سنتكلم اليوم عن سلسلة الأكشن والمغامرات العظيمة The Witcher التي طورها أستوديو CD Projekt Red العملاق، ومراحل تطورها عبر السنين، من ناحية الرسوم أو آليات أسلوب اللعب أو السرد، حيث قدَّم كل جزءٍ منها شيئًا مختلفًا وأفضل بكثير عن سابقه وصولًا لليوم، وحتى أنَّ Netflix قام بعرض مسلسلٍ خاصٍ بالسلسلة، مع بقاء جيرالت بطل السلسلة ومحبوب الجماهير في كل مكان.
ومن الصحيح أنَّ العديد من ألعاب Sony الأخيرة مثل Spider Man، قامت باستخدام الكثير من العناصر نفسها الموجودة في الأجزاء السابقة منها، لكن الأجزاء الثلاثة من سلسلة The Witcher قدمت شيئًا مختلفًا عن بعضها وأفضل في كل مرة، جعلها تختلف وتبتعد للغاية عن بعضها في العديد من النواحي، وأصبحت من أفضل ألعاب الأربيجي أكشن في كل مكان. وإن هناك العديد من العناصر المثيرة التي يمكن للعبة ذا ويتشر الجديدة استعارته من ذا ويتشر 3.
وبعد أن حدثناكم في المقال السابق عن “ما الذي يمكن للعبة The Witcher الجديدة استعارته من The Witcher 3؟“، في هذا المقال أحببنا أن نسلط الضوء ضمن سلسلة فقرة ثقافة الألعاب على مراحل تطور سلسلة ذا ويتشر من الجزء الأول إلى الثالث.
تنبيه: هذا المقال يتضمن حرقًا لأحداث اللعبة لذلك وجب التنبيه فاقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
الرسوم في The Witcher ومراحل تطورها عبر السنوات
إن العودة للجزء الأول القديم من السلسلة الذي صدر في 2007 شيءٌ مروع للكثير من عشاقها، حيث أن كل شيءٍ متعلقٍ به قد أكل الدهر عليه وشرب، بدءاً من رسوم اللعبة وصولًا إلى تصميم بطل اللعبة جيرالت ووجهه، الذي يبدو مختلفًا في اللعبة عن الغلاف، وعلى الرغم من أن اللعبة حصلت على إصدارٍ ثانٍ تحت اسم Enhanced Edition، الذي حسن من مرئياتها ورسومها بعض الشيء، إلاَّ أنها قد عمَّرت كثيرًا وابتعدت عن نموذج الرسوم القوية المألوفة في عصرنا هذا، وفي الواقع كان الجزء الثاني من السلسلة هو بداية ازدهارها من ناحية الرسوم والمرئيات.
The Witcher 2 Assassin of Kings و The Witcher 3 Wild Hunt يملكان أنماط فنية ورسومات أكثر قابلية للمقارنة من الجزء الأول دون شك، مع الاهتمام بتصميم الشخصيات الرئيسية مثل شخصية جيرالت وتريس في الجزء الثاني، الذين اذا نظرنا إليهم اليوم بعد مرور ما يقارب 10 سنوات على صدور اللعبة نجدهم رائعين من ناحية الرسم والتصميم، وكذلك فيزيائيات اللعبة، ورسوم العالم والمرئيات تعتبر تطورًا كبيرًا عن الجزء الأول من اللعبة، بينما قام الجزء الثالث بأخذ هذه التطورات والتحسينات وقفز بها للأمام حيث أصبحت اللعبة أفضل بمراحل عن سابقتها، التي بنيت على أساساتها.
وعند النظر إلى التحسينات المرئية والرسومية في The Witcher 3 Wild Hunt بالمقارنة مع الجزء الثاني، يمكنك ملاحظتها في تصميم عالم اللعبة المفتوح، حيث أن رسوم الجزء الثاني كانت مذهلة، لكنها افتقرت إلى تنوع الرسوم والتصميم في العالم المفتوح، الذي اقتصر في الجزء الثاني على بعض أجزاء العالم المرتبطة بالقصة، مما قلل الاستكشاف ومشاهدة الكثير من التفاصيل المختلفة التي يمكنك إيجادها في عالم السلسلة، من ناحية أخرى، عالم The Witcher 3 ضخم ومتنوع بصريًا، بل يعتبر تجسيدًا لبلدات ومدن العصور الوسطى التي قدمها بطريقةٍ متميزة لم تحققها سوى بضعة ألعابٍ قليلة من نمط الأربي جي نفسه.
