زكريا الحسين
لما كنت صغير كانت الألعاب تستهويني وتشغل تفكيري طوال الوقت وكانت حافز لي عشان اجتهد في دراستي، ان هدية نجاحي نهاية السنة تكون بالعادة جهاز ألعاب، وغير ان الوالدة الله يحفظها كانت تشيل( السوني /سوبر نينتيندو/سيغا / العائلة/ صخر/الأتاري) أيّا كان الجهاز في ذيك الفترة ولا ترجعه لنا إلا نهاية الأسبوع. أكون وقتها مشحووون جدا وفقرااان على اللعب لدرجة كنت اجمع جزء من فلوس فسحتي عشان اشتري شريط نهاية الأسبوع.
مرّت الأيام وكبرت وبدت لحيتي تكبر، ومن هنا بدأت معاناتي…
كل اللي كنت ألعب معاهم واللي بدوا مشوارهم في طريق الإلتزام تركوا الألعاب لأنها شي للأطفال في نظرهم أو لأنهم يستحون احد يشوفهم وهم يلعبون.
كنت انحرج لما اروح المحلات اشتري لي لعبة أو اشتري فلم، خاصةً إذا كان غلاف اللعبة أو الفلم فيه صورة بنت، كانت النظرات تزعجني جدا …يحسسوني اني منافق ولا مُرتد والبعض يعلق والبعض يأشر بيده كأنه يشوف كائن فضائي. بس ما خليت هالشي يبعدني عن عشقي وشغفي للألعاب والأفلام.
كنت ألعب مع اخواني ومستمتع بالوضع….لكن مع الوقت بديت اطفش من الألعاب اللي كنا نلعبها لأنها ما تتغير، وكنت احاول اشطح واشتري ألعاب مختلفة وبدأو حتى اخواني يتركون اللعب معي لأني كرهت ألعابهم اللي ما تتغير أبدا، وغير السخرية من ذوقي في الألعاب وما إلى ذلك.
صرت ألعب لحالي طول الوقت وما عندي احد اناقش معه الألعاب وهذا شي مزعج، وممكن الجيمرز اكثر ناس ممكن يعرفون شعوري. بعدها اضطريت اصادق الزاحفين واللي منهم اشخاص يكرهون شي اسمه شخص ملتزم أو كما هو متعارف مطوّع.
كان البعض يضحك علي إذا دخلت على الخيارات و انقص صوت الموسيقى واللي يقول لي لحيتك ديكور واني امثل دور المطوّع عليهم. بعد كذا بديت فلترة (أصفّي) الجيمرز اللي اعرفهم إلى ان تعرفت على جيمرز زي العسل ما يحكمون علي من شكلي، بالعكس كانوا مبسوطين من وضعي ويشجعوني اني ما اهتم للتجريح والسخرية وكانوا يحشرون اي شخص يحاول يستفزني او يتريق علي…..انا ما أرد على الأشخاص هذولا مش ضعفا او خوف منهم لكني اتصرف بحيث اني ما اشوه صورة الملتزمين وأزيد الطين بلة. في النهاية انا بشر وممكن اغلط.
يزل لساني وانا ألعب-حسبي الله على فيفا- سببت لي إحراجات بشكل ما تتصورونه، لأني في النهاية اعكس صورة عن الملتزمين في كل تصرفاتي وكلامي وردة فعلي.
هذا الشيء اللي ودي ان الناس تعرفه و حتى الملتزمين اللي حرموا نفسهم من هوايتهم عشان كلام الناس. لا تخافون من شي…مارس هوايتك بشكل طبيعي وحافظ على هويتك كملتزم، وكن قدوة لغيرك في هذا المجال.
آسف على الإطالة لكن حبيت اشارككم تجربتي و الظروف اللي مريت فيها في مشواري الجيمري. اتمنى لكم التوفيق والسداد.
وعلى الطاري، الحمدالله انا متزوج وتوفقت ولله الحمد ان زوجتي طلعت تحب الألعاب مثلي وهذا شي شجعني اكثر اني امارس هوايتي بكل اريحية 🙂
أيمن اليغشي
احمد خالد
