عوالم الألعاب جميلة جداً وخصوصاً عندما يكون بجانبك شخص ما في اللعبة. وجود شخص ما بجانبك في اللعبة كفيل بتخفيف توترك وخوفك والمساهمة في التقدم في اللعبة وجعل الأماكن أقل وحدانية. ولا يشترط بأن تكون الشخصية المساعدة عن طريق طور الأونلاين أو أن أحد الأصدقاء يمد يد العون عن طريق يد التحكم الأخرى للمساعدة في المغامرة. من ذكريات الجيل القديم من الألعاب بأنه كان يوفر أجواء تشعرك بالوحدة والعزلة و وجود شخصيات تمشي معك وتقوم بمساعدتك كان أمر نادر. وتميز الجيل الحالي من الألعاب بطفرة الذكاء الصناعي، شخصيات تتحدث معك وتمشي معك لدرجة أنها سوف تغنيك عن ألعاب الأونلاين، هذا الشعور حصل معي في لعبة فول آوت نيو فيجاس Fallout New Vegas ولعبة فاينل فانتسي 15 (Final Fantasy 15).
- من رأيي الشخصي – هناك ثلاث مراحل لتطور الذكاء الاصطناعي وتفاعل الشخصيات وسأقوم بذكر بعض المقتطفات من الجيل القديم إلى الجيل الحالي.
المرحلة الأولى: عوالم تشعُر معها بالعزلة والانقطاع.
مع ألعاب جيل البلاي ستيشن 1، كان التطور غير كافي بأن يمنحك شخصية تمشي معك وتساعدك. ومع أول ذكريات هذا الجيل مع رزدنت إيفل 1 (Resident Evil 1).
في بداية اللعبة واستكشاف غموض قصر سبنسر (spencer mansion)، باري (Barry) يطلب من جيل ( Jill) بأنها يجب أن تستكشف ماذا يوجد في باقي الغرف ومن بعد فجعة الزومبي الأول والتدخل “المتأخر” من باري. بعدها يتفق الاثنان على أن يستكشفون القصر كل شخص يذهب لوحده.
كانت سلسلة ألعاب رزدنت إيفل على جيل البلاي ستيشن 1 لا تقدم أي نوع من الشخصيات المساعدة والتي تتفاعل معك. وكان الذي يميزها بأنك تحس بالعزلة ولا يوجد أي شخصية تقدر أن تساعدك وأنت تغامر، ويعتبر هذا العنصر هو الأساسي لألعاب الرعب. في رزدنت إيفل 2 (Resident Evil 2) في مكان متقدم من اللعبة سوف ترافق شيري (Sherry) قبل أن تعود الشخصيات وتنفصل مره ثانية عن بعض، بفترة قصيرة .
الشخصية المرافقة لم تكن تقدم أي نوع من المساعدة وكانت تعتمد على الشخصية الرئيسية، ولهذا وجودها بهذه الفترة القصيرة نسبياً لم يعطي الشعور الكافي من الأمان.
توم رايدر 2 (Tomb Raider 2)، في طور القصة كانت لارا (Lara) تستكشف الغابات والكهوف والأماكن الأثرية لوحدها. لم تكن هناك أي شخصية مساعدة لها في مغامرتها، ولكن في طور استكشاف منزلها، كان هناك الخادم. وكان فقط يتبعها من مكان لآخر من دون أي خيارات أخرى. الإمكانية المحدودة لشخصيته لم تكن تعطي أي نوع من الإضافة للبيئة مع الإمكانية المحدودة للبلاي ستيشن 1. كنت دائماً أقوم بحبسه داخل الثلاجة لكي لا يقوم باللحاق بي مرة أخرى !.
في سايلنت هيل 2 (Silent Hill 2)، من بعد اللقاء مع ماريا (Maria)، سوف تمشي معك فترة. في أول ساعات اللعبة ستجد نفسك وحيداً وتائهاً في عالم اللعبة وبعد فترة سيكون هناك أحد يرافقك. يُعاد الموضوع مره أخرى، الشخصية المرافقة لا تقدم أية مساعدة وهي أساساً معتمدة عليك كلياً. لهذا سوف تلاحظ بأنها لا تتدخل عندما تقاتل الوحوش بالشارع ومره أخرى، بعد فترة قصيرة ستتركك لتعود وتغامر وحيداً.
ولا أنسى تحف جيل البلاي ستيشن 2 (PlayStation 2)، Hلعاب أبدعت في تقديم شخصيات مرافقة في مغامرة تحسسك بعزلة الأماكن وبُعدها.
البيئة الغريبة في ايكو (ICO) وعزلة العالم ورغم الشخصية المرافقة (الفتاة) إلا أن الأماكن تبدو منعزلة رغم وجود شخصية مرافقة. شخصية يوردا (Yorda) تتسم بالهدوء والسلام ورغم وجودها الدائم إلا أن العالم يبدو أكثر عزلة.
التحفة الأخرى شادو اوف ذا كلوسس (Shadow of the Colossus)، ولكن هذه المرة ليست شخصية إنسان ترافق البطل في مغامرة الجزيرة المحرمة المعزولة. إنه الحصان اقرو (agro). وجوده برفقة بطل اللعبة ومساعدته الضرورية للوصول إلى وجهاته الرئيسية في الجزيرة كان لها الفضل الأكبر لإنهاء اللعبة.
