صحيت اليوم الصباح وانصدمت أول ما قريت إشاعة استحواذ جوجل على خدمة تويتش للبث المباشر. ويبدو لي أن الموضوع أكبر من مجرّد إشاعة عابرة، خاصة ان اليوتيوب يعانون من ضعف في خدمة البث المباشر (خاصة من الجيمرز)، وبالتالي استحواذهم على خدمة تويتش أمر منطقي جداً وغير مستبعد.
شخصياً خوّفني الخبر أكثر مما فرّحني. فخلينا نتكلم عن الإيجابيات والسلبيات المحتملة في حال تمّت الصفقة بما اننا ندير قنوات في الخدمتين (تويتش ويوتيوب) من فترة طويلة، وعندنا تجارب كثيرة معهم:
نبدأ أولاً بالسلبيات..
1. سيطرة جوجل بشكل كامل على سوق الفيديو والبث المباشر
وهالشي سيء لأنه ببساطة المنافسة تحفّز الشركات على التطوّر والإبداع. اذا جوجل اشترت تويتش فراح تصير يوتيوب خدمة متكاملة ما ينافسها أحد في السوق. ما راح يكون فيه أي بديل قريب من جودة تويتش في البث و جودة يوتيوب في الفيديو (أو على الأقل عندهم جمهور مثل جمهورهم).
2. جوجل شركة عملاقة باجراءات معقّدة وتطوّر بطيء
بينما في المقابل تويتش شركة ناشئة فيها أقل من 200 موظّف، وبالتالي سرعتهم في التطوّر وجرأتهم في اتخاذ القرارات أفضل من جوجل اللي مسيطرة عليها البيروقراطية (اذا ما تعرف وش البيروقراطية فخلنا نقول ان الشغل عندهم يمشي بالموت). حالياً تويتش تقدر توصل للمسؤولين فيها بكل سهولة لحل المشاكل أو اقتراح تطويرات، مع جوجل استبعد ان هالشي بيصير. أغلب المشاكل اللي واجهنا على اليوتيوب ما انحلت، حتى بعد ما تواصلنا معهم ووعدونا انهم يحلونها لنا، عكس تويتش اللي حلوا لنا جميع المشاكل اللي واجهناها، أو على الأقل وضحوا لنا متى يبون يحلونها (أو كيف).
3. جوجل معروفة انها “تحشر” منتجاتها في الخدمات للي تشتريها
ناس كثير – بعد ما عرفوا عن الخبر – شايلين هم دمج جوجل بلس مع تويتش. شخصياً ما أشوف هالشيء مشكلة. اللي أشوفه مشكلة هو في حال قرروا يستخدمون نظام الحقوق (Content ID) اللي موجود في اليوتيوب، وقتها بيصير أنواع الاستقعاد والتطفيش للناس اللي يبثّون. حالياً تويتش يخلونك تسوي اللي تبي (حتى تشغّل أغاني لو بغيت)، بس أشك ان جوجل راح تكون مرنة لهالدرجة. وفي حال تعاملوا مع تويتش زي ما يتعاملون حالياً مع اليوتيوب فراح يحرقون الخدمة وينزلونها في الأرض!
أما بالنسبة للإيجابيات..
1. هالشي ممكن يعني دخل أفضل للشركاء في تويتش
شركاء تويتش (او اللي عندهم بارتنر) مثلنا ممكن يحصلون على دخل أفضل بعد ما تمسك جوجل الاعلانات. تويتش حالياً أدائه سيء جداً (في منطقتنا على الأقل) من ناحية الدخل اللي يجي من الاعلانات. جوجل عندها قاعدة عملاء جبّارة تعلن من خلال نظام الاعلانات حقها، وفي حال صار هو المُستخدم في تويتش فهالشي بيفيد أصحاب القنوات مثلنا بشكل كبير من ناحية زيادة الدخل، وبالتالي يساعدهم يقدّمون محتوى أفضل ويقضون وقت أكبر في البث المباشر.
2. تطوير مشغّل وواجهة تويتش
حالياً مشغّل تويتش (الـplayer) ما يشتغل على الجوال، وصراحة أداءه سيء اجمالاً مقارنة بحق اليوتيوب. ممكن جوجل تفيد تويتش بشكل كبير من هالناحية، بالإضافة لتطوير التصميم العتيق اللي يستخدمه موقع تويتش حالياً.
3. دمج خدمة البث مع قنوات اليوتيوب بشكل أفضل
ندير حالياً قناتين وحده على يوتيوب ووحدة على تويتش، وبيكون شي ممتاز بالنسبة لنا لو نقدر نديرهم كلهم من نفس الواجهه، ونوجّه متابعينا لقناة وحده فقط.
رأيي الشخصي
شخصياً أتمنى تستمر خدمة تويتش خدمة مستقلة وما تشتريها جوجل عشان تستمر المنافسة في السوق، وعشان تستمر تويتش الشركة الصغيرة الرهيبة اللي نحبها. ما تعجبني أبد فكرة سيطرة شركة وحدة على أي سوق لأن هالشي عادة يعني ان تطوّره راح يصير بطيء، وعندنا تجارب سيئة بما فيه الكفاية مع جوجل (في قناتنا على اليوتيوب) تخلّيني أتخوّف من الموضوع كله صراحة.
لكن وش رأيك انت؟ هل تشوف ان الصفقة هذي في حال تمّت راح تفيد الجيمرز تحديداً؟ شاركنا برأيك في التعليقات