مقالة الأسبوع هذا بواسطة فيصل المعمّري, أحد متابعي الموقع. تبي تشاركنا بمقالك؟
في هذه المقالة بتكلم عن نوع معين من الالعاب يعاني الامرين في هذي الفترة. النوع اللي خلاني ادمن على العاب الكمبيوتر. العاب الكمبيوتر اللي اعتبرها صديق عزيز. صديق عرفني على ناس جدد من اجناس واصناف ودول مختلفة. بتكلم ان شاء الله عن العاب الرعب. هذا النوع من الالعاب اللي كان في فترة من الفترات اهم نوع من الالعاب والاكثر ترقبا. ما يخفى على احد انه في الفترة الحالية العاب الرعب تمر بأسوأ فتراتها. بعد ما كانت سلاسل عريقة مثل رزيدنت ايفل وسايلنت هيل وكلوك تاور وفاتال فريم تتنافس لايقاف قلوبنا من الخوف والهلع مع كل اصدار يصدر لها. للاسف الشيئ الوحيد اللي تمتلكة العاب الرعب الحالية من الرعب هوه الاسم فقط. قبل فترة اشتريت الكوليكشن للعبة سايلنت هيل ووجدت نفسي منذهل وما صدقت الحال اللي وصلنا له. وجلست العب واندمجت بشكل كامل مع اللعبة. شعور ما حسيت بمثلة من سنين مع العاب الرعب.
في هذه المقالة وكشخص عاصرت النقلات اللي مرت بها العاب الرعب راح اكتب هذا المقال البسيط للعوامل اللي افتقدناها في العاب الرعب الحالية واللي اعتبرها اساسية لنجاح اي لعبة رعب.
الشخصيات
من اجمل الاشياء في العاب الرعب هو انك تلعب بشخصية مسكينة. شخصية تصرخ وتخاف وتهرب من الوحوش وهدفها وهمها الوحيد هوه انها تبقى على قيد الحياة. شخصية تخليك تندمج معها وتشعر بألمها وتتمنى انك تساعدها. واحيانا توصل لمرحة تحس نفسك انت هوه الشخصية وتنسى كل شي حولك وتجلس تلعب ساعات وساعات لتحقيق الهدف. هذا هو الشعور اللي وصلت له انا والعب الجزء الاول من رزيدنت ايفل والجزء الثاني من سايلنت هيل. من كثر ما تأقلمت مع الشخصيات كنت مندمج مع شخصية جيمس في سايلنت هيل بشكل كبير. واحاول اساعد هذا الشخص المسكين عشان يلتقي بزوجتة من جديد. زوجتة اللي حظها اوصلها لمدينة الضباب سايلنت هيل. للاسف الشيئ الحاصل في العاب الرعب الحالية ان الشخصيات نقدر نطلق عليهم Super heroes.
الشخصية ما صار هدفها الفرار من الموت مثل ايام زمان. اصبح هدفها تروح تدمر المكان او المقر الفلاني للشخص الفلاني او الشركة الفلانية. صارت تركض خلف الزومبيز والوحوش وتتفنن في قتلهم. والزومبي المسكين احس انة بتجي فترة يقول للشخصية اللي تلعب فيها “الشيمة خلني اعيش وروح فجر ودمر اللي تبغاة. خلني اعيش بس” انقلبت المعادلة بالكامل. صارت الشخصيات بقوى خارقة ولا يمكن ايقافها. شخصيات تنساها اول ما تخلص اللعبة. باختصار الشخصيات في العاب الرعب الحالية اعتبرها من اسباب فشل الالعاب وما تخليك تندمج معها في احداث القصة. لو نرجع بالذاكرة الى شهر مارس الماضي ايام صدور لعبة سايلنت هيل داونبور. نعم اللعبة تقنيا ما كانت بالمستوى المطلوب ولكن على الاقل الشخصية كانت مسكينة. مورفي بندلتون كان يصرخ اول ما يشوف وحش وكان هدفة الوحيد هوه انه يخرج من سايلنت هيل على قيد الحياه بعد ما وجد نفسة فيها بالغلط. هذي هية القصة ببساطة. تمنيت بصراحة باقي العاب الرعب تنتهج نفس النمط بالنسبة للشخصيات. اما في الجزء السادس لريزيدنت ايقل كريس يقول: “يا ***** لو ترسلي مليون زومبي بذبحهم ذبح الغنم وبوصل لك لو انخشيت تحت الارض وبقطعك تقطيع وبنقذ العالم من الشرور”. باختصار الشخصيات فقدت روعتها في الفترة الاخيرة. وصارت جبارة ما تتاقلم معها وما تدخلك في جو اللعبة.
