شكلت لعبة Horizon Zero Dawn حجر أساس قوي ومتين للجزء القادم Horizon Forbidden West حيث نظر فريق Guerrilla Games لكل آراء اللاعبين حول الجزء الأول أثناء عمله على الغرب المحظور واستفاد من كل الملاحظات والانتقادات كما يبدو لتقديم تغييرات وتحسينات لجعل التجربة أفضل للاعبين. وسنتحدث بمقالنا هذا عن أبرز تلك التحسينات التي جعلتنا نتحمس أكثر للجزء الجديد.
سينمائيات أفضل
من البديهي أن نتوقع بأن يكون هناك تحسيناً بالرسوم بين الجزء والجزء الذي يليه، لكن الاستوديو حقق قفزة أكبر نحو الأمام هذه المرة عبر الاعتناء بتحسين المظهر العام الكلي للعبة من خلال القيام بعمليات التقاط حركة كامل، وتم تحسين أنيميشن الوجوه والتعابير الخاصة بها بشكلٍ واضح، حيث كانت تبدو بالجزء الأول Horizon Zero Dawn بلاستيكية وجامدة. أما في الجزء الثاني فلاحظنا بأن حركة وتعابير وجه ألوي باتت تتغير وفق المشاعر مثل الاستغراب والتعجب والخوف والتي تتغير معها حركة العيون أو تجاعيد الوجه والتعابير الخاصة به. وهذا أمر طبعاً لم يكن موجود في زيرو داون. والآن ألوي باتت أكثر قدرة على إقناعك من خلال تعابير وجهها وحركات جسدها.
التجمعات السكانية ستكون نابضة بالحياة أكثر
فريق Guerrilla يريد أن يجعل المستوطنات نابضة بالحياة هذا ما كشفه Ben McCaw مسؤول السرد القصصي بالفريق حيث ذكر بأن القرى والتجمعات السكانية في الجزء القادم ستكون نابضة بالحياة أكثر، وذلك بفضل نظام الحشود crowd system والتحسينات التي تم إدخالها عليه. وهذا سيضفي واقعية أكبر على السكان بالعالم بجانب الأنيمشن المحسن والأصوات الأفضل.
الاستوديو يمتلك فريقاً خاصاً مهمته الوحيدة هي ضمان تقديم عالماً نابضاً بالحياة ضمن اللعبة، هذا الفريق يحمل اسم “Living World team” ويعمل على جعل العالم قريباً للواقع ومتفاعلاً مع تصرفات وأفعال اللاعب.
الفريق يعمل على بناء وتصميم كل منطقة ومستوطنة ضمن العالم لتكون مختلفة ومتميزة عن المناطق الأخرى، وكل قبيلة ستعكس التاريخ الخاص بها. وستمتلك طريقتها الخاصة في العيش والنجاة، وأسلوبها الخاص باستقبال ألوي وتقبلها بينهم.
وتم العمل على جعل الشخصيات غير القابلة للعب قابلة للتفاعل مع اللاعب بجميع الانشطة والمهام. بجانب ذلك تم تصميم كل شخصية في هذه اللعبة لتمتلك سلوكاً خاصاً بها ومختلفاً عن أية لشخصية أخرى، وجميعها ستمتلك طرقاً معينة للتفاعل. وأثناء تجوالك بالقرى ستلاحظ تصرفات مختلفة من السكان فهناك من يرقص وهناك من يشتكي همومه للآخرين مما يجعلنا نشعر أننا ضمن قرية واقعية.
شجرة مهارات محسنة
قام فريق Guerrilla بعمل تجديد كامل لشجرة المهارات لمنح اللاعب مزيداً من الخيارات للعب كيفما أراد. حيث أن شجرة المهارات في اللعبة توفر 6 أساليب لعب مختلفة، وهيWarrior يركز على الاشتباكات اليدوية قريبة المدى. – Infiltrator يركز على أسلوب التخفي والتسلل. – Hunter يركز على الاشتباكات بعيدة المدى.
كذلك لدينا Machine Master يركز على القرصنة واختراق الآلات. – Survivor يركز على الحالة الصحية وجمع الموارد. وأخيراً Trapper يركز على الفخاخ.
