ارسل لي الاخ عماد (احد متابعين الموقع) على تويتر أمس يطلب رأيي عن خبر في سبق. الخبر باختصار عن فريق جامعي انشأ “تصنيف اسلامي” للالعاب الالكترونية.
الفكرة نفسها (اذا ما دخلنا في التفاصيل) فكرة جميلة، وممكن نستفيد من تصنيف خاص فينا عشان يعطي المستهلكين فكرة عن ملائمة محتوى اللعبة لنا ولديننا وثقافتنا.
بس أول مشكلة في هذا التصنيف تتضح لك من يوم ما تبدا تقرا الخبر. تحس من كلام رئيس الفريق – الدكتور عبدالله الهدلق – ان آخر مره مسك فيها يد تحكم هي من ايام الاتاري، خاصة اذا قريت جملة زي ” كما أن الألعاب الإلكترونية لم تعد حكراً على الصغار، بل صارت هوس الكثير من الشباب وتعدّى ذلك للكبار! “، بالله عليك؟؟
وطبعاً مستحيل يطلع فاهم اذا ما تكلم عن كيف ان الالعاب تدفع الناس الى العنف. لا لا لحظة مو بس العنف، هنا فيه شي جديد، يقول “وارتبطت الألعاب الإلكترونية خلال ثلاثة عقودٍ ونصف بارتفاع مستوى العنف وزيادة في معدل جرائم القتل والاغتصاب” .. شدعوى اغتصاب مره وحده؟ يعني يبدو ان اللي شغالين على التصنيف هدفهم “تحذير المجتمع من مخاطر الالعاب” او شي زي كذا، ماهو تصنيف الالعاب فعلياً.
عموما ما علينا ما ابي اطوّل بهالنقطة .. لكن هذا فيديو بسيط (انجليزي) يشرح فيه متخصص في علم النفس انه مستحيل الالعاب العنيفة (او الافلام) تحوّل شخص عاقل ومسؤول الى شخص عنيف.
عودة للتصنيف، لو زرت موقع المشروع والقيت نظره على صفحة التصنيفات ، بتلقاها كالتالي:
- مفاسد دينية: يشير إلى وجود نصوص أو أصوات أو حوارات أو صور أو رموز أو مشاهد أو روابط تشتمل على مفاسد دينية.
- مفاسد نفسية/حياتية (عنف ورعب): يشير إلى وجود مشاهد تشتمل على مفاسد نفسية/حياتية تتسم بالرعب أو العنف أو كلاهما.
- مفاسد عقلية: يشير إلى وجود مشاهد يتم فيها الحديث عن أو عرض صور للدخان أو الشيشة أو الخمور أو المخدرات أو تعاطيها. كما قد يشير إلى إحتواء اللعبة على حوارات أو مشاهد فيها نشر وترويج للأفكار الهدامة.
- مفاسد عرض وشرف: يشير إلى وجود مشاهد تشتمل على عري، أو ممارسات جنسية، أو شذوذ جنسي، أو علاقات عاطفية أو غرامية خارج إطار الزوجية. كما قد يشير إلى إحتواء اللعبة على بعض الألفاظ أو الحوارت أو التصرفات المخالفة لأخلاقيات المجتمعات الإسلامية.
- مفاسد مالية: يشير إلى وجود مشاهد يتم فيها إجراء معاملات مالية محرمة أو محاكاتها.
- اللعبة يمكن ممارستها على الانترنت: يشير إلى أن محتوى اللعبة قد يتغير نتيجة لقيام بعض اللاعبين بإضافة محتوى إلى المحتوى الاصلي للعبة الإلكترونية أثناء ممارستها على الإنترنت.
وهنا تتضح المشكلة الثانية: كلها مفاسد! وبكذا بتطلع اغلب الالعاب “فاسدة” لانها بتحتوي على الاقل على “مفسدة” وحدة. وحتى المفاسد الموضّحة ما تفيد كثير لانها مبهمة. يقولون في صفحة شرح التصنيفات ان الالعاب اللي فيها سحر تعتبر فيها مفسدة دينية، لكن يعني هذا اننا نعتبر العاب الاطفال اللي فيها سحرة فيها مفاسد دينية؟ هل الرعب والعنف يعتبرون مفسدة اذا اللعبة مخصصة للكبار اصلاً؟ وليش موضوع الاجراءات المالية المحرمة يعتبر “مفسدة” اذا هو عباره عن مشهد؟ تراها لعبة ماهي بنك.
برأيي ان التصنيف الأوروبي الموجود على الالعاب حالياً (اللي مشروح في موقعهم بالمناسبة) أفضل بمراحل بسبب حياديته ووصفه للمحتوى بدون ما يعطي رأيه فيه، لانه فيه النهايه الشي اللي يعتبر “مفسدة” بالنسبة لك ممكن يعتبر شي عادي بالنسبة لي.
اذا بنسوي تصنيفات خاصة فينا للالعاب تكون متحيزة بهالشكل “ضد” الالعاب فما اعتقد انها بتخدم احد غير الناس اللي يكرهون الالعاب جهلاً فيها. نحتاج ناس فاهمين بالالعاب ويحبونها ويسوون لها تصنيفات عشان يساعدون المستهلكين يعرفون أكثر عنها ويتخذون قرارات شرائية أفضل، مو عشان يكرهون الناس فيها.
بس وش رايك انت في الموضوع؟ هل تشوف اننا نحتاج الى تصنيف اسلامي للالعاب أصلاً؟ ووش رايك في التصنيفات الحالية؟ شاركنا برأيك في التعليقات.