يفصلنا قرابة الشهر أو أكثر بقليل عن إطلاق أجهزة الجيل التاسع PS5 و Xbox Series X|S وكل منهما يعدان بقفزة بالتقنيات الجديدة لتقديم تجارب لعب أفضل للاعبين، ونرى بأن كلاهما لديه مقومات خاصة ليكونا قصة نجاح لشركتيهما ولك هل فعلا ألعاب الإطلاق ستؤثر كثيراً في التأسيس لهذا النجاح؟
هناك من يقول ما الغاية من شراء جهاز ألعاب جديد إن لم يكن بإمكاننا لعب ألعاب حصرية جديدة وجيدة عليه؟ وهؤلاء يرمون بسهامهم اكسبوكس الذي خسر هيلو كلعبة إطلاق مؤخراً، وتم اعتبار ذلك نقطة ضعف كبيرة أصابت الجهاز وستفيد منافسه كما رأينا بحلقة آراء اللاعبين الخاصة بهذه المسألة. ويرى البعض بأن سوني عكس مايكروسوفت هي ليست بوضع تحتاج فيه لألعاب تبيع جهازها عند الإطلاق لأنها تمتلك قاعدة من اللاعبين لديهم ثقة بأن هذا الجهاز سيحصل حتما على حصريات رائعة تستكمل مسيرة حصريات سلفه. وهؤلاء يقولون حتى بأن الجهاز هو من سيبيع الألعاب وليس العكس، وهذا ما شجع بيثيسدا على إطلاق ألعابها القوية مثل Deathloop حصريا على بلايستيشن 5 عند الإطلاق – قبل أن يتم تأجيلها – وما كانت لتوافق لو لم تكن واثقة أن الجهاز سيتكفل ببيع اللعبة.
لكن هناك من يجادل بالقول بأن أهمية ألعاب الإطلاق بنجاح أي جهاز أو فشله قد تغيرت بالسنوات الماضية. والدليل على ذلك هو العودة للنظر على ألعاب إطلاق جهازي بلايستيشن 4 واكسبوكس ون بالعام 2013 حيث تمكن بلايستيشن 4 من بيع ما يفوق 100 مليون جهاز لكن ألعاب إطلاقه كانت 4 حصريات و18 لعبة مشتركة مع الجيل السابع، وبينها ألعاب أندي مثل Resogun ولعبة Knack التي لم تحظى بالاستقبال الجيد وألعاب مجانية. في حين كانت قائمة إطلاق اكسبوكس ون أكثر إثارة للاهتمام فعلاً فمن منا لم يتحمس للعب Ryse: Son of Rome التي أبدع فيها فريق كريتك لاسيما تقنياً فكانت مبهرة رسومياً، وكذلك كان هناك جزء جديد حصري من Dead Rising ولعبة القتال المثيرة Killer Instinct بالمحصلة الجهاز صدر مع 8 حصريات ويمكننا القول بأنه تفوق بهذه الناحية على منافسه.
لكن ماذا كانت النتيجة؟ بالمحصلة استطاع بلايستيشن 4 أن يهزم منافسه سواء ببداية الإطلاق واستمراراً لنهاية هذا الجيل. طبعاً جزء من أسباب ذلك يكمن بتخبطات مايكروسوفت وقتها واستراتيجيتها الخاطئة. لذا ألعاب الإطلاق لم تسعف مايكروسوفت عندما استهلت الجيل الحالي بسلسلة من الأخطاء مثل الحاجة الدائمة للاتصال بالنت وسعر الجهاز المرتفع أو عدم السماح بالألعاب المستعملة. كلها أخطاء استفادت منها سوني وجعلت إطلاق جهازها أنجح رغم افتقاره لعناوين إطلاق مثيرة للحماس بذلك الوقت.
الوضع اليوم اختلف حتماً عما كان عليه في 2013 فمايكروسوفت خطت خطوات جبارة لا يمكن نكرانها وتقربت أكثر من اللاعبين عبر سياسة تسويقية مختلفة وأعطتهم الخيارات الواسعة للانضمام لمنظومة اكسبوكس واللعب بأوفر ما يمكن عبر اكسبوكس سيريس اس أو الجيم باس وجاء استحواذها على بيثيسدا مؤخراً ليكون الخبر الصاعق الذي جعل اللاعبون يغفرون لها كما أظن عدم وجود حصريات طرف أول عند إطلاق اكسبوكس لأنها تعدهم بأن المستقبل سيكون حافل بالألعاب التي ستتوفر باليوم الأول على خدمتها مع ألعاب EA أيضاً. المسألة هي فقط مسألة وقت والقادم أعظم. ولا ننسى امتلاكها جهاز قوي بالمواصفات التقنية ويعد بأفضل أداء. بالمقابل لا يجب إغفال قوة سوني وامتلاكها شعبية كاسحة وخبرة أكبر بمجال الألعاب بحكم أسبقيتها ولديها جمهور وفي لها ويثق ثقة كبيرة وربما عمياء بجودة الحصريات التي ستقدمها لهم دون أن تكلف نفسها عناء التسويق لذلك.
نحن كنا قد استعرضنا بمقال مفصل ألعاب إطلاق كل من بلايستيشن 5 واكسبوكس سيريس اكس| اس والآن نود أن نطرح عليكم بحلقة آراء اللاعبين هذه سؤالاً إن كنتم ما زلتم تعتقدون بأن هذه الألعاب سيكون لها بالفعل أهمية تحدد الجهاز الذي سيحظى بأفضل إطلاق بموسم الأعياد أم أن الأمور تغيرت فعلاً والآن باتت عوامل أخرى كالأداء والمواصفات أو الخدمات لها الكلمة العليا.
خلاصة الآراء
مع انتهاء التصويت أجمع أغلب المتابعين على أن الشعبية والولاء يأتيان بالمقام الأول كأبرز عامل يساعد بنجاح الأجهزة، وهذا الخيار نال أصوات ٣٨٫٧٪ أما ألعاب الإطلاق فجاءت بالمركز الثاني مع ٣٢٫٣٪. في حين رأى ١٧٪ بأن الخدمات هي المهمة. و١٢٫١٪ اختاروا الأداء والمواضفات.