من الوهلة الأولى التي وقعت فيها أعيننا على Horizon Zero Dawn تساءلنا جميعاً، لمَ رجال الكهف هؤلاء يتصارعون مع الروبوتات؟؟ ما هذه التركيبة الغريبة التي جمعت بين عالمين وعصرين متناقضين العصر القديم والعصور المستقبلية؟ تلك التركيبة هي نتاج عبقرية صناع القصص عند Guerrilla Games ونحن هنا لنسرد لكم قصة واحدة من أجمل حصريات بلايستيشن استعداداً لاستقبال جزئها الثاني Horizon Forbidden West في فبراير.
أحداث قصتنا هذه تبدأ في القرن 31 ميلادي حيث يعيش البشر ضمن قبائل بدائية تؤمن بالخرافات فمنها من يعبد الشمس ومنها من يعبد الآلات، رغم أن كل ما هو موجود هناك يوحي بوجود تكنولوجيا متطورة خصوصاً مع تواجد الآليات المستقبلية الغريبة. بطلتنا هي الطفلة ألوي المنبوذة من أفراد قبيلتها الـ نورا لأنها ولدت دون أم ويربيها شخص منبوذ يدعى روست. لكن ما هي أساساً قصة هذا العالم وكيف وصل البشر لما وصلوا إليه؟
تنويه: الفقرات التالية تتضمن حرقاً لكامل قصة اللعبة.
زمن القدماء
عالم مليء بالحروب على الموارد يعيش تحت وطأة التغييرات المناخية بجانب أن تقدم البشر تقنياً وخصوصاً بعلم الروبوتات لم يستخدم مع الآسف بالشكل الصحيح لا بل كان سببا للانقراض. هكذا يتخيل لنا جوريلا جيمز مستقبلنا كبشر بعد أربعين عاما من الان.
القصة بدأت مع شركة فارو التي تأسست على يد تيد فارو سنة ٢٠٣٣ لاحقاً دخلت الشركة مجال تصنيع روبوتات عسكرية. ما يميز روبوتات حفظ السلام تلك قدرتها على استهلاك الموارد الحيوية للأرض من نباتات وحيوانات وتحويلها لطاقة كي تستمر بالعمل دون تدخل بشري. وكذلك قدرتها على إصلاح أعطالها ذاتياً، والأخطر هو استحالة اختراقها لان تيد فارو أصر على عدم إدراج أي مدخل خلفي ببرمجتهم بالتالي استحالة القدرة على التحكم بهم عن بعد.
ولكن سنة ٢٠٦٤ حدثت الفاجعة وبسبب جلتش غير معروف السبب بدأت مجموعة من الأسراب بالخروج عن السيطرة والتحكم بباقي الآلات واستنساخ آليات جديدة ومهاجمة البشرية. الآليات بدأت تستنسخ نفسها بسرعة رهيبة وتتغذى على الموارد الحيوية للبشرية مما يهدد بكسر التوازن البيئي وفناء البشر.
تيد حاول استدراك الخطأ وطلب مساعدة العالمة اليزابيث سوبيك ولكنها أخبرته بأن الآوان قد فات، فالروبوتات خلال ١٥ شهراً فقط ستستهلك الكتلة الحيوية للأرض وتقضي على البشرية بأكملها وتجرد العالم من الحياة. ولا يوجد شيء يمكن القيام به لتغيير مصير البشرية المحتوم ذاك.
مشروع الفجر الجديد
الحرب بين البشر والروبوتات كانت دون شك تميل لمصلحة الروبوتات وعملية فك شيفرات الروبوتات والسيطرة عليها كانت تحتاج لسنوات وسنوات. وهنا قررت العالمة سوبيك إطلاق مشروع الفجر الجديد أمل البشرية الوحيد، وهو عبارة عن ذكاء اصطناعي خارق قابل للتعلم الذاتي واتخاذ القرارات ومدعوم بأنظمة فرعية ووظائف مسؤول كل منها عن تأدية مهمة معينة لإعادة تشكيل الكوكب وبث الحياة فيه.
