أقرأ الجزء السابق من القصة: في الفندق، أخيراً!
صحينا اليوم الثاني وتوجهنا للمعرض، وهذي هي البداية الفعلية للمعرض. دخلنا المعرض ولقينا الطوابير والزحمة ووقفنا معهم. شكلنا وحنا داخلين من البوابة كأننا زومبيز مقتحمين مدينة مسكونة بالأوادم اللذيذين. تمشينا في المعرض وتكرر في ذاكرتي لقطة شفتها في ألمانيا ما نسيتها: جيمرز! جيمرز في كل مكان!
دخلنا ومعنا مواعيدنا مع الشركات، وكل واحد استعد وانطلق للمواعيد حقته. موعدي كان بعدهم بكم ساعة فاستغليتها ورحت أتمشى في المعرض، مرة ألقى لعبة ما نزلت أطقطق فيها وأسجل انطباعاتي عنها بما ان وراي مقالات كثيرة أكتبها.
أول موعد لي كان في كونامي مع مطوّري لعبة PES “لعبتي ولعبة الملايين” وكان معي جميل وقتها. دخلنا وانتظرنا الين جا دورنا ودخلنا. شعور غريب وقتها، جالس وقدّامي الأشخاص اللي صنعوا لعبة ألعبها من التسعينات، من أيام كأس العالم 98 تحديداً. أطالع فيهم وهم يجّهزون الطاولة ويمدّون لنا كروت العمل حقتهم وأنا أطالع فيهم وأسترجع ذكريات السلسلة العظيمة اللي ضاعت في هالجيل، بالاضافة الى ألعاب ثانية من نفس الشركة مثل Silent Hill و Metal Gear Solid وغيرها الكثير.بدأ اللقاء وأنا ذهني لا زال يسبح في الذكريات، ما عندي أي خبرة في اللقاءات، ومن عدم الخبرة في هالمواقف ضاعت الأسئلة. جميل ما يعرف في الكورة شي كثير، وحنا داخلين همس في اذني: أنت اسألهم اوكي؟ أنا مالي في الكورة وانت عارف!
بدأ اللقاء بسؤال ركيك نوعاً ما من واحد من الاعلاميين اللي دخلوا معنا، ما أذكر سؤاله زين لكنه أعطاني فرصة أفكر في سؤال. تم ترجمة السؤال للمطوّر بصعوبة وجاوب عليه. طب عليهم جميل بسؤال ممتاز وهو: أنتم استخدمتوا Fox Engine لأول مرة، كيف كان انطباعكم عنها وايش هي التغييرات اللي بنشوفها على المحرك؟ سؤال ممتاز في مكانه. ما امداهم يخلصون من الاجابة الا وطب عليهم جميل بسؤال ثاني: كيف بتكون تحديثاتكم للعبة؟ وزدت عليه من عندي: هل بتكون تحديثات بعد المباريات مباشرة، ولا بتكون تحديثات يتم تحديد تواريخها من الشركة؟
أخذنا وأعطينا بالأسئلة، وقدرنا نطلع بأجوبة ومعلومات لا بأس بها، سجلنا كل المعلومات معنا وطلعنا.
في معرض كونامي الداخلي، ولا فيه زحمة وبعيد عن الناس، وألقى عارضين ديمو Castlevania: Lords of the Shadow 2 الجديدة. جربتها وسجلت انطباعاتي عنها، خلصت من تجربتي والتفت أدوّر جميل ما لقيته. المشكلة ان مافيه جوال ولا أي وسيلة اتصال بيننا. اضطريت أجلس في مكاني، وأروح لآلة الكوفي حقتهم وأسوّي نفسي “واحد من الشلة” وأسوي لنفسي كوب قهوة وأجلس أشرب وأطالع في الرايح والجاي، هذا يمشي بسرعة ويثبّت شنطته يبي يلحق زملاءه، وهذا جالس يسجل ملاحظاته على المعلومات اللي طلع منها في المقابلة، وهذا فاتح الآيباد -والعياذ بالله- يسجل فيه ملاحظاته بالصوت، الكل مشغول ما يبغى يضيع لحظة في هالمعرض!
