأول لجهاز بلايستيشن 2 في الأسواق اليابانية، وهو الظهور الأول للجهاز على الإطلاق. وعلى الرغم من أنه لم يصل إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلا في الرابع والعشرين من نوفمبر من عام 2000، إلّا أن الكثيرين يرون أن الموعد الأول هو موعد تدشين الجهاز الفعلي.
يعتبر جهاز بلايستيشن 2 واحدًا من العلامات الفارقة في صناعة الألعاب ككل، فهو جهاز الألعاب المنزلي الأكثر مبيعًا في التاريخ حتى الآن. هذا فضلًا عن مساهمته في خلق وعي الكثيرين وارتباطهِ بنشأتهم وطفولتهم.
وفي هذا المقال، نستعرض ونذكِّركم سويًا بأفضل ألعاب PS2 والتي قدَّمت تجاربًا لا تُنسى– من دون ترتيب.
Final Fantasy X
برزت Final Fantasy X كواحدة من أفضل الألعاب على PS2 ليس فقط لأنها أولى ألعاب سلسلة Final Fantasy التي تصدر عليه، بل أيضًا لتقديمها تجربةً مميزة ولحظات لا تنسى وتغييرات في صُلب التجربة.
ولعل أبرز ما ميَّز هذا الجزء على مستوى أسلوب اللعب، كان التحول من أسلوب القتال Active Time Battle إلى أسلوب Turn-Based Battle الياباني. أضف إلى ذلك أنه وفي الجانب القصصي، قدَّمت إلينا Square Enix قصة الحب التي جمعت بين Tidus و Yuna، والتي كانت مذهلة وصادمةً في آنٍ واحد وحُفِرَت في عقول اللاعبين– ويبدو أن اليابانيين يوافقونني هذا الرأي.
Ratchet & Clank: Up Your Arsenal
تعتبر سلسلة Ratchet & Clank واحدة من السلاسل التي حافظت على رونقها الفريد في أجزائها الأول وقدمت تجاربًا ممتعة للغاية. والجميل في الموضوع أن لعبة Ratchet & Clank: Up Your Arsenal استمررت على نفس النهج، لكن بجعل المتعة أكبر وأفضل وأكثر عمقًا بعد سابقتها Going Commando.
قدَّمت Ratchet & Clank: Up Your Arsenal أسلحةً يمكن ترقيتها الآن أربع مرات بدلًا من مرة واحدة. هذا فضلًا عن كونٍ وعالمٍ أضخم قابلٍ للاستكشاف، وشهدنا للمرة الأولى ظهور الروبوت المزعج Dr. Nefarious. ولا يمكن أن أنسى الدور الكبير الذي لعبته أطوار اللعب أونلاين هنا، والتي لم تكن ثوريةً، إلّا أن اللعب ضد الآخرين بأسلحة وعتاد وقدرات Ratchet أضفى تجربةً فريدةً من نوعها.
God of War 2
بدأت سلسلة God of War مسيرتها الطويلة مع الجزء الأول على PS2 وتوقع الكثيرون وقتها أننا لن نرى جزءً آخر قبل أن يصل جهاز PS3 الجديد. ولكن، Sony كان لها رأيٌ آخر، وقامت بإطلاق لعبة God of War II على بلايستيشن 2، بعد أن أصبحت أضخم وأكثر دموية وشراسة -وبشكلٍ غريب- أفضل من الناحية البصرية.
قدَّمت هذه اللعبة حفنة من القدرات الجديدة لبطلنا «كريتوس» والآن، أصبح بوسعه التأرجح على طريقة Indiana Jones من نقاطٍ معينة، كما أصبح بإمكانه استخدام الأجنحة التي استولى عليها من Icarus. بجانب خوض معاركٍ مدمِّرة مع آلهة الإغريق القدامى.
ICO
تمكَّنت ICO من إثارة مشاعر قوية لدى لاعبيها في تلك الحقبة، ما جعلها تعلق في الأذهان لوقتٍ طويل– خاصةً بطلتها الفتاة الضعيفة التي تدعى Yorda والتي تسعى للهروب من ذاك المعبد مترامي الأطراف.
ولكن، لا يمكن قصر تفرُّد هذه اللعبة في هذا الجانب فقط، فلا يمكن أن نتجاهل الطابع الفني الذي سلكته ولا الأجواء التي خلقتها، ولا الألغاز الرائعة التي قدمتها.
Okami
في حقبة اليابان التاريخية وبأعمال فنيَّة أخَّاذة، تحكي Okami قصة إله الذئب Amaterasu الذي يأتي إلى الأرض لإنقاذها ومنع إعادة ولادة الآلهة القديمة الشريرة.
