سطرت God of War تاريخًا جديدًا مع الجزء الصادر في عام 2018 لجهاز PS4، والذي قدم تغييرات جذرية مقارنة بالثلاثية الأولى سواء في الأحداث أو الشخصيات أو العالم الافتراضي أو آليات اللعب أو كاميرا التصوير.
وبينما يترقب الجميع الكشف عن أسلوب لعب العنوان الجديد المفترض إطلاقه في عام 2022، نستعرض معكم في سلسلة مقالات ثقافة الألعاب مجموعة من الأحداث التي سبقت قصة لعبة استوديو Santa Monica الصادرة قبل ثلاثة أعوام وكيف تم ربطها باللعبة التي نالت إشادة واسعة وحققت نجاح مدوٍ.
التفاصيل التالية تتضمن حرق لأحداث الجزء الثالث والرابع، لذا وجب التنبيه، اقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
ابتعاده عن أتريوس في مرحلة الطفولة
بسبب أسراره التي يأمل أن لا يعرفها أي شخص، وقضاء معظم وقته في الغابة، ابتعد كريتوس عن ابنه في مرحلة النضوج، ويلاحظ الجميع أن علاقتهم بدأت بشكل فاتر في الجزء الرابع، ولمعرفة مدى التباعد بينهما يكفي أن تستمتع لكلمات ابنه وهو يصلي لأمه المتوفاة ويخبرها “من فضلك لا تتركيني هنا معه”.
لا يعرف كريتوس أي شيء عن ابنه، حتى أنه لا يعلم ما إذا كان بإمكانه الصيد أم لا، وربما يكون السبب الرئيسي في انقطاع العلاقة بعد ولادة أتريوس هو اعتقاد كريتوس أن هذا القرار في مصلحة ابنه حتى لا يطارده ماضي والده الحافل بالدماء والغضب والكراهية، رغم ذلك وجد كلاهما نفسه مضطرا للتعايش مع الآخر بعد رحيل “فاي”.
شعوره بالندم على أفعاله في أوليمبس
يُظهر الجزء الرابع جزءًا مختلفًا تمامًا من شخصية كريتوس، وستشعر أنه إذا كان لديه القدرة على العودة بالزمن للخلف ربما أتخذ قرارات مختلفة كليًا عن ما فعله، ويظهر هذا الأمر بوضوح في النصائح التي يوجهها لأتريوس من فترة للأخرى حتى لا يصبح وحشًا يعميه الغضب كما حدث مع والده.
يدرك كريتوس جيدًا أن بعض العقبات لا يمكن حلها بالعنف، خاصة مع تقدمه في العمر ورؤية الأمور من منظور مختلف، حيث اتخذ قرارًا بعدم العبث مع الآلهة، والابتعاد عنها قدر المستطاع بعد أفعاله في أوليمبس، وحاول جاهدًا إرشاد ابنه لنفس الطريق.
انعدام الثقة في الآلهة
أحد أكبر الدروس التي يحاول كريتوس زرعها في رأس أتريوس هو أن الآلهة ليست دائمًا كما يعتقد ولا يمكن الوثوق بها، رغم أن أحداث اللعبة لم تتطرق للآلهة النوردية بشكل مباشر واكتفت بشخصيات أسطورية بسيطة مثل Mimir والأقزام، ولكن ربما يتغير الوضع في الجزء القادم.
لقد رأى كريتوس كل الفساد والأفعال المشينة التي يمكن أن تفعلها الآلهة وعاشها بنفسه، حتى عندما كان إلهًا، لذا، من الطبيعي أن يكون أول من يعترف أن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهي السفن.
وصوله للأراضي الإسكندنافية وعزل نفسه
بافتراض أن كريتوس أبحر مباشرة إلى النرويج، فقد سافر حوالي أربعة إلى خمسة آلاف ميل، بالنسبة للقارب الشراعي الحديث، قد يستغرق ذلك أسبوعين، ولكن بالطبع، لم يكن لدى كريتوس مركب شراعي حديث ولا يعرف اللاعبون أيضًا ما إذا كان قد توقف على طول الطريق أم أنه تجول في العالم لفترة من الوقت قبل الاستقرار على وجهته المقبلة.
لماذا قرر اختيار تلك البقعة الجغرافية تحديدًا؟ قد تكون النرويج مناسبة له كمكان به جبال لعزل نفسه فيه، ومكانًا مثاليًا لمحاربة شياطينه الداخلية، نعلم أيضًا أن العالم كله لم يتعرض للدمار في God of War 3، بل اليونان فقط.
