مرّت علينا من بداية عصر الألعاب اجهزة محمولة كثيرة جدا، القليل منها نجح و كثير منها فشل بشكل كبير.
البداية الحقيقية لثورة الأجهزة المحمولة كانت في نهاية الثمانينات و بداية التسعينات بعد ما اصدرت نينتيندو (Nintendo) اول جهاز جيم بوي (Game Boy) لها و بنهاية عام ١٩٩٢ حقق الجهاز مبيعات عالية تقدر بـ ٢٥ مليون جهاز!
توالت بعدها اصدارات الأجهزة من شركات كثيرة و مختلفة، بعضها و يمكن اغلبها ما كان معروف بشكل كبير مثل جهاز (Wonderswan Color) اللي انتجته شركة بانداي (Bandai) المعروفة في عام ٢٠٠٠م، و ايضا جهاز (Game Park 32) اللي انتجته شركة جنوب كورية في عام ٢٠٠١م، و كذلك جهاز (Sega Game Gear) و اللي انتجته شركة سيجا (Sega) في عام ١٩٩١م، ولا ننسى طبعا جهاز الـ (N-Gage) و اللي كان جوال و جهاز ألعاب في نفس الوقت من انتاج شركة نوكيا (Nokia).
السيطرة الحقيقية في هذا السوق كان بيد شركة نينتيندو (Nintendo) بسبب ألعابها المتنوعة و الرهيبة و اجهزتها المختلفة، فبعد اصدار اول جهاز جيم بوي بوي، اصدرت الشركة جهاز القيم بوي كولور (Game Boy Color) و اثبت نجاحه مثل السابق، ثم نزلت جهاز جيم بوي ادفانس (Game Boy Advance) في عام ٢٠٠١م. ثم بعد ذلك نزلت جهاز نينتيندو دي اس (Nintendo DS) و اللي كان بداية ظهور شاشات اللمس،
ثم اخيرا انتهت بجهاز الثري دي اس و المسمى عربيا بـ “العدس” (3DS) و اللي حقق نجاح منقطع النظير حتى الان ببيعه ٤٢.٧٤ مليون جهاز حتى ديسمبر ٢٠١٣.
المنافس الوحيد لأجهزة نينتيندو كان جهاز البي اس بي (PSP) الصادر عام ٢٠٠٥ و اللي صنعته شركة سوني، و نجح و بقوة في منافسة نينتيندو ثم بعد ذلك نزلت سوني جهازها المعروف حاليا بلايستيشن فيتا (VITA) و اللي صار ينافس “العدس” ، لكن الفيتا مع الاسف يعاني من ضعف شديد في مكتبة الالعاب، و هذا اللي يخلي العدس يتقدم عليه في هذي الناحية، اما كتقنية و مواصفات فالفيتا يتفوق على العدس بكثير.
من وجهة نظري الخاصة، سبب عزوف اللاعبين عن الاجهزة المحمولة – متعوب على كلمة عزوف 🙂 – هو ان كثير منهم ينتظر العاب هاردكور او خلنا نقول ألعاب “تختيم” ، بينما في نظري الاجهزة المحمولة هي الغرض منها انك تستمتع بوقتك بألعاب بلاتفورم في اثناء اوقات الانتظار او غيرها، لكن هذا ما يمنع انها تستقبل العاب مميزة و حقت تختيم مثل ما شفنا في الفيتا و لعبة انتشارتد (Uncharted) و ايضا في العدس و لعبة ريزدنت ايفل ريفيليشنز (Revelations)، لكن من وجهة نظري الخاصة فالأجهزة المحمولة بالاساس هي للالعاب “الطقطقة” ان صح التعبير!
حاليا مع نزول جهاز البلايستيشن ٤، انتعشت مبيعات جهاز الفيتا بفضل خاصية الريموت بلاي (Remote Play)، حتى انا شخصيا ما شريت الجهاز الا بعد ما اقتنعت بهذي الخاصية، و صرت اتوقع في السنوات الجاية ان كثير من الاجهزة ممكن انها تنزل جهاز محمول مع جهازها الاصلي لدعم مميزات زيادة، و اتوقع في حال ان نينتيندو اعلنت عن جهاز منزلي جديد فرح يكون مصاحب له جهاز محمول جديد يدعمه !
لكن يبقى السؤال الان، بعد هذا التاريخ الطويل للاجهزة المحمولة، ليه شريحة كبيرة من اللاعبين مازالت غير مقتنعة بهذي الاجهزة حتى لو قدمت العاب ممتازة و تقنيات جديدة رهيبة؟ اترك لك عزيزي القارئ حرية المناقشة في التعليقات بالاسفل