ستكتب لعبة God of War Ragnarok السطر الأخير في ملحمة كريتوس بالأراضي الإسكندنافية، بعدما قادت كل المواقف البطل الإغريقي وابنه الوحيد للمعركة النهائية في الميثولوجيا النوردية المعروفة باسم “راجناروك”، وبينما يستعدان لمواجهة خصوم أعتى وأشد بأسًا مثل Thor و Freya، دعونا نلقي نظرة على شخصية “فريا” تحديدًا والتي لعبت دورًا بارزًا في أحداث الجزء الماضي، وتستعد للانتقام من كريتوس في الجزء الجديد.
في الوقت الذي ننتظر فيه الكشف عن موعد إصدار اللعبة الرسمي في عام 2022 على PS4 و PS5، سنستعرض معكم في سلسلة مقالات ثقافة الألعاب معلومات مهمة حول شخصية “فريا” وقصصها المعروفة من الأساطير الإسكندنافية، والدور الرئيسي المتوقع أن تلعبه ضمن أحداث God of War Ragnarok.
التفاصيل التالية تتضمن حرق لأحداث لعبة God of War 2018، لذا وجب التنبيه، اقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
حقيقة فريا الغامضة
كما هو معتاد في الأساطير الإسكندنافية، فإن القصص حول فريا متنوعة ومتناقضة في بعض الأحيان، ولكن يتمثل التحدي الأكبر الذي سيواجه استوديو Santa Monica في الاطلاع على جميع تلك الروايات واختيار أكثرهم ملائمة لأحداث اللعبة المرتقبة. كانت هناك إشارات عديدة للقصص الأسطورية حول فريا في اللعبة الأولى، ومن الواضح أن فريق التطوير اعتمد على التفسير القائل بأن الإلهة Freyja (تهجئة إسكندنافية قديمة لفريا) و Frigg هما نفس الشخص، وبالعودة لأحداث اللعبة الصادرة في عام 2018، سنجد أنها تُعرف بكلا الاسمين، وكذلك ساحرة الغابة (Witch of the Woods).
فريا في ألعاب God of War
شخصية فريا التي ظهرت في لعبة God of War السابقة تُعد اندماج لشخصيات Freyja و Frigg سويًا، ولتبسيط الأمر قدر المستطاع، يتم الإشارة لكل من Freyja و Frigg في الأساطير الإسكندنافية كزوجات لـ”أودين”، ولكن الفارق أن Frigg هي والدة “بلدور” وماتت لاحقًا بسبب “لوكي”، كما أن اسمها استخدم لاحقًا للإشارة إلى يوم الجمعة في الفولكلور الاسكندنافي Frigg’s Day، أما Freyja فأنجبت من زوجها أودين اِبنتين، همل هنوس وجيرسيمي.
ترتبط أسطورة Frigg بالأمومة والزواج والقدرة على التنبؤ، وفي بعض المصادر، يُشار إليها و Freyja على أنهما شخصان مختلفان، استخدمت God of War بالفعل تلك الصفات في تصميم الشخصية وقصتها، أما باقي السمات والقصص التي شاهدنها لشخصية فريا طوال أحداث اللعبة فهي مبنية بشكل أساسي على القصص الأسطورية حول Freyja.
هناك بعض الإشارات في الأساطير الإسكندنافية إلى قدرة Freyja على التحول إلى طائر، كما حدث في اللعبة، كذلك استخدمت السحر لمساعدة آلهة Aesir مثلما فعلت مع أودين، وتنتمي لآلهة Vanir، وهم مجموعة من الآلهة المرتبطين بالخصوبة والحكمة والقدرة على رؤية المستقبل.
غالبًا ما يُشار إلى Freyja على أنها رفيقة للخنزير، والذي كان ذات يوم رجلاً يُدعى Hildisvini؛ وهو نفس الخنزير الذي قام “أتريوس” بإصابته ضمن أحداث اللعبة، على الجانب الآخر، تمتلك Freyja قلادة تُعرف باسم Brisingamen ويُشار إليها كثيرًا في الأساطير، وظهرت ضمن أحداث اللعبة بالفعل ولكنها تحمل اسم Baldur عندما تسوء الأمور.
وفقًا للأساطير الإسكندنافية، تلك القلادة هدية لفريا من الأقزام، لكن في اللعبة حصلت عليها من ابنها بالدور، كذلك أوضحت اللعبة أن فريا هي الملكة السابقة للـ Valkyries.