الساوندتراك ومعزوفات الموت
ايضا نقطة مهمة اهملها المطورين في الفترة الحالية هي الساوندتراك (الموسيقى التصويريه) الخاص باللعبة. المعزوفة المناسبة اللي تجي في الوقت المناسب والمكان المناسب كفيلة بادخالك لأجواء الرعب النفسي وتحسسك ان الموت صارقريب منك. وتخليك تندمج مع اللحضات الحزينة للعبة. ما ابغى اذكر امثلة للحظة موت شخصية معينة في العاب الرعب عشان ما احرق عليكم. يحظرني مثال رائع لأهمية الساوندتراك في العاب الرعب وهو لعبة سليندر مان. اللعبة اللي حجمها ما تجاوز الخمسين ميجا وقدمت رعب نفسي مذهل [البعض ما قدر يلعبها] عجزت اكبر مشاريع العاب الرعب اللي صرفت عليها الملايين من تقديمة. سليندر مان كان من اهم عناصرها هو الساوندتراك. توصل للورقة الثالثة وتبدأ الموسيقى التحظيرية للموت وكأنها تقول لك انك ارتكبت غلطة حياتك وحان وقت الموت. توصل للورقة الخامسة اللي شخصيا بدأت اتعرق بعد ما اخذتها وتبدأ الموسيقى تحسسك بان جريمتك لا تغتفر وتحس انك لازم تطفي اللعبة وفعلا صارت معي كم مرة وما قدرت اكمل. كتبت المثال لتوضيح اهمية الساوندتراك. الساوندتراك اللي أوصل الاسطورة اكيرا ياماوكا ومساعدتة اليزابيث للعالمية واصبحوا معروفين للعالم اجمع.
نجي لألعاب هذا الجيل. ايش رايكم نجلس نفكر ونجمع الساوندتراكات الجيدة في هذا الجيل لألعاب الرعب؟ برأيكم كم واحد بنحصل؟ متاكد تماما انة العدد اللي بنوصل لة نقدر نجيب اكبر منة من سلسلة عريقة واحدة سواء كانت فاتال فريم او سايلنت هيل او رزيدنت ايفل او كلوك تاور, اللي احب اوصل له انة الساوندتراك هو شيئ من اشياء كثيرة اهملوها المطورين في الجيل الحالي.
البيئة اللي تدور فيها احداث القصة
القصر الغامض والمظلم وحطام مدينة الراكوون في رزيدنت ايفل والمستشفيات والمدارس والضباب في سايلنت هيل والاماكن القديمة والمخيفة في امنيسيا و الحطام والقرية المظلمة في فاتال فريم والتواجد في الغابة وحيدا عند الغروب في سليندر مان. كل هذي البيئات كانت مميزة وزادت نسبة الرعب بالتحديد الرعب النفسي لمستويات عالية. يكفيك ان تتواجد في صالة القصر في لعبة رزيدنت ايفل وتبدأ الموسيقى المخيفة والهادئة لتبدأ رحلتك مع الخوف المقيم. البيئة والاماكن اللي تجري فيها احداث اللعبة من اكثر الاشياء اللي تدهور مستواها في هذا الجيل. لعبنا في عز الظهر في الجزء الخامس من رزيدنت ايفل والوحوش صارت تسوق دراجات نارية. ما اقصد التهجم على رزيدنت ايفل فأنا شخصيا استمتعت بالجزء الخامس ولكن ما قدم لنا الرعب النفسي اللي تعودنا عليه من السلسلة. بعض الاحيان احس ان العاب الرعب الحالية ما موجهه لعشاق الرعب الاصليين لانهم قله. ولان لو المطور زاد نسبة الرعب يخاف يخسر الزبون اللي ما يقدر يتحمل نسبة الرعب العالية. حاليا نشوف انه معظم العاب الرعب صارت ملائمة للجميع وممكن كل واحد يلعبها ببساطة. هي وجهات نظر شخصية فقط واحتمال الخطأ فيها وارد.
