(تحذير: المقالة تحتوي على حرق لقصة نير:أوتوماتا، لذلك ننصح بقراءة المقالة بعد إنهاء اللعبة)
نظرة متعمقة في التجربة الراحلة في أعماق الروح
إن المشاعر التي هيجتها نير أوتوماتا في الفؤاد لم تستمد قوتها وتأثيرها من اللحظة نفسها من خلال قوة التعبير المُباشر، بل من قدرتها على خلق تلك المشاعر مثل الحزن، الفرح، والقلق، الغضب، الترقب، والأمل، في الوقت الذي لم أتوقع فيه أن أتأثر أساساً. كثيراً ما كنت أجدني أشعر وأفكر فيما قرأت وسمعت بعد مرور بعض الوقت (غالباً أثناء توجهي في خريطة اللعبة نحو هدفٍ معين)، وأنا أدرك أن أعظم المشاعر والدروس هي تلك التي تعيها بعد حين.
وعلى ذلك، فإن مقدار الألم الذي حاكته القصة في تفاصيلها الخفية كان فوق تصوري عندما علمت أن الأحداث كانت تتكرر قبل ذلك مرات ومرات عديدة قد تكون بالعشرات والمئات، في حالة أشبه ما تكون بليل سرمدي لا نهاية له. تباً، هذا الشعور مخيفٌ حقاً ولا أريد التعمق فيه، وكأنه مشابه لمبدأ “العودة الأبدية” الذي تناولته حضارات قديمة في مِصر القديمة والهند. هذا ما قلته في البداية، ولكن..
بداية عادية.. لأحداث تحفر ذكراها في أعماق القلب
خطر محدق بالأرض، والبشر تم إجلائهم للقمر. الفضائيون يشكلون خطراً مستمراً على الأرض والبشر، ولذلك تم تجهيز فصيلة الـ”يورها” (YoRHa) الخاصة لمساندة الأندرويدز على سطح الأرض في حربهم ضد الفضائيين والآلات. بدايةٌ اعتيادية تشبه الكثير من الألعاب الأخرى في فكرتها وتنفيذها.
هذا ما كنت أظنه، ولكن تارو يوكو (مخرج اللعبة) سخر مني…
ثلاثة شخصيات رئيسية كانت هي المسؤولة في لعب الأدوار الأساسية في هذه الدراما: 2B و 9S و A2. كانت تتبادر إلى ذهني أسئلةُ كثيرة بدأت تعصف بي كلما تقدمت في اللعبة:
ما الذي تقصده بأن 2B قد قتلت 9S مراراً وتكراراً في الماضي وأنها لم تكن المرة الأولى حين أصابه الفيروس؟
ما الذي تعنيه بأن 9S عاش وحيداً دون رفقاء، وعندما وجد ذلك في 2B التي تحولت لاحقاً إلى حب حياته الأزلي، قتلته هي مرغمة على ذلك لأنه ما تمت برمجتها وتكليفها به، ثم ماتوا جميعاً في النهاية ليعيشوا مجدداً ويعيدوا هذا الكابوس بحذافيره؟
بعض الألعاب ليست ألعاباً فقط..
في الحقيقة، إن نير أوتوماتا أقرب ما تكون في تكوينها إلى لوحة سيريالية، فهي ليست كباقي اللوح، قد تعرف نصف الحقيقة الذي تراه فيها ولكن لا ترى النصف الآخر الخفي والذي لا يعلمه إلا من صنعها. إنها سلسلة أحلام رسمها تارو يوكو وكأنه نصف نائم فاتسمت بالصدق في زوايها دون كذب وتزييف أو انشغال بشاغل جمالي أو أخلاقي. مع الميزانية الضعيفة التي خصصتها سكوير اينكس لهذا المشروع كي يبصر النور، فقد وصل فيه يوكوتارو إلى قمة السيريالية حيث لم يتميز بالشكل والمظهر بل بالمضمون.
