الإكس بوكس ون هو جهاز الألعاب المنزلي الثالث من مايكروسوفت، و لإطلاق الجهاز قصة أثرت سلبا بشكل كبير على مبيعات الجهاز خصوصا بعد النجاح الكبير و الكاسح للجهاز السابق إكس بوكس ٣٦٠. في هذا المقال سأشرح هذه القصة و سأتكلم قليلا عن توقعاتي للجهاز القادم إكس بوكس سكوربيو، أو كما يحب أن يسميه البعض “العقرب”.
الإكسبوكس ٣٦٠ .. إنطلاقة مايكروسوفت الحقيقية
تم إطلاق جهاز الاكس بوكس ٣٦٠ في نوفمبر ٢٠٠٥ و بداية ٢٠٠٦ في بعض الدول. راهنت مايكروسوفت على نجاح هذا الجهاز و بالفعل كسبت الرهان بأن أصبح جهازها سادس أعلى أجهزة الألعاب مبيعا متفوقا على منافسه البلايستيشن٣.
قدم الجهاز ثورة و نقلة نوعية عن أجهزة الجيل الذي سبقه، فمع القفزة الكبيرة في الرسوم و المظهر إلا أنه قدم تجربة حقيقية في عالم ألعاب الأونلاين و التواصل بين اللاعبين بالإضافة إلى إطلاقه متجر ألعاب خاص يقوم فيه اللاعبين بشراء الألعاب و تحميل الديمو مجانا أو باستخدام “نقاط اكس بوكس” التي يتم شرائها من متاجر مختلفة. كان الإكس بوكس ٣٦٠ هو منصة الألعاب لكثير من المطورين، حتى أن نسخ البلايستيشن٣ كانت تظهر بمظهر أقل جودة مقارنة بمنافسه و ذلك يرجع لإختيار المطور و قوة عتاد الإكس بوكس ٣٦٠.
بالإضافة إلى ذلك، كان الاكس بوكس ٣٦٠ يدعم تشغيل مكتبة ألعاب الإكس بوكس الأصلي مما أضاف قيمة رائعة للجهاز. ساهم كذلك سعر الجهاز و توقيت إطلاقه إلى قفزة كبيرة في المبيعات حينها حيث أن الساحة كانت خالية تماما من المنافسين بما فيهم البلايستيشن٣ الذي تم إصداره بعد سنة كاملة و بسعر مرتفع.
كل هذه الأمور و غيرها ساعدت على تثبيت مايكروسوفت نفسها في سوق الألعاب لتصبح جزءا لا يتجزأ منه. استمرت قصة نجاح الإكس بوكس ٣٦٠ الباهرة حتى عام ٢٠١٣، أي ثمان سنوات، حينها أعلنت مايكروسوفت عن جهازها الجديد إكس بوكس ون.
إكسبوكس ون.. النكسة!
بقيادة رئيس الإكس بوكس آنذاك، دون ماتريك (Don Mattrick)، أقامت مايكروسوفت في مايو ٢٠١٣ مؤتمرا للإفصاح عن الجهاز الجديد إكس بوكس ون. تم تطوير الجهاز ليكون منصة الترفيه الأولى في المنزل بدءا من دعم التلفزيون و أبرز القنوات العالمية حتى الألعاب الترفيهية، مع جهاز كينكت مطور و يد تحكم مطورة عن سابقتها.
كان المؤتمر بداية النكسة من مايكروسوفت، حيث أنها ركزت بشكل كبير جدا على الترفيه التلفزيوني و لم تتحدث عن الألعاب إلا بشكل قليل جدا، لكن الكارثة كانت أن الجهاز سيحتوي على نظام يسمى بـ”إدارة الحقوق الرقمية” أو (Digital Rights Management). هذا النظام يسمح للشركات بتقييد المحتوى الترفيهي على الأجهزة، فبالنسبة للإكس بوكس ون، لن تتمكن من بيع ألعابك على أحد لأنها ستكون مرتبطة بحسابك، و لن تتمكن من تشغيل الإكس بوكس ون إذا كان الجهاز غير مدعوم رسميا في بلدك و سيتطلب عليك أن تتصل بالإنترنت كل ٢٤ ساعة لتوثيق ألعابك مع حسابك بالشبكة و إذا لم تتمكن من ذلك فلن تستطيع أن تلعب شيئا !
في المقابل، ستتمكن من إعارة ألعابك لأحد أصدقائك لمدة ٣٠ يوم و ستتمكن من مشاركة الألعاب على نفس الجهاز لعشرة حسابات مختلفة. على أية حال، كانت ردة فعل الجماهير غاضبة جدا من توجه مايكروسوفت نحو هذا التقييد و تركيزها على التلفزيون بدلا من الألعاب.