ستحتوي كل فئة من هذه الفئات على 20 إلى 30 مهارة قابلة للفتح، وستكون لكل شجرة أيضًا ميزة Valor Surge الفريدة الخاصة بها التي تمنح Aloy قدرات مميزة وقوية، على الجانب الآخر، سيشجع العنوان أساليب لعب متعددة بطرق أخرى مثل ترقيات العتاد، حيث سيكون لكل سلاح مستويات متعددة من الترقيات، وبمرور الوقت، ستزداد إحصائيات الأسلحة مع تحسين قدرة الذخيرة أيضًا، أو ربما تفتح نوعًا جديدًا من الذخيرة.
تطوير قدرات المسلاط
تم إعطاء المسلاط مهام أكثر نفعاً هذه المرة، حيث سيساعدك الآن بالتسلق عبر تمكينك من مسح الأماكن لإيجاد العلامات الصفراء التي يمكن لألوي أن تتسلقها. مما يعطي بعداً آخر لناحية استكشاف العالم والتنقل فيه.
كما سيعطيك المسلاط بهذا الجزء معلومات أكثر عن الآلات قبل قتالها، حيث لن تقتصر على نقاط الضعف والقوة لكل وحش آلي كما كان بالجزء الأول، إنما هذه المرة ستشمل المعلومات إن كان هناك أجزاء تفيدك بالترقية، أو إن كان هناك أجزاء بجسد الوحش غير قابلة للإتلاف. كما سيتم إعلامك إن كان هناك سلاح يمكن فصله عن جسد الوحش الآلي لتلتقطه وتستخدمه ضد العدو، وهناك ميزة جديدة الآن تمكنك من وضع إشارة بنفسجية على ذلك السلاح القابل للفصل من أجل التركيز عليها بالضربات لخلعها عن جسد الآلية ولتتمكن من تتبعها عندما تقع على الأرض بحيث لا يتم فقدانها وسط فوضى المعركة.
مكافآت أفضل للمهام الجانبية
إذا كنت تعتقد بأن المحتوى الجانبي في Zero Dawn يستحق وقتك فإن الاستوديو عمل على تحسين هذا الجانب أيضاً، حيث حرص على تقديم مهام جانبية أكثر متعة وتمنح مكافآت مجزية لمن يقوم بتنفيذها، وهذه المهام ستعطي اللاعب شعوراً أكبر بالإنجاز مما يحفزه على خوض تلك المهام وعدم تفويتها كما كان يحدث بالجزء الأول. فمثلاً عند إتمام مهمة جانبية ستحظى بسلاح أو لباس مميز يعينك بتنفيذ مهامك التالية.
إمضاء وقت أكبر مع المرافقين
ذكر مدير السرد القصصي Benjamin McCaw لمجلة Game Informer بأن المطورين في Guerrilla يركزون في هذا الجزء على تطوير علاقة ألوي مع رفاقها، وخلق رابط بين اللاعب والشخصيات المرافقة له طيلة المغامرة.
ففي الجزء الماضي لم تكن العلاقة بين ألوي وباقي الشخصيات عميقة ومتينة، والقليل من تلك الشخصيات كان لها تأثير مباشر على القصة. وذكر بنجامين بأن ألوي ستمضي وقتاً أقل بمفردها في Horizon Forbidden West، بخلاف ما كان يحدث في الجزء السابق. حيث أن تكوين رابطة قوية مع رفاقها هذه المرة سوف يعطي عمقاً أكبر للقصة ويزيد من واقعية عالمها الأمر الذي كان مفقوداً في اللعبة الماضية.
“هناك أمراً حاولنا القيام به وركزنا عليه باستمرار طوال تطوير اللعبة، وهو ليس فقط للشخصيات التي تقابلها على طول المهمة الرئيسية، ولكن أيضاً بعض الشخصيات المهمة الجانبية فهي لا تذهب وتختفي بعد القيام بمهمة واحدة فقط”.
