يُعتبر المطور “هوارد سكوت وارشو” أحد أشهر مطوري صناعة الألعاب، وعلى الرغم من أن الكثيرين يروّنَ الشهرةَ أمرٌ جيّد، إلّا أن هذا المطور اشتهر بفضل لعبته التي تحمل اسم ET المستوحاة من الفيلم الذي أخرجه ستيفن سبيلبرج، والتي صُنِفَت كـ “أسوأ لعبة في التاريخ”، ليس ذلك فحسب، بل يُحمِّلُه البعض أيضًا مسؤولية انهيار شركة “أتاري” الشهيرة.
بداية الأحداث بدأت عندما فكّر “ستيفن” ما إن كان بإمكانه المشاركة في صُنع لعبة أفضل من Pac-Man التي تملّكت قلوب العديد من اللاعبين وحققت ناجحًا باهرًا حينها، وبالفعل هذا ما حدث في شهر يوليو من عام 1982 الذي كانت تحلق فيه شركة “آتاري” عاليًا بنجاحِها الخفاق، حيث دفعت 21 مليون دولار للحصول على حقوق لعبة “ستيفن” ET.
وبعد ذلك، كلّفت الشركة المطور “هوارد سكوت ارشو” بتصميم اللعبة، وذلك لارتفاع سهمه بشركة آتاري واعتباره واحدًا من أنجح المطورين وقتها، حتى أن “ستيفن” كان يعتبر “ارشو” عبقرية مشهودة.
ويحكي آرشو القصة قائلًا:
لقد كان اليوم الذي سيظل عارًا في تاريخي إلى الأبد، كنت جالسًا في مكتبي وأتتني مكالمةٌ من الرئيس التنفيذي لشركة آتاري يقول فيها “هوارد، نحتاجك لتطوير لعبة ET ، هل بإمكانك فعل ذلك؟” وأنا قُلت: “بالتأكيد أستطيع فعل ذلك” لأن “ستيفن” يعد يعتبر أحد أبطالي.
وأضاف:
“أكمل الرئيس التنفيذي قائلًا: “نحتاج اللعبة في الأول من سبتمبر” هذا يعني أن لديك خمسة أسابيع لتطويرها” الغريب أن تطوير الألعاب حينها كان يحتاج منك من سِتة إلى ثمانية أشهر وليس خمسة أسابيع.
ومن ثمّة قال: “صمم اللعبة وفي صباح يوم الخميس، اذهب إلى المطار وستجدُ هناك طائرة Learjet تنتظرك لتصحبك للسيد سيلبيرج”.
وبالفعل اتجه “ارشو” من مقر آتاري في كاليفورنيا إلى لوس أنجلوس.
ذهبت لستيفن، ووضعت تصميم اللعبة الكامل بين يديه، وأخبرته أنني أعتقد أنه من المهم حقًا أن نفعل شيئًا مبتكرًا، مؤكدًا أن فيلم ET كان رائعًا ونحن بحاجة لتطوير لعبة رائعة.
وبعد انتهاء “ارشو” من تطوير اللعبة، طلبت إدارة “آتاري” تخصيص مبلغ 5 مليون دولار للحملة الترويجية الخاصّة، وهو رقمٌ -وقتها- لو تعلمون كبير.
وبالفعل انتشر الإعلان في الصحف والمجالات، وحتى التلفزيون، حيث ظهر -هناك- المخرج ستيفن سبيلبرج بنفسه.
كان أرباب العمل في أتاري مقتنعين بأن أي شيءٍ يحمل اسم ET حينها سيجلب الملايين والملايين، وفعلًا في البداية صُنفت اللعبة ضمن أكثر الألعاب مبيعًا، لكن هذا ما أتى بالمشاكل.
حيث اشتكى العديد من اللاعبون بأن شخصية ET تقع بشكلٍ غير مفهوم في الحُفر وتتعثر، وواحدةٌ من هؤلاء اللاعبيت يبلغ العاشرة من عمره أخبر جريدة “نيويورك تايمز” ان اللعبة لم تكن ممتعة، وهذا ما علمته أتاري لاحقًا.
وأخيرًا أدركت إدارة أتاري أن لعبة ET لم تكن كما توقعوا، وفي بداية ديسمبر من نفس العام، أعلنت أن مبيعاتها كانت مخيبة للآمال وانخفاض القيمة السوقية لشريكتها “وارنر” للاتصالات، ليس ذلك فحسب، بل تأثير ذلك على سوق الألعاب أجمع.
بعد موسم أعياد الميلاد، بيعت منها 1.5 مليون نُسخة، لكن هذا ليس كافيًا خصوصًا وأنك كنت تستهدف بيع 4 ملايين نُسخة.
وبحلول الربع الثاني من 1983 أعلنت أتاري بلوغ خسائرها 310 مليون دولار أمريكي، وبدأ المستهلكون بالتوجه لأجهزة الكمبيوتر المنزلية التي أصبحت متشبعة بألعاب الفيديو.
وكمحاولة لتجنب الانهيار، استغنت الشركة عن الكثير من العمالة لديها، لكن ذلك لم يؤتي بثماره، وفي يوليو 1984 أعلنت وارنر التخلي عن أتاري مقابل 240 مليون دولار.
ويكمِل آرشو:
أخذت بعض الوقت للتعافي من التجربة برمتها، اتجهت للعمل في قطاع العقارات لعدة سنوات، لكني كرهته، وفي الأخير عُدت إلى التكنولوجيا، كمدير ومخرج ألعاب، لكن الأمر لم يعد كالسابق، وانتابني الاكتئاب.
وينهي “آرشو” حديثه مؤكدًا:
هل كانت ET أسوأ لعبة في التاريخ؟ ربما لا، لكن تسببها في سقوط شركة مثل أتاري هو ما جعلها كذلك.
في الواقع لا أحب أن يعتبرني الناس مصمم أسوأ لعبة في التاريخ، لأنني قمت بتصميم لعبة Yars Revenge التي تعتبر أيضًا واحدة من أفضل الألعاب على مدار العصور، فأنا عملت على تصميم مجموعة ضخمة من الألعاب، أكثر من أي مصمم في التاريخ.
أخيرًا، هل توافق على منحه لقب مصمم أسوأ لعبة في التاريخ؟ أم ترى أن إدارة أتاري هي من تسببت في ذلك؟ شاركنا في التعليقات أدناه.