مضى بضعة أيام على إصدار لعبة Horizon Forbidden West أحدث ألعاب Guerrilla Games والتي تستكمل مغامرة ألوي بالغرب المحظور مع تحديات وأخطار جديد تحدق بالعالم. هذه اللعبة نالت من قبلنا تقييم لعبة ممتازة كونها قدمت عالماً ساحراً ومغامرة ممتعة.
لكن ماذا بالنسبة لآراء الجمهور؟ من خلال الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي لاحظنا أن هناك من يمدح اللعبة بشكل كبير وبين من ينتقدها. لذا سنخصص حلقة آراء اللاعبين لهذا الأسبوع لنقاش ردود الأفعال المتباينة تلك.
لِمَ انتقد البعض اللعبة؟
شهدنا محاولات من البعض لقصف تقييمات اللعبة عبر Metacritic، لدرجة أن البعض بدأ يمنحها تقييم 0 وآخرون منحوها تقييم 1 فقط! بالبداية الانتقادات تركزت على وجود مشاكل تقنية متعددة، خصوصاً أن الكاميرا تصبح مزعجة في الأماكن الضيقة. ولاعب آخر علق بالقول بأنه شعر كأنه أمام الجزء الأول لكن مع قصة مختلفة، فكل شي متكرر.
بالنسبة للبعض المشكلة الأكبر كانت تتعلق بالقصة وشخصياتها وحواراتها والتي لم يشعروا بالارتباط بها والانجذاب للسرد الروائي الخاص به مع فقدان الاهتمام بالشخصيات وما يحصل معها من أحداث. وآخرون قالوا بأنهم انزعجوا من كثرة الحوارات الباردة والمملة. مع وجود محاولات من أجل مط الأحداث الرئيسية.
هؤلاء اعتبروا بأن القصة سيئة وبدايتها بطيئة. والحوارات لم تعجبهم وردود فعل الشخصيات باردة بشكل مستفز ولا تشعر بأنك تتعلق بالشخصيات. والمشاهد يعيبها تعابير الشخصيات أحيانًا وكون بعض الحوارات غير متقنة. والبعض اعتبر القصة مملة مع الكثير من الثغرات بأسلوب الحبكة والذي ترك اللاعب بالنهاية مع أسئلة أكثر من الأجوبة التي تم الإجابة عنها بالنهاية، والعالم المفتوح بالرغم من روعته الرسومية وشدة الإبهار بالجرافيكس، لكن عندما يتم مقارنته بألعاب العالم المفتوح الأخرى نلاحظ بأنه ينقصه الكثير من الميزات.
وآخرون ذكروا بأنه ما زال هنالك برود بتصميم وجوه الشخصيات والأنيميشن الخاص بالتعابير، حتى هناك من عاب على اللعبة بأن الشخصيات فيها سطحية. وبأنه مع الآسف شخصية ألوي لا زالت تلك الفتاة ذات الملامح السطحية والتي بعض الأحيان تبدو كشخصية جانبية لا تظهر أي مشاعر على وجهها في اللحظات المطلوبة.
قتالات الزعماء تحسنت بشكل كبير ففي الجزء الأول لم يكن هناك معارك زعماء كافية أما الآن فلدينا تنوع هائل بالزعماء مع اختلاف آلية مواجهتهم. والاهم أن اللعبة تحفز على القتال التكتيكي حيث عليك استكشاف نقاط ضعف العدو واستخدام السلاح المناسب ضده، وما يزيد المتعة أكثر هو وجود أكثر من 40 وحش آلي يجوب العالم مما يعني تنوعاً أكبر في أساليب اللعب ومواجهة الأعداء مع الكثير من التحدي خصوصاً مع الذكاء الاصطناعي المذهل لتلك الآلات.
تم انتقاد أسلوب القتال مع البشر الذي ما زال ضعيفاً وغير ممتع ولا يقدم تحديًا ويقتصر على حركة أو اثنين بالرمح. مع عيوب واضحة في الذكاء الاصطناعي لهؤلاء مثلاً إن قمت بقتل أحد أعضاء العشيرة أمام أصدقاءه وأنت متواري عن الانظار فهم لن يلاحظوا وجودك، أو حتى عندما يقومون بتفتيش المنطقة ويمرون بجوارك لن يكون هناك أي استجابة لتواجدك. حيث لم تكن المواجهات مع البشر على قدم المساواة مع باقي العناصر، وعانت من التصرفات غير المنطقية والسذاجة في بعض الأحيان.
وسمعت من البعض بأنه ليس هناك تقدم بميكانيكيات التسلل البالية والقديمة أو التسلق الذي لا يمنحنا أي تحدي، والبعض تمنى لو طور جوريلا بعض عناصر العالم المفتوح وقدم أفكاره الخاصة فيه.
مع انتقاد لنظام تجميع الموارد والتركيب باعتباره يصبح مزعجاً مع الوقت. حيث أن تطوير سلاح واحد فقط لأعلى مستوى قد يستغرق منك ساعة أو أكثر من البحث والقتال، وأحياناً تجده غير مجدي خصوصاً أنك ستغير السلاح بالكامل قريباً.
