في مقال سابق ناقشت معكم بعض النقاط التي يبرر بها البعض مسألة رفع سعر ألعاب الجيل القادم وانعكاس ذلك إيجاباً على الصناعة. وقتها كنت أتحدث حقيقة بلسان المطورين والمحللين أكثر أما بمقالي اليوم سأدع قلمي ينطق بلسان اللاعبين بالمقام الأول وسأناقش مخاطر رفع سعر الألعاب على الصناعة، ولم يرفض الكثير من اللاعبين دفع زيادة 10 دولار عن سعر اللعبة حالياً؟
من بداية حقبة الستين دولار إلى السبعين دولار
في 2005 أكتيفجن هي من بدأت بخطوة رفع الأسعار للألعاب حينما سعرت لعبة Call of Duty 2 بمبلغ 60 دولار فيما كانت الألعاب من قبل تباع بخمسين دولار أو أقل لتبدأ حقبة أسعار جديدة وتلحق بها باقي الشركات. ومع انطلاق الجيل الحالي في 2013 توقع الكثير من المحللين الاقتصاديين أن يتم رفع أسعار ألعاب بلايستيشن 4 واكسبوكس ون لارتفاع تكاليف التطوير لكن المطورون اتجهوا لطرق أخرى لتعويض هذه الزيادة فرأينا انتشار سياسة طرح المحتويات الإضافية من ثم المشتريات وصناديق الغنائم. واتحفونا بأرقام عائداتهم ومرتبات إدارييهم المرتفعة وأعداد لاعبي ألعابهم والآن نسمع أصوات تشتكي من كلفة التطوير.
لذا وبعد إعلان 2k عن رفع سعر لعبتها NBA 2K21 بنسخة الجيل القادم سمعت من الكثير من اللاعبين أصواتاً تقول هل سأدفع 70 دولار من أجل العرق؟ فهؤلاء يقولون بان الألعاب ليس فقط عليها ألا تسعر بما فوق الستين دولار بل حتى يجب أن تكون أصلا أرخص من ذلك ولديهم أسبابهم لقول هذا طبعاً والتي استعرضها أدناه:
ماذا عن عائدات المشتريات والسيزون باس؟
الألعاب أصلا تكلف فوق 60 دولار الآن لأن المطور لا يكتفي بهذا المبلغ بل يطرح المشتريات وصناديق الغنائم والسيزون باس وكل هذا يدخل لجيوبه أموال طائلة، من ثم من يضمن إذا ما دفعنا السبعين دولار سيكف هؤلاء عن طمعهم ويوقفون استغلالنا بهذه المشتريات. وهذا الأمر سبق ووضعه مخرج God of War كوري بارلوج كشرط لرفع السعر الذي أيد حدوثه طبعاً وقال بأنه يفضل أن تزداد الأسعار على تطبيق نُظم المشتريات الداخلية المزعجة.
المتاجر الرقمية تخفف كلفة الألعاب
البعض يحتج على الزيادة ويقول بأن اتجاه اللاعبين نحو الشراء من المتاجر الرقمية هذا الجيل صب بالنهاية بمصلحة الشركات لأنه وفر عليها أساساً كلفة طرح الألعاب عبر متاجر التجزئة وما يصاحب ذلك من تكاليف طباعة ونسخ الأقراص وغلاف الألعاب أضف إليها تكاليف الشحن ولا ننسى أنه ليس هنالك ألعاب مستعملة بالنسخ الرقمية وهذا كله لمصلحة الشركات التي تعترف بعظمة لسانها بأن نسبة كبيرة من مبيعات ألعابها تكون عبر المتاجر الرقمية.
أسعار أسهم الشركات ارتفعت فأين تكمن الخسارة!
البعض يرفض دفع الزيادة ويقول بأن من يشتكي من غلاء تكاليف التطوير هو نفسه شهد قفزة كبيرة بأسعار أسهمه مثل أكتيفجن التي أقرت في فبراير من العام 2013 بأن سعر أسهمها يعادل 14.37 دولار وفي الوقت الحالي ارتفع سعر السهم إلى 67.70 دولار وهي من تعطي إدارييها مرتبات وعلاوات باهظة وعالية.
