في عام 2017 قدم كل من Team Ninja وKoei Tecmo عنوان جديد كلياً يندرج ضمن فئة الأكشن أربي جي Nioh والكثير شبهوا اللعبة هذه بألعاب السولز نظراً لكمية التحديات فيها، الشركة كانت راضية طبعاً عن أداء هذه اللعبة التجاري لذا انطلقت ورشات العمل على جزء جديد منها وهو الذي سنحصل عليه في 13 مارس الحالي.
المطور وعند الكشف عن الجزء الثاني قال بأنه سيقدم تغييرات كبيرة عن الجزء الأول سواء لناحية القصة أو أسلوب اللعب، وذكر بأنهم يهدفون مع هذا الجزء إلى معالجة مكامن الضعف في NiOh وتحسين الأمور الجيدة، إحدى هذه الأمور على سبيل المثال هي موازنة عناصر الأر بي جي باللعبة بشكل أفضل وأشياء أخرى عديدة سنسلط عليها الضوء بهذا المقال.
القصة
هنالك تغييرات كبرى ستشهدها القصة فهي لن تستكمل أحداث الجزء الأول فالمطور قرر أن يعود بالزمن إلى الوراء وتحديدا إلى النصف الأول من عصر السينغوكو في أواخر 1500s، أي قبل وصول البحار الأيرلندي الأشيب William Adams لليابان لكن أكد المطور بأن نهاية الجزء الثاني سيرتبط ببداية أحداث الجزء الأول.
المطور فضل أن ينقل اللاعبين بالجزء الجديد إلى العقود المتخبطة لحقبة سينغوكو المنتهية. من أجل إضافة سياق أوسع لهذا الصراع والحقبة بحيث سيسلط الضوء على بعض الأحداث التي أدّت إلى حدوث الاضطرابات. وسيتيح لنا الغوص بأعماق مملكة Dark Realm المُهلِكة والتي تعصف بها وحوش قبيحة الشكل عديمة الرحمة وتكون مخلوقات اليوكاي فيها بأقوى حالاتها.
بطل اللعبة هو شخصية من إنشاءك
هذه الشخصية ستكون عبارة عن نصف إنسان ونصف يوكاي وهذا يفتح الباب لمزيد من التنوع بالقدرات والتي سنتكلم عنها لاحقاً، لكن أثناء تكوين شخصيتك تستطيع جعلها شخص متقن لفنون النينجا والقتل بالخفاء أو جعلها شخصية متوحشة ضخمة تسحق الأعداء بالفأس، ولا تنسى أنك تستطيع حتى تحديد مظهر نموذج “يوكاي” الشيطاني الخاص بك.
إمكانية التعديل على الشخصية ستكون متاحة لك بأي وقت أثناء اللعب لذا لا تقلق إن قمت بتصميم شخصية ما وأحببت أن تغيرها لأنك مللت مثلاً فأنت ستتمكن من ذلك بالفعل.
إضافة أنواع أسلحة جديدة
الأسلحة المفضلة لديك من الجزء الأول ستعود بالجزء الجديد مثل الرمح والسيف الياباني و الكوساريجاما، لكن المطور أحب أن يضيف أيضاً أنواع جديدة من ضمنها أسلحة قام بطرحها مع المحتويات الإضافية للعبة الأولى ليضفي مزيد من التنوع.
هنالك مثلاً سلاح Hatchets وهو عبارة عن فأسين صغيرين يتم حمل كل فأس منها بيد، وتتيح لك القتال بحركات رشيقة وتتسبب بضرر كبير مع الحفاظ على مسافة مع عدوك، وسيكون هنالك سيف Odachi الذي تم إضافته كجزء من المحتوى الإضافي للعبة الأولى ويسمح لك بتنفيذ هجمات كاسحة وضرب أعدائك مع الشقلبات بفضل طوله.
ومن دون شك سيعجبك سلاح Switchglaive الجديد وهو عبارة عن رمح ومنجل بنفس الوقت حيث يمكنك التبديل بين الشكلين في منتصف الهجوم. وهو ملائم لعمليات التقطيع السريعة أو للوصول البعيد المدى لخصومك والتسبب بأذى بالغ لهم.