فريا في الأساطير الإسكندنافية وقصص لم يتم تقديمها بعد
هناك الكثير من القصص الرئيسية في أسطورة Freyja لم تتطرق لها ألعاب God of War بعد، ونتوقع رؤيتها في Ragnarok مع بعض التعديلات، بعضها قصص فرعية لن تؤثر في أحداث اللعبة مثل عربتها التي تجرها القطط، والتي ستكون إضافة مرحب بها بلا شك، وحكايات أكثر إثارة وغموض، ولكن بما أن الرؤية اتضحت، وندرك جيدًا أن صديق الأمس أصبح عدو اليوم، يجدر بنا النظر إلى حلفاء فريا المتوقع أن تتعاون معهم في أحداث الجزء القادم للتخلص من كريتوس وابنه.
أحد هذه الشخصيات هو Freyr شقيق فريا الذي لم يسبق له الظهور في اللعبة، ويتوقع مشاركته في أحداث اللعبة القادمة في 2022 بالنظر لكونه هو وفريا توأمان، ولكن تبقى النقطة المثيرة للجدل هي أن أسطورة Freyr مرتبطة بالسلام والازدهار، لذا، لا نعرف كيف سيتم تقديمه في لعبه تتحدث عن الحرب والدمار والانتقام.
هناك قصص أكثر تعقيدًا ستكون محور الأحداث في Ragnarok بلا شك، مثل ارتباط Freyja الوثيق بـ Valkyries (مجموعة من الشخصيات النسائية التي تختار أولئك الذين قد يموتون في المعركة وأولئك الذين قد يعيشون) والسبب في ذلك هو أن نصف الذين يموتون في المعركة يذهبون إلى فالهالا (قاعة أودين)، أما النصف الآخر فيذهب إلى جنة Freyja السماوية المعروفة باسم Folkvangr، ما يعني أن فريا تسيطر على نصف الموتى وهو ما سيترتب عليه عواقب ضخمة.
تشير الأسطورة إلى نهوض الموتى في فالهالا لمساعدة أودين في معركة راجناروك، ومع قدرة فريا على التحكم في النصف الآخر، يبدو أن كريتوس بصدد مواجهة التحدي الأكبر طوال حياته والأصعب بلا شك، رغم ذلك، لم يتم ذكر جنة Folkvangr في اللعبة الأولى، وبالتالي، فالأمر محض تكهنات في الوقت الراهن.
علاقة فريا بمحاربات Valkyries
نقطة أخرى أكثر إثارة للاهتمام هي تلك المرتبطة بمحاربات Valkyries، فهم معروفون بمرافقتهم لأولئك الذين يموتون في المعركة إلى فالهالا، لكنهم شكلوا الزعماء الأكثر صعوبة في اللعبة الأولى وعانى كريتوس كثيرًا لتحريرهم من لعنة أودين، وهو العقاب الذي فرض عليهم بعد الاستغناء عن ملكتهم فريا، ما يعني أن فريا هي السبب الرئيسي في معاناتهم، وبما أن معارك كريتوس ضدهم كانت بهدف تحريرهم، قد تنقلب الأمور رأسًا على عقب في الجزء القادم ونراهم يتعاونون مع كريتوس ضد فريا لأول مرة.
منذ أن كشف المطورون أن God of War Ragnarok ستكون آخر لعبة تجري أحداثها في العالم الإسكندنافي، فهناك الكثير من القصص الأسطورية التي ربما لن يتم تضمينها، على الجانب الآخر، يعد كل من Thor و Freyja من الشخصيات الرئيسية في الأساطير الإسكندنافية، ولذا فمن المنطقي أن يكون لهما أدوار كبيرة في اللعبة المرتقبة نظرًا لأن فريا التي شاهدناها في اللعبة هي أيضًا Frigg وأم بلدور، وبالتالي، فمن المحتمل جدًا أن تكون قصتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأتريوس والنهاية المأسوية التي تنتظرها على يده.
تلك هي أبرز القصص والسيناريوهات المرتبطة بشخصية فريا والمتوقع أن تشملها أحداث لعبة God of War Ragnarok، شاركونا توقعاتكم لحصرية بلايستيشن المرتقبة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “God of War: أشياء قد لا تعرف أنها حدثت في الفترة الفاصلة بين الجزء الثالث والرابع“.