أحدهم منح اللعبة تقييم 0 وقال بأن هذا بسبب شعوره أنها مجرد محتوى إضافي من الجزء الأول، ولكثرة الحوارات المملة والتي ينبغي عليك ضغط الزر عدة مرات لتخطيها، بجانب القصة التي وصفها بالغبية وعدم شعوره بالشخصيات وثقلها باللعبة. ولاعب ثاني انتقد شكل وجه ألوي وبأن الحوارات باللعبة كانت مملة، وقيل أنها لا تستحق سعر 70 دولاراً فهي عبارة عن استنساخ لألعاب يوبيسوفت.
ماذا عن الرأي الآخر؟
المدافعون عن القصة يقولون بأن من انتقدها هو من لم يلعب الجزء الأول أو من لم يفهم ويتعمق بقصته، وهؤلاء قالوا بأن القصة جميلة وتحتوي مفاجآت كثيرة. والبعض ذكر بأنه بالرغم من أن القصة قد تكون عبارة عن قصة “كليشيه” متوقعة تتحدث عن تهديد آخر يهدد العالم. لكنها سرعان ما تتشعب لحكايا أصغر وفيها كثير من الاسقاطات على عالمنا المعاصر وربطه بما يواجهه البشر بعد آلاف السنين. حتى تقدم مفاجآت وإجابات صادمة على تساؤلات ظلت عالقة منذ الجزء الصادر في 2017.
وهناك من أشاد بالمهام الفرعية معتبرين بأنها حظيت باهتمام كبير تماماً كمهام القصة الرئيسية، فهذه المهام شهدت مفاجآت غير متوقعة ونهايات درامية، وتنوعت أحداثها بشكل رائع ما بين مطاردات وعمليات صيد واستكشاف لمناطق غير مألوفة.
كذلك تم مدح المحتوى الضخم في هذه اللعبة من مهام رئيسية إلى الجانبية وأنشطة متنوعة موزعة بعالمها المفتوح فيستحيل أن تسير بالعالم ولا تجد نشاطا تقوم به كالأحداث العشوائية التي قد تصادفك مثل أن تنقذ شخص من هجوم روبوت أو غيرها.
فاللعبة تقدم محتوى مهول قد يمتد لنحو 100 ساعة لإنهائه كاملًا، رغم ذلك، لن يتسرب الملل إليك في أي لحظة مع التنوع الكبير في ترسانة الأسلحة والأعداء والمهام والروبوتات التي توفر مواجهات لا تنسى وتجبرك على تغيير أساليب لعبك بشكل مستمر لإنجاز المهمة على أكمل وجه. فأكثر ما يميز هذه اللعبة هو تنوعها فهناك ترسانة أسلحة وأدوات بتعديلات وتطويرات لا تحصى.
فوق ذلك هناك من يرى بأن شجرة المهارات متشعبة وتقدم قدرات تلائم كل لاعب بحسب الطريقة التي يفضلها باللعب سواء تسلل أو تعزيز القدرات العلاجية أو مهارات الصيد أو تلك الخاصة بقدرة ترويض الروبوتات.
تصميم المراحل ومناطق القتال تحسنت كثيرا عما كانت عليه بالجزء الأول، فدوما ما ستجد أمامك أشياء يمكن أن تستفيد منها بالعالم ضد خصومك. مع استخدام الخطاف والمظلة لمصلحتك ضمن أرض المعركة
اللعبة مصممة كي تحفزك على الاستكشاف حيث تثير فضولك لإمضاء ساعات بعالمها دون ملل.
آخرون وجدوا أن هناك تحسناً بقتال البشر والاشتباك القريب أصبح ممتازا مع امكانية تنفيذ كومبوهات قتالية كان تضرب بالرمح ثم تقفز وتسدد سهم نحو الخصم. حتى أن شجرة المهارات تمكننا من تنفيذ حركات قتالية متتالية (كومبو) للمعارك قريبة المدى. يمكن لأحد مجموعات الكومبو كسر صد العدو، وأخرى تجعل ألوي تدور لضرب عدة أعداء سوية.
بالختام، الغريب مع هذه اللعبة أن الآراء كما ترون كانت متضاربة بشدة فقد تجد أشخاصاً ينتقدون القصة وبالمقابل آخرين يمتدحونها بشدة لدرجة شعرت بأنني أمام آراء حول لعبتين مختلفتين وليس عن اللعبة ذاتها! لذا نود سماع آرائكم أنتم حول تجربتكم للعبة وهل تنصحون بقية اللاعبين بشرائها أم لا؟
خلاصة الآراء
الغالبية وبنسبة ٤٤٫٧٪ وجدوا بأنها أسطورية وممتازة بكل جوانب، في حين أن ٢٢٫٨٪ قالوا بأنها جيدة وممتعة. في حين قال ١٧٫٥٪ بأنها مخيبة للآمال و١٤٫٩٪ قالوا بأنها نص ونص.