النظرة الأولى إلى اللعبة ستخدعك غالباً
فقد اشتكى النقاد والكثير من اللاعبين على حد سواء من انعدام التنوع الكبير بين الشخصيات الآلية المُنتشر في العالم الذي بدوره هو الآخر، كان محدوداً. ماذا قد تفعل إن كنت مكان تارو يوكو بهذه الميزانية التعيسة التي تم تخصيصها للمشروع؟ ليس هنالك مفر من أن يكون كل شيء بهذه الطريقة، ولكن، وجد المخرج باباً خلفياً سرياً لم تتحدث عنه سكوير اينكس ولم تقيده بأي شكل من الأشكال، ألا وهو باب الأفكار. خلف ذلك الباب، هنالك أداة مهمة جداً يستخدمها الكثير من المؤلفين في القصص والحكايات تسمى ب Anthropomorphism، حيث يعكف الكاتب على بث المشاعر والأحاسيس الإنسانية الخالصة في مخلوقاتٍ غير بشرية كالحيوانات والمخلوقات الأسطورية كالغول والعنقاء وأي شيء غير عاقل قد لا يكون له من الأساس وجودٌ حسي، وذلك لإيصال الرسائل التي يود إرسالها، سواء كان ذلك بإعطائها دوافعاً وإرادة إنسانية أو هيئة جسمانية مماثلة للبشر أو الاثنين معاً.
نتيجة لذلك، ستجد هنا أن الآلات المُنتشرة في مُدن عالم اللعبة الصغير هي أكثر من مجرد آلات أعطيت نصاً بسيطاً يوازي الميزانية المُعطاة للمشروع. ما كان نصلاً موجهاً نحو عنقك البارحة هو اليوم سلاح في يدك تشق به طريقك نحو النجاح!
في اللعبة، أنت تساعد أماً في تخليص ابنها من رهاب المجتمع الذي يعاني منه حيث يغلق على نفسه الباب بإحكام في كل مرة، وتعيد لم شمل أسرة قد تفتت شملها فبعضها في القرية والآخر في الصحراء هائم على وجهه، وتعاين حالة يسخر فيها آليون متشابهون من آلي يختلف في شكله عنهم وكأننا نتحدث عن مشاكل التنمر في المدارس وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، وقضية أن البشر يشعرون بأمان أكثر حينما ينتمون إلى جماعة أو فئة معينة توفر لهم الحماية النفسية والجسدية بشرط أن يضحوا باعتقاداتهم وآرائهم الشخصية لرؤية واحدة تتشاركها المجموعة، ثم تنتقل لآلي حلمه أن يصبح أفضل مقاتل في العالم، فتتغلب عليه في كل مرة ليصبح أقوى وأكبر في الحجم في كل مرة تعود إليه في إشارة للفشل والنجاح والعزيمة والاستمرار على الطريق مهما كثرت الصعاب. هنالك الكثير والكثير مما لو توقفت عنده قليلاً قد يجعلك تتفكر لبعض الوقت. حقاً ما أجمل هذه اللحظات.
واقعٌ مزيفٌ لا يرحم
ولكننا نتقدم ونتقدم في النص الرئيسي وسط هذه الحكايا الجانبية المؤثرة لنكتشف أن مشروع اليورها لم يكن إلا غطاءاً استحدث ليغطي على فشل مشروع جيستالت الذي سبقه. لا البشر على قيد الحياة على سطح القمر، ولا الفضائيون موجودون. يا للكارثة. لكي لا تصيب الاندرويدز خيبة أمل فظيعة قد تفقدهم الرغبة في مواصلة العيش لأن السبب الأساسي في وجودهم هو حماية البشر، فضلت القائدة أن تعطيهم هدفاً أخلاقياً وهمياً يعطيهم سببهم لمواصلة القتال، أو على الأقل، هكذا كانت ترى الأمور.
