احتفلت روكستار في هذا العام بالذكرى السنوية 25 لولادة GTA سلسلة ألعاب حرامي السيارات العريقة، لكن نشأة هذه السلسلة كانت مختلفة عما وصلت إليه الآن وفي مقالنا هذا من ثقافة الألعاب قررنا أن نحدثكم عن السلسلة وكيف نشأت وما التغييرات التي طرأت عليها إلى أن وصلت لما هي عليه الآن.
مطور GTA لم يكن واثقاً من نجاحها
علمنا بأن بعض مطوري اللعبة الأوائل لم يكونوا متفائلين جدًا بشأن مستقبلها، واعتبروها ذات مرة بأنها “لن تنجح على الأرجح”. هذا ما صرح به Colin Macdonald منتج GTA 2 بمقابلة مع BBC 5 حيث أعادنا لذكريات العمل على إنشاء سلسلة جراند ثيفت أوتو لأول مرة في استوديو DMA Design، والذي يعرف الآن باسم Rockstar North.
فقال Macdonald أن أول لعبة GTA في عام 1997 لم يكن لديها أفضل التوقعات. في ذلك الوقت، قال ماكدونالد إنهم كانوا يعملون على سبعة مشاريع، أظهر استطلاع للرأي أُجري بين موظفي تطوير الألعاب في DMA أي من الألعاب السبعة تلك التي كان لدى الاستوديو نفسه أكبر قدر من الأمل فيها. أي أيهم سيكون الأكثر نجاح وأيُّهم قد يواجه الفشل. الغريب أن الغالبية كانوا يقولون بأن GTA لن تنجح.
كادت أن تكون لعبة نتحكم فيها بديناصور!
اللعبة الأولى في السلسلة بحسب Colin Macdonald تعرضت للكثير من عمليات إعادة التطوير، وهذا لأن اتجاه اللعبة لم يكن واضحاً في منتصف عملية التطوير، كما عانت من مشاكل وأخطاء كبيرة، ولا يمكنك لعبها لأكثر من دقيقتين دون أن تتوقف عن العمل، لذلك، لم يكن هناك الكثير من الثقة في المشروع. فقد بدأت كلعبة حيث يتجول اللاعبون كديناصور يدمر المباني.
” كان مايك ديلي، أحد المبرمجين المؤسسين الأصليين في DMA، يقوم أساسًا بتجربة تقنية كطريقة لإظهار كيف يمكن أن تبدو المباني ثلاثية الأبعاد من أعلى إلى أسفل. لذا فقد ابتكر لعبة ديناصور بشكل أساسي. كان لديك هذه المدينة التي تتحرك في شكل ما من أشكال ثلاثية الأبعاد، لكنك ستكون ديناصورًا يتجول ويدمر المباني. هذا ما بدأته لعبة Grand Theft Auto”
مطاردة السيارات Race ‘n’ Chase
في وقت لاحق، أضاف DMA سيارات إلى اللعبة وغير توجهها من أجل إعطاء عالم اللعبة حيوية أكبر. بعدها لمعت فكرة برأس أحد أعضاء فريق التطوير حيث قال لهم، “كيف يمكن أن تبدو التجربة إذا كان بمقدور اللاعب قيادة مركبة بدلاً من الديناصور؟”. وهذه الفكرة حازت على رضا معظم المطورين وبدأوا بتنفيذها. من هنا تبلورت فكرة لعبة مطاردة السيارات Race ‘n’ Chase
حرامي السيارات Grand Theft Auto
بداية السلسلة الفعلية كانت عام 1997 حيث طورها DMA Design الاسم السباق لفريق روكستار نورث، الجزء الأول من اللعبة وليد الصدفة حيث نشأ عن طريق خطأ تقني فالاستوديو كان يريد تطوير لعبة باسم Race N Chace وكان مفترض أن تكون لعبة سباق سيارات ومطاردات لكن حصل خطأ جعل الشرطة تلاحق سيارات اللاعبين بعنف وهنا خطر ببال المطور تحويل فكرة اللعبة إلى سرقة سيارات وهروب من الشرطة.
أحد المطورين أن يجعلوا اللاعب يخرج من المركبة ويتنقل من مكان إلى آخر ويعود إلى مركبة أخرى. بعدها تم إضافة المؤثرات البصرية والحركية والصوتية ومحطات الراديو والمزيد من المركبات والأسلحة. وهنا بدأ الفريق يدرك بأنه أمام لعبة ممتعة وفريدة لدرجة أنه بات يلعبها بوقت فراغه وهذا أمر نادر الحدوث، فمن المعروف أنه بعد قضاء بضع سنوات في تطوير شيء ما، عادة ما تشعر بالضجر لرؤيته من جديد فآخر شيء تريد القيام به هو رؤيته مرة أخرى في أوقات فراغك.