وسبق وأن ذكر المطور بأن لعبة Horizon Forbidden West تمتلك نظام حشود مُحسن، كما أن هنالك تغييرات كبيرة طرأت على شخصية ألوي ما بين الجزء الأول الذي كانت فيه شخصية منبوذة بالبداية إلى الجزء الثاني حيث بات يطلق عليها اسم “المُخلص” وباتت تتحمل مسؤولية أكبر. ولكنها بنفس الوقت باتت تدرك أكثر بأنها تحتاج لمساعدة بعض الأصدقاء للتصدي للمخاطر التي تحيط بعالمها، لذا فإن بعض الشخصيات ستساعد ألوي أثناء القتال مثل منحها الرصاص.
يمكنك إنشاء مهام محددة للبحث عن الموارد
هل تريد أن ترقي سلاحك أو قدراتك أو درعك لكنك لا تحبذ البحث العشوائي بعالم اللعبة؟ فريق جوريلا جيمز وجد الحل لك. عبر ضغطة زر واحدة في قائمة crafting تستطيع إنشاء مهمة بحث عن موارد معينة توجهك إلى الآلات التي تحتاجها حتى لا تجد نفسك تتجول عشوائيًا دون أي هدف واضح.
واجهة مستخدم أنظف وأفضل وأقل تبعثراً
إذا كنت تعتقد بأنه كان هنالك الكثير من المعلومات لتتبعها على الشاشة بالجزء الأول، فأنت لست بمفردك لأن Guerrilla تنبه لانتقادات اللاعبين وحرص على علاجها وحلها بالجزء الجديد، وحتى لا تبدو واجهة HUD مزدحمة بشكل مبالغ فيه وتؤثر بالسلب على التجربة النهائية، يسمح العنوان للاعبين بإزالة أي عناصر تظهر على الشاشة، ومن ثم الحصول على أي معلومات تريدها عن طريق الضغط على شاشة اللمس في يد التحكم بمنتهى البساطة.
تحسينات كبيرة على القتال والاشتباكات اليدوية
تمت ترقية قدرات Aloy في الاشتباكات اليدوية قريبة المدى، وسيكون لديك العديد من الخيارات عند استخدام رمحها، خاصة ضد الأعداء من البشر. يتضمن ذلك ميزة Valor Surges الجديدة، وهي عبارة عن قدرات خاصة قوية تتراكم أثناء المشاركة في المعارك، وهناك أيضًا عناصر وخيارات قتالية جديدة، مثل إلقاء القنابل اليدوية اللاصقة التي تبطئ الآلات.
الخطاف والمظلة
المطور في الجزء الجديد اتبع سياسة تصميم العالم بشكلٍ عامودي أكثر هذه المرة أو ما يعرف بأسلوب الـ Verticality ولتحقيق ذلك تم منح اللاعب أدوات تنقل جديدة مثل الخطاف الـ Pullcaster الذي يعينك في التسلق والتنقل من مكانٍ مرتفع لآخر بين الأدغال.
وتم مزج هذه الآلية مع وجود الـ Shield Wing وهي مظلة هولوغرافية تشبه مظلة لينك في زيلدا تتيح لألوي الهبوط بأمان من ارتفاعات شاهقة أو مباغتة الأعداء من الأعلى. وكان ملفتاً تصريح المطور بأنه حاول إضافة نظام المظلة في اللعبة الأولى ولكنه عدل عن الفكرة بسبب مشاكل تقنية. وبالفعل في كثير من الأحيان وعندما كنت استكشف عالم هورايزون زيرو داون تمنيت لو كانت هناك وسيلة تساعدني في الهبوط من الأماكن المرتفعة لمباغتة الأعداء أو حتى اختصار الوقت والمسافات.
إذاً ما بين التحسينات التي أضيفت على الرسوم من تحسين مستوى التفاصيل إلى تقديم مستوى آخر من الفيزيائية وتحسين نظام الإضاءة ووجود نظام للدمار، وصولاً لتحسينات أسلوب اللعب من وجود خاصية الغوص تحت الماء وتقديم شجرة مهارات أكثر تعقيداً. كل هذا يجعل الجميع ينتظر تجربة الجزء الجديد بشوق وحماس، وأنتم ما هي أبرز الجوانب التي تشجعكم لتجربة هذا الجزء؟