بالنظر لتاريخها الحافل في فئة ألعاب القصة الفردية، لا شك أن معظمًا “صُدم” من التقارير الأخيرة التي تحدثت عن لعبة God of War خدمية قيد التطوير إشراف Bluepoint قبل أن تقوم Sony بإلغائها، ولحسن الحظ، يعني هذا القرار أن السلسة ملتزمة بتجاربها القصصية في المستقبل القريب على أقل تقدير، ما يقودنا للتساؤل، ما القادم لسلسلة God of War؟ وهل ستستمر رحلات كريتوس بلا توقف؟ أم سيحصل على الاستراحة التي يستحقها ويسلم الشارة إلى بطل جديد يستكمل مشواره الحافل، وبالطبع لا يوجد أفضل من ابنه الوحيد لتولي هذه المهمة.
أحد أكثر التحولات إرضاءً وغير المتوقعة في لعبة God of War Ragnarok هو الانتقال إلى منظور أتريوس، على الرغم من أن سلسلة God of War لم تكن أبدًا من مناصري الشخصيات المتعددة القابلة للعب؛ حيث كان كريتوس دائمًا في قلب القصة.
مع تولي أتريوس جزءًا من المحتوى التفاعلي في Ragnarok، وبما أنه في نهاية اللعبة ينطلق في مغامرة خاصة به، يبدو أن الساحة مهيأة له لقيادة قصة فرعية.
تولي أتريوس دور البطولة في الأجزاء الرئيسية أو حتى في لعبة فرعية هي محض افتراضات لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، لكن يبدو أنها خطوة تالية محتملة للسلسلة، إذ تلمح Ragnarok وإضافةValhalla بقوة إلى أن كريتوس أصبح أكثر سلمية وانتقاله إلى دور قيادي بدلاً من التواجد في الخطوط الأمامية للحرب، ومن المؤكد أن الرجل كبير بما يكفي في السن بحلول الوقت الذي تنتهي فيه القصة.
ليس من المرجح أن يكون كريتوس غائبًا تمامًا عن ألعاب God of War المستقبلية – سيكون هذا مفاجئًا بالتأكيد – بل أن أتريوس، بشبابه وكونه في مرحلة النضوج، يمتلك إمكانيات أكبر لسرد قصص أوسع.
لطالما ترددت شائعات حول “نصف تكملة” للعبة God of War Ragnarok، وقد يكون هذا هو المكان المثالي لقصة خاصة بأتريوس فقط بعيدًا عن مراقبة والده المستمرة، نتحدث هنا عن شيء مشابه لألعاب Marvel’s Spider-Man: Miles Morales و Uncharted: The Lost Legacy.
هل كشف أتريوس عن كل ما في جعبته في Ragnarok؟
لدى اللاعبين فكرة بالفعل عن كيفية اللعب بشخصية أتريوس بفضل كونه الشخصية المحورية الثانية في God of War Ragnarok، رغم ذلك، تسبب هذا في بعض القلق بين اللاعبين الذين يتوقعون أن تكون اللعبة القادمة من السلسلة من بطولة أتريوس، إذ تبدو قدراته القتالية مشابهة بشكل ملحوظ لقدرات كريتوس. صحيح أن أتريوس يتميز بمهارات القتال عن بُعد، وسرعته الأكبر، وقواه الفريدة مثل القدرة على تغيير الشكل، لكن هذه المزايا لا تؤثر على أسلوب اللعب اللحظي بما يكفي لجعله مختلفًا بشكل كبير عن كريتوس.
بصرف النظر عن كل ذلك، فهو يبدو مختلفًا بعض الشيء عن كريتوس، ، وكانت أقسام اللعب الخاصة به في Ragnarok تغييرًا لطيفًا في وتيرة الأحداث، ولكن إذا كان أتريوس سيصبح بالفعل النجم الرئيسي لمغامرته الخاصة، فإن كونه الشخصية الوحيدة القابلة للعب لا يبدو مثيرًا بما يكفي كما كان الحال مع كريتوس، كما أن هناك مساحة أقل للتطوير، حيث إن God of War Ragnarok قد قدمت بالفعل مسار تقدم خاصًا بأتريوس لترقية مهاراته وقدراته.
أسلوب لعب أتريوس يمكن أن يبهر اللاعبين في ألعاب God of War المستقبلية
اللعب بشخصية أتريوس في مغامرته الفردية المفترضة قد لا يكون ذا تأثير كبير أو جديد تمامًا بسبب اختيارات أسلوب اللعب في Ragnarok، ولكنه مازال بإمكانه أن يكون منعشًا ومثيرًا بطرق مختلفة. يمتلك اللاعبون بالفعل فكرة عامة عن نقاط القوة والضعف لدى أتريوس كمقاتل، لذا ربما يمكن للعبة الفردية أن تستغل هذه التوقعات: يمكن وضع أتريوس في مواقف تكون فيها استراتيجياته المعتادة بالقوس والسهام غير فعّالة لأي سبب، مما يجبره على التكيف وإتقان أسلحة أو تعويذات جديدة تعيد تشكيل تجربة القتال وتجعلها أكثر تنوعًا.
بهذه الطريقة، يمكن لمغامرة أتريوس الفرعية أن تقدم أسلوب لعب يعكس طابعها السردي الفريد. قد يجد أتريوس نفسه غارقًا في تحديات هذه الرحلة، خاصةً أنه بعيد عن والده، ومعظم حلفائه، وأجواء وطنه المألوفة.
جعل اللاعبين يشعرون بنفس الارتباك والضعف يمكن أن يعزز قصة اللعبة، حيث سيضطرون لتعلم مهارات جديدة وتجربة شعور عدم الراحة جنبًا إلى جنب مع البطل، قد لا يتكرر ذلك الشعور المذهل عند اللعب بشخصية أتريوس لأول مرة، لكن يمكن لاستوديو سانتا مونيكا أن يستغل الأساس الذي تم وضعه في Ragnarok لتحقيق تجربة أعظم وأكثر تأثيرًا كما فعل الاستوديو مع جزء 2018 الذي شهد تغيير السلسلة جذريًا مقارنة بتوجهها الأصلي.