مليت من الانتظار، وقررت ألقي نظرة أكبر على معرض كونامي. لقيت ديمو للعبة PES 2014 وقررت أجربها، على ان الديمو يتطلب لاعبين لكني لعبت لحالي. شكلي كان مضحك وأنا أمسك اليد الأولى وأهجم فيها، واذا انتهت حطيتها وأخذت اليد الثانية أهجم بالفريق الثاني، وعلى هالحال البائس. فجأة وأنا أسوي كذا تذكرت ولد عمي المسكين يوم كان صغير، كان يبي يلعب معنا Winning Eleven ولا كنا نسمح له، فصرنا نجيب يد ثالثة ونحط سلكها تحت البلاي ستيشن ون ونقوله “العب يلا يابطل!” ونجلس نلعب حنا ونتبارى انا وأخوه الكبير واذا واحد فينا جاب هدف نلتفت على الصغير المسكين ونقوله: “يافنّان أنت! وش هالأهداف التاريخية!؟” وهو يطالع فينا بعيونه الطفولية ويبتسم لنا ودّه يطير من الفرحة. انتظرت وقت طويل الين ما اتصل علي مشهور وقلت له على اللي صار. وصلني مشهور ولعبنا PES مرة ثانية وسجلنا انطباعاتنا عنها وتكلمنا عنها في البودكاست.
لقينا جميل، ولقيناه طلع بمصادفة كبيرة. في الوقت اللي كنت أجرب فيه ديمو كاسلفينيا، راح لواحد من المكاتب حقة المقابلات وسأل عن كوجيما وقالوا له ان ماله أي مكان في اللقاءات الصحفية لأن كلها محجوزة من زمان، وان كوجيما “حرفياً كل دقيقة محسوبة من وقته”، ولكن انفتح الباب بعدها قدامه، وبدأ الصحفيين يدخلون وبقدرة قادر… دخل معهم! والأعجب من هذا انه هو الوحيد اللي تصوّر معه بعد المقابلة.
غبطت جميل كثير، خصوصاً ان هذي ثاني فرصة تضيع علي مع كوجيما بعد زيارته لدبي. أظن بعض الأشياء تحرص عليها حرص أكثر من اللازم، تضيع منك بشكل غريب.
قضينا باقي اليوم في تجربة أكبر قدر ممكن من الألعاب، وقدرنا نغطّي جزء كبير مش بطّال.
انطلقنا في اليوم الثاني للمعرض ومعنا مواعيدنا، عندنا موعد مع لعبة من ألعابي المفضلة: The Witcher 3: Wild Hunt.
حضرنا اللقاء وكان فعلاً أفضل لقاء حضرناه في المعرض كله من أغلب النواحي. الكراسي كلها حاطين عليها كيس فيه هدايا للحاضرين “swag”، كل شي مهيّء ومنظّم الى أبعد الحدود، حتى اللقاء كان طويل ومدته ٤٥ دقيقة، عكس باقي اللقاءات اللي ما تدوم أكثر من ١٥ دقيقة. استمتعت كثير وأنا أتفرج على شي ما شافوه الناس. كنت أحسب ان اعجابي باللي شفته كان نابع من كوني أحب السلسلة نفسها، لكن بعد ما طلعنا من اللقاء التفتّ علي جميل وعلامات الاعجاب على وجهه وقال: “أوّل شي بأسويه الليلة اني بأشتري الأجزاء الأولى من السلسلة!”ولا كان يحتاج جميل الكثير من الوقت الين ما يكتشف ان في الكيس اللي أهدونا اياه كود مجاني للجزء الأول والثاني للسلسلة. كأنهم فاهمينك ياجميل!
طلعنا من اللقاء ورحنا للقاء ثاني مع Warner Bros وهالمرة مع لعبتهم الجديدة Dying Light اللي ما أعلنوا عنها شي للناس الا عرض سينمائي سريع للعبة. متعة مشاهدة شي ما شافوه الناس لا زالت موجودة على ان الديمو اللي شفته للعبة ما كان جيّد بالشكل المطلوب.
كملنا باقي يومنا بتجربة باقي الألعاب الموجودة بكل حماس، ورجعنا للغرفة وسجلنا انطباعاتنا وكتبنا مقالاتنا وسجلنا فيديواتنا.
ايش صار في اليوم الأخير من رحلتي الى E3؟ انتظرونا في الجزء الأخير من الرحلة بكرة!
اقرا الجزء الأخير من المقالة: اليوم الأخير!