حبٌ خيالي
وحده 9S من الـ”يورها” من كان يكتشف الحقيقة المرة مراراً وتكراراً. وحده من كان يحتمل المعاناة؛ لأنه كان من طرازٍ يتميز بحدة الذكاء والملاحظة. وما كانت جائزته بعد كل هذه التضحيات إلا أن يقتل على يد من يحب، وكأن ذلك كله لم يكن كافياً، فتطورت الأحداث بعدها تطوراً ظلامياً ليراها تقتل على يد A2 بناء على طلبها في دورة حياة جديدة، لكنه لم يعلم أنه كان طلبها هي شخصياً وبذلك تكونت الرغبة المخيفة عنده بالانتقام. أما 2B، فكانت جائزتها هي في دورات حياة سابقة أن تقتله مرة تلو الأخرى رغم علمها بتضحياته وحبه الشديد لها. لقد كانت تستلطفه وكانت تناديه بـ Nines. لا بد أنها كانت تحبه هي الأخرى.
أنا وحدي.. للمرة الألف ربما..
9S الآن لا يرى إلا شيئين: موت A2 والآليين. إنها لقمة الفوضى والسوداوية أن تقاتل بشراسة من أجل السبب الخاطئ. لقد كان كابوساً لا مفر منه. في إحدى النهايات، يموت هو وA2 بعد معركة طاحنة في البرج، وفي أخرى تفي A2 بوعدها ل 2B وتخلص 9S من الفيروس الذي أصابه ولكن ذلك كلفها حياتها. لا أنكر أنني تأثرت بهذه المعركة بشدة لدرجة أنني لم أرد خوضها من الأساس.
عندما خيرني تارو يوكو قبل تلك بداية المعركة بين القتال ب 9S أو A2، لعنته في داخلي ألف مرة. لقد رمى بي في عمق قصته، وعلقني بشخصياته، وربطني بأحداثه، ثم لم يترك لي إلا خياراً واحداً بين اثنين أحلاهما مر. هل كان هدفه أن يشعرني بذات اللوعة التي أصابت 9S عندما علم بالحقيقة؟ أم بقهر 2B مما كانت مجبرة عليه؟ أم من الحمل الذي تحملته A2 اتجاه 9S على الرغم من أنه كان مخطئاً في حقها؟
لقد مضى وقتٌ طويلٌ منذ حصلنا على تجربةٍ قادرة على دفع اللاعب إلى ربط نفسه بأحداثها وشخصياتها، ومعاناة هذه الشخصيات وإخفاقاتها ونجاحاتها وسلوكياتها، كي يضع نفسه مكانها، ويتوقف ليفكر قبل اتخاذ قرارٍ قد يؤثر على تلك الشخصيات على مستوى الأفكار والأحاسيس. هنا، تصبح القصة مهمةً للاعب بقدر ما هي مهمة للشخصيات نفسها. حتى وإن وجهت إليك إحدى الشخصيات بعض الكلمات التي قد لا تعجبك فأنت سترد عليها أحياناً وكأنها موجهة إليك شخصياً. لقد فعلت ذلك في مرحلة ما في حياتك.. أليس كذلك؟
هل هذا جل ما تستطيع فعله بي أيها المخرج المخبول؟
إن الشيء العجيب الغريب في نير أن الفكرة الإيجابية الجميلة حتى قد تحمل مسحة درامية حزينة، وهذا ما لا أجد له وصفاً أدق من “واقعية مدقعة”، أو كما تُسمى في الديانة البوذية “دارما” وهي القوانين الطبيعية للكون التي تتحكم بالترتيب الطبيعي للأشياء أو الأحداث. إن الموضوع مماثل تماماً لفكرة أنك تفرح لتحزن، وتحزن لتفرح. إنها واقعية خالصة لا يملك أحد المقدرة على تغييرها أو تعديل مسارها. كنت أسأل نفسي أثناء لعبي: هل يتوقف سحر هذه التجربة عند مآسي هذه الشخصيات الثلاثة ونظرياتها وفلسفاتها؟ الجواب في السطور القادمة.