ذلك المشروع الذي عملت عليه سوبيك مع فريق من أفضل العقول مكون من مرحلتين الأولى تقتضي بالسيطرة على الروبوتات التي أصابها “وباء فارو” من ثم إعادة الحياة تدريجياً للأرض حيث تم حفظ بذور للنباتات وأجنة حيوانية وبشرية وإعطاء جايا صلاحية توليد رموز اختراق روبوتات فارو وبث تعطيل الآلات وبهذا تستطيع إعادة تشكيل الكوكب بنجاح.
خطة Zero Dawn لم تجر كما يجب
وكانت تقتضي خطة سوبيك بأنه بعد أن تقوم جايا بإعادة الحياة للكرة الأرضية واستنساخ بشر جدد بناءً على الحمض النووي المخزن، سيتعين عليها تعليم البشر الجدد ألا يُكرروا أخطاء أسلافهم القدامى. لكن مع الآسف الأمور لم تسر كما هو مخطط له بالضبط. والسبب مرة أخرى تيد فارو حيث تعمد مسح وظيفة أبولو وقتل كل العاملين على أبولو التي تم حفظ كل العلوم البشرية فيها، لاعتقاده بأن تلك العلوم ووجودها سيؤدي لتكرار نفس السيناريو الذي حدث معهم وأنه من الأفضل للبشر الجدد ألا يعرفوا أي شيء عن علوم الماضي وما حل بالعالم القديم من كوارث بسبب سوء استخدام التكنولوجيا.
النتيجة كانت بأنه وبعد ٣ قرون من تنشيط مشروع الفجر الجديد وإعادة الحياة للكوكب، بدأ البشر الجدد يخرجون من المنشآت ولكنهم كانوا بطبيعة بدائية ومتخلفين وبعضهم يؤمن بالخرافات ويعبدون الآلات لاعتقادهم بأنها قوة إلهية وهذا كله بسبب تدمير أبولو.
تمرد HADES و ولادة منقذة العالم الجديد
بعد ألف عام على دمار الأرض و ٧٠٠ سنة على إعادة تشكيل الأرض وتحديدا سنة ٣٠٢٠ حدث أمر مفاجئ لجايا حيث وصل بث مجهول المصدر لمنشأة جايا قام بتنشيط أحد الوظائف الداعمة لجايا وهو HADES الذي مهمته تقتضي بتدمير الحياة بحال لم يكن مشروع الفجر الجديد صالحاً للبشرية.
وهنا تبدأ جايا التدمير الذاتي لمنعه من السيطرة وتقوم كحل أخير باستنساخ العالمة سوبيك التي ستعرف لاحقا باسم ألوي. على أمل أن تقوم بإيجاد رسالتها ومن ثم تدمير HADES لإعادة الأمل للحياة من جديد.
وقبل التدمير يتمكن عدد من وظائف جايا من التحرر والاختباء ضمن روبوتات مثل حادس وهيفايستس (الوظيفة المسؤولة عن تصنيع الروبوتات وتعرفنا عليه في إضافة الغابات المتجمدة).
بعد أشهر من حدوث انفجار جايا تسمع قبيلة النورا صرخات لطفل حديث الولادة من قلب الجبل المقدس وبسبب الخلاف بين كبار القبيلة حول هذا الطفل وكيف ظهر من العدم يتم تسليم ألوي للمنبوذ روست ليربيها.
ألوي المنبوذة تعود لقبيلتها مُعززة ومُكرمة
تبدأ اللعبة بتعريفنا على الطفلة ألوي التي تعرضت للتنمر من قبل الآخرين والأطفال كانوا يتجنبون اللعب معها كونها بلا أم، وفي يوم من ذات الأيام وأثناء هروب ألوي من الأطفال الذين كانوا يضايقونها تعثرت لتقع بكهف وهناك عثرت على أداة غريبة تدعى المسلاط وهي أداة تكنولوجية توضع على الأذن تظهر رسائل بتقنية الواقع المعزز تتضمن معلومات عن العالم القديم.
عادت ألوي ويثقل عاتقها أسئلة أكثر من الأجوبة وهنا بدأت بطرح التساؤلات على والدها روست ضمنها من هي والدتها ولم هي منبوذة؟ روست قال بأنه لا يملك إجابة ولكن إذا أرادت أن تعرف أكثر عن ماضيها عليها أن تسأل الأمهات الحكيمات بقبيلة النورا، الطريقة الوحيدة لذلك هو أن تفوز ألوي بامتحان للصيادين يدعى البرهان أو اختبار الإثبات لأن انتصارها في هذا التحدي عضوة جديرة في قبيلة “نورا”، وربما سيمنحها بعض الأجوبة حول لغز أصولها.