المرحلة الثانية: عوالم أصبحت أقل عزلة وإنقطاع
مع التطور التقني للألعاب والتحسن الملحوظ في الذكاء الصناعي والمقدرة على دفع الإمكانيات التي لم تكن متوفرة بالأجيال السابقة. أول ذكرياتي بأن هناك شخص يمشي معي ويكلمني ويدلني على الطريق، كانت في لعبة سايلنت هيل هوم كومينق (silent hill homecoming). لأول مرة أحس بشعور الأمان وبأنني غير متوتر ونسيت – بشكل مؤقت – بأن العالم مظلم وبه وحوش مرعبة.
ومن الذكريات الأخرى بأن الألعاب أصبحت أكثر انفتاح ومشاركة، كانت في لعبة رزدنت ايفل 5 (Resident Evil 5)، لم أتوقع بأن تكون هناك شخصية مساعدة لترافقني طول اللعبة. كان شعوراً غريباً بأن الشخصية تقدم لي المساعدة كالعلاج والقتال. نسيت تماماً الشعور بالرعب والوحدة وأحسست بأن البيئة مفتوحة ولا يوجد أي مجال للعزلة وانني لست وحيداً في عالم اللعبة.
في كول اوف ديوتي 4 (Call of duty 4)، المهمة التي لن أنساها بسبب أنها قدمت تفاعل جميل بين الشخصيات. مهمة السنايبر في المراحل المتقدمة من طور قصة كود 4. الشخصية المساعدة ماكميلان (MacMillan)، طريقة تقديمه للأوامر وتحركاته وكلامه سوف يعطيك الانطباع والشعور بأن شخص متمرس برفقتك وسيقوم بمساندتك. ستلاحظ طريقة تحريكه ليده ليعطيك إشارة لتتوقف عن الحركة وسيعطيك إحداثيات لتبدأ القنص وعند التصويب في مكان خطأ، سيتحدث ويخبرك بأنك قمت بالتصويب في الجهة الخاطئة غير التي أخبرك به، أعجبني وصفه للأشياء! المرحلة من أفضل مراحل التعاون لأنها قدمت شخصية انت تحتاجها وليس هي من تحتاج لك، ومن خلالها ستشعر بأن البيئة لا يوجد بها أي انقطاع نظراً بأن هناك شخص خبير برفقتك ويقوم بالتخطيط لكل حركة يجب القيام بها كفريق يتكون من اثنين.
المرحلة الثالثة: عوالم مليئة بالحياة
الجيل الحالي يعتبر الوقت الذهبي لتطور الذكاء الصناعي والفارق الملحوظ بين الأجيال السابقة والحالي في تقديم بيئة مليئة بالحياة والشخصيات المرافقة. في هذا الجيل أبهرني التطور خصوصاً في ألعاب العوالم المفتوحة. قضيت المئات من الساعات برفقة شخصيات والتقيت بشخصيات تتفاعل معي وتعلمني مهارات احتاجها لشخصيتي.
فول آوت 4 (4 Fallout) وجميع أجزاءها والأجزاء التي صدرت على الجيل القديم فول آوت 3 (Fallout 3)، فول آوت نيو فيجاس (Fallout new Vegas). كانت الشخصيات المرافقة تتفاعل عن طريق الكلام والتعليقات وحتى التصرفات، وكان بالإمكان مشاركة الأدوات والملابس التي نجمعها مع الشخصية المرافقة ونشاركها سلاح معين. تعجبني تعليقاتهم عندما ندخل مبنى باحثين عن المؤن وحتى وقت تبادل إطلاق النار مع الأعداء، هناك تعليقات قد تكون فكاهية أو عدائية وحتى تعليقات تخبرنا بالتفكير عند القيام بمهاجمة أحد ما.
هناك شخصية في جزء نيو فيجاس (New Vegas)، رافقتني وكان التفاعل يعطيك شعور بوجود شخص يغنيك عن طور الأونلاين. من الأشياء المثيرة بأن الشخصية المرافقة كانت تقترح بأنها سمعت بأن هناك قوافل مهجورة توجد فيها مؤونة وذخيرة وستقدم لنا العون والمساعدة للعثور عليها. أيضاً تتغير خيارات الحوار عند العودة للحديث معها لتفتح مواضيع أخرى متعلقة بالأماكن القريبة وقصص الجماعات والإشاعات واستمتعت جداً في هذه الحوارات وخصصت الوقت لكي استمع لنقاشاتها والاستماع لقصصها.
ولا أنسى العاب بيثيسدا (Bethesda) الأخرى اوبليفيون (Oblivion) وسكايرم (Skyrim)، قدمت بيئات مليئة بالتفاعل والحياة. ولا أنسى أول شعور بأن كل شخصية في العابهم لها وقت معين لكي نقابلها ونكلمها ونتعلم منها بعض المهارات وتذهب لبيتها للنوم فيها عند حلول الليل. انبهرت عندما علمت لأول مرة بأنه عندما يكون الطقس غير مستقر، كهطول المطر الغزير، بعض الشخصيات تبقى في منزلها ولا تذهب للعمل إذا كان عملها خارجاً. ومن روائع سكايرم، قلادة الزواج واختيار شريك المغامرة والبيت.
الحوارات التي تدور في المخيم والسيارة وأيضاً وقت المعارك جميلة جداً ويعطيك شعور بتواصلك مع الشخصيات وفهمها. عالم اللعبة والبيئة وفرت بيئة تعطي الإحساس الرائع بأنها عالم حي غير منعزل.
ما هي ألعابكم التي تغنيكم بعوالمها عن طور الأونلاين وتعطيكم الإحساس بأنها أفضل من ألعاب الأونلاين؟