لعبة Cyberpunk 2077 قدمت دون شك عالم مفتوح نابض بالحياة بشكل كبير يعج بالناس وأضوية النيون الساطع في مدينة نايت سيتي ولكن هذا لم يكن دون مقابل فاللعبة متطلبة تقنيا لدرجة أن بطاقة مثل RTX 3080 كانت عاجزة ببداية إطلاق اللعبة على تقديم أداء بأعلى الإعدادات فما قدمته هو أداء بإعداد high دون تتبع ضوء بدقة 1440p وسرعة بين 45-80 إطار. لكن المصيبة كانت على أجهزة بلايستيشن 4 واكسبوكس ون فالأداء كان مأساوي واللعبة غير قابلة للعب.
فالعيوب هنا لا تقتصر على هبوط الإطارات إلى 15 أو 16 إطار والدقة إلى 720p بل تمتد لتشمل غياب التفاصيل وضبابية كبيرة ووجوه الشخصيات تبدو ممسوحة بشكل غريب ناهيك عن الجليتشات. نعتقد بأن ما حدث قد يكون بسبب تطوير الاستوديو للعبة للحاسب بشكل أساسي دون أن يضع بعين الاعتبار محدودية عتاد الجيل الماضي الذي أصلا أعلن اللعبة عليها وسوق لها بنسخ الكونسول. بعد ذلك قام بتقليل الإعدادات لتتلائم مع عتاد تلك الأجهزة فتخلى عن الكثير من الميزات الرسومية بها وقلل من كثافة العالم وعدد الشخصيات به كتضحيات لجعل اللعبة تعمل عليها وهنا تفاجئ بأن ذلك نجم عنه نسخة غير قابلة للعب وأقل رسومياً من ألعاب عالم مفتوح أخرى شغلتها أجهزة الجيل الثامن بشكل مثير ورائع.
عادة المطورون يقومون بعكس ما قام به CD Projekt RED حيث يستهدفون الأجهزة المنزلية أولاً ويضعون بعين الاعتبار قدراتها منذ بداية التطوير وبعدها يعملون على توليف الأداء للحاسب كونه الأكثر تعقيداً مع وجود أنواع مختلفة من البطاقات هناك. عموماً هذا الأداء المتردي على أجهزة الجيل الماضي دفع الكثير من اللاعبين للغضب من الفريق وقصف تقييمات اللعبة.
طبعاً نحن ننصح اللاعبين ملاك أجهزة الجيل الماضي عدم لعب اللعبة عليها وانتظار نسخ الجيل القادم في 2021 أو لعبها على الحاسب إن كانوا يملكون واحد بعتاد قادر على تشغيلها. ولكن لمن اشترى اللعبة بنسخ تلك الأجهزة فلديه خيار إرجاعها لاسيما بعد سماح سوني بذلك. أما من أراد الاستمرار باللعب فهناك بعض النصائح التي تم ذكرها قد تساعد بتحسين جودة الصورة بعض الشيء وهذا عبر التلاعب بإعدادات اللعبة.
فإحدى أسباب هذه المشاكل هو استخدام المطور لخاصية chromatic aberration وهي فلتر مخصص لمحاكاة التأثير الذي قد تتركه عدسات الكاميرا في العالم الواقعي ويمكن تعريفه بأنه تشويه في الصورة بسبب تركيز الضوء في نقاط مختلفة، مما يؤدي لظهور الجسم المرئي محاطًا بحزم ملونة. ومع إقحام هذه الميزة وبوجود الدقة المنخفضة فهذا ينجم عنه مظهر ضبابي بنسخ الجيل الماضي.
لذا مع إطفاء هذه الميزة سنحصل على تحسن بالمظهر وجودة الصورة لكن هذا لن يرفع الدقة طبعاً إلا أنه قد يقلل من الضبابية الموجودة في هذه النسخة. كذلك هناك من ينصح بإلغاء ميزة film grain التي تعطي نوعاً ما مظهر سينمائي. لإلغاء هذه المزايا عليك التوجه إلى قائمة الإعدادات واختيار الرسوميات Graphics ومن هناك ستجد خيارات رسومية عدة وقم بإلغاء ميزات Film Grain و Chromatic Aberration وهناك من قال بأنه عندما ألغى أيضاً depth of field و motion blur حصل على نتيجة أفضل وغباش أقل بالمشاهد.
من ناحية أخرى تبين بأن هناك مشكلة في ميزة HDR باللعبة حيث يوجد خطأ قد يجعل الميزة تؤثر على مظهر الصورة وضبابيتها أو تعطي صورة التباين فيها عالي فوق الطبيعي. والأفضل إلغائها أو التعديل بإعداداتها حتى إن كنت تملك تلفاز يدعمها. بالنسبة للإلغاء عليك القيام بذلك من إعدادات الجهاز نفسه وليس اللعبة. أما إن أردت التعديل في إعداداتها عبر التوجه إلى قائمة الرسوم في اللعبة واختيار HDR settings من ثم ضبط الإعدادات التي تناسب تلفازك وحتى ترى بأنك حصلت على صورة أفضل.
هوس اللاعبين بهذه اللعبة ورغبتهم بتجربتها دون انتظار جعلهم لا يوفرون وسيلة لتحسين أدائها إلا ويجربونها فهناك طريقة انتشرت أيضا عبر الانترنت لقيام بعض اللاعبين بخدعة بسيطة تحسن سرعة الإطارات بأجهزة الجيل السابق بنسبة 10% وهي عبر قيامهم بإطلاق النار في المناطق المزدحمة بالسكان في المدينة وهذا سيجعل الـ NPCs يفرون من المكان مما يسرع الأداء.
عادة ملاك الأجهزة المنزلية لا يكترثون كثيرا لضبط إعدادات الرسوم بالألعاب لكن مع هذه اللعبة فالأمر يستحق التجربة وفعل ذلك أمر ضروري. طبعاً هذه ليست حلول مثالية ولكنها قد تحل قليلاً من مشكلة المظهر الضبابي بانتظار أن نشهد ما الذي ستسفر عنه جهود المطور عبر إطلاقه التحديثات لإصلاح مشاكل اللعبة بحسب وعود الفريق بالرسالة التي اعتذر فيها من اللاعبين بعيد انتشار #Cyberbug2077.