وتمر السنوات وروست يقوم بتدريب ألوي وصقل مهاراتها وقوتها في الصيد والقتال هكذا حتى تكبر ويحين موعد اختبار الإثبات، وبالفعل وعقب منافسة شديدة تفوز ألوي باختبار الإثبات ولكن قبل أن تكتمل فرحتها بالنصر تتعرض هي وأفراد قبيلة نورا لهجوم من قبل جماعة غامضة تقتل منهم الكثير، وقبل أن يتمكن Helis زعيم الجماعة من قتل ألوي يضحي روست بنفسه وينقذها.
بعد العودة إلى الأم العظيمة لسؤالها عمن تكون أمها؟ أظهرت الأم الحاكمة “تيريزا” لـ”آلوي” باباً غامضاً يسمى السيدة أو “All-Mother”، حيث عُثر عليها وهي طفلة. بعد أن بدا على الباب تفاعله مع وجود آلوي، أطلقت عليها الأم الحاكمة لقب المتعقبة: أحد أفراد قبيلة “نورا” الجديرين التي تم إرسالها لتحقيق هدف عظيم – حتى وإن كان سيتطلب الأمر خروجها عن حدود أرضهم المقدسة.
انطلاق ألوي برحلة للبحث عن أجوبة حول ماضيها
جواب الأم العظيمة لألوي لم يروي ظمأها فأرادت أن تعرف أكثر عن حقيقة الجبل المقدس وما يخفيه وراءه من أسرار. وهنا تذكرت بأن هناك شخص غريب من أفراد قبيلة Oseram رأته في قبيلتها قبل بدء اختبار الإثبات يرتدي مسلاطاً، فهي شكت بأنه يعلم شيئاً عن الهجوم الذي تعرضوا له، فقامت بتتبعه والبحث عنه في ميريديان، وما إن تعثر عليه تعرف بأن اسمه Olin”، الذي يعترف بأنه يعمل مع مجموعة “Eclipse” أو طائفة الكسوف التي هددته بعائلته ليتعاون معهم، ويخبرها بأنها هي من كانت مستهدفة بذلك الهجوم لشبها الكبير بالعالمة Elisabeth Sobeck.
وبعدها تكتشف آلوي وجود ذكاء اصطناعي محتال يدعى حادس وهو الذي يرسل الأوامر إلى الكسوف باستخدام أجهزة المسلاط كالذي تملكه ألوي. عندها تنصاع ألوي لصوت غريب بداخلها وتسافر داخل حطام العالم القديم لتصل إلى مصانع فارو التي صنعت الروبوتات وتسببت بتدمير العالم قبل ألف سنة.
الحليف الغامض
تتلقى ألوي اتصالاً عبر مسلاطها من شخص غامض يدعى سايلنس يخبرها بأنه حليف لها وسيساعدها برحلتها ويقول لها إن أرادت أجوبة أكثر عما حدث بالماضي عليها الذهاب إلى قاعدة “Orbital Launch Base” المسؤولة عن إطلاق مشروع Zero Dawn، والموجودة ضمن أراضي قبيلة الكسوف. وفعلاً داخل تلك القاعدة تتعرف ألوي على حقيقة المشروع والهدف منه.
ضمن مكتب Elisabeth بالقاعدة تعثر ألوي على المفتاح الذي يخولها دخول الجبل الخاص بقبيلتها، لكن قبل أن تتمكن ألوي من دخول ذلك المكان يتم اختطافها من قبل Helis زعيم قبيلة الكسوف. ويتم إرغامها على المنافسة في ساحة مسقط الشمس بمواجهة مع روبوت قوي. لكنها انتصرت على عكس توقعات “هيليس” وبمساعدة Sylens، تتمكن Aloy من الهروب واللحاق بقبيلتها التي تتعرض لهجوم من الكسوف، لتنجح بمواجهة أعدائها وإنقاذ قبيلتها، وتتمكن من العودة إلى البوابة الغامضة قلب الجبل.