طبعاً هذه الأسلحة يتمتع كل منها بأنماط لعب مختلفة تناسب أساليب القتال المختلفة. وتمتلك شجرة مهارات خاصة بها لتخصيص كل سلاح لنمط اللعب المفضل لديك.
أطلق العنان لقوى اليوكاي بداخلك
كما ذكرت أعلاه أهم ما يميز الجزء الثاني عن الأول بأن البطل الآن هو نصف يوكاي بالتالي يمتلك قدرة على تطويع قوى خارقة، منها هجمة Burst Counter التي تمكنك من إبطال هجمات العدو القوية وهذا لإحراز أضرار هائلة على قدرة تحمل الخصوم، بشكل مشابه جداً لهجمات Mikiri Counters في لعبة Sekiro.
أيضاً هؤلاء الأعداء المهزومين سيقومون بترك عنصر “Soul Core” عند سقوطهم وهو الذي تستطيع الاستفادة منه بحال نجحت بإيصالها إلى الـ Shrine قبل موتك وبهذا ستحصل على قوى هؤلاء الأعداء الذين هزمتهم.
هذه القدرات الشيطانية قد تكون عاملاً مهماً يغير من تجربة اللعب لكن عليك أن تعلم بأنه هنالك شريط أو عداد أرجواني (Anima) ترتبط به هذه القوى لذا فاستخدامها سيكون محدود وهنا عليك التفكير بشكل استراتيجي قبل استعمال أي منها.
الأعداء باتوا أقوى من قبل
امتلاكك لقوى اليوكاي لن يجعلك عدواً لا يقهر فالمطور قام أيضاً بتقديم أعداء أشد قوة وبأس وهم لا يرحمون بعدوانيتهم العالية، والآن أصبحوا يمتلكون هجمات أكثر خطورة حيث يمكن أن ينفذوا هجمات كاسحة وعندها يومضون بالأحمر وهنا عليك أن تتحلى برد فعل فوري فإذا تصرفت بسرعة تستطيع أن تصد هذه الهجمة بشكل فعال.
وقد حرص المطور من إعطاء توازن باللعب عبر التأكد من أن كل أداة جديدة يتلقاها اللاعبون، يضاف شيء آخر بالمقابل لجعل الأمور أكثر صعوبة. ففي الوقت الذي منح فيه اللاعبين قدرات Yokai القوية التي يمكن أن تحول مجرى المعركة، جعله مضطر لمحاربة الأعداء في عوالم مظلمة، مما يعيق بشكل كبير قدرتك على التعافي.
ومن ضمن الأعداء الجدد الذين سنواجههم باللعبة هنالك Ippon-Datara مسخ بعين واحدة وقدم واحدة وعليك الحذر من ركلاته، أيضاً هنالك Waira مع مخلبيه الأمامين القاتلين والامرأة العجوز Yamanba بسكينها الحاد القاتل.
تحولات اليوكاي
في الجزء الأول كان هنالك ميزة Guardian Spirit حيث يمكن لويليام استخدام أرواح الحراس ضد خصومه بالقتال، لكن بالجزء الثاني تم أخذ هذه الميزة لنواحي أبعد حيث ستندمج الآن هذه الأرواح مع اليوكاي بداخلك ويسمحون لك بتنفيذ “تحول يوكاي” لتأخذ شكل الشيطان الكامل ولكن لفترة محدودة.
هنالك مثلاً تحول Brute الذي يجعلك وحش هائج يضرب خصومه بقوة محدثاً أضرار بالغة وبنفس الوقت يستطيع تحمل الضرر، أما تحول Feral فيحولك لشخص رشيق يتحرك بخفة ويضرب العدو بسرعة ولديك تحول Phantomالذي يحولك لشبح يستطيع رمي الأسلحة على خصومه من بعد.
لتنفيذ هذه التحولات عليك الضغط على زري المثلث والدائرة عندما يمتلئ مقياس Amrita Gauge.