تارو يوكو يغوص في الذاتية
في مواضع عدة في اللعبة، تجد أمثلة على جلد الإنسان لذاته أو ما يُسمى بـ Self-Abasement، يتعمق فيها تارو في بعض جوانب الشخصية البشرية ويسبر أغوار تلك الأعماق المظلمة في داخلنا التي تتكرر على مدى التاريخ دون كلل أو ملل. في إحدى المشاهد، يقول الآلي المساعد لليورها بأنه قد لاحظ أن الآلات على سطح الأرض قد أبدت سلوكاً غريباً. “أنا أغوص أكثر وأكثر في السجلات الموجودة، ولا أجد ما يشير إلى أن الآلات قد كونت حضارات وقيم خاصة بها. إنهم فقط يقلدون السلوك البشري. الغريب في الأمر أنه عندما تفشل الآلة، فهي تفشل مجدداً بنفس الطريقة. لو أن الآلة اتبعت سلوكاً ديكتاتورياً أول مرة وفشل في النهاية، فهي لن تجرب سلوكياتٍ أخرى، بل ستتبع أساليب ديكتاتورية جديدة في شكل آخر. مجدداً، ومجدداً، ومجدداً. إنهم يستمرون باتباع نفس الأساليب ولا يتعلمون أبداً”.
وتلك سخريةٌ غير مباشرة من البشر أنفسهم، وهذا ما نعرفه جميعاً، أن الإنسان أثبت على مر التاريخ أنه لا يتعلم أبداً. إنه يكرر نفس الأخطاء، ويقع في نفس الحفرة مرة تلو الأخرى جيلاً بعد جيل، وهذه فلسفة ضربت بجذرها في أمثلة عديدة منها أحاسيس كالحسد والطمع والحقد والكذب والجشع.
ما الذي يعنيه الأمر أن تكون بشرياً؟
تضربُ نير أوتوماتا على وترٍ حساس لطالما كان موضوعاً لأطروحاتٍ عديدة ونقاشاتٍ وجدالاتٍ جمة، وهو: ما الذي يجعلنا بشراً؟ العقل؟ المشاعر والأحاسيس؟ العلاقات؟ الفضول؟ مقدرتنا على الضحك؟
لقد كنت أظن في بدايات التجربة أن العقلاء الوحيدين في هذه اللعبة هم الأندرويدز، أما الآلات فهي مجرد قطع خردةٍ صنعها الفضائيون لا تقدر إلا على التدمير والتخريب. بدأ الموضوع بهذه الفكرة ليتغير مع مرور الوقت، فالآلات ليست كما كنت أظن، فهي تحمل مشاعراً، وتحب، وتكره، وتطمح، وتحزن. لكنها آلات! كيف لها أن تفعل ذلك! حتى أن المخرج تعمد إظهارها على أنها قطع حديدية صدئة، باهتة اللون وقبيحة المظهر، أما الأندرويدز، فهم الأجمل، والأسرع، والأذكى، والأفضل في كل شيء. لكن، ما الذي يجعلهم مختلفين عن الآليين إن كانوا في النهاية يندرجون جميعاً تحت مُسمى “آلي”؟
لقد تقدمت أكثر وأكثر لأكتشف أن الصندوق الأسود بداخل الأندرويدز والذي يعتبر المحرك الرئيسي لهم موجودٌ بنفس الفكرة داخل الآليين! وهذه كانت المفاجأة حيث أنهم يتشاركون في أهم صفة قد يحملونها وهي القلب النابض بداخلهم! ولا أجد في هذا إلا إجابة وافية للسؤال الذي طرحته اللعبة مُسبقاً: ماذا يعني بأن يكون الشخص بشراً؟ هل الفروقات الموجودة بيننا هي فروقاتٌ أساساً؟ هل كل التصرفات التي نقومُ بها تعني في نهاية المطاف أننا بشر؟ أم أن الموضوع نسبي ولكنه تحول مع مرور الوقت إلى شيء من المُسلمات؟ هنالك العديد والعديد من الأسئلة والاحتمالات التي قد تُطرح هنا والتي تحتاجُ مساحةً خاصةً بها.