تبدلات كثيرة رافقت أجزاء السلسلة وصولاً للأسطورة GTA 5 محطمة الأرقام القياسية
الجزء الأول كان من منظور رؤية من الأعلى يعتمد على وجود 6 مراحل، وعلى اللاعب في كلِّ مرحلة جمع عدد معين من النقاط عن طريق إكمال المهمات، لكي يستطيع الانتقال إلى المرحلة التالية، والمهمات كانت تتراوح بين سرقة السيارات والهروب من الشرطة وبفضل فكرته الجديدة حقق نجاحات هائلة.
توالت بعد ذلك إصدارات هذه السلسلة وكانت روكستار بين الحين والآخر تحقق قفزات نوعية فيها، فمثلاً بالعام 2001 وبعد خيبة الأمل بمبيعات الجزء الثاني أحبت روكستار أن تنتقل بالسلسلة لمستوى آخر تتماشى فيه مع الألعاب الثلاثية الأبعاد فقدمت مع GTA 3 حرية بالتجول واستخدام الأسلحة ولكن طرح هذه اللعبة رافقه موجات من الانتقادات الإعلامية بسبب العنف الزائد فيها.
ومن الألعاب المميزة بالسلسلة هي Grand Theft Auto: San Andreas الصادرة عام 2004 والتي تحكي لنا قصة محبوكة تتمحور حول العائلة والعصابات والخيانة بطلها شخصية CJ واعتبرت إحدى أفضل ألعاب الجيل السادس من الأجهزة المنزلية بذلك الوقت بفضل عالمها الشاسع والمقسم بين العصابات والحرية الكبيرة للاعبين وتنوع الأسلحة والقدرات. وهنا تعد الخطوة الأولى لروكستار باتجاه تطبيق الواقعية باللعب فأصبح بإمكان بطل اللعبة أن يمارس الرياضة ليصبح أقوى وأن يأكل ليحسن صحته، وإذا بالغ في تناول الطعام سيتعرض للسمنة ويفقد لياقته.
وفي 2008 شهدنا نقلة نوعية أيضاً بالسلسلة مع إصدار GTA 4 هذا الجزء يعتبره الكثيرين الأفضل لناحية القصة فهي أعادتنا لمدينة Liberty City والبطل جندي روسي يدعى نيكو يسعى للهرب من ماضيه وتمتاز القصة بطابع العاطفة والخيانة مما جعل الكثيرين متعلقين بها، وفيها تم توسعة العالم مع زيادة حجم الأنشطة التي يمكن القيام بها أكثر من أي جزء سابق ناهيك عن إضافة طور اللعب الجماعي الذي قدم تجربة جديدة بعالم السلسلة.
في 2013 حصلنا على أحدث أجزاء السلسلة هي اللعبة الغنية عن التعريف صاحبة الأرقام القياسية بالمبيعات والتي أذهلت صناع الألعاب، ففيها تفوقت روكستار على نفسها وتمكنت من طرح جزء لا يشبه السابق ولم تقع بفخ التكرار والنمطية كما يفعل الغير، في GTA V بات لدينا 3 شخصيات قابلة للعب لكل منها قصته ومعاناته التي قدمت بحبكة روائية بغاية الروعة ومليئة بالدراما، مع إتاحة فرصة التبديل بين الشخصيات أثناء اللعب، كما قدمت حرية واسعة باللعب فيمكنك فعل أي شيء تريده كل هذا تبعه طور أونلاين ممتع جذب ملايين اللاعبين.
نجاح اللعبة الأسطوري تبين من أول يوم لها بالأسواق حيث حصدت أكثر من 800 مليون دولار وهو رقم تجاوز عائدات أضخم الأفلام آنذاك، أما تكلفة إنتاجها فقدرت بنحو 265 مليون دولار أي أنها استعادت ومن اليوم الأول كلفة التطوير وهي حتى هذا اليوم لم تتوقف على در الأموال لجيوب الشركة. ودخلت موسوعة جينيس مع 7 أرقام قياسية منها أسرع ملكية ترفيهية في تحقيق مليار دولار وأكثر ألعاب الفيديو مبيعاً في 24 ساعة.
إذاً السلسلة التي لم يكن مطورها واثقاً من نجاحها هي الآن أشهر عنوان ترفيهي بالعالم والجميع ينتظر بشوق لعبة GTA 6 التي تظن مايكروسوفت بأن روكستار ستطرحها في 2024.