مؤخراً حصلنا على أول نظرة للعبة Indiana Jones and the Great Circle من Xbox حيث تبشر اللعبة بمغامرة ملحمية لا تنسى للتعرف على أبرز الحضارات القديمة، بما في ذلك الحضارة المصرية. تدور أحداثها بين Raiders of the Lost Ark و The Last Crusade وستسمح لنا بزيارة مواقع مختلفة بما في ذلك مصر وجبال الهيمالايا حيث يستكشف البطل الشهير المواقع القديمة لكشف قلب اللغز.
ولكن ما الذي يعنيه اسم اللعبة الكامل أي Indiana Jones and the Great Circle؟ فريق MachineGames أوضح بأن قصة إنديانا جونز ستتمحور حول فرضية أو نظرية من العالم الحقيقي تدعي أن المواقع القديمة حول العالم قد تم بناؤها عمدًا بشكل متوازي، لتشكل ما يسمى بالدائرة الكبرى.
في حديثه في مقابلة مع Lucasfilm، شارك مخرج اللعبة Jerk Gustafsson كيف ألهمت تلك النظرية غير التقليدية للدائرة الكبرى التي تربط المواقع القديمة صناع اللعبة بصياغة حبكتها.
قال جوستافسون:
“الدائرة الكبرى هي أي دائرة تقسم الكرة إلى نصفين”. “بالنسبة لكوكب الأرض فإن الكثيرون قد يقولون بأن تلك الدائرة هي خط الاستواء الأكثر شهرة على الأرض. لكنها يمكن أن توجد من أي نقطة حقًا، وتُستخدم بكثافة في الطيران عند التخطيط لمسارك.
“اتضح أن هناك دائرة عظيمة حقيقية وغامضة للغاية وهي ليست خط الاستواء، ولكنها دائرة تربط العديد من المواقع التاريخية الكبرى في التاريخ مثل الجيزة و Easter Island و Sukhothai و Nazca وغيرها الكثير. لقد ظلت علاقتهما لغزًا، وهذا يوفر المغامرة المثالية للعبتنا”.
عملت شركة MachineGames على فكرة القصة تلك مع تود هوارد من Bethesda، الذي فكر لسنوات في كيفية تطوير لعبة قائمة على القصة مستوحاة من تلك النظرية غير التقليدية.
إذاً ما هي نظرية الدائرة الكبرى أو Great Circle؟
تشير نظرية الدائرة الكبرى، التي طرحها جيم أليسون ونشرت على الإنترنت في عام 1995، إلى أن العديد من الهياكل القديمة أو الآثار حول العالم تتصل عبر دائرة كبيرة غير منقطعة. بعض المواقع القديمة لا تتماشى تمامًا مع ذلك الخط الوهمي المقترح، ولكن إدراجها له ما يبرره لأنها لا تبتعد إلا بدرجة واحدة أو أقل.
تشمل المواقع القديمة التي يُقال إنها تتماشى مع خطوط الدائرة العظيمة جزيرة إيستر، ونازكا، وأولانتايتامبو، والجيزة. تشمل المواقع التي تقع بعيدًا عن الخط البتراء، وبيرسيوبوليس، وأولانتايتامبو، وماتشو بيتشو، وأوراكل آمون (عمون) في واحة سيوة، وموهينجو دارو، وأور، وأنغكور وات، وغيرها. لا تشمل هذه الدائرة المساحات الأرضية المستكشفة فحسب، بل تشمل أيضًا مناطق مجهولة وأعماقًا مغمورة حيث من المحتمل أن تكون المواقع القديمة موجودة. وتشمل الدوائر الكبرى الأخرى خط الاستواء وخطوط الطول التي تعبر القطبين الشمالي والجنوبي.
تم طرح فكرة قيام المجتمعات القديمة عمدًا ببناء مواقع مقدسة في شكل متوازي يجمع بينها دوائر لأول مرة في عام 1846، وقد ضربت الفكرة على وتر حساس لدى الكثيرين في أوائل القرن العشرين. أدت هذه النظرية إلى قيام بعض المؤيدين بتمييز الخطوط التي تربط بين المعالم الأثرية الغامضة لتشكيل ما يعرف باسم خطوط لاي.
وخطوط لاي هي خطوط وهمية يعتقد العلماء أن الأماكن المقدسة ومناطق الحضارات التاريخية كلها موجودة على استقامتها. ففي سنة 1921 استطاع أحد المؤرخين (ألفرد واتكينز) أن يلاحظ أن كل العلامات الأرضية القديمة موجودة في نمط متناسق وفي خطوط مستقيمة. ورغم أن العلماء لم يهتموا في البداية بملاحظات الفرد واتكينز إلا أنهم قد عثروا بالفعل على العديد من الدلائل على صحة كلامه. ويعتقد الباحثون أن خطوط اللاي في الواقع هي خطوط ملاحية.
في الوقت الحالي، لم يتم الاعتراف بصحة نظرية الدائرة الكبرى وخطوط لاي بل تم تصنيفهما على أنهما علم آثار زائف أو علم زائف من قبل العديد من المؤرخين وعلماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا. كما أن أولئك الذين يبحثون أو يفترضون صحة مثل تلك النظريات القديمة غالبًا ما يواجهون السخرية والتهديد الحقيقي بالنبذ المهني.
ومع ذلك، فإن رسم الخطوط على الخريطة أو الدوائر حول العالم قد يربط بين المواقع التاريخية البعيدة بشكل مغر، ومثل هذه الأنماط لا تؤدي إلا إلى تأجيج التخمينات، وستظل مجرد مصادفات حتى تدعمها أدلة دامغة.
ومع ذلك، فإن فكرة قيام أسلافنا بتنسيق بناء المعالم الأثرية عبر القارات وربطها ببعض عبر دوائر حول العالم تجمع بين المواقع التاريخية البعيدة هي فكرة مثيرة للاهتمام ومغرية بحق لاستكشافها في لعبة فيديو.
تم الكشف أخيرًا عن Indiana Jones and the Great Circle في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال Xbox Developer Direct ومن المقرر إصدارها في وقت لاحق من هذا العام على Game Pass والحاسب الشخصي وXbox Series X/S. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن لعبة Indiana Jones and the Great Circle ستدعم اللغة العربية.