ابتسم، أنت في مدينة الملاهي
أنا أعشق مدن الألعاب لسبب لا يمكنني تفسيره. قابلت موظف استقبالٍ آلي في مدينة الملاهي المهجورة في اللعبة، وأثناء حديثه كنت مسحوراً بمنظر القلعة الخلاب والألعاب النارية الملونة في الأفق، والموسيقى السعيدة في ظاهرها والحزينة في باطنها التي خالطها صوت أداة صندوق الموسيقى الذي أعطاني إحساساً بأني عدت طفلاً صغيراً. أخبرني أن “ما أراه أمامي ما هو إلا مرآة تعكس حقيقة الشخص في داخله”. ما أنت في النهاية إلا طفلُ صغير قد كبر في العمر، ولا يمكنك إنكار خفقة قلبك عندما تسمع موسيقى كرتون كنت تعشقه عند الصغر، أو لعبة فيديو أحببتها من كل قلبك وأنت لا تزال في المدرسة، أو في مثالنا هذا، مدينة ألعاب كنت تحلم باللعب فيها طوال اليوم، وتطير من السعادة بين الألعاب والحلوى، وصوت ضحكاتك يملئ الدنيا فرحاً وبهجة.
آلة غريبة؟
في قرية الآلي “باسكال” المُسالمة التي انفصلت عن الشبكة وأصبحت تعيش بحرية، كان هنالك آلي غريب الشكل، فهو يختلف عن باقي الآليين، والأغرب في الأمر أنه يستمتع عندما تقوم باقي الآلات بالسخرية من مظهره، بل ويطلب المزيد! قال لي ونحن وحدنا: “كلما ظن الناس أنك غبي أكثر وأكثر، كلما أصبحت قادراً على معرفة طبيعتهم الحقيقية ونواياهم التي يخفونها”. من أكثر الأساليب النفسية دهاءاً التي قد يتبعها المرء للوصول إلى هدفٍ ما، والحَمَلُ في النهاية لم يكن إلا ذئباً!
سأذهب إلى القمر، لعلك تلاحظني!
إحدى المعارك مع أحد زعماء اللعبة كانت مع مغنية أوبرا في مدينة الملاهي. كان فستانها ساحراً باللون الأحمر القاني الذي يحاكي الحفلات الملكية المخملية التي يحضرها أرقى وأنبل أفراد المجتمع. أناقتها ليست عادية، وصرخاتها أثناء القتال تثير الحيرة. مع علمي السابق بطبيعة المخرج الذي يقف خلف هذه اللعبة، فقد علمت أنه قد يضع سراً أو قصة خلف كل ذلك. بعد القضاء عليها، رأيت مقطعاً يحكي قصة هذه المرأة من خلال نصوص طويلة. لقد كانت تحب رجلاً من كل قلبها، لكنه لم يكن يبادلها ذات الشعور. كانت في كل مرة تفعل شيئاً جديداً لعله يلاحظها: لبسٌ أخاذ، مساحيق تجميل، وكل ما يخطر على البال. لكنه في النهاية لم يأبه بها وتركها وحيدة ومكسورة الفؤاد. هز هذا الفعل كيانها هزاً شديداً كرهت الحياة بسببه، فهي قد خسرت نفسها قبل أن تخسره هو؛ لأنها لم تحفظ قدر نفسها وتصن كرامتها وتتراجع عند أول إشارة كانت تخبرها أن الطريق أمامها مسدود. لقد كانت الصرخات التي تطلقها أثناء القتال ما هي إلا تعبيراً عن الحسرة واليأس اللذان ألما بها، والموجات الحمراء التي تهاجم بها ما هي إلا –في نظري- موجات الغضب الشديد التي تعبر بها عن حالتها.
في الختام، فإن كنت مكانكم فلن أتوقع الكثير من هذه اللعبة.
“المجد للبشرية.”