فقط اليونان هي من دمرت في نهاية الجزء الثالث
أوضحت God of War 4 حقيقة لا تحتمل الشك، وهو أن العالم بأسره لا يقع تحت سيطرة آلهة واحدة، فالآلهة اليونانية تحكم اليونان فقط، والآلهة المصرية تحكم مصر فقط، والآلهة الإسكندنافية تحكم الأراضي الاسكندنافية فقط، وقد ثبت ذلك من خلال حقيقة أن حرب كريتوس مع الآلهة الإغريقية تسببت في دمار اليونان فقط، بينما كل شيء على ما يرام في النرويج، على الأقل في الوقت الراهن.
شهرته سبقته للأراضي الإسكندنافية
على ما يبدو أن كريتوس أكتسب شهرة واسعة بعد نهاية أحداث الجزء الثالث وربما تم تصويره كبطل في اليونان رغم أننا لا نملك أي تفاصيل مؤكدة عن تلك الفترة، ولكن خلال أحداث الجزء الرابع، يعثر كريتوس على مزهرية تحمل صورته قبل أن يقوم بتدميرها سريعًا.
كانت تلك المزهرية جزءًا من مجموعة سلع مصنوعة يدويًا، لذا فمن المحتمل أنها جاءت من اليونان، حيث يبدو أن جميع الناس في اليونان يعرفون من هو Ghost of Sparta جيدًا، ومن المحتمل أن ما فعله هناك تجاوز كل الحدود ووصل بالفعل إلى الأراضي الإسكندنافية حتى قبل وصوله هو شخصيًا.
فاي أخفت حقيقتها عن كريتوس، ولكن لماذا؟
في نهاية الجزء الرابع، يتوصل كريتوس لحقائق مذهلة عن “فاي” زوجته الثانية وأم ابنه، كانت فاي عملاقة وكان اسمها Laufey، وإذا بحثت عن Laufey، فهي شخصية في الأساطير الإسكندنافية ومن المعروف أنها والدة Loki.
لم يكن مفاجئًا أنها احتفظت بهذا السر بعيدًا عن أتريوس، ولكن لماذا أخفت تلك الحقائق عن كريتوس؟ خاصة وأن البطل الشهير أخبرها بماضيه وحياته المأساوية، للأسف لا يوجد أي إجابة على هذا السؤال في الوقت الراهن، ولكن ربما يوضح الجزء القادم تلك الجزئية بشكل مفصل.
تم تسمية أتريوس على اسم صديق يوناني قديم
علمنا أنه بينما أرادت فاي تسمية طفلها لوكي، قرر كريتوس تسميته أتريوس، ويكشف كريتوس خلال أحداث الجزء الرابع عن سبب اختياره هذا الاسم، والذي يخص جندي اسبرطي شاب كان تحت قيادة كريتوس.
على ما يبدو أن هذا الجندي الشاب ترك انطباعًا جيدًا لدى كريتوس، حيث يقول أنه كان مليئًا بالأمل حتى في أحلك الأوقات وضحى بنفسه في النهاية لإنقاذ أصدقائه، وبالطبع، هذا يختلف عن الأسطورة اليونانية الشهيرة، حيث كان أتريوس اسمًا لملك ابن بيلوبس وهيبوداميا.
قام بإخفاء Blades of Chaos بعيدًا للهروب من ماضيه
يقول Cory Barlog مخرج الجزء الرابع عن سبب غياب سلاح كريتوس الشهير في اللعبة الصادرة عام 2018:
سلاح Blades of Chaos يمثل وقتًا مظلمًا جدًا في حياة كريتوس، إنه ليس مجرد سلاح بالنسبة له، بل إشارة إلى أن شخصًا ما خدعه، وأنه قام بصفقة سيئة، وارتكب خطأ فادح، وبما أن جزءًا من شخصيته يريد المضي قدمًا، فالحل الامثل كان إخفاء هذا السلاح وتركه وراءه.
قضى معظم وقته في الغابة لتجاهل التفكير في الماضي
على الرغم من وجود عائلة ثانية والبدء من جديد، لم يصبح كريتوس رجل عائلة بالمعنى الحرفي، ولم يبقى بجوار عائلته طوال الوقت، حيث كشفت مواقف مختلفة في الجزء الرابع أنه قضى وقتًا قصيرًا جدًا في المنزل وكان عادةً يصطاد في الغابة.
من الطبيعي أن عدم الانخراط في أي نشاط سيترك كريتوس لأفكاره الخاصة التي ربما ترتبط جميعها بالحزن والقلق والدماء والانتقام والدمار، كانت هذه أيضًا طريقته لمعرفة المزيد عن الأرض الجديدة التي يعيش عليها والمخلوقات التي تسكنها.
تلك هي أبرز المعلومات التي جمعناها لكم عن الفترة الزمنية الغامضة التي سبقت أحداث الجزء الرابع، شاركونا أرائكم بخصوص أحداث اللعبة وجزئها المرتقب في عام 2022، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 تفاصيل في قصة God of War ربما تلاحظها أول مرة“.