لم تحسن مايكروسوفت التعامل مع هذا الجمهور الغاضب بل على العكس، خرج مدير الإكس بوكس دون ماتريك في تصريح مستفز جدا حين سأله المذيع إذا كان اللاعب يعيش في منطقة يصعب فيها الحصول على انترنت حيث رد قائلا: “لدينا منتج يسمح لك باللعب دون الحاجة للإنترنت، هذا المنتج اسمه إكس بوكس ٣٦٠” ، كان هذا التصريح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث ازدادت ردة الفعل الغاضبة من الجماهير و تضاعفت الطلبات المسبقة للبلايستيشن٤.
تداركت مايكروسوفت نفسها أخيرا و أعلنت تحت وطأة هذا الضغط الجماهيري أنها تخلت عن سياستها التقييدية و قدم مدير الإكس بوكس دون ماترك استقالته. رغم تراجع مايكروسوفت عن خططها إلا أن الأضرار كانت بليغة جدا و كانت تصب مباشرة لصالح المنافس، بلايستيشن٤.
فترة الهدوء و استعادة الثقة
في وقت ما لاحقا بعد هذه العاصفة التي اجتاحت مايكروسوفت و الإكس بوكس ون، تم تعيين الرئيس الحالي فيل سبينسر لقيادة الإكس بوكس و إصلاح ما يمكن إصلاحه.
تدريجيا، قام فيل سبينسر و فريقه باستعادة ثقة الجمهور بالإكس بوكس حيث قام بجعل جهاز الكنكت اختياري و تخفيض سعر الجهاز حتى وصل حاليا لما يقارب ٨٠٠ ريال سعودي مقارنة ب١٦٠٠ ريال وقت الإطلاق. تم الإعلان كذلك عن الكثير من الألعاب و الحصريات الرائعة على الإكس بوكس ون مثل كوانتم بريك (Quantum Break) و هيلو ٥ (Halo 5) و الكثير غيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، قام فيل سبينسر و فريقه من المهندسين بتطوير واجهة الجهاز و تحسينها عبر تحديثها شهريا و إضافة العديد من المزايا حتى باتت شيئا يجب أخذه بعين الإعتبار عند شراء الجهاز، بالإضافة الى ذلك أعلنت مايكروسوفت في مؤتمر إي ثري ٢٠١٥ عن دعمها لألعاب الإكس بوكس ٣٦٠!
كل هذه الأمور و أكثر أعادت الثقة في الإكس بوكس ون بقيادة فيل سبينسر بعد الكارثة التي كادت أن تطيح بالجهاز حتى قبل صدوره!
الإكس بوكس العقرب
في نهاية مؤتمر إي ثري ٢٠١٦، ألقت مايكروسوفت “قنبلتها النووية” بالإعلان عن الإكس بوكس العقرب، الجهاز الجديد المطور و الذي على حد زعمها سيكون “أقوى جهاز منزلي على الإطلاق”!
الجهاز الجديد سيكون بمثابة إعتذار من مايكروسوفت لكل ما حصل من أخطاء في الجهاز الحالي بدءا من الإطلاق الكارثي و العتاد الأضعف مقارنة بالبلايستيسن ٤.
لا نعرف إلا القليل عن الجهاز الجديد و لذلك علينا الإنتظار حتى نهاية السنة القادمة لصدوره.
رأي شخصي
كشخص يعتبر جهاز الإكس بوكس ٣٦٠ هو أفضل جهاز ألعاب في التاريخ، أرى أن مايكروسوفت كانت على بعد خطوة من إنهاء سوقها بنفسها بسبب الكارثة التي حصلت مع الاكس بوكس ون. رغم إصلاح العديد من الأخطاء و تحسن أوضاع الجهاز و ربما استقراره، إلا أنه مازال بعيدا عن اللحاق بمنافسه البلايستيشن ٤.
كانت المنافسة بين الجهازين ستكون مختلفة تماما و ربما شرسة جدا لو لم تخفق مايكروسوفت في إطلاق الإكس بوكس ون، لكن الآن لديها فرصة ذهبية لتحقيق أحلام اللاعبين مع الإكس بوكس العقرب بعد تصريحها الناري بأنه سيكون أقوى جهاز ألعاب على الإطلاق!
اغلب اللاعبين يريدون جهاز أقوى لسد الفجوة الحاصلة بين الأجهزة المنزلية و أجهزة الحاسوب التي قطعت أشواطا طويلة في تحسين مظهر العديد من الألعاب.
في حال أخفقت مايكروسوفت هذه المرة – و استبعد ذلك تماما- ستكون على الأرجح بداية النهاية للإكس بوكس و خروجه من السوق تدريجيا.
بعد هذا المقال الطويل نوعا ما، اتمنى أعرف عزيزي القارئ رأيك بجهاز الإكس بوكس ون بكل إنصاف و حيادية و عن توقعاتك لجهاز الإكس بوكس سكوربيو.