خلال حضوري لحدث Outriders في وورسو، بولندا، حصلت لي الفرصة لتجربة مطولة لافتتاحية اللعبة، اللعبة تعاونيًا كفريق مكون من 3 لاعبين، واللعب بمفردي لتجربة التخصصات الباقية في اللعبة، ذلك بجانب تعريفهم عن اللعبة –والذي أنصح لقارئ الانطباع بقراءته أولًا-. في هذا المقال سأذكر تجربتي وانطباعي حول ما لعبته خلال تواجدي في الحدث.
بداية تم تجهيز جهاز حاسب شخصي ذو مواصفات عالية، مع إمكانية اللعب إما بالماوس والكيبورد أو بيد التحكم، تبدأ بتصميم مظهر شخصيتك مثل اختيار الجنس ولون البشرة والشعر وغيرها، ومن ثم تنتقل لافتتاحية اللعبة مع تعريف بالقصة وتدريب على التحكم. كانت المرحلة عند هبوطك على كوكب Enoch والذي ظهر بمظهر جميل وخلاب، فالطبيعة الخضراء تعم الأرجاء وأشعة الشمس تسقط على البيئة الغنية بالألوان الزاهية. بشكل عام كان أداء اللعبة ممتازًا من ناحية الرسوم وجمالها، أيضا اللعبة كانت تعمل سلاسة 60 إطار في الثانية، لكن تتغير إلى 30 في المشاهد السينمائية.
بالنسبة لأسلوب اللعب، فهي مقارنة بألعاب مثل Gears و The Division قد تعتبر الأقرب لهما، فهي تأخذ سلاسة ودقة التصويب وسرعة اللعب من Gears، وتأخذ الإستراتيجية في الحركات والتنقل من مخبأ للآخر من The Division. يمكنك في اللعبة الركض بأي اتجاه تريد، التدحرج لتفادي الضربات، استخدام الأسلحة والضرب عن قرب، استخدام الحركات الخارقة بحسب تخصصك. ستستمتع خلال لعبك وأنت تقاتل الأعداء وتستخدم مهارات وتفر من الضربات، وجدت أنها تجمع حسنات ألعاب التصويب عموما، ولكن لم أجد أي فكرة جديدة من ناحية القتال ومن الصعب أن أجد ما يميزها.
خلال تجربتي فلقد شهدت مشهد تحول شخصيتي إلى Altered، ومن ثم بعد مرور 30 سنة (لمعرفة تفاصيل القصة يمكنك الاطلاع على المقالة الأخرى) يتحول العالم إلى مكان موحش ومظلم بسبب عاصفة Anomaly، تعم الفوضى المكان وترى أمامك تدهور حال البشر وصراعاتهم. المشاهد السينمائية في اللعبة مشوقة ويمكنك ملاحظة المجهود الذي عملوا عليه، تركز أكثر على عرض شخصيتك وأثرها، أيضا الأداء الصوتي للشخصيات كان جيدًا. لاحظت عند إيقافك للعبة تتدرج الشاشة للأسود ثم تظهر القوائم بشكل غريب، أشبه بالذي تجده في Days Gone، وأجده غريبًا عندما ألعب عبر الشبكة وأتوقع من اللعبة أن تكون أسلس من هذه الناحية، ولكن أتوقع بأن هذا سيحل عند إصدار اللعبة الكاملة.
لعبنا عدة مهام رئيسية وجانبية، الهدف كان واضحًا لوجود نقطة تخبرك أين تذهب، لاحظت بأن تعليمات الهدف في المهمة يأخذ وقتًا طويلًا حتى يختفي بالشاشة، ولكن بالعموم لم أجده مزعجًا جدًا. عموما تضمنت المهام التنقل في المدينة ومن ثم الذهاب لهزيمة أحد الأعداء، خلال هذا تنتقل من منطقة حرب لأخرى وتقاتل فيها الأعداء، المناطق تختلف من واسعة إلى متوسطة، تصميم المناطق يوفر أماكن للاختباء للمواجهات واستخدام الحركات، هناك عدة أنواع للأعداء تختلف قدراتهم وقواتهم وطريقة تعاملك مع كل عدو. كان هناك حماس خلال لعبي في أغلب الأوقات، ولكن لاحظت في بعض الأحيان أن عدد الأعداء كثير بشكل مزعج، قد يكون ذلك بسبب لعبنا في البداية بالطور التعاوني حيث أنني لم ألاحظ هذا الشيء عند لعبي بمفردي. انتهت النسخة المعروضة بقتال أحد الزعماء الأقوياء والذي استخدم عدة حركات مميزة (كونه شخصية Altered)، واجهنا صعوبة في البداية ولكن اتضح لاحقًا بأننا كنا نلعب بمستوى صعوبة أعلى بكثير من المتوقع.