آليات أسلوب اللعب في The Witcher ومراحل تطورها عبر السنوات
كما الحال فيما يخص الرسوم والمرئيات، الجزء الثاني والثالث يملكان العديد من نقاط التشابه بالمقارنة مع الجزء الأول، حيث أن القتال في الجزء الأول أشبه بلعبةٍ إيقاعية، التي تستلزم اللاعبين الضغط على المفاتيح في الوقت المناسب لإصابة الأعداء وبناء الهجمات المتتالية أو ما يُعرف بالـ Combo، كما أنَّ الجزء الأول تضمن جرعات الويتشر السحرية التي تحسن من قدرات جيرالت بطرقٍ مختلفة، بدءًا من زيادة صحته القصوى إلى السماح له بالرؤية في الظلام، كما أنَّ إشارات الساحر الخاصة بجيرالت، التي ظهرت لأول مرة في الكتب، ظلت نفسها وبقيت متسقة نسبيًا طوال الثلاثية، أو على الأقل عند تطبيقها على أنظمة القتال المختلفة في الألعاب الثلاثة.
نظام القتال في الجزء الثاني وضع الأُسس التي بني عليها نظام القتال في الجزء الثالث، لكن الجزء الثالث بالطبع قام بالعديد من الإضافات والتحسينات، حيث لم يكن بإمكانك القتال أثناء ركوب الحصان في الجزء الثاني، وأكثر شيءٍ مفيدٍ في آلية أسلوب اللعب في الجزء الثالث هو قدرة اللاعبين على إيقاف أو مقاطعة أي حركة يقوم بها جيرالت، والقيام بحركةٍ أخرى مثل التصدي أو الدفاع وغير ذلك، والذي يعتبر شيئًا هامًا وجوهريًا في مثل هذه الألعاب، بينما في الجزء الثاني يتحتم عليك الانتظار ريثما ينتهي جيرالت من حركته القتالية للقيام بشيءٍ مختلف ولا يمكنك مقاطعته حتى لصد هجومٍ مباغتٍ من الأعداء، إلاَّ أن العديد من عشاق السلسلة يعتقدون أن نظام القتال وآلياته بين الجزئيين متشابهة إلى حدٍ كبير، لكن الجزء الثالث يستجيب بسرعةٍ أكبر ومرونةٍ أعلى تمنحك المزيد من الإثارة والواقعية.
أسلوب رواية القصة في The Witcher ومراحل تطورها عبر السنوات
على الرغم من أنَّ الجزء الأول افتقر لعناصر أسلوب اللعب والرسوم الجيدة، إلا أنه من ناحية القصة مهد الطريق للجزء الثاني والثالث، اللذان لن يُفهما بسهولة دون التطرق إلى كُتب الويتشر، وحتى عشاق السلسلة الذين اختبروا السلسلة للمرة الأولى مع الجزء الثاني، سيواجهون صعوبةً في فهم من هم سيري وينيفر، حيث يبدأ الجزء الأول باستيقاظ جيرالت في حصن Kaer Morhen، وقد فقد ذاكرته بعد موته الضمني الذي يمكنك القراءة عنه في نهاية كتب الويتشر.
سمح هذا بدوره للاعبين بالانغماس من أعماقهم أكثر في الشخصية، حتى لو لم يكن لديهم إلمام بالقصة حتى الآن، وتحتوي القصة على جميع السمات المميزة للكتب والألعاب المرتبطة بها، بما في ذلك من وحوش خطيرة، ومكائد سياسية، وحلفاء ذو سلوكٍ غامض، حتى أن العديد من عشاق السلسلة اختاروا العودة للعب النسخة المحسنة من الجزء الأول The Witcher Enhanced Edition بأسهل مستوى صعوبة، وذلك بغاية استيعاب أكبر قدر ممكن من القصة مع تجنب أسلوب اللعب المحبط في بعض الأحيان.