أسرار جايا برايم
بعد دخولها من باب الأم العظيمة تجد ألوي رسالة جايا وتعرف منها عن تمرد حادس وهروبه واضطرار جايا لتدمير نفسها، جايا أخبرت ألوي بأنها تثق بها وبأنها ستجد طريقة لإنقاذ العالم الجديد.
بعدها تتجه ألوي إلى جايا برايم لتبحث عن Master Override وهو المفتاح الرئيسي الضروري للقضاء على ذكاء HADES وهناك تكتشف ألوي العديد من الأسرار مثل سبب تدمير تيد فارو لوظيفة أبولو، كذلك تعلم عن تضحية العالمة سوبيك، بعد حرب دامت أكثر من سنة وضحى خلالها مليارات من البشر بحياتهم بقتال كان محسوم النتيجة كان ممكن كل شيء أن يضيع بلحظات الاخيرة لأن عطل في أحد أقفال المنشأة الرئيسية لمشروع الفجر الجديد منعها من الإغلاق التام بالتالي كان يمكن لأسراب الآليات أن تكتشف المشروع وتضيع بذلك الفرصة لإعادة البشرية مجدداً. لذا قررت سوبيك أن تضحي بنفسها وتغلق القفل بشكل يدوي بنفسها.
كذلك تكتشف ألوي أخيراً حقيقة سايلنس حيث يخبرها بنفسه بأنه هو من وجد حادس داخل روبوت وقام بمساعدته وأبرم صفقة معه في مقابل المعرفة، وساهم في تأسيس قبيلة الكسوف، وبناء شبكة المسلاط، وعند معرفته بنية حادس قتله انقلب عليه وبدء يساعد ألوي.
ألوي وحادس وجهاً لوجه
بعد أن تتسلح ألوي برمح سايلنس والمفتاح الخاص باختراق حادس تتوجه إلى ميريديان لتوقف خطته التي تتمحور حول إعادة تفعيل طاعون “فارو” والقضاء على البشرية مرة واحدة إلى الأبد باستخدام برج ضخم لإرسال الإشارات إلى الروبوتات.
تواجه ألوي وحلفائها ببسالة جحافل الروبوتات المهاجمة وتتمكن من صد هجومهم، من ثم تنتقل للبرج لتقاتل حادس وتتمكن من الانتصار عليه وتفعيل مفتاح الإيقاف المركزي لتعلن إنقاذ العالم.
بعدها تسافر ألوي إلى مكان تواجد العالمة سوبيك وتجد جثتها بمشهد غني بالمشاعر حيث كانت تذرف الدموع على أم لم تعرفها أبداً.
ولكن بالنهاية نشاهد ضوءاً أحمراً منبعثاً من حادس ويطير بالهواء ليتم حبسه داخل مصباح يحمله Sylens ليعرف منه من أرسل الاشارة التي نشطت حادس بالمقام الأول؟
أما إضافة الغابات المتجمدة فهي تعرفنا بأن أحد الأنظمة الفرعية الهاربة “HEPHAESTUS” يستعد لبناء جيش من الآليات الخطيرة والجديدة للسيطرة على العالم. نجحت ألوي بمساندة زعماء قبيلة “بانوك” المحلية، في تنشيط تدمير ذاتي لمنشأة كانت تصنع روبوتات جديدة.
والآن ما الذي يخفيه الغرب المحظور أو المُحرم من تحديات وأسرار لألوي؟ ما هي دوافع سايلنس الأساسية؟ هل سيستخدم حادس لمحاربة التهديد الذي تسبب بتنشيط حادس؟ كل هذا بانتظارنا في Horizon Forbidden West.
إذاً تلك السطور كانت ملخصاً لقصة الجزء الأول من هورايزون، وهو سيفيد كل لاعب نسي ربما القصة أو فاته معرفة بعض الأجزاء والتفاصيل فيها، أو لمن لم يلعب أساساً الجزء السابق ويرغب بتجربة الجزء الثاني ولكن لا يريد إمضاء أكثر من 25 ساعة للعبه مع أنني أنصحه بذلك بشدة. ولا تنسَ الاطلاع على مقالنا الآخر تحسينات كبيرة وواعدة جعلتنا نتحمس أكثر للعبة Horizon Forbidden West القادمة.