تنوع أكثر بالمراحل والمستويات
حرص المطور بهذا الجزء على العناية بشكل أكبر بالعالم فقام بإضافة مجموعة جديدة واسعة من المواقع التي يجدر بك استكشافه، وسيكون هنالك مستويات متنوعة بعضها مسطح وتيهي، وأخرى متدرجة للغاية، بحيث تعتمد على الحركة الرأسية، مثل الدرج والسلالم والأبواب المسحورة للوصول إلى نقطة النهاية.
أيضاً استفاد المطور من ملاحظات اللاعبين عن اللعبة الأولى، فقدم أسلوبًا أكثر حيوية للألوان في اللعبة، واستعان بلوحة الألوان الطبيعية اليابانية لرسم العالم بشكل أكثر حيوية.
استدعي الأموات لمساعدتك
الجزء الثاني سيتوسع بفكرة ميزة Bloody Graves التي رأيناها باللعبة الأولى عبر ميزة Benevolent Graves (قبور محبي الخير) الجديدة، وهي تسمح لك باستدعاء طيف لاعب آخر مهزوم مع كامل معداته وأسلحته وقدراته ومهاراته ليساعدك كمرافق ليس فقط بالمعارك بل وأثناء رحلتك حتى نهاية المستوى الحالي أو إلى أن تُلحَق بها الهزيمة.
استدعاء هذه الأطياف التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي سيكلفك كأس Ochoko، حتى لو كنت تلعب أوفلاين، لكن لتتمكن من الحصول على العملة التي تحتاجها لاستدعائهم، ستحتاج للتغلب على أرواح قوية خلفها لاعبون سقطوا. وإذا كان لديك عنصر خاص يسمى “Righteous Jasper”، فيمكنك ترك قبور محبي الخير للآخرين.
اللعب التعاوني
إذا كنت تبحث عن مساعدة أكثر فاعلية مما يتم تقديمه عبر ميزة قبور محبي الخير يمكنك الاستعانة بنمط اللعب التعاوني حيث تستطيع استدعاء لاعبين اثنين آخرين لمشاركتك القتال بدل من لاعب واحد فقط كان يمكن الاستعانة به في اللعبة الأولى، لكن عند استدعاء لاعبين آخرين للمساعدة ستقوم اللعبة بزيادة عدد الأعداء ليتم ضبط توازن اللعب فيها بشكل يتناسب مع ازدياد عدد اللاعبين حفاظاً على مستوى التحدي العالي.
بالختام يمكن القول بأن الجزء الثاني لم يعيد ابتكار العجلة ربما عبر التغييرات التي ذكرناها لكنه على الأقل قدم عناصر جديدة ستكون كفيلة بإنعاش تجربتك السابقة وهي أكثر من كافية لتقديم تجربة مصقولة ومحسنة بشكل أكبر، وستجعلك متحمس لاكتشاف العناصر الجديدة التي لم تجربها بالسابق عبر تركيز المطور على جانب تغيير ما يشعر به اللعب أثناء اللعب بالجزء الجديد مقارنة مع شعور أسلوب اللعب بالجزء الأول.
وهنا نستذكر ما أوردته مجلة بلايستيشن الرسمية في نوفمبر 2019 بأن Nioh 2 ستكون “قاتلة” Sekiro وفقا للاستعراض الذي تم نشره بالمجلة آنذاك، معتبرة أن إضافات Team Ninja تعطي عمقًا إضافيًا للعبة الأصلية المستوحاة بالفعل من ألعاب Souls و Bloodborne مشيدة بالأسلحة التي يقدمها الجزء الثاني ونظام الاشتباكات الذي كان يقارن في الجزء الأول بألعاب Diablo، ولكن هذه المرة سواء كنت تستخدم سيوف ضخمة أو شفرات مزدوجة، أصبح لديك طرق أكثر بكثير لسفك الدماء والقضاء على خصومك.
فهل فعلاً تمتلك Nioh 2 مع هذه التغييرات المقومات التي تمكنها من الإطاحة بلعبة العام 2019؟ أم لا، ولماذا؟ نود سماع آرائكم بالتعليقات أدناه.