بينما يبدأ الجزء الثاني مع ذروة الحبكة مباشرةً، و رؤية جيرالت يسجن بتهمة اغتيال الملك فولتيست، ويعود من خلال رؤية ذكرى سابقة إلى ذلك اليوم المشؤوم، ويبدأ بمطاردة القاتل الحقيقي، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأطراف السياسية في اللعبة غامضة بشكل رائع ومشوق، ويتم اتخاذ القرارات الرئيسية مثل الانضمام إلى لورفيث أو روتش وسط مشاهد درامية مثيرة، كما أن بعض شخصيات الويتشر الشريرة مثل ليثيو، تملك جانبًا بشريًا حزينًا، لم يتم تقديم مثله في الجزء الثالث، ويمكنك التعاطف معه في النهاية وحتى تركه وشأنه عند اختيار مصيره لاحقًا في الأحداث بسبب ذلك، ويتم الكشف عن الرهانات الحقيقية والشخصيات الخفية الشريرة التي تتحكم بالدُمى أو الشخصيات في الواجهة بالنهاية!.
بينما قصة الجزء الثالث قويةٌ للغاية، لكنها تحدث أيضًا على نطاق أوسع بكثير، كما أنَّ بعض الفصول أقوى من الأخرى في اللعبة، لكن فصل The Bloody Baron على وجه الخصوص يعتبر أفضل الفصول في الثلاثية كلها والذي تمر به في بداية اللعبة تقريبًا، ومهمةُ جيرالت الرئيسية فيه إنقاذ سيري، وتورط ينيفر في الموضوع وعلاقتها به تشوش اللاعبين كثيرًا، خصوصًا إن لم يتطرقوا إلى كتب الويتشر، لكن مهام اللعبة وعقود الويتشر وحتى الجانبية منها تجعل مسيرة بطلنا جيرالت شخصيةً بطولية في قالبٍ مذهل قريبٍ من الواقع.
في الختام … The Witcher من أشهر ألعاب القتال والأكشن والأربي جي في كل مكان، وبعد التأكيد رسميًا عن لعبة ذا ويتشر جديدة قيد التطوير باستخدام Unreal Engine 5، يصبح لدينا أملٌ برؤية شيءٍ جديدٍ أكثر إبداعًا لهذه السلسلة العريقة التي نفتقد لمثلها كل يوم، ما يزال مستقبل السلسلة غامضًا، كما أنَّ أستوديو CD Projekt Red في وقت سابق ذكر أنه قد يطور لعبةً ويتشر في المستقبل دون الاعتماد على بطلنا جيرالت نفسه، وكل التلميحات والأخبار الأخيرة تشير إلى إن شخصية جيرالت لن تتواجد في الجزء الجديد. وهناك بكل تأكيد سيناريوهات محتملة لقصة لعبة ذا ويتشر الجديدة. التي رسمناها بمخيلتنا قد تكون صائبة وقد تكون غير ذلك.
وفي الواقع أي لعبةٍ من نفس النمط تحاول الوصول إلى نجاح سلسلة The Witcher سيكون أمامها عملٌ شاقٌ وصعبٌ للغاية، وعليها المخاطرة بتغيير العديد من العناصر والأشياء في كل جزءٍ فيها مثل ما قام به CD Projekt Red في كل جزءٍ من الثلاثية الاستثنائية. واللافت للانتباه أنه حتى هذه اللعبة تم بيع 40 مليون نسخة من ذا ويتشر 3. وهذا يؤكد على قوة ومتانة هذه اللعبة والإقبال عليها من اللاعبين كبير. وأن فريق التطوير بصدد إطلاق The Witcher 3 على الجيل الجديد إلا أنه قام بتأجيل نسخة الجيل الجديد من ذا ويتشر 3 مجددًا!
شاركونا بآرائكم وأفكاركم في قسم التعليقات أدناه، ما الذي برأيكم أنجح هذه السلسلة وأكسبها هذه الشهرة الواسعة في كل مكان؟