اذا كيف البيئة تكون ملائمة للرعب؟ مثل ما ذكرت الاماكن الساكنه والهادئة تلعب دور كبير. الغابات والاماكن المهجورة ايضا. القرى الغامضة والمتحطمة. واهم شي عدم الاكثار من الشخصيات الجانبية. يعني اذا كنت تلعب وحولك خمس شخصيات من وين بيجي الرعب؟ حلاوة العاب الرعب لما يرموك في بيئة مهجورة تماما ويكون هدفك هو النجاه بحياتك فقط. وهذا شيئ للاسف غير موجود في هذي الفترة. وأملي الوحيد في المبدع شينجي ميكامي ومشروعة الجديد اللي يبشر بالخير.
القصة واحداثها
القصة اخذت نصيب الاسد من الاهمال في الفترة الاخيرة في العاب الكمبيوتر بشكل عام والعاب الرعب بشكل خاص. خلونا نتذكر قصص العاب الرعب القديمة بدون حرق للأحداث وباختصار شديد. الجزء الاول من رزيدنت ايفل مجموعة من رجال الشرطة ارسلوهم لمدينة الراكوون لتتأكد من الاحداث الغريبة اللي صايرة هناك. فوجدوا نفسهم في اسوأ كابوس وكان هدفهم النجاه بحياتهم. وفي الجزء الثاني كلير راحت تدور اخوها كريس المفقود وتلتقي بالشرطي الجديد ليون ليبدأوا رحلة العذاب وايضا كان هدفهم النجاه. اما في سلسلة سايلنت هيل فمعظم القصص في اجزائها تروي بما معناه “فلان وجد نفسة في مدينة الضباب بالغلط ويبغى يشرد بأي شكل من الاشكل”
لو تلاحضون معي كل الالعاب كانت قصصها بسيطة وبدون تعقيدات مالها داعي. فلان لسوء الحظ وقع في الورطة الفلانية ويبغى ينقذ نفسة. اما قصص العاب الرعب الحالية تغيرت بشكل مخيف. فلان مسافر الدولة الفلانية عشان يدمر المنظمة الفلانية وينقذ العالم. القصة اصبحت من قصة بسيطة وجميلة الى قصة مناسبة لالعاب الاكشن اكثر من العاب الرعب. يا اخي المطور حطني في غابة لوحدي وحط معي خمس عفاريت واثنين من الجن وخلي احداث اللعبة تصير بالليل وخلاص هذا يكفي بدون فلسفة زايدة. وفوق ذلك بتجيك اخبار عن حالات اغماء في مجتمع الجيمرز بسبب لعبتك المخيفة.
مثل ما ذكرت قبل في الفقرات السابقة لا تستغرب ان شفت الزومبيز او الوحوش يركضون من الخوف وشخصيتنا البطلة تركض وراهم ويضحك بعد. في الحقيقة هذا الشي حصل مع لعبة شادوز اوف ذا دامند. البطل وصلت به المواصيل انه يروح لعالم الشياطين ويحاربهم. وفوق ذلك يتلذذ بقتلهم. يمكن اللعبة هدفها المتعة ولكن ان تصنف كلعبة رعب هذا شيئ غريب.
الخاتمة
في النهاية احب ان اختم كلماتي بتوضيح. كل اللي قرأته فوق هو عبارة عن وجهات نظر شخصية لا اكثر ولا اقل.صدرت من شخص كانت العاب الرعب من اهم اسباب تعلقة بالعاب الكمبيوتر. وجهات نظر من حقك رفضها ومناقشتي فيها. واعلم ان كثير منكم الان يتسائل عن اسم ما ذكرته في الموضوع وهو ديد سبيس وليش ما جبت طاريه. ما انكر انها لعبة ممتازه وتحكمها ممتاز. لكن المحزن ان الكثير يعتبرها من اكثر الالعاب رعبا. وانا من وجهة نظري لو نقارن الرعب النفسي اللي قدمتة لنا ما يساوي ربع ما كانت تقدمة الاساطير السابقة. واشكر كل شخص تحمل وما زال يقرأ كلماتي الى الان. واتمنى يكون مقالي هذا للنقاش. خلنا نتناقش عن النقاط اللي تتفق فيها مع المقال والنقاط اللي ما تتفق معها. وخلنا نعرف نظرتك لالعاب الرعب ومن وجهة نظرك هل فعلا انهار مستواها ام لا ؟ وكيف ممكن تنقذ نفسها ان كانت انهارت فعلا؟