في اللعبة هناك مستوى الشخصية والذي ترفعه خلال لعبك، وهناك صعوبة العالم أو World Tier، تبدأ بمستوى سهل جدًا وعند تقدمك يرتفع إلى المستوى الذي يليه، بحيث عند اختيار مستوى صعوبة أعلى سترتفع المكافآت التي ستحصل عليها. يمكنك تغيير صعوبة العالم في أي وقت تريد لما يناسبك، أعلى World Tier وجدته كان مستوى 15. من ناحية عوامل الـRPG، فشخصيتك يرتفع مستواها مع التقدم في اللعب ومعها تفتح حركات الشخصية حسب التخصص، يمكنك تطوير شخصيتك، استخدام الأسلحة والعتاد والدروع والتعديل عليهم، وذلك بالحصول على هذه الأغراض إما بالبحث عنها أو ما يتركه الأعداء عندهم هزيمتهم، هناك عوامل في اللعبة خلال القتال مثل النيران أو الدوار وغيرها التي تراها في الكثير من ألعاب الـRPG. أستطيع القول بأن أقرب لعبة قد تخطر في بالي من هذه الناحية هي Destiny.
أما عن التخصصات، فهي حركات تستخدمها وتأخذ وقت حتى تتمكن من استخدامها مجددًا (Cooldown)، تحصل على حركات جديدة مع رفع مستوى شخصيتك، ومن ثم تخصيص زر الاستخدام هذه الحركة. يمكن وضع 3 حركات خلال لعبك، واحد لزر RB والثاني لزر LB، والأخير لزري RB+LB معًا. هناك 8 مهارات أو حركات وجدتها لأحد التخصصات، وأعلى حركة تقتنيها عند الوصول لمستوى 14.. خلال لعبنا أعلى مستوى وصلناه كان 6. أما الشخصيات فشخصية Pyromancer تحتوي على الحركات النارية، مثل حرقهم بإطلاق جدران من النيران، أو تحويل جميع الأعداء إلى حجر لمدة قصيرة. شخصية Trickster وتلاعبها بالزمن، لديه ضربة بالسيف، حركة تنتقل خلف أحد الأعداء ويبطئ الوقت، وأخيرًا إنشاء كرة كبيرة تبطئ الوقت لكل ما داخلها. أما Devastator يطلق جدار صخري لإلحاق الضرر، حركة تجعله يطير ويستهدف أحد الأعداء ليصطدم بهم، وأخيرا حركة تكون درع له لحمايته من الضربات لمدة محددة. جميع التخصصات استمتعت بتجربتهم، وأنصح أن يكون هناك تنوع بين اللاعبين الذين ستلعب معهم من ناحية التخصصات. جميع التخصصات لديهم حركة معينة لكل يكسبوا نقاط صحة تزيد من صحتهم، مثلا Pyromancer يكسب نقاط صحة عندما يقتل أحد الأعداء بعدما يحرقه بأحد الحركات.
في النهاية أرى أن Outriders لعبة ذات أساس جيد وأسلوب لعبة ممتع، توفر حرية كبيرة للاعب في اختيار الأغراض والأسلحة وتطوير الشخصية، تميل للبساطة وتبتعد عن التعقيد، وتجربة تعاونية مسلية جدًا، ولكن شخصيًا لم أجد ما يميزها سوى القصة وعرضها، والتي جذبني فيها أداء الشخصيات والمشاهد السينمائية بدلًا من القصة نفسها.
لعبة Outriders ستصدر في موسم الأعياد 2020 على أجهزة بلايستيشن 5 واكسبوكس سيريس اكس والحاسب الشخصي، وكذلك على أجهزة الجيل الحالي بلايستيشن 4 واكسبوكس ون.