استوحت اللعبة عناصرًا في أسلوب لعبها من سلسلة Zelda وأضافت عليها رونقًا وطابعًا جماليًّا فريدًا، فضلًا عن أكشن فريد من نوعه ساهم في إعادة إصدار اللعبة مجدَّدًا على الأجهزة الجديدة وجعلها واحدة من التجارب المميزة على الإطلاق.
Silent Hill 2
في الحقيقة، لا تزال Silent Hill 2 أفضل أجزاء السلسلة في نظري. يحتوي هذا الجزء على جميع الأشياء -تقريبًا- التي تحتاجها لعبة رعب نفسي: أجواء مريبة للغاية وأعداء وتصورات مقلقة بشكل هائل، وقصة سينمائية ناضجة رهيبة تتخطى الأفلام السينمائية نفسها.
ولعل اهتمامها بضرب مواضيع مثيرة للجدل في تلك الحقبة، ابتداءً من استغلال الأطفال والإساءة إليهم وانتهاءً بالمرض العقلي، أكثر الجوانب التي أثارت إعجابي.
Shadow of the Colossus
تبدو Shadow of the Colossus فارغة من الوهلة الأولى. يتم ترك اللاعبين في عالم مفتوح على مصرعيه، يبدو خاويًا على عروشه. ولا أعداء بخلاف العملاقة التي تغزو المكان سعيًا إلى تدميره. ومع ذلك، تبقى واحدة من أفضل ألعاب بلايستيشن 2 على الإطلاق.
تخلق اللعبة تجربة عميقة للغاية حتى مع عناصرها القليلة تلك. تحكي القصة بأقل كلمات ممكنة من خلال أسلوب اللعب، إذ في كل معركةٍ تخوضها مع “Colossus” هي عبارة عن لغز يتعيَّن عليك حلُّه. لقد أظهرت Shadow of the Colossus تفرُّدًا في سرد قصتها بشكلٍ مختلفٍ عن أي مادةٍ ترفيهية أخرى، ما جعلها ضمن الأبرز على الإطلاق.
Resident Evil 4
لا يمكن لأحدٍ إنكار كم كانت تجربة لعب Resident Evil 4 ممتعةً للغاية. ودعنا لا ننسى ميكانيكيات أسلوب التصويب التي أُضيف حديثًا، والتي كنّا نصطاد بها القرويين الغاضبين. ولا ننسى أيضًا ذاك الهجوم الذي يمكِّنك من ضرب النار على ركبة أحدهم، ومن ثمَّ دفعه إلى أوساط الحشود الغاضبة المصابة.
ولا يمكن إغفال حقيقة أنها أثرت في جميع ألعاب التصويب من منظور الشخص الثالث -تقريبًا- من بعدها.
Grand Theft Auto: San Andreas
أخذت لعبة Vice City على عاتقها تحسين جميع أركان GTA 3 من بعدها، ولكن Grand Theft Auto: San Andreas استلمت المهمة من بعدها ووسَّعتها بشكلٍ هائل. لم يكن بوسعك استكشاف المدينة بأسرها فحسب، بل كان لديك الولاية بأكملها والتي تعج بالبلدات الصغيرة والمساحات الطويلة من البرية، والتي امتلأت بجغرافيا مثيرة للاهتمام يمكنك التنقل فيها.
لا تحكي اللعبة قصة فتى Mafia تقليدية، فأنت تأخذ دور Carl CJ Johnson وهي شخصية لديها عائلة وصفات، وبحاجة إلى ممارسة الرياضة من بين اهتمامات أخرى. إنها لعبة محاكاة خيالية لحياة إجرامية متكاملة الأركان.
Metal Gear Solid 3: Snake Eater
الحلو في النهاية. أعتقدت أنني قد نسيتها؟ إنها Metal Gear Solid 3: Snake Eater يا رجل. ربما أفضل ما خرج من هذه السلسلة ذي التأثير المذهل. لقد كانت خطوةً كبيرةً للأمام في السلسلة، حيث تحكي قصةً في ستينيات القرن الماضي إبَّان الحرب الباردة، عن شخصية Naked Snake (أو كما يعرف أيضًا Big Boss) ونقلت جُل الأكشن إلى غابة شاسعة. وفي بيئةٍ كهذه، كانت عناصر التخفي تعيش أفضل أوقاتها وتشهد طفرةً كبيرة، خاصةً مع عناصر أسلوب اللعب الأخرى الفريدة.
ولا يمكن إغفال القصة التي كانت عاطفية ومؤثرة بقدرٍ هائل، ناهيك من معاركها الرئيسية المذهلة. ولجميع تلك الأسباب، لم تتمكن أيُّ لعبةٍ من ألعاب Metal Gear Solid من أخذ مكانة Snake Eater من على عرش ألعاب هذه السلسلة الخالدة التي صنعها «كوجيما» وصنعته.