كثيراً ما نسمع أخباراً عن إعادة إنتاج لألعاب قديمة على الأجهزة الحديثة وآخر نتاجات هذه المشاريع كانت لعبة Crash Team Racing Nitro-Fueled التي تم إصدارها آخر شهر يونيو وحققت فعلاً نجاحاً كبيراً، ولكن ما هو السبب الذي يدفع الشركات إلى مثل هذا الأمر؟ ولماذا رغم قدم الألعاب إلا إنها تحقق الكثير من الأرباح المعقولة إن لم تكن أرباح جنونية؟
في البداية يجب أن نعرف بأن عملية إعادة الإنتاج تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية ونوع رابع ليس بمثل شهرة الأنواع السابقة. سأشرح بشكل مبسط هذه الأنواع ومن ثم سنبدأ الحديث عن ضرورة هذا الأمر وتأثيره على الشركات والجمهور.
أنواع إعادة الإصدار:
-
التحسين (Remaster):
تطوير لرسومات وأصوات لعبة من الجيل السابق مع تعديلات طفيفة على الأكواد من غير تغييرات جذرية لتتمكن من تشغيل اللعبة بجودة أعلى من السابق. في هذا النوع نجد أن الفرق بين النسختين لا يكاد يذكر كون أنه تم تحسين الرسومات فقط من دون تغيير أساس اللعبة. وخير مثال على ذلك هو The Last of Us.
-
إعادة الصنع (Remake):
إعادة بناء لعبة من الصفر صدرت على جيل أقدم بأكواد جديدة مع الاحتفاظ بكامل تفاصيل اللعبة من قصة وأحداث وشخصيات بجودة أعلى وتحسينات أكثر. هنا قد نلاحظ تغير في اللعبة من حيث التصوير والحركة وربما طريقة اللعب ولكن نجد أن الأساس ثابت وتتطابق اللعبتين من حيث القصة وخلافه ولكن تختلف في الإخراج. وللفهم أكثر أرجو منكم مشاهدة الفرق بين Resident Evil 2 التي صدرت مؤخراً وبين اللعبة القديمة.
-
الإحياء (Reboot):
نشر للعبة أو سلسلة ألعاب صدرت على الجيل السابق أو ما قبله بقصة وأحداث جديدة مع الاحتفاظ بالمفهوم الرئيسي والطابع العام للعبة وغالباً ما تكون الأحداث قبل القصة القديمة (Prequel) أو بعدها (Sequel). ولعل أفضل مثال لذلك هو لعبة Tomb Raider حيث ظهرت اللعبة بمفهوم مختلف وقصة جديدة ولكن لا زالت تملك روح المغامرة والإثارة.
-
التشنيع (Demake):
هو بناء لعبة من الجيل الحديث لتعمل على أجهزة الجيل القديم. وهذا هو سبب قلة شهرته ولكن لا ننكر وجوده. في الحقيقة ستجد أن غالبية الموجود هو تخيلات للجماهير ولكن هناك ألعاب صدرت فعلاً لأجهزة قديمة وهي Halo 2600 والتي صدرت لجهاز أتاري 2600.
ولكن لماذا تجهد الشركات نفسها في إعادة إنتاج لعبة معينة في حين كان من الممكن أن تبدأ قصة نجاح جديدة؟ السبب هو أن نسبة نجاح لعبة جديدة أقل من نسبة نجاح إعادة صنع لعبة قديمة ناجحة لذلك تلجأ الشركات لإعادة صنع ألعابها القديمة لتحقق نجاحات جديدة بناء على نجاحها في السابق. حيث أن جمهور الألعاب القديمة حتماً سيشتري اللعبة المحسنة ليستمتع بذات التجربة القديمة برسوم حديثة هذا بالإضافة إلى اكتساب جمهور جديد للعبة مما يزيد نجاحها بلا شك. أيضاً تلجأ هذه الشركات إلى هذا الفعل لتثبت وجودها في السوق حيث أن بعض الشركات تكاد تنسى في السوق ولكن مع إصدار مثل هذا الألعاب تزداد شهرة الشركة أكثر فأكثر مما يرفع أسهمها في السوق. أيضاً بعض السلاسل انتهت بشكل كارثي أو بمعنى أصح لم تتأقلم مع تغيرات السوق لذلك تقوم الشركات بإعادة إحياء هذه السلاسل وتغيير أفكارها وأسلوب لعبها مع الحفاظ على أصل اللعبة وذلك لتستمر السلسلة بعد تصحيح أخطائها. ولكن النجاح ليس مضموناً دائماً فلقد رأينا ما حدث لسلسلة Medal of Honor من فشل ذريع إلى الحد الذي جعل شركة EA توقف اللعبة تماماً.
الجمهور هو سبب نجاح الشركات وفشلها لذلك من المهم أن تلبي الشركات تطلعات الجماهير بما لا يخالف أهدافها التجارية وهذا سبب آخر يدفع الشركات لتلبية طلبات الجمهور بإعادة صنع ألعابها القديمة على الأجهزة الحديثة. فالعديد من اللاعبين يريدون أن يعيشوا التجربة القديمة لهم مجدداً ولكن لا يمكنهم ذلك لعدة أسباب أهمها عدم توفر اللعبة للأجهزة الحالية أو عدم ملائمة الرسومات لهم لذلك يطالبون الشركات بإعادة إنتاج الألعاب القديمة بما يناسب الأجهزة الحديثة.
ولكي تنجح هذه الألعاب يجب عليها مواكبة الجمهور الحالي، فتغير رغبة الجمهور وتوجهه يصعب الأمر على نجاح مثل هذه الألعاب ولهذا يجب أن تتحقق الشركات من توجه السوق الحالي وتحاول أن تواكبه من غير أن تفقد اللعبة نكهتها وهذا هو ذات الخطأ الذي وقعت فيه شركة EA مع لعبة Medal of Honor حيث تخلت عن إنتاج اللعبة في حقبة الحرب العالمية الثانية لتنتجها في حقبة حروب العصر الحديث وهو ما جعلها تتراجع بشكل كبير بسبب تخلي جمهورها عنها وفشلها في جذب جمهور جديد مما أفقدها الكثير من الأرباح.
بعد كل ما سبق، هل الأمر ضروري؟ هل يجب لكل لعبة قديمة أن تحصل على فرصة جديدة؟ “لكل زمان ألعاب ورجال” ومن هذا المنطلق فإن الشركة إن لم تتمكن من مواكبة الجيل الحالي فلن تتمكن من إقحام لعبتها القديمة في هذا الزمان بل وستخسر أيضاً الجمهور القديم وهذه معادلة صعبة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خصوصاً عندما تقرر الشركة إعادة صنع لعبة أو إحيائها حيث أن الأمر أسهل إن قررت التحسين فقط. من وجهة نظري أرى بأن هناك ألعاب وسلاسل تستحق بل ويجب أن تحصل على فرصة جديدة وأهمها هي سلسلة Metal Gear Solid وغيرها الكثير ولكن لا أظن أن يتم قبول خوض مثل هذه المغامرة من قبل شركة Konami خصوصاً بعد الخروج الصادم للأب الروحي للسلسلة هايدو كوجيما منها.