اقرأ أيضاً: رئيس Xbox عن أسعار الألعاب الأغلى: الشركات حرَّة – والمستهلك هو من يقرر
الألعاب الأغلى سعراً ستخيف اللاعبين وتُخَسِّر الشركات
مع انخفاض كلفة طرح الألعاب عبر المتاجر الرقمية وحصول الشركات على عائدات إضافية من المشتريات وغيرها فإن رفع سعر الألعاب لن يكون بصالح الشركات فبدل زيادة الارباح بسبب السعر الزائد سيحدث خسارة لانتظار اللاعبين للتخفيضات وبالتالي عدم تحقيق الربح المتوقع من الشركة. وما سيزيد الأمر تعقيداً هو الوضع الاقتصادي الذي بات أسوء مع كورونا وهذا سيصعب على اللاعبين شراء الالعاب فلو أراد اللاعب شراء لعبتين بالشهر فقط، فهو بالسنة عليه دفع 1680 دولار وهذا مبلغ ضخم. وبالمحصلة بدل من أن تكون ناتج الصناعة بالسوق بقيمة 100 مليار دولار بالسنة (مجرد مثال) يتحقق هذا الرقم بسنتين بسبب تباطؤ المبيعات وانتظار التخفيضات.
كما سيؤثر هذا بدوره على الابتكار لدى الاستوديوهات وزيادة موضة الحلب للسلاسل وخسارة البعض لوظائفهم. والخسارة الأكبر ستكون للعناوين الجديدة تحديدا لان اللاعب قد يكون متحمس لشراء جزء جديد من لعبته المفضلة لكنه ليس بنفس الحماس للعنوان الجديد وسيفضل التريث حتى يصبح سعرها أرخص.
عودة ازدهار القرصنة
دول عديدة تعاني حالياً من وطأة وضع اقتصادي صعب وهذا سيجعل اللاعب يتقشف أكثر فأكثر. ومع رفع سعر الألعاب سيعود النشاط للقرصنة لأن الإقبال على الألعاب المقرصنة وحتى الأجهزة سيزيد لاسيما بالدول التي لا يتعدى متوسط الدخل فيها 300 دولار وهذا سيؤثر مباشرة على شركات التطوير والنشر ويكبدها الخسائر وفي النهاية ينعكس على جودة هذه الالعاب.
رفع السعر سيضر الاستوديوهات المستقلة
يرى البعض بأن رفع سعر الألعاب سيكون له أثر سلبي كبير على الاستوديوهات المستقلة لأن اللاعبين عادة يختارون بعناية الألعاب التي ينوون شرائها ومع رفع الأسعار ربما يقرر بعضهم توفير مبلغ كان ينوي أن يشتري به لعبة أندي من أجل لعبة أخرى AAA ينتظرها بشوق كبير. وهذا سيهدد بإغلاق استوديوهات عديدة قد لا تتحمل الخسارة ورأينا ما حدث مع Telltale Games عام 2018 عندما اضطرت للإغلاق بسبب خسائر ببيع ألعابها.
إذاً كما ترون هناك أسباب وجيهة لرفض اللاعبين دفع سعر أعلى وحتى أن هناك مخاطر تتهدد الصناعة ككل بسبب قرار غير عقلاني ومدروس للزيادة. ومع الآسف رأينا أن أول من تسابق لتبني السعر الجديد هم 2K بلعبتها الرياضية وحليمة التي عادت لعادتها القديمة أكتيفجن فبعد أن كانت أول من طبق الستين دولار هاهي تسارع لتبني السبعين دولار مع Black Ops Cold War. على العموم هل توافقوننا الرأي حول هذه السلبيات للسعر الجديد؟ أم أن لديكم رأي آخر؟